بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟ مسؤولون يمنيون يشاركون في دورة تدريبية في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية بالتعاون مع الأمم المتحدة والسفارة اليمنية بالدوحة تظاهرة حاشدة للمعلمين في مدينة تعز تفاصيل توقيع ''تيليمن'' على اتفاقية مع شركة عالمية في دبي لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية الحوثيون في البيضاء سجل حافل بالإنتهاكات.. تقرير يوثق أكثر من 8 آلاف واقعة انتهاك فعاليات تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا تبدأ يوم الإثنين ماذا يعني انتشار شرطة غزة مع بدء موعد الاتفاق وكيف علق إسرائيليون؟ الوزير المتطرف ''بن غفير'' ووزراء حزبه يقدمون استقالتهم من حكومة نتنياهو بدء سريان اتفاق وقف الحرب على غزة.. اسرائيل خرقت الاتفاق مبكراً وحماس أعلنت أسماء أول 3 رهائن اسرائيلية حماس تعلن هوية الأسيرات الثلاثة اللاتي سيفرج عنهن
إن لعنة الصمت التى حاقت بالشعوب العربية في استمرار العبودية السياسية للحاكم والتى استمرت زهاء تسعين عاما قد جمد الوضع العربي حتى اشتعلت وتيرة الثورة مجددا لتنادي بالحرية المغصوبة ويبقى أمل الثورة عالقة بدعاوي الحوار والمبادرات التى تستخدم لإضعاف القوى المعنوية بعد استضعافات القوى المادية التى مارستها القوى العسكرية على شعوبها ، لم يعد للصمت حدودا بعد الوعود الحاكمة للتغيير والاصلاحات السياسية والاقتصادية التى ما فتئت أن تكون سرابا، لم نجد الشعوب العربية من قادتها سوى الخطابات الفرعونية والألوهية المطلقة التى ترفض القيم الديمقراطية وتمتنع عن الجواب استظهارا بقوتها وعلوها ونقمتها من الشعب التى رضي الخنوع طوال العقود الماضية .
أخيرا وعت الأحزاب الاسلامية والقومية أن خطر الاستبداد أشد وأنكى من الاحتلال الاجنبي فلم تتبدد القيم الدينية خلال الاستعمار الاجنبي للبلدان الاسلامية بل زادت من قوة وظهور شخصيات عربية وقومية حافظت على قيم الاصالة والحضارة واستخدم قوة الممانعة والتدافع وبزت خلال تلك الفترة كتبا في السياسة والحكم بل إن مقالات العروة الوثقى تفوق رسائل الدكتوراه لأعوام الاستبداد وانتشار الجامعات وتحصينها بالبناءات والقوانين والظلم الذي أخرج علماء سلطة مشوهين ذواتهم ومشوهين الحقيقة لشعوبهم حتى استطاع المتفيقهون أن يكونوا فقهاء . أما خلال فترات الاحتلال الاجنبي كان علماء الأزهر الشريف والجامع الكبير و الحرمين الشريفين يتقدمون الشعوب العربية في قياداتهم الاجتماعية والسياسة ويوقدون الوعي بقيم الحرية والشورى والوحدة والتسامح، لم تكن لغتهم ملوثة بأدران السياسات السلطوية ولم تكن أطرافهم تمتد الى الحكام طالبين رسمية الفتوى ورضاها من المؤسسات السياسية ورضى الملك والرئيس والأمير، فلم تكن الفتاوى السياسية المغلفة بالشحنات العقائدية تتحدث بلغة الكراسي الاستبدادية وعيون الرحمة الكاذبة ، لهذا لم نجد فتوى دينية خلال فترات ما سبق من احتلال يجيز استبقاء القوى الاجنبية في بلدان اسلامية ، وحينما تلوثت الشعوب بالسياسة ولوثتها العبودية الاستبدادية وعبودية العالم لبطنه ورزقه وجدنا علماء السلطة يفتون بجواز الاستعانة بالقوى الطامعة لثروات الأمة ويجيزون قتل الشعوب التى تريد الخروج من عبودية الذلة و حرية الطاعة المطلقة للاستبداد الفاقد لشرعيته الدينية والشعبية فالحرية في الطاعة يتفنن بها الشعوب المستعبدة حتى يصير الحاكم الها ولا كفر عليهم لأنه في نظر علماء السوء أبن الله ولا يجوز الخروج عليه.
الفارق بين ما سبق وما هو الآن أن الشعوب العربية في عهد علماء التحرر والحرية والشورى لم يجدوا لهم شعوبا تلتف حولهم بينما اليوم وجدنا شعوبا تتحرك بدون علماء ولكنها ولدت مخاضات كتب السابقين وفتاويهم قناعة بالحقيقة المفقودة وعودة اليها حتى تحركت فيهم قيم الاصالة للكواكبي والافغاني والنائيني والحسيني والمنصور والطاهر وغيرهم من خلفاء العز بن عبد السلام وتراكمت المعرفة سنونا حتى تحركت بعد أن اصبح شبح الاستبداد يهلك الحرث الاقتصادي والنسل الاجتماعي بدور السكر و الاباحية والربا والحيلة والفساد في البحر والجو والبر.
الشعوب وعت وتعلمت وقدمت تضحيات الصمت الماضي برجال أصبح العامي مدفعا ألجم عواء فقهاء السلطة في مصر وسوريا واليمن والبحرين فكأنه وحي القلوب وجد له حضنا في السماء فاستقبلها والهمها الصبر والشجاعة فتعالت الحرية وشمخت أنفة برجالها لتعانق الموت في رحاب الصبر والرباط ضد عبودية الانسان لأخيه الانسان.