آخر الاخبار

وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية

الحوثيين يدُ تصافح الثورة و يدُ تهادن النظام
بقلم/ عناد الفقيه
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 8 أيام
الأربعاء 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 09:09 م

خلافاً مع البعض فأنا لا أشكّك بالأخوة الحوثيين و انتمائهم للثورة و سعيهم الجادّ لإسقاط النظام و لكن ما يحدث من تجاوزات للحوثيين سابقاً من بداية الثورة و خلال الأيام الأخيرة خصوصاً أثبت للجميع أن مصالحهم الذّاتية فوق كلَّ المصالح و فوق المصلحة الوطنية للأسف.

اذا أعدنا الذاكرة و النظر قليلاً الى الخلف فسنجد أن قيادات من المعارضة قد حاولت بشكل أو ءآخر إستبعادهم أو إقصائهم عن المشهد السياسي تقرباً منها ربما للرضى السعودي و قد كان ما سمّي بالمجلس الوطني مثالاً جليّاً على الإقصاء الواضح للحوثيين و الشّواهد الأخرى كثيرة .

و نشكر بدورنا التعقّل و التفهّم الحوثي و مقابلته لذلك بتمسّكه بالموالاة للثورة و وحدة الصف و عدم إثارة انشقاق و فتنة كما تأمّل داعم فكرة الإقصاء.

التغاضي من قبل البعض و التهرّب من الإعتراف بأن الحوثيين يمثّلوا قوة سياسية استراتيجية عسكرية قوية أسلوب خاطئ يمارسه المشترك خصوصاً و غيره عموماً.

فمن غير المنطقي تعمّد إقصاء هذه القوة المؤثرة بعيداً عن القناعة والإقتناع بتوجهاتهم و سياساتهم و حفاظاً على الوحدة التكتلية لمفترق القوى الثورية في الساحات و الأصعدة السياسية والإعلامية و الحوثيين جزء من هذا الشعب و ليسوا إيرانيين أو عملاء لهم أو مدعومين منهم - مع احترامنا لهذه الدولة الإسلامية الصديقة - كما روّج الإعلام السعودي و اليمني في السابق و كما يتخيّل للبعض أو يحاول إقناع نفسه بغية نيل الرضى الملكي السعودي أو لغرضٍ في نفس يعقوب.

أصبحت سياسة صالح الجديدة واضحة للعيان من خلال استغلاله أغلى كرتين امتلكهما مكراً و استخدمهما في السابق لممارسة ابتزاز و ضغوط على دول معينة أهمها السعودية و أمريكا و على رغم شحّ الوحدات المتبقية في كلا الكرتين - الحوثيين و القاعدة - فإن صالح قد قرر على مايبدو الى استهلاك بقية وحدات الكروت التي مازال يمتلكها حتى نفاذ الرصيد قبل أن يرحل.

بعد قرار مجلس الأمن بالذات قرر صالح إغاضة السعودية و الضغط عليها للوقوف ثانية الى جانبه بقوّة فقام بإرسال إشارة خضراء عبر قنوات اتصال مع الأخوة الحوثيين و الموافقة على توسّع بساطهم و التّسهيل المباشر لتحركاتهم و بطبيعة الحال فإن الأخوة الحوثيين و على رغم التزامهم بالثورة و عدائهم للنظام فلن يضيّعوا فرصة كهذه حتى و إن أتت من ألدّ أعدائهم أو من كان كذلك أو ما يزال.

أصبحت استراتيجية الحوثيين مركّزة متركّزة على خطّين متوازيين غير متوازنين:

- مواصلة مشوار الثورة مع بقية أطياف و قوى الشعب اليمني و تحمّلهم الإقصاء و سوء الفهم بينهم و بين بقية الأطياف و التكتلات الثورية و الحزبية و نيتهم و إصرارهم في مواصلة الثورة حتى النهاية و لا يشكك فيهم إلّا جاهل أو عميل أو مرتزق.

- إستغلال الجوّ العشوائي للنظام و فقدانه السيطرة على مراكزه و قواه و معسكراته في التّمدد الإستراتيجي و الفكري و العسكري للسيطرة على كلِّ ما استطاعوا له سبيلاً و سواءاً تم ذلك عبر غزوات أو إبرام اتفاقيات مع عدوِّهم السابق - النظام - طالما و أنه مستعدّ للبيعِ و الإهداءِ و لا إهتمام يبدونه أو علاقة تهمهم عن أسباب تعاونه معهم فالمهم لديهم الوصول للغاية أيّاً كانت الوسيلة و لعلّ هذه الأخيرة هي ما نختلف معهم فيها كثوار و شركاء و مواطنين و محبين.

سياسة عصابة النظام و بقاياه أصبحت ترتكز بشكل رئيسي على الإنتقام من الوطن و من الشعب و من الخليج و من مجلس الأمن و من العالم كلِّه و هذا الأسلوب يكمن في ارسال الإشارات الخضراء :

 - للموالين أمثال عملاءه في القاعدة في أبين و لبلاطجته في العاصمة خصوصاً و في بقية المدن و بعض المشايخ عموماً إضافةً الى بعض محرّكي التيارات السلفية أو الوهابية.

 - و لأعداءه و خصومه أمثال الأخوة الحوثيين و تتم ارسال هذه الإشارات الخضراء بنفس الوقت لإحداث الفتن و الطائفية و الحروب و الإستفادة من كلّ ذلك بغرض الإنتقام و التّهديد و الإبتزاز السّياسي و المادّي من أطراف معيّنة معروفةٍ من جهة و لغرض إطالة عمره و استجماع قواه من جهة أخرى.

جميعنا نتوقَّع أنَّ جنازة النظام قد أوشكَ قروب يومها و أدعو الأخوة الحوثيين من قلبٍ أخوي محبٍ شقيقٍ و صديق للحضور الكبير في التفكير و التركيز على إنجاز جنازة النّظام و المشاركة في الدّفن أكثر من التفكير في وراثته الغير شرعية