آخر الاخبار

السفير اليمني بالدوحة يبحث مع وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية تعزيز التعاون المشترك رئيس الوزراء يبلغ المبعوث الأممي بعد عودته من إيران: السلام لن يمر الا عبر المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً وزير دفاع خليجي يصدر بحقه حكم قضائي بسجنه 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار حكم قضائي بسجن وزير داخلية خليجي 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار . تعرف على القائمة الكاملة للأسماء الخليجية التي توجت في حفل Joy Awards 2025 بيان عاجل من مصلحة شؤون القبائل بخصوص هجوم الحوثيين على قرية حنكة آل مسعود .. دعوة للمواجهة بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين تحركات دولية وإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني .. والحاجة لمعركة وطنية يقودها اليمنيون بعيدا عن التدخلات  ملتقى الفنانين والأدباء ينظم المؤتمر الفني والأدبي الثاني للأدب والفن المقاوم بمأرب بمشاركة أكثر من 100 دولة و280 جهة عارضة اليمن تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 1446هـ بجدة

قمة اطفال الحجارة
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: سنتين و شهر و 28 يوماً
الخميس 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 08:11 م
 

‏ ‏ في نوفمبر 1987 أذهل الفلسطينيون العالم بانتفاضة أطفال الحجارة ، الذين كان الجيش الصهيوني يقتلهم بالرصاص الحي ، ويفقأ أعينهم بالقنابل المطاطية ..

هيجت حجر الطفل الفلسطيني مشاعر إحرار العالم ، ولكنها لم تحرك مشاعر القادة العرب حينها الا بعد ثمانية أشهر من لهيب النار والحجر، فعقدوا قمة الجزائر في يونيو 1988م .. ‏

‏ولانه كان لا يزال في الوجه شيء من عرق وماء انعقدت قمة الجزائر، وخرجوا بقرارات ملزمة تحفظ ما تبقى من ماء الوجه..

فقرروا:

• دعم فعالية الانتفاضة •

‏الالتزام بتطبيق أحكام المقاطعة.

• إدانة السياسة الأمريكية المشجعة للعدوان..

تلك القرارات افرزتها قمة عربية كان فيها رؤساء وملوك لا يزال فيهم شيء من خجل ، فلم يعترض زايد بن سلطان ولا فهد بن عبد العزيز على قرار دعم الانتفاضة، والمقاطعة، ولا على ادانة السياسة الامريكية، وهي الحامية لعرشيهما منذ النشأة.

‏ ‏لم يقل شيخ الامارات، ولا ملك السعودية حينها "بان اسرائيل تدافع عن نفسها ضد الارهابيين الفلسطينيين" كما يفعل اليوم ورثة حكمهم في ابو ظبي والرياض. ولم تعترض السعودية على ادانة التطبيع وهي المطبعة منذ زمن الملك المؤسس.

تداعيات الحجر :

تحت هذا العنوان أتذكر بانني كتبت عمودا صغيرا في الأخيرة من الثورة (الصحيفة) كانت كلماته اقرب إلى تداعيات وجدانية تجاه تضحية طفل الحجارة، وسخرية من تراخي القادة العرب أمام اصرار الحجر على الانتصار لطفلها..

قرأ أحدهم ماكتبت، وفسره وفهمه كما يفهم أي مسئول في السلطة خربشات قلم خارج النص، واعتبر انني قد أسأت بوصف لقاء الزعماء ب"قمة الحجر".. فتبرع وابلغ وزير الاعلام باكتشافه..

وكان الاستاذ حسن اللوزي (رحمه الله). ‏

ابلغني رئيس التحرير الاستاذ محمد الزبيدي (رحمه الله) بانزعاج الوزير ، وقال بضرورة زيارته.. وزرته في مكتبه ، وكان معه وكيله الأكثر حضورا في المشهد الاعلامي والثقافي حينها الاستاذ مطهر تقي (رعاه الله) ، وجدت الوزير في هدوء تام..

فقال وهو يخفي ابتسامة هادئة : ‏ اهلا يا عبد الوهاب.. ايش هذه قمة الحجر ؟! حولت الرؤساء الى "حجر وجعم" ..

صم وبكم .. لا تنسى انك تتحدث عن قمة لزعماء عرب في صحيفة رسمية لا تحتمل هذا التوتر ..!!

فقلت: الحجر اصبح ينطق يا استاذ حسن .. وانا كتبت عن فعل انتفاضة "اطفال الحجارة" ولم اقصد الاساءة .. ‏

أيد الاستاذ مطهر بلطفه ما ذهبت اليه..

وكان واضحا ان الاستاذ حسن -رحمه الله- قد قرأ ما كتبت، واستحسنه أيضا، وبالتأكيد لم يكن ليقرأ بعيون صاحبنا، لانه مثقف وشاعر بوزن ثقيل.

وصنعته هي الكلمة.. وفعلا كانت صحيفة الثورة، هي مدرستنا التي تعلمنا فيها ابجدية الرأي والرأي الاخر..

نصر قتلته القمم: "انتفاضة الحجر" كانت قد ولدت في نوفمبر 1987، وحققت انتصارا مذهلا .. ايقضت الرؤساء العرب من سباتهم حينما كان لا يزال هناك رؤساء وانظمة ..

وحينما كانت لاتزال عروبة وقضية ، وانتماء.. واستمرت انتفاضة اطفال الحجارة ، وصنعت نصرا قتلته القمم التالية، ووأدته اتفاقية اوسلو (سبتمبر 1993) ، حيث بدأ التشظي والانقسام ، لتعاود انتفاضة الحجر على استحياء من جديد على ايدي جيل من المقاومين، الذي يعترف بالقضية ولا يعترف بالزعامات والانقسامات. فلسطين دوما في الضمير والوجدان .