رئيس الإمارات يُبلغ أمريكا موقف بلاده من تهجير الفلسطينيين
السودان: الجيش يسيطر على محاور استراتيجية ويحاصر المليشيات في القصر الرئاسي
مدعوم من ترامب.. اليمني الأميركي أمير غالب يعلن ترشحه مجدداً لعمدة مدينة هامترامك
وزير النفط اليمني يربط استئناف تصدير الغاز المسال بوقف إيران دعمها للحوثيين
تصريحات جديدة للمبعوث الأممي حول السلام في اليمن ومعالجة الأزمة الإقتصادية
مدمر المدن يقترب.. ناسا ترفع احتمالات اصطدام الكويكب بالأرض
حماس تعلن عزمها الإفراج عن 6 رهائن إسرائيليين و4 جثامين
خطةعربية لإعمار غزة وبتكلفة تقديرية تصل إلى حوالي 20 مليار دولار
وزير الخارجية اليمني يؤكد بأنه لا يمكن ان تتخلي ايران عن الحوثيين الا بالعمل العسكري
أردوغان: سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها أمران لا جدال فيهما لأنقرة
صحيح أن شر البلية ما يضحك.
لقد ضحكت مع زميلي عبدالله عبدالوهاب وهو يحدثني عن انتظار ثوار في ساحة التغيير بصنعاء داخل مخيمهم لما سيأتي عنهم في قناة الجزيرة في حين أن القناة هي من تنتظر معلومات من فعلهم الثوري لتنقلها إلى العالم.
إنه ضحك كالبكاء، ولا غرابة أن يحدث هذا في ظل إدارة ساحة التغيير طوال أشهر بعقلية تنظيم الأعراس الجماعية، بدلا من إدارتها وفق رؤية فهمتها من رسالة كررها الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان من أن دور الأحزاب في الاعتصامات الشعبية وقبل ذلك في الحراك السلمي الجنوبي منذ سنوات هو مساندتها وليس السيطرة عليها.
وإذا بدا أن ثوارا ينتظرون اليوم مجيء النصر على فرس بيضاء في قناة الجزيرة، فقد انتظروا أمس كثيرا قدوم النصر على فرس المبادرة الخليجية، في حين تجمدت الثورة حينا في انتظار نهاية لمعركة الحمر قرب ساحة إقامتهم.
انطلقت مسيرات حاشدة في محافظات عدة الأيام الماضية تطالب بمجلس انتقالي، وهو ما ينبغي فعله، لكن المشكلة أنها مطالبة وضعت الفعل الثوري في خانة قصة(علي العكبري)وهي قصة شعبية تتحدث عن تكرار أحداث لا تؤدي إلا إلى الفراغ.
ووجه الشبه هنا بقصة علي العكبري أن الثوار ينتظرون الأحزاب السياسية لتشكيل مجلس انتقالي، والأحزاب تنتظر اعتراف الأمريكان والأوروبيين بالمجلس قبل تشكيله، وهؤلاء ينتظرون اعتراف الخليج، والسعودية تنتظر اعتراف الرئيس الساقط بالمجلس، وهكذا تتجسد قصة علي العكبري، ولا أدري أية صدفة هذه التي حدث فيها التشابه في اسم علي.
إن الفعل الثوري ينطلق من الساحات التي دفعت ثمنه منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة وما تزال تدفع الثمن دما وحياة، فلماذا تنتظر هذه الساحات الفعل من خارجها وهي من تصنعه؟!.
لقد برزت مكونات شبابية وشعبية عدة وكبيرة أيضا في مختلف المحافظات، ولا أدري لماذا لم تبادر هي في إعلان مجلس انتقالي يصنع النصر بدلا من انتظار أن يبعث رماد للاعتراف بمجلس منتظر.
لقد كان النظام الساقط طوال أشهر الثورة أكثر اشتغالا في المجالين السياسي والميداني من قوى سياسية أعاقت تنامي الثورة، وهاهو رماد النظام بعد احتراق أركانه يحاول أن يبعث في ركامه معنويات حياة ببث الرعب في أوساط الناس وقتلهم، كما حدث مساء الأربعاء من إطلاق الذخائر لأكثر من ساعتين في سماء المحافظات بمختلف الأسلحة بمبرر الاحتفال بنجاح عملية للرئيس الساقط، ولا ندري أية عملية يقصد بها.
وفي مقابل ذلك لا نلحظ سوى انتظار الثوار أن تعلن لهم قناة الجزيرة النصر أو تشكيل مجلس انتقالي.
إذا كان رماد النظام الساقط في صنعاء معيقا للمضي إلى الأمام، فما زال بإمكان ثوار المحافظات الأخرى وفي المقدمة تعز والجنوب أن يستمروا في الفعل الثوري المطلوب في اللحظة الراهنة للمضي بالثورة إلى غايتها.وأحسب أن الإعلان عن نواة مجلس انتقالي ستأتي من هناك حيث الفعل الثوري الأكثر حياة وتوهجا.