صحيفة الأيام
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 17 سنة و 11 شهراً و 10 أيام
الثلاثاء 16 يناير-كانون الثاني 2007 11:16 م

مأرب برس – خاص

صحيفة الأيام ،رغم ما قيل ولا زال عنها سواء فيما يتعلق برسالتها أو مواقفها، أو علاقاتها ،أو تكتيكها مع الرسمي والاجتماعي ،إلا أنها لعبت ولا زالت أدوارا تذكر يحسبها لها المواطن ،وأنت تراه يفتش عنها في مراكز التوزيع ..

تجمعت لها عدت مقومات تفتقد الصحف الأخرى إلى الكثير منها أهمها العمر الحافل بما عكسه عليها من رصيد تراكمي في مجال الرصد والمتابعة والتقاط المعلومة ،وتأسيس قاعدة بيانات متكاملة ،فضلا عن الاتكاء على شبكة من العلاقات وتشابك وتشبيك المصالح كلها ساعدت أن تكون رقما حاضرا وضاغطا في كلا الحالين بما يستفيد منه العام في السياق العادي ،وما تستفيد منه هي فيما يشبه البرجماتي تحت ساتر العام وبآلية اللوبي الذي يحسن توجيه والاستفادة من أوراقه بما يصل إلى تكوين درجة من الثراء ومستوى اجتماعي لأصحابه ابعد من الذي يمكن أن تهبه قبيلة قوية الشوكة وواسعة التشابك لرموزها ،أو بيت ممتد في الثراء.

تعرف الأيام وباحتراف لغة الإثارة للحدث وتوظيفه في صورة لا يجد نفسه الموظف العام والهام والمستثمر الهاي إلا أن يسوي الأمور معها بصورة ودية ،حاولت الشموع وبنتها أخبار اليوم ،وصحيفة الرأي العام اقتفاء الأثر ،لكن العجلة والخفة والسير السريع بعقلية المبتدئ ،لا تمكن على أية حال من امتلاك ما يقال عنه سر المهنة ،الذي يظل حكرا على المخضرم ابن وأبو المراحل ..

في مسح رقمي ونوعي لعينة ممثلة ،أداته المقابلة الشخصية من اجل الحصول على تقييم مقارب للرسالة والمسيرة والموقف ،تباينت الآراء إلا أنها تقاربت في المسائل التالية :

-أن دور الأيام في الآونة الأخيرة ما عاد بتلك الصورة التي كان عليها في السابق ،حيث كان في اغلبه رقابي تنموي يفضح تجاوزات الصغار قبل الكبار حتى في تلك المواقع المغمورة فضلا عن تلك الأخيرة ..

في بعض المحافظات الهامة والتي تعنى بها أكثر من غيرها ،أصبحت الأيام كناطق رسمي أو بأدق ببعض المساحيق هي من تفزع إلى تغطية التجاعيد والحفر ..

صاحب أو عائلة الامتياز إن زاروا بعض المحافظات ،فليسوا كما غيرهم إلى حضن الشارع إنما بمعية ما يشبه المراسم الرسمية وخمسة نجوم السلطات المحلية في المحافظة .

وان رأيت دورا رقابيا هنا أو هناك فإنما هو في اغلبه ثانوي قد تكرر نقلا ،أو من اجل الفرصة لإشعار المعني أنا هنا ،أو رد فعل كتأديبي غاضب .

-وبخصوص المسيرة فما تقاربت عليه الآراء أن هناك الكثير من الاضاءات تزخر بها في أكثر من محطة ومجال بأية حال تبلورت سواء في مجال الحقوق والحريات ،أو تعرية الفساد ،أو جوانب أخرى ،إلا أنها تظل باهتة وعليها أكثر من قول وعلامة بافتقادها إلى الهم الوطني العام ووجع الانتماء ،بما يعني في النهاية أن تلك الحركة إنما هي من قبيل المزايدات والمكايدات التي تحركها الرؤى الضيقة وهم التحوصل ..

-أما فيما يتعلق برسالتها ،والتي نعني بها الإستراتيجية البعيدة ،أو ما يحركك ويدفعك لأجله ..

فان الأيام هي أول من قال بان عدن للعدنيين منذ أيامها الأولى ،وهي اليوم كما في الأمس لا تستطيع أن تمسك برؤية ثابتة لها تستطيع أنت أن تقول من خلا لها الأيام هنا ..فتارة تجدها تقول بخطاب الاشتراكي فترتئي خيرا وتقول ذك مشروع حضاري وحدوي ،ثم تجدها وقد انقلبت فإذا بها تنعق بما تنعق به تاج ،وفي موقف ثالث وفجائي تجدها تنافح مع بعض السلطة لتنقلب عليها في النشر القادم

الذي انتهت إليه هذه المراجعة :

-ما زال للأيام حضورا وجمهورا يتركز في بعض المحافظات الجنوبية،ولها جمهورها بمقدار في المحافظات الأخرى ،لكن هناك وجع يعبر عنه القاريء منها بسبب ما يقوله عنها أنها تحابي بعض الجهات الرسمية خصوصا في الآونة الأخيرة على حساب همومه ومعاناته ،ويعتب عليها بشدة في مجال الالتزام العام.(الوحدوي)

-تعد أهم صحيفة أهلية في اليمن تبدع وبامتياز في ممارسة فن الضغط وابتزاز الموقف على الرسمي والمالي الفاعل ،تليها في الترتيب أخبار اليوم والرأي العام وان كانتا الأخيرتان ما زالتا في طور التأتأة مقارنة بما هي عليه الأيام

- إن أهم ما تقوم عليه الأيام هو علاقاتها بأكثر من مستوى وجهة

يلزم التأكيد هنا أن ما سبق ليس سوى تفريغ لمسح ميداني لعينة عشوائية روعي فيها التمثيل بأكثر من سبيل ،مجموع وحداتها خمسون شخصا لسبع محافظات يمثلون ما يطلق عليها النخبة ..

ومن ثم فا لباحث لا يسعه إلا أن يشكر كل من تعاون معه وجهد وكل جهة أخرى كان لها دور ويحتفظ بسرية البيانات المتعلقة بالأشخاص والجهات وفقا للأخلاقي ولضوابط البحث .

Alhager@gawab.com