واحد وانتم مئات وتخافون منه ..؟!
بقلم/ إبراهيم الصلاحي
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 25 مارس - آذار 2008 04:53 م

مأرب برس - خاص

هل يوجد لديكم سلاح ؟ لا يوجد بينكم رجل ؟ اقتلوه او اطرحوه أرضاً .. يخلو عنكم ظلمه .؟! 

كلمات وعبارات وأسئلة يتلقاها أبناء عزلة العنسيين –الجعاشن , خلال إعتصاماتهم اللامنتهية في صنعاء .!

ماذا يعرفون هؤلاء عن العنسيين ؟ ماذا يعرفون عن أبنائها ؟ماذا يعرفون عن طبيعتها ؟ ماذا يعرفون عن عزلة العنسيين؟

العنسيين هي عزلة من عزل الجعاشن , جنوب غرب مدينة اب , شمال غرب مدينة القاعدة , على بعد 30 كم منها ويبلغ عدد أبناءها ما يقارب 6000نسمة .

 العنسيين هي من أجمل المناطق في الجمهورية , ومناخها من أجمل المناخات .

لكن هذا الجمال الذي تحمله هذه العزلة والتي يقطنها 6000شخص , لم ينعموا بجمال طبيعتها , وحسن خضرتها , منذ 30عاما .

لم يستطع أبناء المنطقة العيش كما يعيش البشر في مختلف المحافظات , لان أبنائها مهجرون في مختلف البلاد , لأنهم لم يجدوا في منطقتهم الجميلة سوى الاستبداد والقهر والتعسف نحوهم .

6000 شخص لم يعرفوا قيام الثورة اليمنية .. ! ولاتأريخ 26سبتمبر 1962 م ولا أهدافها ولاما ينعم به أبناء اليمن ..!

كل هذا بسبب مظالم الشيخ , ومظالم أعوانه , الذين يمتلكون البيوت الفارهه والقصور الفاخرة بينما الناس لا يسكنون إلا في بيوت من زنك ( صنادق ) .

6000 شخص يكابدون العناء , ولا يعرفون إلا شبح الخوف , لا يعرفون إلا الشيخ ..!

اما سبب الخوف الذي يعانيه ابناء عزلة العنسيين –الجعاشن , خلال اعتصاما تهم , وجد عندما لا أنعدم من ينصفهم , او يتعاون معهم , فالشيخ بيده كل شئ ..!

القاضي في المديرية يعين فاذا لم يوالي من والى الشيخ , ويعادي من يعاديه , فان مصيره قد يكون التحويل..!

يعين مدير المديرية فيغرى بالأموال , وإذا لم يستجب للشيخ فيكون مصيره التحويل أو النقل , حتى يأتي من يوالي الشيخ.!

وكذلك مدير التربية , ومدير الصحة , ومدير الواجبات , ....الخ .!

فلا يجد الفرد من هذه العزلة إلا الشيخ , لأنه يعلم أن كل من في المديرية, بل قد يصل الأمر إلى المحافظة , يكونون معاونين للشيخ , بسبب مايصلهم من إغراءات ومكافآت , حتى أصبح الشيخ يتاجر بدماء الناس , ويتدخل في الشريعة , وفي الشئون الحكومية التي لا تكون الا عبر سلطة القضاء .حتى انه إذا وجد قتيل , يجبر ولي الدم على توكيله , لأنه يعلم أن كل من في المديرية من أعوان الشيخ..!, وعلى هذا المنوال .

إن الشيخ يتمتع بحصانة دبلوماسية , وحراسة مشددة لحمايته , وإرهاب الناس بهم .

كما أن الشيخ لا يرقب في مؤمن إلا ولاذمة , ممن يحاول إنكار سياسته , فيكون مصيره التشريد والإيذاء , بل قد يصل الأمر إلى القتل .

والسؤال الذي يطرح نفسه : ما الذي اسكت هؤلاء ؟ وما الذي دفعهم لفك صمتهم ؟!

إن صمت هؤلاء على شدة الظلم , وقوة القهر , لما وجدوا أنه حتى قاضي المديرية , ومديرها, ومدير الأمن , ومدير الواجبات , وهم أناس ليسوا تحت سيطرته , وليسوا من أبناء المنطقة , ولا يستلموا رواتبهم , ولا وظائفهم من الشيخ , ومع هذا فهم خائفون منه ..!!

أصبحوا يوالون من والي , ويعادون من عادي , حتى صاروا موظفين عنده ..!!

فلماذا لا يلام مثل هؤلاء ؟ولماذا لايحاسبون ؟

لماذا لإيلام من كان سببا في حمايته , والوقوف إلى جانبه ؟

ولماذا لا يعين من يناسب هذه المديرية ووضعها ؟

ولكن أظن أن التعيين يكون فيه مراعاة للشيخ أكثر مما فيه مراعاة للموطن الذي تزداد حاجته للمسؤل القوي يوما بعد يوم .

إني أستغرب, بل من المستغرب عندما اسمع كلام من مثقفين, وحملة شهادات , أن يصدر منهم لغة العنف لأخذ الحقوق ..! علما بان هذه اللغة لغة الضعف, لان بها مفاسد أكثر من المصالح , وإنهاء للقضية عند هذا؛ لكن عندما تكون المطالب بنضال سلمي فان الحقوق تستمر ولو لعدة أجيال .

إن أبناء العنسيين – الجعاشن قد كسروا الخوف واستخدموا قوة الإرادة بلسان واحدة , بقولهم : لا.... , يكفي الى هنا .

ووقفوا وقفة رجل واحد أمام الظلم والطغيان , يقاسون شدة البرد في حوش الإعلاميات في صنعاء , رافضين مايجري عليهم,

أليست هذه لغة القوة المطلوبة في عصرنا الحاضر ؟

أليست لغة الإرادة وقوة الوقوف أمام كل المسؤلين مطالبين بحقوقهم , هي لغة القوة ؟

أليس صبرهم في صنعاء لغة قوة ؟ أم ماذا نسميها ؟

لقد وصل مواطنو العنسيين الذين لم يقرئوا عن النضال السلمي إلى درجة متقدمة لأخذ حقوقهم عبر الطرق السلمية .

لقد كسروا هذا الحاجز عندما وجودا منفذا عبر منظمة حقوقية رائدة في حقوق الإنسان "هود" , ولها تقديرات دولية , وانجازات حقوقية , كنجاحها في قضية الصفة ورعاش في2007 , لهذا السبب كسر حاجز الصمت الذي لازم أبناء هذه العزلة لثلاثة عقود .

ان على الدولة والجهات الحكومية عدم اعتبار القضية سياسية, بل هي قضية إنسانية من الدرجة الأولي. ورغم ان المواطنة ليست رهنا على الانتماءات الخزبية , فأبناء المنطقة مؤتمر 100 %, والفوز سيكون للمؤتمر.

وحتى لا تفهم القضية بأنها مسيسة , او مدفوعة من قبل أحزاب أخرى , الايكفي حمل صور الرئيس , وحمل الخيل في كل اعتصام يقومون به ..؟!

لان المواطنين عندهم قناعة تامة بان المؤتمر هو حزبهم , وان الرئيس هو الوحيد الذي يمكن أن ينقذهم , فهل سيكون الرئيس عند حسن ظنهم ..؟!

لكن شعارهم : نحن لسنا ورقة ضغط تستخدم في الانتخابات , نحن لسنا مجرد ورقة بيد الشيخ , نحن بشر , لنا حياتنا , وهذا مافعلناه عندما أتينا الى صنعاء . 

 لنري للعالم بأسره , أن أهالي العنسيين هم بشر وليسوا ورقة في صندوق الاقتراع .

ان الشيخ يصنع ما يصنع , ويقول : الرئيس أمرني !!, والمؤتمر دفعني . !!

فهل المؤتمر والرئيس دفعه الى تشريد الأسر ؟ وهتك النساء ؟

ان الشيخ يدعو الى تحرير المرأة وتعليمها ..! , فهل تعليم الفتاه يكون بإثقال كواهل الإباء , وأولياء الأمور بالغرامات المالية , والإتاوات , وكذلك التشريد بهن ؟

أم إيصالهن إلى عراء شوارع اب للمطالبة بالأمان ؟

أم كيف يكون تحرير المرأة المستعبدة لمساعدة زوجها ووليها بما يلقى عليه من غرامات ؟

هل تحرير المرأة بالخنق , وهتك الستر , والترويع , والدفع , والتهديد , أم أن هناك لغة أخرى ؟

فإلى متى سيظل المؤتمر يتحمل اعباء وتبعات الشيخ ؟

والى متى سيستمر الرئيس يتحمل اقوال وأفعال هذا الرجل الذي يدعي انها بعلمه ؟

فإلى رئيس الجمهورية , الى الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام , الى كل عضو في المؤتمر , ان هذه الأفعال لا ترضيكم , وهذا التصرف يسيئ إلى الحزب والمنتمين إليه .

إلى رئيس الجمهورية الذي له بصمات واضحة في حل النزاعات الدولية والعربية , نرجو منه سرعة إيجاد الحلول لهذه القضية , وإيقاف الشيخ عند حدود المشيخه , كما هي معروفة لدى كل الأعراف اليمنية .

إلى كل المنظمات الإنسانية في العالم , الى كل منظمات حقوق المرأة , إلى منظمات المجتمع المدني , إلى نقابة الصحفيين , إلى كل ضمير إنساني , إلى الأستاذ : علي الانسي .. مدير مكتب رئيس الجمهورية – رئيس لجنة حقوق الإنسان .

إلى الأستاذ: عبده بورجي .. إعلامي وصحفي الرئاسة

إلى العميد : علي حسن الشاطر –رئيس دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة , نناشدهم بالوقوف مع المظلومين , وقول كلمة الحق والتبرؤ من الظلم .

هؤلاء الذين ذكرتهم آنفا يقول الشيخ أن أفعاله بمعرفتهم , فهل لهم معرفة ؟ وهل سوف يرضيهم أفعال هذا الشيخ ؟

وآخر كلمة أقولها هل شيخ والذي هو بميزان الله شخص واحد, يساوي 6000 شخص ؟ !

* إبراهيم شذيان ألصلاحي من مواليد 1980من عزلة العنسيين محافظة إب حاصل على شهادتين من كلية الإيمان ومن كلية التربية جامعة صنعاء-علوم قران. ويحضر الآن رسالة الماجستير من كلية الإيمان في الفقه المقارن. تلقى عدة دورات في التنمية البشرية وحاصل على دورة في الخطابة المنهجية التي تؤهله لتدريب الخطباء.