ما إن يجري الرئيس مقابلة إلا ويضطر المرء لمشاهدة اللقاء ليس لجديد سيقوله وسيكون له تأثير بقدر ما هو مقارنة بين ما يقول في العلن وأمام وسائل الاعلام أو ما يرشح مما يقوله في جلساته الخاصة مع بطانته والتي لا تكتم للرئيس سراً، لا ندري هل هو خبث منها أو مباهاة.. بأنها موضع ثقته.

فخامة الرئيس تحدث في زيارته إلى قطر لقناة الجزيرة.. قال إنه دعا للقمة لكي يطالبوا بوقف اطلاق النار الفوري.. من تابع صحف فخامة الرئيس لم يسمع عنه المطالبة بوقف اطلاق النار.. وإنما مواجهة الغطرسة الصهيونية..

قال فخامتة في سياق حديثه أنه يخاف من عدم قدرة الحكام على السيطرة على الشعوب وتنفلت الأمور وتتضرر المصالح الأمريكية والغربية.. هذا كلامه أو معناه..

وبما أن الغرب وامريكا يقفان بقوة خلف اسرائيل ويدعمان عدوانها الهمجي البربري الوحشي اللا أخلاقي المتفلت من كل ضوابط.. ولا أدل على ذلك من القرار الذي تقدمت به فرنسا الأم الحنون للبنان.. والتي جاملت فيه اسرائيل ولم تراع لا لبنان ولا صبيانها في لبنان..

وبما أن الحكام العرب لا يخافون إلا على تضرر مصالح الغرب وامريكا إذاً فهم يصطفون مع اعداء الأمة.. وعليه يجب ازاحة هؤلاء الحكام وأولهم الذي نطق بلسانه عن خوفه من أن تضرر المصالح الأجنبية.

فخامة الرئيس يطالب بفتح أبواب الجهاد والسماح للمتطوعين بالذهاب إلى لبنان.. وقال بلسانه بأنهم - أي الحكام العرب-سمحوا للمتطوعين من الشباب العرب بالذهاب إلى افغانستان لمحاربة الاتحاد السوفيتي السابق (روسيا حالياً) عندما غزت افغانستان..

بس نسي أن يقول أن الحكام العرب ارسلوا الشباب إلى هناك بأوامر امريكية وأموال عربية وفتحت لهم معسكرات في باكستان...

إذاً لماذا لم يرسلوا شباباً إلى فلسطين.. وهي التي ترزح تحت ظل احتلال وحيد من نوعه منذ اكثر من نصف قرن يدمر ويقتل ويشرد والحكام العرب يتعاقبون على الكراسي وكلما جاء فوج منهم كان أسوأ ممن قبله..

ما يقوله فخامة الرئيس في جلساته الخاصة هو ان على الحوثيين أن يتوجهوا للتطوع مع حزب الله.. والكل يعلم أن الحكام العرب يكرهون حزب الله وامينه العالم السيد حسن نصر الله لأنه فضحهم وعرى ضعفهم وخورهم وتبعيتهم للغرب وامريكا.. إنهم يخافون حزب الله ويجبون اسرائيل التي لولاها لما بقي أحد منهم.. هكذا بكل بساطة...

فخامة الرئيس المرحلة القادمة لم تعد مرحلة حكام ما قبل 12/7/2006م لقد تغيرت الظروف وشب الشارع العربي عن الطوق.. والخوف منكم زال لأنكم اعجز من ان توقفوا الغضب العربي.

كم هو مقزز إلى درجة الغثيان عندما يصرح أي مسؤول عربي ويقول على المجتمع الدولي أن يضغط على اسرائيل ويجبرها على وقف القتال.. وليس وقف اطلاق النار.. وانتم زعماء فقط لشحت الآخرين أن يتخذوا مواقف! فما هي مهمتكم ومهمة الجيوش العربية التي تأكل الأخضر واليابس داخل الأوطان وأمام القضايا المصيرية عاجزة وخائرة وفي حالة سبات أو غيبوبة..

واتساءل.. ألا يخجل القادة العسكريون من انفسهم وهم يشاهدون أبطال المقاومة يسطرون ملاحم بطولية يشهد لها العدو قبل الصديق؟..

أيتها الجيوش المترهلة والخانعة انزعي الأوسمة التي هي مجرد اغطية علب مشروبات وعصائر والتي تعلقونها على صدوركم وانتم غارقون في الماديات التي افقدتكم مسئولية الرسالة التي يفترض أن تكونوا أهلاً لها.. أن تكونوا حماة لأوطانكم وليس عبيداً لحكام هم أنفسهم عبيد لدى مخابرات الدول الكبرى..

فخامة الرئيس الأوطان لا تكون كبيرة بمساحتها وإنما برجالها.. انظر إلى لبنان ومساحته الجغرافية الصغيرة.. لكنه كبير برجاله الكبار الكبار الكبار من مثل سيد المقاومة وسيد الأمة بكاملها السيد حسن نصر الله.. اما من تطلق على نفسها دول كبرى فقد حولها حكامها إلى مجرد قطع من الاراضي الشاسعة لكنها قاحلة من الرجال الكبار.. لقد خاطب سيد الأمة وسيد المقاومة حفيد رسول الله سماحة السيد حسن نصر الله.. القادة العرب بكلمات قليلة ولكنها بليغة لمن له احساس.. قال سماحته: في الشرق الأوسط الجديد لا مكان لكراسيكم لأن هذا المشروع سيحول دولكم إلى دويلات وكانتونات وانتم قد تخليتم عن مسؤوليتكم الاخلاقية والقومية كونوا رجالاً ليوم واحد واجمعوا بين انسانيتكم وكراسيكم ليوم واحد.. السيد حفظه الله طلب من القادة العرب أن يكونوا رجالاً حتى ليوم واحد فقط.

لكننا نقول: يا سيد المقاومة إن المهزوم نفسياً ومن يقبل العبودية من أجل حطام الدنيا لا يملك أن يأتي يوم عليه ويتحرر من عبوديته التي اختارها لنفسه.. وكل نفس بما كسبت رهين.. فخض معركة الشرف والمصير لوحدك.. فأنت وحدك الأجدر بشرفها وأجرها عند الله.

يا من تسمون انفسكم قادة وزعماء ارحلوا إلى اسيادكم واخدموهم هناك واتركوا هذه البلدان للشعوب التي سوف يخرج منها من هو أهل ليحكمها هذا إذا قبلوا بكم.. لأنهم لا يقبلون الخدم لديهم ولكم في شاه ايران وموبوتو وتشوسيسكو.. وماركوس عبرة وكثير غيرهم..

فخامة الرئيس ارحل عن الكرسي لكي يأتي من هو اقدر منك لحكم الدولة بمسئولية ويؤمن بأن اليمن وطن لجميع ابنائه وليس لاسرته وأصهاره ومادحيه ومنافقيه.. فلست مبعوث العناية الإلهية.