قبائل من نوع آخر في عصر الصالح
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 17 سنة و أسبوع و 5 أيام
الجمعة 14 ديسمبر-كانون الأول 2007 04:03 م

ثمة بوادر في ألأفق تلوح لجيل قادم من أبناء القبائل الذين يحملون مؤهلات علمية ومراكز قيادية رفيعة في الدولة إلى تبني دورٍ قبليٍ يمكن لهم القيام بعدد من وظائف الدولة في الجانب السياسي خاصة بعد وقوف الأخيرة موقف العاجز أمام العديد من التحديات التي تواجه اليمن .

ولقد تنوعت الدعوات القبيلة والداعين إليها سواء من شمال اليمن أوجنوبه ومن شرقه إلى غربة ,فدعوة حسين الأحمر ومواقفه احتلت الصدارة للقيام بمثل ذالك الدور وذالك لعددٍ من الاعتبارات والامتيازات التي يحظى بها الشيخ الشاب .

وكانت اليمن قد شهد قبل ذالك تحالفا قبليا أخر وهو تحالف قبائل مأرب والجوف وشبوة والذي أُسس منذ أكثر من عامين تقريبا ويضم عددا من كبار الشخصيات القبلية في تلك المحافظات .

واختتمت محافظة مأرب قبل أسابيع الإعلان عن ما سمى بملتقى أبناء مأرب والذي تشكل من كافة ألوان الطيف السياسي بالمحافظة.

وقبل أيام أطل علينا تحالفُ قبليٌُ جديد تحت مسمى ملتقى قبائل كنـده والذي أعلن تأيده ومباركته للشيخ/ حسين الأحمر ومشايخ واعيان وأبناء قبيلة حاشد وإعلانه عن تضامنه وتأييده ومباركته لمشائخ واعيان وأبناء قبائل محافظة مأرب والجوف.

والأدهى وحول سلسة التحالفات القبلية التي ظهرت تباعا ما كشفة الشيخ /علوي الباشا بن زبع الأمين العام للمجلس الأعلى لمؤتمر تحالف قبائل مأرب والجوف في حوار مع موقع " مأرب برس " الإخباري عن تحالف قبلي قادم سيسعى قادة التحالف فيه إلى تحالف قبلي أوسع ولديهم الآن حوار مع المحور الأقرب لهم حسب تعبيره وهو صعدة وصنعاء و شبوة والبيضاء وأبين عبر شخصيات لها وزنها في الساحة القبلية.

والمتابع للخطاب القبلي الصادر عن كل التحالفات يجد خطابا قبليا راقيا في التعامل مع العديد من القضايا سيما وان الخطاب الجديد لتلك التحالفات قد أتسم بشئ من الرسمية فنلاحظ ثقافة المطالبة يعتمد على الطرق السلمية و إيمان تلك التحالفات بمبدأ الاعتصام والاحتشاد وإصدار البيانات وعقد المؤتمرات الصحفية والتواصل مع الصحافة بكل صورها بعيدا عن خطاب الأمس القائم على التقطع والاختطاف والنهب كوسائل ثابتة في العرف القبلي كأدوات ضغط في إحقاق الحق وإبطال الباطل لدي ثقافة القبيلة .

الجيل الثاني من أبناء القبلية حاليا في اليمن والمتزعمين للعديد من تلك المطالب الحقوقية والنضالية حسب أدبياتهم يكشف أن العديد منهم يحظى بتعليم جيد و بعضا من مسئولي تلك التحالفات القبلية من يحمل شهادات الماجستير وتخصصات في العلوم السياسية ولربما ظهروا في بعض المحافل بلباس عصري بالبدله والكرفته ويحجزون في سفرياتهم فنادق راقية ويجيد عدد منهم التعامل مع الكمبيوتر والتواصل بالإنترنت .

بعد مضي " 45" عاما من الثورة نجد أن القبيلة تعود مجددا لكن بثوبٍ يساير العصر ومطالب تحظى بخطاب دبلوماسي جديد , بعيدٍ عن خطاب التشنجات القبيلة والتهديدات والوعد والوعيد التي عٌرفت بها القبيلة سابقا .

ثمة أمر يؤكد فشل العديد من سياسيات السلطة في معالجة الكثير من أوضاع البلد , مما ساهم بعودة أخرى للقبيلة عبر أطرٍ خاصة وأجندة تتوسع يوما بعد يوم .

في ظاهرة قد ينظر إليها أنصار القبيلة أنها خطوة جيدة كونها وسيلة ضغط على النظام السياسي الحالي في البلد , في حين تنظر أطرافٌ أخرى على أن ذالك ينذر بخطر قادم على اليمن بسبب عودة القبلية أو ما تسمى بالقوى التقليدية في محاولة للوصول بتأثيرها إلى أماكن حساسة في صناعة القرار .

وعلى كلٍ فإن المرحلة القادمة خاصة والانتخابات النيابية تطرق الأبواب ستتبنى العديد من تلك التحالفات تفعيل الكثير من أجندتها الخاصة والعامة في التعامل مع الواقع السياسي ولربما أفرزت تلك التكتلات القبلية في ظل الوضع القائم على الفوضوية في التعامل مع مشاكل الداخل إلى الدفع بعدد من الفاعلين سياسيا " من ذوي التوجهات القبلية " إلى مراكز القرار سواء من قبل الحزب الحاكم أو المعارضة باعتبار أن تلك التحالفات قوة لها ثقلها في المجتمع يجب أن تُستثمر سياسيا لكل طرف من أطراف الصراع السياسي على الساحة اليمنية , وهو ما سيعمل على تعزيز مواقف تلك التحالفات عبر أطر عليا في الدولة وتمكن القائمين عليها من الكشف على العديد من أوراق الدولة الأكثر حساسية خاصة واليمن يطغى فيها ولاء القبيلة على ولاء الحزب مهما كانت المصالح التي يجنيها العضو من انتمائه السياسي .

ولقد ساهمت الدولة بشكل أو بأخر في تعزيز هذا الدور" السياسي الذي يلعبه أبناء القبيلة بشكل عام خاصة بعد اعتماد الرئيس طيلة الثلاثة العقود الماضية في تعزيز سلطانة السياسي على نفوذ القبائل وإتقانه لعمليه توزيع المصالح والمنح وما تأسيس " شئون القبائل " ذات الميزانية الكبيرة والتي تنمح مشائخ القبائل مخصصات مالية تتفاوت من شيخ لآخر تصل في بعضها منها إلى الملايين شهريا إلا كبادرة رد جميل من الرئيس لذالك النظام القبلي الذي منحه الثقة طيلة السنوات الماضية .

ولقد حظيت القبيلة بدعم كبير من قبل الدولة خلال عقودها الماضية باستثناء مراحل خاصة وقيادات خاصة لقيت مصيرها جراء تجاهلها لها , فالمتابع لقوائم الحزب الحاكم من أعضاءه في مجلس النواب يندهش للغالبية التي فازت بعضوية مجلس النواب بنفوذها القبلي وليس لنفوذها الحزبي أو العلمي .

لكن الراصد لتلك العلاقة العميقة بين النظام الحالي ودور القبلية - التي تمد يد الطاعة بالولاء لها - يجد أنه عند أول محاولات الخروج عن ذالك المألوف لم تسمح الدولة بذالك لعلمها بخطورة تلك الخطوة وما يمكن أن يولد من تداعيات قد تضر بالنظام القائم .

لذا نلاحظ أنة بعد إعلان الشيخ حسين الأحمر عن تأسيس مجلس التضامن القبلي , تبنت أجندة خاصة في الدولة إلى تحريض أو إيعاز لقوى قبيلة أخرى في مواجه مجلس حسين الأحمر باعتبار " ما يكسر الحجر إلا أختها " كما يقال في الأمثال الشعبية .

وفجأة يظهر الشيخ ناجي الشايف " شيخ مشايخ بكيل " واقفا ضد تحالف بيت الأحمر , وكم كان عجيبا أن يقف شخص بوزن الشيخ ناجي بن عبد العزيز الشايف وداعيا إلى اجتماع موسع دعيت اليه كافة وسائل الإعلام المختلفة للإعلان عن وقوفه ضد مجلس التضامن الوطني وضد أهدافه التي وصفها البيان الصادر عن لقاء الشايف بأنها مشبوهه ومحاولةً لإثارة الفتنة الداخلية وإثارة النعرات والصراعات بين ابناء الوطن الواحد.

كما حمل البيان الذي عدة الكثير من المراقبين مدعوما ومباركا من قبل النظام والذي حمل في طياته الكثير من الهمز والمز لأسرة بيت الأحمر الخصم التاريخي لبيت الشايف , فيما عُد ذالك التصرف منقصة في حق الشايف بوزنه القبلي الكبير وأن يجعل خصمه أحد أبناء الشيخ الأحمر ولذا فصيغة البيان قد كشفت مدى تحريك السلطة أجندتها للحد من أي محاولة قبليه تهدف بالدفع بها إلى خارج المألوف هو أمر ممنوع وسيواجه بشكل أو بأخر .

التحالفات القبلية ذات البعد السياسي التي ظهرت فجأة ودون مقدمات أربكت السلطة كونها وسيلة ضغط جديدة لم تكتسب خبرة جديدة في التعامل معها , وهي نقيض للتحالفات القبلية السابقة التي صُنعت وتم احتوائها كليا لخدمة طرف سياسي فقط .

ورقة تحريك الصراع بين أطراف القوى القبيلة هي الورقة الأخير التي تمتلكها السلطة للحد من نفوذ القبيلة القادم بوجه آخر غير الذي أعتاده الناس وبنكهة ممزوجة بمعارف الحياة وخبرات الساسة أو الإغداق أكثر على أطراف تعمل مع تقادم الأيام على تفكيك ما يمكن تفكيكه, و الأيام ستكشف مدى قوة وهزاله تلك التحالفات أمام السلطة .

*
رئيس تحرير موقع مأرب برس الإخباري

Mareb2009@hotmail.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الفضول … شاعر الخلود الوطني
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد جميح
سوريا: علمانية بمواصفات ذقن حليق
د. محمد جميح
كتابات
المهندس علي نعمان المصفريوللجنوب مكان تحت الشمس
المهندس علي نعمان المصفري
نشوان السميرياحتفالية موسمية !!
نشوان السميري
أستاذ دكتور/عبدالوهاب بن لطف الديلميحقيقة فتوى الديلمي وإثارة الفتنة
أستاذ دكتور/عبدالوهاب بن لطف الديلمي
مشاهدة المزيد