توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران مصر تكشف عن الارقام الحقيقة لخسائرها بسبب تطورات البحر الأحمر الحوثيون. يكشفون عن إحصائيات للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي
الكثير منّا يقيم حفلاً جنائزياً، ويحيي مناحة ويعيد ويبدئُ في البكاء على أطلال الماضي وجلد الذات، ونكرر دعاةً وكتّاباً وإعلاميين مدح مجدنا الماضي وسبّ حاضرنا، ونصبّح الناس ونمسّيهم ببطولاتنا السابقة، ونذكرهم بأن عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وصلاح الدين منّا، والعالم يعرف ذلك تماماً حتى جولدا مائير وموشي ديان، ومن المعلوم عالمياً أن دين الإسلام دين عالمي حضاري عظيم، وقد اعترف بعظمته أساطين الشرق والغرب، وفي لقاء الحوار الوطني عند خادم الحرمين نقل الشيخ صالح الحصيّن عن الرئيس الأمريكي السابق (نكسون) في كتابه «الفرصة السانحة» قوله: «أمريكا دولة قويّة ولكن للأسف الأفكار العظيمة في الإسلام»، والمقصود أن نثق بأنفسنا وأن نرفع رؤوسنا، وأن نفرح بنعمة الله علينا كما أمرنا ربنا، قال تعالى: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون». وقال تعالى «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين»، أما أن نسبَّ أنفسنا صباح مساء وننوح على أطلال ماضينا ونحوّل أفراحنا إلى عزاء، وأعيادنا إلى بكاء، فهذا إحباط وضعف وخور، وقد كنت قدّمتُ قبل سنتين في قناة «المجد» لقاءً عن فرحة العيد فاتصل بي أحد الإخوة منزعجاً من دعوتي للسرور والابتهاج بالعيد، ثم أخذ يقول: كيف نفرح والقدس سليبة؟ كيف نفرح وفلسطين محتلة؟ كيف نفرح والعراق تعيش الدمار؟ كيف نفرح وأفغانستان تحترق؟ إلى آخر تلك القائمة من ذكر المآسي، وأنا أعلم أنه بعدما (صعقنا وصقعنا) بهذا الاتصال وغسّلنا بهذا الكلام سوف ينقض على كسبه أو مثلوثة ويلتهمها إلى درجة التخمة، وسوف ينسى فلسطين والعراق وأفغانستان في ستين داهية، إن علينا أن نعترف بسنن الله التاريخية قال تعالى: «وتلك الأيام نداولها بين الناس». وقال تعالى: «إن يمسسكم قرح فقد مسَّ القوم قرحٌ مثله»، صحيح أننا حكمنا العالم في فجر الرسالة المحمدية وأسسنا أعظم حضارة عرفها الإنسان، ولكننا كما أراد الله حسب السنن الكونية والتاريخية، انحصرنا كما انحصر غيرنا ليأخذ غيرنا دورته الفلكية في الحضارة، ونحن لم تنتهِ من العالم فصوتنا مسموع، ومكاننا معروف، وبطولتنا حاضرة، وديننا الآن هو أعظم دين مؤثر وحيّ في الكون، نعم خسرنا أشياء وربحنا أشياء وتقدمنا في ميادين وتأخرنا في ميادين أخرى، ولكن العجيب أنه لما فتح أجدادنا العالم بالإسلام تحوّل أكثر الشعوب المفتوحة إلى الإسلام لعظمته ولصلاح حامليه وصدق أبنائه، لكن بالله عليكم هل سمعتم اليوم أن واحداً من الشعوب التي احتلتها أمريكا تحول إلى أمريكي؟ ها هي أمريكا تدخل البلدان بالدبابات والطائرات تبشّر بالعدل والديمقراطية وتستقبلها الشعوب بالرصاص واللعنة، وتسحب جنودها في الطرقات وتبصق على صور زعمائها وتدوسها بالأقدام، ومن شك في كلامي عن مسألة ابتهاج العالم بالفاتحين المسلمين فليقرأ شهادات (جوستاف لوبون، وتونبي، وغوته) فيا أيها الناس عيشوا المواسم الإسلامية كما أرادها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الفرح والابتهاج وذكر النعمة، وتذكروا الماضي المجيد لأخذ العبرة، واستلهام المثُل العليا، وعيشوا الحاضر بتفاؤل، وثقة بالنفس وانتظروا المستقبل الواعد بفجره المشرق، ونصره الموعود، وفتحه المرتقب، إن صنّاع النياحة والقائمين على حفلات التأبين والمناسبات الجنائزية لم يزيدونا إلا جرحاً إلى جرح ووهناً على وهن، ومن كان الله ربّه ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيه والقرآن كتابه والكعبة قبلته والجنة موعده فلماذا يُصاب بالإحباط والخور والضعف والخذلان؟ نحن أبناء الفاتحين، نحن أحفاد المجددين، وإذا صدقنا الله واجتهدنا وثابرنا فسوف نعود إلى محل الصدارة، وصنع القرار في العالم وأخذ كرسي القيادة في المعمورة، أما العويل والنياحة فلم تبنِ قصراً، ولم تفتح مصراً، ولم تصنع حضارة، ولم تستردَّ وطناً ولم تحي شعباً.
* الشرق الأوسط