توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران مصر تكشف عن الارقام الحقيقة لخسائرها بسبب تطورات البحر الأحمر الحوثيون. يكشفون عن إحصائيات للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي
مأرب برس – خاص
وهذه العبارة ومهما حاولنا التملص منها ، إلا أنها واقع لا يمكن إنكاره ، وأنه وبمجرد بحث سهل في المشهد السياسي العربي بشكل عام واليمني خاصة نستطيع أن نحدد تلك العمامة التي تظهر في الأزمات لتشخص لنا بأن الوضع الحالي ما هو إلا مثال لا يمكن التعويض عنه إلا بكارثة ، وعليه ومن منطلق الحرص الإسلامي علينا أن نقبل بوجوده ونكيف ذواتنا وأفكارنا ونمط معيشتنا حسب رغبة هذا الحكم ، والعلاقة هنا وطيدة بين رجال الدين والأنظمة الحاكمة في الوطن العربي ، إلا أن هذا الدين هو صناعة سياسية بامتياز والمقصود به الدين الرسمي الذي يتقاضى رواتبه ومعيشته ورفاهيته من مؤسسات الدولة الغير مستقلة والتي تنحاز بشكل كلي باتجاه واحد ، وهي هنا _ وأعني الإسلام الرسمي _ مفردة ضمن مفردات النظام ، ومثلها مثل الإعلام والجيش وموارد البلاد المسخرة لخدمة فئة معينة استطاعت بشكل أو بآخر إحكام سيطرتها على البلاد .
لا أحد يريد أن يتقبل فكرة أن هذا الإسلام الرسمي هو الإسلام الحقيقي حتى وأن خضع فترة معينة له ، إلا وأنه ولابد أن تستفزه الحوادث وتثير بداخله عدة تساؤلات تجره في نهاية الأمر إلى عدم الانصياع والتوجه نحو الإسلام الشعبي الذي يعزل نفسه عن كل المحيطات خوف الفتنة الحقيقية والانجرار لمصالح الآخرين تحت مسميات بات يشك في مصداقيتها .
و القمع الديني مثله مثل أي قمع آخر يستند إلى أرث لا يمكن الاستهانة به وهو موجود منذ مقتل عثمان حتى الساعة ، والسبب أن الفكر العربي ورغم تراثه المتنوع في مختلف المجالات إلا أنه فقير جدا في الطرح السياسي الذي وأن وجد كان من المحتمل أن يخفف من وطأة التفرد لبعض رجال الدين وهيمنتهم ، فنحن نادرا ما نجد كتب أو مؤلفات أو مخطوطات تتطرق إلى هذا النوع رغم أهميته ، وهذا سببه بأن الحكم في المنطقة العربية ومنذ القدم قائم على الغلبة والاستقطاب وبالتالي التضييق على الكلام في السياسة ودراسة علومها وعليه ومن الصعب جدا أن ترى خروج جماعي ضد الفكر الديني المسيس ، بل أنك قد تجد من يخبرك بأن طاعة ولي الأمر ليست كافية ما لم تتبعها بالدعاء له حتى تؤكد على عمق إيمانك ، حتى وأن كان هذا الحاكم ظالم وفاسد ومستبد ، بل أكثر من ذلك حتى وأن جاء هذا الحاكم وجلد ظهرك وأخذ مالك ، فأنت ملزم بطاعته والخضوع له .
أما مسألة من أعطى هذا الحاكم كل هذه الصلاحيات الغير محدودة وأباح له أن يفعل كل هذا ، فتلك أمورا لا يحق للعامة أن يتحدثوا عنها درءا للمفاسد ،ولك أن تتخيل هذه الأمور وتستوعبها لو أنها حدثت في العصور الوسطى رغم لا إنسانيتها ، إلا أنه تجد من يروج لها في العصر الحالي ويصر على هذه الأمور هي من الدين الإسلامي ، فهذا أمر لا يمكن قبوله تحت أي مبرر كان .
إلا أن رفض هذه الفكر بشكل كلي ، قد يضع هذا الرافض له في خانة المناؤي لتعاليم الدين الإسلامي ورافضا للشريعة المنزلة من السماء حسب فهمهم لهذه الشريعة مما يضع إشكالية غاية في التعقيد نحو الخروج من دائرة الحاكم المستبد ورجل الدين الذي يقبع خلفه .
لذا لن أفشي سرا لو قلت أن الفكر السلفي تحديدا هو المعني كونه من أكثر الأفكار تشددا نحو المدنية وأكثرها التصاقا بالأنظمة المستبدة والذي يصر على استدعاء التراث الفكري والديني والأدبي والفني كمفهوم إيديولوجي في الخطاب العربي الحديث والمعاصر واستمرار تكرار ذاته بنفس القيمة والمضمون والجوهر ولا يدع مجال للنقد أو التمحيص فيه لبحث مكامن الخلل لأنه في نظرهم لا خلل في فكر الآباء والأقدمين مما يستهلك أجيال وإضاعة أكثر من فرصة نحو التحديث و التقدم ، ومادام تراثنا يقول بأنه لا يجب مخالفة ولي الأمر ولا يجب التحدث عن العلماء ، فيجب علينا الآن أن نفعل مثلهم وهذا ما يجعل مفردات مثل الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وحرية الرأي والتعبير والمعتقد أمورا تقع خارج الشريعة والإسلام وتعتبر مفردات ضالة لا أساس لها في الدين .
أنه الفكر الناسخ الذي لا يستطيع أن يبدع لأنه سلم مفاتيح العقل لأبواب كانت موجودة في العصور الوسطى متناسيا أهم شيء في نزول الدين الإسلامي الذي جاء بقوانينه لأجل ( مقاصد ) سمحاء تقر العدل والقانون والمساواة وترفض الظلم وإباحة دماء وحقوق الآخرين ، لأن أي دين أو فكر أو ثقافة لا يأتي بمثل هذه القيم فهو يعني قد أتى من نفس مريضة تشوبها الكثير من التشوهات العقلانية ،وأنا مؤمن بأن الإسلام فوق هذه الشبهات والذي برهن على قمتها قول النبي بأنه لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، وهذا ما يجعل التناقض قائما بين حديث طاعة ولي الأمر مهما كانت الظروف وبين تطبيق القانون حتى على فاطمة ، وأنا أنحاز إلى الأخير رافضا سطوة إسلام سياسي جاء مستغلا وضع زمني معين لصالح بقائه كقضاء وقدر ، كما أني أفهم جيدا بأن الفتنة التي يخشونها من خروج الناس عن ولي الأمر ورفض طاعته بسبب فساده هي أقل هوانا من الفتنة التي تمر بها البلاد الآن من مظالم وفقر وجهل .
نعم الأمر يتعلق في نهاية المطاف ( بالسلطة ) ومن يمارسها على الآخر هل القارئ أم المقروء لهذا التراث ، وهل نقرأ هذا التراث بمنظور عصري أم بمنظور يفصلنا عن واقعنا وينتقل بنا وجدانيا إلى زمانه بكل تفاصيله ثم يطلب منا تطبيق قوانينه وأعرافه على وقتنا الحاضر ، وهذا مما يؤدي إلى حالة انفصال فكري وعقلي ، حيث أنه يجعل أجسادنا هنا بينما لغتنا وطريقة تفكيرنا لا تنتمي ألينا ، وينطبق علينا حينها وصف " متخلفون " عن هذا الزمن الذي يتطلب لغة خطابية وثقافية تتناسب معه لكي يحدث الاندماج التام بين الإنسان ومحيطه .
الفكر السلفي لا يعيش إلا وسط حالة مزمنة من التخلف الفكري والجهل التعليمي والفقر المادي لأنه يمنح الحلول السريعة ويهيمن من خلال خطاب حاسم وغير قابل للجدل على عقول لا تهتم كثيرا بالنقاش والحوار ، لذا نجدهم دائما يخرجون من الأحياء العشوائية ومدن الصفيح كحالة انتحارية استيأس بها الحال ، وسيبقى هذا الفكر مهيمنا مادام حالة البؤس هذه موجودة ، فهم يفهمون هذا جيدا ويعرفون بأن سبب هذا البؤس هو النظام الحاكم الذين يقفون خلفه ويرفضون تغيره أو إبداله ، أنها دائرة مغلقة وغير قابلة للاختراق وسيبقون منافحين عن أفكارهم التي تمنحهم نفوذا وسطوة على العامة وتعطيهم هالة شبه مقدسة تمنع أي شيء يقترب منهم ، ولنا أن نتأمل مشائخهم الآن وما يتمتعون به من تقدير واحترام رغم تحالفهم الواضح مع أكثر قوى شريرة صادرت البلاد والعباد على مدى ثلاثون سنة وهي فترة كان بالإمكان عمل قفزة نوعية في مختلف الأصعدة والمجالات لو تولى الحكم رجل شريف .
benziyazan@hotmail.com