حوار هاديء مع الإخوة دعاة الجنوبية
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 28 يوماً
الأحد 28 أكتوبر-تشرين الأول 2007 03:03 م

مأرب برس - خاص

أتجه هنا للإخوة دعاة الجنوبية وتحديدا الفريق الإعلامي والسياسي الذي يجوب المحافل الدولية والمؤسسات الإعلامية ومختلف مواقع النت بما يشبه التفرغ والحرفية في صياغة ونقل وتوجيه مادة المعلومة والخبر والتحليل في إطار خطة وبرنامج تستهدف الداخل والخارج تستدعي ذك وتستعدي هنا الوطن على الوطن والتراب على التراب ليست مع الأسف باتجاه صدر الفساد إنما بحمل سالم في حضرموت على أخيه الأشعث الأغبر عبده في تعز .

على رأس هذه الحملة كوكبة مثقفة هي عندنا محل احترام وتقدير رغم الخلاف القائم معها في الرأي والرؤية.

أبادئها بالحوار في صياغة متجردة وموضوعية بعيدة عن أي انتماءات أو ذهنية بنيت مسبقا على الاستقصاء ، كما انه ليس لي مع الفساد إلا وبكفي حجر .

وسأقبل هنا بلغة ومنهجية البرغماتيين ولن استدعي معي المنظومة القيمية والعقدية والإرث التاريخي العام كواجب الوحدة والاعتصام ومبررات الواقع لوحدة الأمة وتكاملها لاستعادة الريادة والدور التاريخي .

إن الاستراتيجية التي تصنعها مجموعة ما وما يلحقها من تفصيلات وبرامج لا بد وان تقوم على رؤية أولا ملخصها أين أنا الآن ؟ وأين أريد أن أكون ؟

على ضوء إجابات دقيقة لــ ماذا ؟ولماذا ؟ وأين ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ ..

في ظل مفاضلة دقيقة بين مجموعة خيارات وبدائل ..والا فان قرارا غير مدروس ومحسوبا من جهاته الأربع سيعود بكارثة على جهته أكانت شركة ، أو دولة أو جماعة .

لأن العالم اليوم مسكونا بالتداعي والقلق وحركة الإيقاع السريع والمفاجيء ، مناخه غيره بالأمس تماما ، وحدوده وتضاريسه ضاقت واختزلت فهي أشبه بخارطة ممغنطة يتم التحكم بها عبر لوحة المفاتيح أو بزر الريموت كنترول .

وقد تشابكت المصالح وتداخلت بصورة تدفع إلى الهوس لسرعة الحركة والتحول في اتخاذ الوجهة والموقف ، ومن ثم فغير الحصيف من تجمد على رؤيته وحمقه فليس يلام غيره إن مر من فوقه وتجاوزه إلى مصلحته.

هل كانت مفاضلة

ومن ثم فهل كانت لكم قراءة دقيقة بين النقطة الآن والذي تتجهون إليه ؟ ..بأدق هل قمتم بمفاضلة بين واقعنا اليوم على حاله والذي يملؤه الفساد ويغطيه في كل زاوية وبين واقع وعلى فرضية تحقق كله مزق وتجنحات تملؤه الدماميل والحفر وتغطيه دماءنا في كل زاوية ..؟

هل سيقف الانفصال عند ما كان يسمى اليمن الجنوبي ؟ أم سيمتد بأجندات حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية ..وعدن لأهلها ..لا أريد أن استرسل في هذه الجزئية والزاوية فقراءة عابرة لأغبر من الناس ستصل إلى الحقيقة الدامية.

فلا من تدفعه مصلحة أو مال سينتصب حينها ويرسمل ولا من قاده هوى وطموح سياسي سيستوي على أريكة .

عندي أن الفساد هو عاهتنا المزمنة ووجعنا الأول والأساس ، والسبب في كل هذه الاختلالات ، لكنه يبقى ظاهرة عامة تسع الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ونتاجا للاستبداد السياسي وعروش الدكتاتوريات ، تتحمل النخب المثقفة التي اتسمت في مختلف عهودها بالتزلف والنفاق وفن التطبيل الوزر الأكبر ..ويتحمل الشارع العام نصيبه من التبعة بقدر جهله وعقله ويتحمل تاريخنا السياسي نصيبه في ذلك لن نجامل من كان ولن نستحي في الحق .

على ذلك فالجميع معني ..والفساد الحاصل وان كان منسوبه في واقعنا اليمني مرتفع ، إلا أن النظام المصري –كعينة-قد عشعش فيه وباض ، وفي دول المغرب لا تسلني عن جنرالاته ، وان كان في دول الخليج ما زال مستورا ولم ينتصب بعد في سفور فبسبب ارتفاع معدلات الدخل والوضع الاقتصادي العام فان نقبت فسترى حيتانا تفترش أسماك .

هو في النهاية هبة الحاكم العربي أمد الله في عمره ، وهل يهب الاستبداد وقمع الحريات إلا انحسارا في الروح وتراجعا في القيم ومصادرة للولاءات الوطنية لصالح نموت نموت ويحيا الزعيم .

لكن هل علي أن استبدل السيئ بالا سوء ، والملاريا بالسرطان .

أم أن الأصل والعقل في مغالبة ومفاعلة الأول بادوار نشطة وخلق المناضلين وسمتهم .

ماذا لو صرخ كل مشتك في وطنه بمثل هذه المعزوفة ..؟ لنا حيزنا ولكم حيث انتم ..في بلاد عربية أخرى بها من الاثنيات والتغاير في الجنس والدين واللون ما بها ؟

ماذا لو اقتلب النجدي على الحجازي ..والقبطي على أخيه المصري وبن اللاذقيه على أخيه بن حلب ؟ هل ذلك يستساغ أو تقره فطرة ورسالة ؟

المصلحة في الحسابات الدولية

وهل كانت هناك قراءة عميقة ومراجعات لنماذج مشابهة بهذا الشأن حول التكلفة والعائد في سياق العلاقات الدولية وحسابات المصلحة .

فمن المعلوم أن أي موقف دولي في مثل هذه القضايا لا يمكن أن يتسم البتة بالبراءة أو بتحريك من خلق النجدة والمروءة ، فليس هنا سبيل إلا لدرجة النسبة رقميا من حيث الكلفة والعائد ،أو لتكتيك يعزز من حركة سير المصالح وتعظيمها بين هذا الفاعل وذك في مناورة أو كورقة تسحب للاستخدام في الوقت المناسب الذي يتطلب رد فعل أو نقل رسالة.

وليس بخاف اليوم أن القرار الدولي وبفعل دروس وصفعات عدة أنهكته قد وصل إلى ضرورة بل وحتمية مراعات رغبة ومطالب وتفكير حركة الجماهير في الشارع العربي، بل إن مؤسساته البحثية واستراتيجيوه المساعدين والقريبين منه قد أوصلوه إلى قناعة أنما هو فيه من عنت وأوجاع سببه الأول تغايره مع صوت الشارع العربي والإسلامي حتى أوصلته التجارب والرؤى ألاستراتيجيه إلى الضغط على الدكتاتور العربي والإسلامي من اجل أن يعطي الفرصة للتيار الإسلامي في المشاركة .

فان كان راهن على كرازاي وشلبي ودحلان فجميعهم اليوم عليه ثقلا وحسابات خاسرة ومن غير العقل عند هذا البرجماتي ان يصغي لهذا النموذج وتكراره من جديد.

وبشان الإقليمي فان أبدى قليلا من التفاعل ومن وراء ستار فهي مناورة وتكتيك وانه مهما حمل البغضاء على مثل وجهه الآخر هنا في اليمن فمن المستحيل أن يجر إلى تحت أقدامه حقول الكوارث ، فيكفي الآخرين اليوم درس تركيا في العراق ..ولسه الحال لهم لقدام .

في كل الأحوال فان هذه الحسابات خاطئة بحيث لا تعدو أداة في خدمة حسابات الآخر الذي لن يتكل عليها على ما قد تجره عليه الأيام من أزمات وردود أفعال.

أما بالنسبة للداخل ..فحركة الجماهير كما كل البلاد العربية والإسلامية رغم كل حرقتها على الحكام والفساد وهي التي تتقد بإسلامها وعروبتها فلن تغفر البتة لمن يريد أن يبتزها في ثوابتها وتكوينها .

إن من يخرج بالملايين من اجل تيمور الشرقية ووحدة التراب العراقي كيف له أن يقبل بسحب ما هو اقرب إليه من النبظ والوريد .

الذي سيعود به هذا الفريق أو ذك هو إرثا تاريخيا يلاحقه ، يجر إليه والى أعقابه ما جره إليه بن العلقمي وبنيه من بعده كرازاي والشلبي ..

لكن مازالت هناك مسافة ، وحيز من المتسع لاستعادة الفكرة والرؤية وتجميع الطاقات وتوجيه الجهود في السياق الحق ، وان نكر كلنا على الفساد لا على الوطن..

alhager@gawab.com