العريقي: السلطة غيبت العلماء والثورات أسقطت الموالين للغرب
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 21 يوماً
الأحد 15 مايو 2011 09:01 م

في تساؤلات مشرعة حول الأحداث الجارية،والقضايا المستجدة على الساحة اليمنية والمنطقة العربية،وتطورات الأوضاع فيها،وما يعتمل،ويتصل بذلك من أهمية إدراك الرؤية الشرعية الوسطية،والسياسية حول مسألة الخروج للتظاهرات السلمية على الحكومات والأنظمة للمطالبة الجماعية بتحقيق المطالب المشروعة للشعوب أجرت صحيفة " صوت الإيمان " حوارت يعيد "مأرب برس" نشره مع الشيخ عمار بن ناشر العريقي عضو هيئة علماء اليمن ،والقيادي في المجلس الاستشاري بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية،ورئيس اللجنة العلمية للجمعية في محافظة عدن،ويعمل مدرساً لمادة العقيدة في الكلية العليا للقرآن الكريم،وأستاذ الفكر الإسلامي بجامعة عدن ،تتلمذ على يد جملة من كبار أهل العلم أبرزهم الشيخ ابن باز ،ومقبل الو ادعي،وابن عثيمين ،ومحمدين المختار الشنقيطي،وابن جبرين عليهم رحمة الله .

يحُّضر الشيخ حالياً للدكتوراه في الفقه المقارن ،نال البكالوريوس من بريدة في القصيم ،والماجستير من جامعة الجزيرة في السودان ،له العديد من الدراسات والبحوث المطبوعة والمنشورة بالإضافة إلى مقالات وكتابات في مجلة المنتدى وصحيفة أخبار اليوم بشكل دوري .

حاوره : سلمان العماري

*كيف تنظرون إلى مسألة الخروج على الأنظمة والحكومات التي توصف بالسلمية،وهل تعتبر طريقة في الدين غير مشروعة ؟

- في البداية لابد من التأكيد على انعقاد الإجماع على حرمة الخروج المسلح على الحاكم العدل المسلم ،ووجوب خلع الكافرين واختلفوا في حكم الخروج على الظالم الجائر،ومذهب الجمهور على الخروج عليه إذا كان ظلمه في حق رعيته شريطة الاستطاعة والأيؤدي الخروج إلى منكر أكبر،أما إذا اقتصر ظلمه وفسقه على نفسه بالمعاصي وانعدام شرط القدرة ورجحان المصلحة على المفسدة فجمهور العلماء على المنع في ذلك،وهو الراجح .

أما الإنكار على الحاكم بالكلمة وبالمظاهرات السلمية المعروفة فليس من الخروج الممنوع بل يدخل في عموم النصوص الآمرة بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي كثيرة وتأخذ المظاهرات حكم الوسائل التي لها أحكام مقاصدها،فإن كانت مقاصدها مشروعة فهي كذلك،والإفلا،ولا تدخل قطعاً في باب المنهيات أوالبدع كما يشاع لأن البدع لاتكون الإ في العبادات التعبدية لاالوسائل التي الأصل فيها الإباحة الإّ لمانع كما قال شيخنا العثيمين رحمه الله فهي من وسائل الضغط كالإعتصامات والإضرابات أيضاً؛لكن يشترط في المظاهرات مع سلامة غايتها سلامة شعاراتها، والأمن من اختراق غيرها لها في الشعارات والأهداف كما حصل في ثورتي تونس ومصر الراشدة . 

*لكن هناك من ينكر صواب القول بشرعيتها لما يحصل فيها من مخالفات،ودعوات باطلة ؟

- لايجوز في المظاهرات والدعوات أن تشتمل على مخالفات شرعية كإزهاق الأرواح ،والتخريب ونهب الأموال سواءاً من جهة المعارضة ،أوالأمن أوالجيش ،أوالدولة لعظمة حرمة الدم والقتل،وقد أثبتت ثورتا تونس ومصر المباركتين إمكانية التغيير بغير سلوك طريق منهج العنف والقتل لأن منهجية القتل تدخل البلاد في نفق مظلم ودوامة لانهاية لها،ولا توصل إلى المقصود في الغالب وكما جرى من قبل في مصر وغيرها . 

*هل تقفون مع شرعية التظاهرات السلمية،أوتحريمها وفقاً للجنة الإفتاء في المملكة العربية السعودية كما تناقلت ذلك وسائل الإعلام ؟

- سبق بيان المظاهرات تدخل في باب المصالح المرسلة،وعليه فإن كانت مصالحها أكبر من مفاسدها فمشروعة،وإن كان العكس فالعكس كذلك ؛كما أنها تدخل في قاعدة الوسائل التي لها أحكام المقاصد،وهي من وسائل الضغط أيضاً فإذا كانت الغايات مشروعة فالوسائل الموصلة لها كذلك،والعكس،وقد أحدثت المظاهرات في بلادنا لمراجعات كبيرة قامت بها السلطة تحت ضغط الجماهير الكثيرة والجموع الغفيرة التي خرجت للتظاهر معلنةً منع التمديد والتوريث،وإقامة الحوار مع المعارضة وتسهيل الضرائب،ورفع الرواتب وحكومة وحدة وطنية،وتأجيل الانتخابات والتعهد بضمان نزاهتها ثم تلا ذلك القبول بتسليم السلطة وتبقى الفكرة في ملعب الرئيس والسلطة ،ونأمل حصول المصداقية في التنفيذ حفظاً لمصالح الوطن والشعب،ومنعاً للفتنة وسريان الفوضى،وأعتقد أن هذا من بركة المظاهرات،وقد حصل بسببها الخير الكثير،والتغيير في تونس ومصر .

* بيانات العلماء ضرورة ومحاذير وقفت على مقالة لكم نشرتها المنتدى قبل سنوات،فهل هذا يكفي للقيام بواجبهم تجاه الأمة أم يلزمهم اتخاذ مواقف وأفعال في الواقع أكثر من الفتوى والبيان وغير ذلك ؟

- لاشك أن واجب العلماء في بيان الأحكام الشرعية وقيادة الأمة علمياً وتربوياً وفكرياً وسياسياً ، والأصل الذي يكونوا عليه شهداء على الناس قوامين عليهم ومحل ثقة الجميع قبل الساسة والحكام ،والسلوكيات والمناهج العملية فرع العلم والفكر والبيان وقد أخذ الله على العلماء العهد والميثاق " لتبيننه للناس ولا تكتمونه " وقال تعالى " إن الذين يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيّناه للناس في الكتاب فأولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "،ويكفي دليلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم " العلماء ورثة الأنبياء"فهم ورثتهم في العلم والعمل والقيادة والقدوة،ولا يكون هذا الإبإلمامهم وإحاطتهم بواقعهم ومشاركهم الجماهير من الأمة في قضاياهم كما أنهم ضمان لمنع الضلال والهلاك والفوضى .

* العلماء على مر التاريخ هم طليعة الأمة والركيزة المهمة في قيادها،والدفاع عن حقوقها،وكرامتها فكيف غاب،ويغّيب العلماء في وقتنا الحالي،وكيف تعزو بُعدهم عن نصرة قضايا الأمة وتولي قيادها ؟

- غاب ويغيب دور العلماء حين تغيبهم السلطات أو الشعوب ،أو أنهم يغيبون أنفسهم بأنفسهم بدعوى اعتزال السياسية أوالفتنة " الأ في الفتنة سقطوا " وكثيراً ماكان العلماء هم الضحية لهذه الفتن للسلبية التي هم عليها ففي اليمن مثلاً العلماء محل سخط وكراهية جماعات العنف، والحوثية والحراك والدولة ،بخلاف إيجابية الإخوان أوحماس في فلسطين ومصر مثلاً وإيجابية السلفيين في الكويت الذين لم يدخلوا في صدام مع السلطة و الجماعات وكانت لهم مواقف علمية وسياسية طيبة وللشيخ الزنداني حفظه الله اجتهاد مشكور في جمع كلمتهم ونحتاج للمزيد .

*حول مفهوم طاعة الحكّام "ولي الأمر" من قبل الأمة ثمة تغييب،ومغالاة ونكير لهذا المبدأ والمعطى فماهو الموقف الشرعي الصحيح ولوازم طاعة الأمة للحاكم وعقد العلاقة بينهما ؟

- سبق بيان أن الحاكم العدل المسلم تجب طاعته ونصرته وحرمة الخروج عليه "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "وكما جاء في الأحاديث النهي عن منابذتهم "ماأقاموا فيكم الصلاة "والمقصود هنا الحق والدين لما جاء في البخاري عن معاوية "ماأقاموا فيكم الدين "وإنما خص الصلاة لأنها أظهر شعائر الدين الظاهرة ؛لكن الحاكم إذا خرج على شعبه بإشاعة الظلم والجور وتعطيل الشرع وخروجهم عليه كون الدستور و يمثل عقداً بين الحاكم والمحكوم ،والمسلمون على شروطهم يجب الوفاء به من الطرفين طاعة لله ومراعاة لمصالح الأمة ودرءاً للفتنة ؛ وللعبد الفقير إلى عفو ربه مقالة نشرتها مجلة المنتدى بعنوان " حكم الخروج على الحكام " فيها تفصيل وبيان ومن ذلك كونه مرهون بشروط الاستطاعة والمصلحة الراجحة ودرء المفسدة .

*وكيف توجهون مسألة الصبر على الولاة،والتوفيق بين حديثي النبي صلى الله عليه وسلم "سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله...،وحديث" أطع واسمع الأمير،وإن جلد ظهرك وأخذ مالك..الخ ؟

- في الحديث الأول دليل على شرعية الإنكار على أئمة الجور لا الكفر فحسب،ولو كلف المنكر حياته حتى أنه سماه بـ سيد الشهداء وقرنه بأسد الله ورسوله " حمزة " رضي الله عنه ،والحديث الثاني فيه دليل على السمع والطاعة لأئمة المسلمين وظاهره وإن كانوا جائرين " وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " والحديث في صحيح مسلم ؛ لكنه في المتابعات وليس الأصول ،ولم يشترط فيها ضمان الصحة ولذلك حكم الدار قطني وابن حجر عليه بالانقطاع والإرسال وهو من أقسام الحديث الضعيف ،ولوضح فيظهر أنه محمول على قضايا خاصة أي الطاعة للأمير إذا أخطأ في حكمه أوجار وترتب على الخروج عليه مفسدة راجحة على طاعته ؛لما يترتب غالباً من الخروج على أئمة الجور من مفاسد أكبر كما ذكره ابن تيمية وابن حجر رحمهم الله وشواهد هذا في التاريخ كثيرة ،ولذلك ذكرنا فيما سبق ثلاثة شروط في أن يكون الجور زائداً غير محتمل القدرة والأيفضي لمنكر أكبر.

* واقع الخطاب الإسلامي والدعوي يشهد صعوداً وتأرجحاً وغياباً في بعض أحواله ،ترى ماهي عوامل وبواعث هذه المفردات ؟

- من أكبر أسباب التأرجح في واقع الخطاب الإسلامي المشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية والتحديات الداخلية والخارجية،وبلادنا حفظها الله غارقة في هذه الأهوال والأوحال ،والداعية فردٌ من أمتّه يعيقه مايعيقها،وقد حصلت الخلافات الفكرية من قبل وفعلت فعلتها في شل حركة التقدم،والنمو،والتجديد إضافة إلى وجود بعض الذهنيات التي لا تساعد على التطور والإبداع والتنمية الفكرية والعملية أسهمت بدرجة رئيسة في تأخر الدعوة ،وتعطيل جهود المصلحين من حيث لايشعرون .

* كيف تقيمون مسيرة وواقع العمل الإسلامي في اليمن,وتوجيهكم للعاملين في السلك الدعوي والخيري ؟

- العمل الإسلامي رغم كل التحديات المذكورة يشهد تقدماً ملحوظاً،وإن كان أبطأ من مرحلته في البدايات لاسيما إذا قسناه بغيره من الأعمال حيث سقطت كل الدعوات الموالية للغرب،والمنتمية للفكرة القومية ،وأدرك الناس أن الحل في الإسلام الذي يحمل المنهجية الوسطية ،لكن هذه المنهجية عمداً وعن سبق ترصد وإصرار من أعداء الإسلام يقرن الاعتدال بمناهج الغلو والعنف،ووسمه بالتطرف والإرهاب،والتخلف بقصد إدراجه في خانة مكافحة الإرهاب الدولي وتجفيف منابعه،ولهذا اختصت الجمعيات لاسيما السلفية في بلدان كثيرة بالتشويه والمحاربة ظلماً وبهتاناً مثل التهم المكذوبة على إحياء التراث الإسلامي ومؤسسة الحرمين ،والذي ثبت زيفها وبطلانها وبراءة القائمين على الأعمال الدعوية والخيرية والاستمرار على ماهم عليه من خير مع ضرورة المراجعة المستمرة للأخطاء،وإدراك التحديات،ووضع سلّم الأولويات،واعتبار منهج الموازنات،والتركيز أيضاً على قضايا الأمة،وتهديف أعمالهم فيما يسهم في حل المشكلات،والتركيز كذلك على الأصول والكليات،وعدم الإغراق في الفروع والجزئيات،والتعاون مع المخلصين مهما كانت انتماءاتهم وأسماؤهم ،وترك التفرق والتنازع المفضي إلى الفشل " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " .

*وماهي رؤية السلفيين الإصلاحية لمعالجة أوضاع الأمة الراهنة وفي بلادنا اليمن على وجه الخصوص ؟

- السلفيون رغم عدم انتظامهم في جماعة واحدة ومنهج فكري وسياسي متفق عليه الإأنهم كثيراً مايبينون وجهة نظرهم إزاء الأحداث في خطبهم ومحاضراتهم وبياناتهم وهي لاتختلف كثيراً عن وجهة نظر المعارضة في نظري من حيث القضية الفلسطينية والحرب الأمريكية الظالمة على مايسمى بالإرهاب في العراق وأفغانستان واليمن مثلاً ،وكذلك في نقدهم للأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية في بلادنا اليمن ،ومطالبة السلطة بالإصلاح ،وقد أعلنوا مواقفهم من حركة الحوثي والحراك الجنوبي بوقوفهم مع الوحدة ضد الانفصال ،ومع المعارضة والحراك السلمي ضد الفساد ،ولكنهم متميزين عن المعارضة بتصديهم للخطر الرافضي ،ولو لزم الحرب ضده ،وضرورة المحافظة على الوحدة مع محاربة الفساد والمفسدين كما أنهم تميزوا أيضاً بعدم اقتناعهم بجدوى المجالس النيابية طريقاً للإصلاح والتغيير ،والاعتراض بالجملة على الفكرة الديمقراطية حيث السلطة فيها للشعب لا الشرع ،الإ أن جمهورهم على وجوب ترشيح الأصلح للضرورة ودفعاً للمفسدة الأكبر .

* لماذا لايزال السلفيون بعيدون عن مواكبة الواقع ،والجمود،والمراوحة في مساحات عملية أعطيت أكثر من حجمها وزيادة ؟

- السلفية المعتدلة تتبنى منهج الوسطية والشمول والتوازن على الأقل نظرياً بحمد الله وتربي عليها أتباعها في القضايا المذكورة ، لكني اتفق معك على قصورها من الناحية العملية ،ولعل عذرنا هو حداثتنا في هذا الباب ،والاكتفاء بجهود غيرنا من المختصين ،ومعلوم أن فروض الكفايات ومنها العمل السياسي والتنظيمي لايجب على كل الأعيان،والمهم حصول الفعل بغض النظر عن الفاعل كإنقاذ الغريق والحريق ،وكذلك عدم التشغيب وعرقلة جهود عقلاء المخلصين والمصلحين في السلطة والمعارضة ،ومن الصعب اجتماع كل فروض الكفاية في جماعة واحدة لكن الواجب هو سد الثغرة والنصح والتعاون والتكامل بين المصلحين .

* وماهي معالم التغيير لدى الحركة السلفية في كل الجوانب الحياتية التي يحتاجها الإنسان وفق المتغيرات للواقع والعصر؟

- يرّكز السلفيون في بياناتهم وأدبياتهم على أن منهجهم قائم على التصفية والتربية والتزكية في العقائد والأحكام ،والأخلاق ونشر العلم والسنة ونصح الحاكم لاستفزازه،واستعدائه ،ويعلنون دائماً استعدادهم للتعاون في الحق ونصرته ممن جاء به معارضة أوسلطة ، موافقين أومخالفين ،وركزوا بدرجة رئيسية على الاهتمام بالدعوة والتعليم الشرعي المستند لأدلة الكتاب والسنة ،ولا يألون جهداً في نقد الأوضاع السيئة وبيان مكمن الخلل ،وتقديم الحلول للمشكلات القائمة في قنواتهم ووسائط رسائلهم في الخطب والمحاضرات،والبيانات طافحة بهذا ،والمنصف المطلع يدرك الرؤيا المعتدلة لهم في كل هذا ،وهم وإن قصروا عملياً في بعض الجوانب لكنهم مع ذلك يغطون فراغاً في الساحة اليمنية ،ويحمدون عليه بلاشك .

* ترى ماهو جديد الحركة السلفية في بلادنا،وهل يزمعون تشكيل أنفسهم في حزب سياسي وماهي مستجدات مخاض الفكر السلفي من واقع وقضايا العصر ؟

- لاإنكار أنه قد طرأ على بعضهم فكرة تشكيل حزب سياسي لإدراكهم أهمية ذلك من حيث القدرة على الانتشار وضمان نوع ن الحصانة واستغلال مساحة وأجواء الحرية والديمقراطية في بلادنا،الإ أن هذه الفكرة ظلت حبيسة الأذهان ولم تلق قبولاً عاماً لدى العلماء والأتباع لأسباب عديدة منها إدراك المخاطر والمتاهات،والتعقيدات،والتحديات التي لم يألفوها،وعدم توفر بعض الإمكانات اللازمة لهذه الفكرة،كما أن الفشل فيها ينسحب إلى الضعف الحاصل في جوانب أعمالهم الخيرية والعلمية التي يشتغلون فيها ممّا يستدعي تأملاً وتأنياً كبيرين ،الإأنهم وإن حاولوا تلافي ذلك من خلال بعض الندوات والمؤتمرات،والمحاضرات وبعض الكتابات،ومن ذلك مثلاً الملتقى السلفي العام الذي عقد بصنعاء نهاية 2009م .

* رسالة أخيرة لمن تبعثها ؟

 - رسالة إلى العلماء بأن يحملوا لواء الكلمة الحق والقدوة ،والقيادة ،والاجتماع،والإحاطة بالواقع ،والمشكلات والإسهام في المعالجة ورسالة للحاكم بإقامة العدل الذي جوهر تطبيق الشريعة الإسلامية ،وأولاها إصلاح الأوضاع الاقتصادية كمشكلة الفقر والبطالة ،والعدل في توزيع الثروة والوظائف ،وإرجاع الحقوق لأهلها،ومحاسبة المفسدين وذلك كفيل بالحفاظ على الوحدة والأمن والقضاء على بؤر الفتن والنزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية المشبوهة وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة في شتى الميادين ،ورسالة للشعب اليمني بضرورة التحلي بالإيجابية والاجتماع والالتفاف حول المخلصين من الساسة والعلماء ونصرتهم ،ولأبناء الجنوب بالحفاظ على مكاسب الوحدة وإدراك براءتها من الفساد الحاصل ،وترك الدعوات المناطقية ،ورسالة إلى الإسلاميين من الإخوة الدعاة والعاملين عامة وبخاصة السلفيين بضرورة اجتماع الكلمة وإيجاد مرجعية شرعية واحدة يصدرون عنها،ونبذ التفرق والاختلاف،والبغي ،وأن يحملوا لواء الإصلاح،واستغلال الوسائل المتاحة الحديثة ،ومراجعة مفردات المنهج وفقه الواقع،والشرع واعتبار منهج الموازنات بين المصالح والمفاسد ،والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .