الخوخة.. سندريلا اليمن
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 12 يوماً
الخميس 02 إبريل-نيسان 2009 04:23 م
 
 

مديرية الخوخة.. سندريلا اليمن بالبحر الأحمر وعروس البحر.. عراقتها أصل التاريخ وجمالها موطن الإبداع.. ملهمة لكل فن راق سجل حضورها الخالد في ذاكرة التاريخ وروح الإنسان وفكر الزمان.

الخوخة .. «قبلة» الهدوء وواحة الجمال المميز بأناسها الطيبين وأهلها المسالمين.. مدينة تمتلك لذة السعادة وطعم الاشتياق وأنت تكتب عنها من أجلك أنت.. الخوخة «البحر» الإنسان، الأرض.. جميعها تنصهر في بوتقة الجمال.. شجن خلاق يبدأ عند أناسها بمتعة قضاء النهار كل في أموره.. وينتهي بلذة مناجاة الليل كل في فنونه.. الخوخة .. آية للجمال البديع يقرأها كل العارفين بلسان ثقافاتهم قصيدة شعر كتبتها الطبيعة وحاكاها الإنسان.

ونحن في هذا التحقيق نحاول قراءة واقع الخوخة المعاش وتجسيدها بصورة واقعية من أرض الميدان .. إلى محصلة هذا الاستطلاع :

استطلاع / محمد علي الجنيد – نبيل شرف

- الخوخة في غاية الجمال عذراء تنعم بما أغدقوه عليها من حلي وحرائر محتفظة بشبابها البكر وقدرتها على الإغواء فالذي أهداها السوار لم يظفر منها بالمعصم.. البحر كان أول عاشق سكن الخوخة ثم وصل إليها العاشقون، لوحة شوق رسمها الناس على منديل البحر فيها غنائية حب.. كلماتها الهدوء وألحانها الناس وترانيمها قلوب العاشقين.. والخوخة.. المدينة التي تغريك بالرحيل كما قال الزميل عبدالله دوبله.. مدينة الخوخة حكاية بلون البحر ورقص النوارس «وابو مقص» وطيور البجع وحكايا المراكب الشراعية القديمة.. تحدثك عن عصب وبومباي وخور عباس ودبي والبصرة وغيرها.. مدينة يقف الزمن مندهشا فيها.. جمعت بين الماء والخضرة والوجه الحسن.. وعندما تقف بشاطئ أبو زهر الجميل فلا تملك حينها إلا أن تكون السندباء!!.

عرفت بالقرن السادس الهجري الخوخة كميناء تجاري بحري قديم، يعتمد عليه في استيراد وتصدير البضائع من وإلى اليمن.. قوارب «صنابيق وسواعي» أبناء الخوخة جابت موانئ شرق أفريقيا والخليج والهند.. جميل عندما تكون بشاطئ أبو زهر وتغرف بيديك غرفة واحدة مكان موجة بحرية عائدة تجد ماءً عذباً لذة للشاربين ويكثر فيها أشجار النخيل والدم.. وتزرع السمسم والقطن والخضروات وحديثاً «المانجو» ويزرع في بيوتها أشجار الرمان والتين رغم أنها منطقة حارة.

وتعتبر مديرية الخوخة مدينة سياحية من الدرجة الأولى يوجد فيها خمسة فنادق وقرى سياحية مثل «قري المخا السياحية – القرية السياحية بالخوخة «جمعان» قرية الياسمين – منتزه السندباد السياحي – المنتزه الشعبي وغيرها من المواقع السياحية، وتمتلك الخوخة شواطئ في غاية الروعة والجمال تصلح للسياحة والراحة والاستجمام، كما تمتلك مجموعة جزر خلابة قابلة للاستثمار السياحي وشواطئ مدينة الخوخة مكسوة برمال بيضاء ناعمة ذات أشكال هلالية تطوقها كثبان رملية بيضاء وتعلو من خلالها آكام متوسطة الارتفاع تلاصقها الهضاب وتتخللها مصبات الوديان فتزيدها جمالا وروعة، وتعد بحق من أجمل الشواطئ اليمنية، تظللها غابات النخيل وأشجار الدوم، ويكفي أن ينحسر الموج عن ساحلها بضعة أقدام، فتحفر بيديك في الرمل إلى عمق سنتيمترات لتحصل على المياه العذبة.. ويعد شاطئ أبو زهر من أهم شواطئها وأجملها.. سعت الهيئة العامة للتنمية السياحية لوضع خطة لتنمية المناطق والمواقع السياحية ووضع مخطط عام لكل منطقة وموقع للتنمية ليكون مشروعاً استثمارياً سياحياً رائداً وكانت الخوخة لها حظ من ذلك حيث تم اختيار مشروع الهندية «الخوخة» حيث يقع إلى الجنوب من الفازة ويبدأ من المتينة، رأس البقعة شمالا وحتى شاطئ الهندية جنوبا بطول 15 كم على الواجهة البحرية ويتميز بالرمال الناعمة البيضاء وتظلله أشجار النخيل ويعتبر مكانا رائعا لإقامة الاستراحات والمنشآت السياحية والفندقية ومراكز الغوص ويصلح كموقع متقدم للانطلاق إلى جزر أرخبيل زقر وحنيش.

ويعد مشروع مجمع أبو زهر السياحي الذي يقع شمال مدينة الخوخة متميزاً باعتباره يقع على شاطئ أبو زهير الذي تكسوه الرمال البيضاء الناعمة وتظلله غابات من أشجار النخيل والدوم ويعتبر منتجعاً سياحياً رائعاً لإقامة مجمع سياحي متكامل.

معالم وآثار تهدم!!

تمتلك الخوخة معالم تاريخية شامخة منها مسجد الإمام حسين بن سلامة بموشج – مسجد عبدالله دريب بموشج – قلعة القشلة وقلعة القاهرة والجمرك القديم – دار القعموص والغليسي وبهيدر والعميسي وغيرها كالجامع الكبير بالمدينة ومسجد أبو زهر وغيرها من المواقع التاريخية والأثرية التي تعرضت للهدم والتخريب وطالتها أيادي العبث واللامبالاة كمجامع حسين بن سلامة المسمى «جامع القبة» وقلعتي القاهرة والقشلة التي لم يبق منها سوى بعض أجزائها والأخرى هدمت.. ومدينة «الأوشج» المسمى «موشج» حاليا شاعرها ابن المزاح الشاعر الحميني ومن رواده الأوائل.. ولا ننسى مسجد «البختيار» أول مسجد بالخوخة.. مدينة الخوخة ذات تراث خاص ومن شعرائها الشعبيين الأوائل القدامى الذين لم يترجم لهم وما زالوا خالدين في الذاكرة الشعبية «زيد» و «فتاح» وأمدوبله» وعميره وغيرهم وهناك منطقة الشاعرية بالقطابا ذات النخل الواسع والساحل الجميل والتي كان يقام بها مهرجانات للشعر الشعبي قديما وهناك مهرجانات بالسحارى وابن محمود بموسم انتهاء التمور ويقام كرنفال رياضي وشبابي وفني وآخر بالحيمة ولكن توقفت تلك المهرجانات الموسمية لتغير البشر وموت الأوائل الذين كانوا يتبنون تلك المهرجانات ولا دور لوزارة الثقافة حتى الآن!! أسس مجموعة من الشباب المثقف منتدى ثقافياً أدبياً سياحياً ويرأسه أستاذي العزيز أبي الحسين الشاعر المبدع الوفي للأرض والمدينة إنه الإنسان الرائع رفعت حسن غليسي.. وقد وجه الأخ المحافظ بتعيين مدير للثقافة بالخوخة ولكن حتى اللحظة مازال قرار التعيين لم يخرج للنور من سكرتارية المحافظ ولم ينفذ التوجيه رغم ترشيح رئيس المجلس المحلي لذلك.. وتبقى المرأة الصامدة شاعرة المعاناة والشموخ «الداودية» توزع على وجهاء المدينة قصائدها سواء بسواء على المقيمين كالشيوخ والأعيان والوافدين والزائرين، فشعرها أبلغ وسيلة للتعبير عن معاناة الخوخة!!

الصحة تعاني!!

في الختام كلمة

الخوخة لغة تحاكي البحر ولغز مبهم تركه إنسان الخوخة الأول .. وتمتاز بغاية الجمال وبشاطئ أبو زهر الذي يحلو للبعض تسميته بسوسنة الشاطئ.. جميلة رائعة بسيطة كأهلها البسطاء الذين تجاوز تعدادهم 33826 نسمة بحسب تعداد عام 2004م، وحقيقة فإن الخوخة بحاجة إلى إنعاش وترويج سياحي وأدعو كل المستثمرين القادرين على العمل الى الاستثمار في المجال السياحي والاستثمار بالخوخة، فالمنطقة لا تزال «بكراً» بالنسبة للسياحة ونريد الترويج الإعلامي لها.. والحمد لله الخوخة تبشر بمستقبل واعد لمالها من مقومات سياحية خلابة وجميلة.

الخوخة أصبحت مدينة سياحية، فيجب الحفاظ عليها وعلى طابعها المعماري وحمايتها والخروج من الحياة الراكدة إلى الحركة الدؤوبة كي نحيي هذه المديرية .. والمجال مفتوح للجميع من أبناء اليمن السعيد.. سافرنا من الخوخة وكل واحد منا قطع على نفسه وعدا بزيارتها مرة ومرتين واكثر!!.