اليمن مقبرة كل سيسي
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 18 يوماً
الثلاثاء 27 أغسطس-آب 2013 04:51 م

أحدثت المتغيرات الانقلابية التي عصفت بجمهورية مصر العربية بقيادة السفاح عبدالفتاح السيسي على الشرعية الشعبية وسيل الدماء التي سالت لإخراس أول تجربة ديمقراطية ناشئة شهد لها الغرب والأمريكان في حينها بالمصداقية والنزاهة. هذه المتغيرات المضادة ولدلت نشوة لدى بعض الهاربين القدامى من قيادات المؤتمر الشعبي العام عقب اندلاع الثورة الشبابية والمحسوبين على المحيط العائلي لصالح وليس حزب المؤتمر العام ككل .

أطل علينا قبل أيام القيادي الهارب ياسر اليماني والمتنقل بين فلل جدة والرياض والقاهرة ومغمورا ببعض هبات شيوخ الخليج طيلة أكثر من عام ونصف تقريبا للدفاع عن عائلة صالح بصورة سمجة استقبحها المؤتمريون قبل غيرهم .

لقد أطل القيادي الهارب خارج اليمن طيلة الفترة الماضية بصورة جديدة عبر مقال ركيك الجمل مخيط بصميل كما يقال في العامية يحاول أن يقدم فيه نجل الرئيس السابق كشخصية رئيسية أنقذت اليمن من المخاطر التي كانت تحيط به, وحاول استحضار التاريخ الأسود للحرس العائلي مقدمًا إياه في صورة كأنه أبو الجيوش الوطنية وحامي حمى أعراض اليمنيين .

وظل ياسر اليماني يتمسح بكل ما أوتي من قوة في التقرب من النجل بعد أن انتهى كرت أبيه في حياته, وقبل أيام من التمسح بنجل صالح كان قد أرسل رسالة استجداء إلى الرئيس هادي يرغب في القرب منه والتواصل معه لولا تدخل ووشايات المغرضين حسب زعم اليماني .

 السيد ياسر اليماني وهو في قمة نشوته الفكرية بين سطور مقاله توعد كافة أبناء اليمن بأن أحمد علي سيكون هو سيسي اليمن.

على ياسر وكل عصابات الخلية التي بدأت ترقص على منظومة ضرب الثورة الشبابية في اليمن عبر الثورة المضادة أن يضعوا في حسبانهم أننا في اليمن التي سُميت قديمًا بمقبرة الغزاة واليوم ستكون هي ذاتها مقبرة لكل من يفكر أن يكون سيسي اليمن .

اليمنيون لديهم ألف صميل ورشاش للدفاع عن كرامتهم وأعراضهم, وعلى اليماني ومن لف له أن يعلم أن أحمد وأباه جربا تجربة السيسي في اليمن لكن شوكتهما كسرت فالثورة الشبابية قدمت أكثر من ألفي شهيد وأكثر من 22 ألف جريح , ولو وضعنا نسبة سكان اليمن مقارنة بسكان مصر فعائلة صالح ستكون بحجم خمسة سيسي وليس سيسي واحد لكنهم خرجوا بعد استنفاد كل آلات الصراع الدموي هرباً عبر ممر المبادرة الخليجية .

على اليماني أن يتذكر دائمًا أننا لسنا في القاهرة ولن يقبل اليمنيون أي تغيير سواء كان مغطى بلهيب البندقية أو بريق المال الخليجي إلا بقناعات رجال هذا البلد المخلصين.

إلى كل الواهمين أن الأموال ستصنع من الكراتين وحوشا حتى ولو كرتونية فهم واهمون .

اليمن خرج إلى غير عودة من نفقه المظلم الذي حفره أسياد اليماني , وتحرروا إلى الأبد , مها انتشى الراحلون أنهم سيعودون يوما إلى أي مشهد سياسي قادم .

دعوا أبناء اليمن يشقوا مستقبلهم وارحلوا عن حياة الشعب وعيشوا حياتكم في ظلال مبادرة الخليج قبل أن تتحرك أسود لا تعرف إلا الزئير طمعا في الحرية مهما كلفها من ثمن..

وعلى الغربان أن تتوارى خلف كثبان الرمل الكئيب ..