الإستقواء بالشارع لا يعفي المُسْتَقْوِي من المسؤولية..!
بقلم/ د. علي العسلي
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر و 29 يوماً
الثلاثاء 16 مارس - آذار 2021 06:44 م
 

اولاً:_ أن الاستقواء بالشارع في ظل ظروف الحرب وظروف عدم الاستقرار، غير مأمون النتائج..!؛

ثانيا:_ إذا كان المستقوي هو اصلا شريك أصيل فيما يحصل بالمناطق المحررة بل هو المتهم الأول في تدني الخدمات وتلبية حاجات الناس، لأنه مسيطر على عدن أمنيا وسلطة محليا، ولم ينفذ ما يطلبه منه اتفاق الرياض في الشق الأمني والعسكري، بمعنى أنه هو احد معرقلي التسوية التي نفذ الشق السياسي منها مؤخرا في الرياض تحت الرعاية السعودية..!؛

ثالثاً:_ إن تقبل بالمشاركة في السلطة الشرعية وتمثل دور المعارضة امام الشارع، امر لا يستقيم أخلاقاً وقانوناً، ولا يعفى المستقوي بالشارع من المسؤولية أبداً..!؛

رابعاً:_ إن التوقيت للتحرك في الشارع "مشبوه" و "مفخخ" ففي الوقت التي تواجه الشرعية تصعيدا عسكريا خطيرا من قبل الحوثة المنقلبين يهدد كل المناطق المحررة ولا يستثني مكان، حتى ولو قيل لهم ذلك تحت الطاولة، فلا تفشلوا الحكومة وانتم جزءًا منها، فالحكومة بدأت تعمل وتتحرك وتدير وتتواصل داخليا وعالمياً، ما استفز ذلك الحوثة، فغزوا مأرب بتتارهم وبانساق تتجاوز الثلاثين نسقاً.. تظهر تحركات ومظاهرات ضد الجيش الوطني الذي يتصدى لعدوان الحوثي واعتباره من قبل يحركون المظاهرات انه جيش إرهابي ومعتدي ومحتل على اساس مناطقي.. أليس مثل هكذا تحرك هو مشبوه فعلا، ومفخخ..؟!؛

خامساً:_ غبي من يظن أن الحوثة لا قدر الله واستطاعوا هزيمة الجيش والمقاومة في الجبهات المشتعلة حاليا، استحالة أن يتوقفوا عند الحدود الشطرية السابقة، لا يمتلك الف باء السياسة من يفكر في ذلك..!؛ ثم لماذا اصلا تنسقوا مع خصوم الشرعية والتحالف اللذين تستمدان منهما القوة والامكانيات والمدد، وهذا الاستعراض غير المبرر..!؛

سادساً : اقتحام المؤسسات السيادية في العاصمة المؤقتة يضربها واحتياجاتها، قبل الضرر المؤكد على ثبات واستقرار وهيبة السلطة الشرعية، ويضع الراعي والضامن السعودي في حرج كبير ، وما يمارسه الانتقالي يؤكد أن توقيعه على اتفاق الرياض كان "تكتيكياً" وليس "استراتيجياً".. وهذا يحمل نتائج كارثية على مناطق سيطرة الشرعية.. ما تغامرونه في المحافظات الجنوبية غير مأمونة نتائجه، حتى عند الذين يسعون إلى الانفصال، ويستغلون لحظات الضعف التي تمر بها السلطة الشرعية لتحقيق ذلك؛ لن يتحقق وسترون الحوثة يعبثون بالجنوب مرة أخرى.. وحدوا الصفوف واتركوا الحقد الدفين ..!

سابعاً:_ فك الارتباط أقوله وقاله الكثيرون مراراً وتكراراً من انه يحتاج لشيء تفتك منه، هذا الشيء حاليا مفقود؛ أي يتطلب استعادة دولة الوحدة من الإماميين المنقلبين عليها وعلى مخرجات الحوار الوطني.. ثم بعد ذلك الجلوس بين من توحدوا واصطفوا لإنهاء الانقلاب والتفاوض على كل شيء، لا خطوط حمر على اي شيء..؛ اهم شيء أن الأوضاع نكون مستقرة والدولة موجودة والانقلاب قد انتهى، لا بد من أن تتوفر المناخات المناسبة للحوار حول فك الارتباط واستفاء الشعب الذي يريد الانفكاك بمحض ارادته دون اكراه، ثم يتم ضمان الانتقال السلس لما يستفتى عليه مع مراعات حقوق الافراد والدولة والتعويضات.. فحتى الانفصال مثله مثل البقاء يحتاج إلى حوار وإشراف دولي ورعاية لتنفيذه..

أيها الانتقالي.. لا تستغلوا الاحداث للانقضاض على المكاسب التي تحققت بمساعدة دول التحالف العربي، فلن تدوم لكم وسيستعيدها الحوثة.. خيرة الله عليكم اعقلوا وقعوا مسؤولين ولو مرة في حياتكم، واتركوا التقفاز والتهباش.. أيها الانتقالي.. فما تفعلونه وربي انه "الضعف" بعينه ولا يدّل أبداً على "القوة"، ولا على "الشطارة"