فيديو مروع .. عنصر متحوث يحرق نفسه امام تجمع للحوثيين وسط ميدان السبعين بصنعاء الصحفي بن لزرق يشعل غضب الانفصاليين بتغريدة منصفة كشفت عظمة «مأرب» ويؤكد: اتحدى اكبر مسؤول في الدولة ان يكذب حرف واحد مما كتبته عقب اقتحامه للمنبر رفقة مسلحين.. خطيب حوثي يتعرض لإهانة موجعة من قبل المصلين تفاصيل صادمة.. قاتل صامت يختبئ في مشروب يومي يشربه الجميع الباحث على سالم بن يحيى يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة المنصورة بمصر بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وفاة برلماني يمني بصنعاءإثر ذبحة صدرية مفاجئة. نادي رياضي شهير في اوروبا يغادر منصة إكس.. احتجاجاً على خطاب الكراهية.. لماذا حققت بورصة أبوظبي أداء فائقاً ؟ لماذا تخفي إيران عن شعبها والعالم أن أحد منشأتها النووية السرية تم تدميرها خلال هجوم أكتوبر ؟ افتتاح مدرسة أساسية للبنات بمحافظة مأرب بتمويل جمعية خيرية فرنسية
تلقيت مجموعة من الاتصالات والرسائل الإلكترونية من أصدقاء وصلتهم من آخرين بعضهم لا أعرفهم والبعض الآخر بأسماء مستعارة، وعلى العموم ليس ما يهم أصحاب الملاحظات بقدر ما يهمني موضوع الملاحظة ولهذا فسأتناول هنا مضمون بعض تلك الملاحظات، بعيدا عن تناول الأسماء.
ـ زميل دراسة يقيم في الولايات المتحدة اتصل بي هاتفيا يعاتبني على (تهجمي) على العمال المستفيدين من الوحدة (وتحقيرهم) حسب قوله، في مقالتي الأخيرة عند الحديث عن المواقف المختلفة من الخيارات المطروحة حول الخيارات المتاحة لمستقبل الأوضاع في اليمن، قلت له وأين تهجمت عليهم أو حقرتهم؟ قال أنت تقول إنهم يؤيدون بقاء الوضع كما هو، قلت له وهل في هذا تحقير؟ ارتبك زميلي وقال عفوا، أنا بطيء الفهم، قلت له يا صديقي أنا أتحدث عن أناس يتباينون في مواقفهم تبعا لمصالحهم، ولم أكن أمتدح أو أشتم، اعتذر صديقي وقال لقد فهمتك خطأ.
إن الحديث عن المواقف المتباينة من الوضع الراهن ومن آفاق حل معضلات اليمن ليس فيه إدانة أو إشادة ولكنه قراءة لحقائق قائمة لا يلغيها نكرانها، ولا يضيف إليها التشبث بها، بل إنه مجرد استعرض لوقائع تؤكد نفسها كل يوم، أما الحديث عن عمالة متنقلة فهذا أمر ليس فيه ما يعيب ولا يأتي من منطق الازدراء أو التبجيل لأن اليمني هو دائما في حالة هجرة وتنقل بحثا عن العمل الذي لم توفره له حكومات بلاده، وإذا كان اليمني يعاني الأمرين في بلاد الاغتراب فإن تنقله داخل وطنه هو أمر أقل مرارة.
ـ من بين ما وردني مقالة باسم مستعار أرسلها لي أحد الزملاء لا أدري كيف وصلته يقول صاحبها: أن الجبهة القومية تآمرت مع الاستعمار ضد مشروع الرابطة الذي كان يتبنى الجنوب العربي من باب المندب حتى المهرة، ولم ينس صاحبنا أن يصب جام غضبه على الجبهة القومية والحزب الاشتراكي، مصاحبا كلامه بآلاف اللعنات والشتائم، مما لا يمت للبحث والدراسة بصلة.
وحسب معلوماتي وقراءاتي كانت الرابطة تتحدث عن الجنوب العربي باعتباره يشمل كل جنوب الجزيرة العربية حسب تعبير الأستاذ عبد الرحمن الجفري، الذي قال في إحدى مقابلاته، إن محمد على الجفري وشيخان الحبشي والسلطان علي عبد الكريم عندما أسسوا الرابطة كانوا على اتفاق مع الشهيد الزبيري والأستاذ النعمان.
ومما قاله: إن الجانبين اتفقا على "أن الرابطة عليها الجنوب، تهتم به، بطريقتها، والأحرار عليهم الشمال، ومن ينتصر أولاً يساعد الثاني، ليلتقوا في وحدة مستقبلاً. والرابطة وقعت اتفاقاً مع الإمام أحمد في الصليف" وهو ما عرف باتفاق الصليف، وأضاف: كانت الظروف تفرض على ان تهتم الرابطة بالجنوب، والأحرار بالشمال " على أن الجميع متفقون على وحدة اليمن الطبيعية" .
إذن ليست هناك مشكلة بين مشروع الرابطة ومشروع الجبهة القومية وجبهة التحرير، ولا خلاف حول هذه القضية أما كونهما دخلا في خلافات لاحقة فهذا لا يؤثر على القضية موضوع النقاش وهو ليس موضوع بحثنا هنا.
ـ أما الرسالة الأخرى والتي وصلتني عبر صديق من كاتب لا أعرفه، فقد كان كاتبها يتحجج بأنه لم تكن هناك دولة اسمها اليمن، وإن مفردة اليمن تعني كل ما يقع جنوب الكعبة، محاولا البرهنة على إن مفردة الجنوب هي مفردة أصيلة وإن الجنوب له من الأصالة أكثر مما لليمن مستشهدا بالركن اليماني للكعبة، وباب اليمن في صنعا وصعدة الذين يعنيان باب الجنوب،. . . وهذه الحجج لا تختلف عن الأطروحات التي كان يتحجج بها علي عبد الله صالح وأنصاره بواحدية الثورة والتاريخ، والتي كان الهدف منها إلغاء كيان وتاريخ وثقافة وحضور أي شيء اسمه الجنوب، لولا إن صاحبي أوردها من باب الاعتراض على يمنية الجنوب
ـ أحدهم راح يناقش كيف تم توحيد الجبهة القومية ومنظمة التحرير وراح يلعن الجبهة القومية والحزب الاشتراكي ويناقش الانقلاب على قحطان واستشهاد فيصل عبد اللطيف وهي قضايا لا يختلف عليها اثنان ولا أدري ما علاقتها بالموضوع.
ـ خامس راح يبرهن على إن الجنوب العربي هو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولم يقل لنا ما دواعي تغيير الاسم، واستبداله باسم يثير من الإرباك الذهني أكثر مما يقدم من المعرفة اليقينية.
وعلى أي حال إن جوهر القضية الجنوبية لا يكمن في ما إذا كان الجنوب يمنيا أو عربيا، بل أنه يكمن في الغدر الذي تعرضت له المساعي من أجل بناء الدولة اليمنية المدنية الواحدة التي تعبر عن مكل مواطنيها، والاستحواذ عليها من قبل طرف غير كفؤ لقيادتها، وتحويل الجنوب عبر الحرب الظالمة إلى غنيمة يعبث بها المنتصرون، . . الجنوب الذي دخل في شراكة باسم دولة يعرفها القاصي والداني، وليست بحاجة إلى البحث لها عن اسم في متاهات المسميات الشائكة ومعاجم الأسماء العربية الوافرة العدد.
لقد سررت كثيرا لوجود حالة جدل لموضوع يستحق النقاش والجدل وما كتبه كاتب هذه السطور لا يعني بالضرورة الحقيقة المطلقة والنهائية، وهو مجرد جهد بشري يعبر عن قناعة صاحبه وآلاف القراء الذين عبروا عن موافقتهم على ما ورد فيه، بيد إن ما يؤسف له هو فقط تلك الألفاظ والعبارات النابية الواردة في بعض ردود الأفعال والتعليقات المتشنجة، التي لا تمت للنقاش السياسي بصلة أما ما عداها فأهلا وسهلا به.
****
لم يكلف نظام علي عبد الله صالح وشركاؤه أنفسهم عناء البحث عن إجابة للسؤال: لماذا صار الجنوبيون يمقتون الحديث عن الوحدة؟ وكيف تحول موقفهم من متمسكين بها ومتحمسين لتحقيقها، إلى خصوم لها وداعين إلى التخلص منها؟ وغالبا ما اختار هؤلاء الإجابة الأسهل، إن الجنوبيين يحبون الوحدة (طبعا بصيغتها التي أنتجتها حرب 1994م) وإن المنادين بعكسها هم متآمرين وعملاء وقلة من الذين فقدوا مصالحهم وهي إجابات هروبية لا تختلف عن تصرف النعامة في دس رأسها في الرمال هروبا من الخطر القادم، . . .إن هذا الموقف لا يعبر عن حماقة فقط، بل وعن غرور وتعالي وعجرفة تنم عن ازدراء الناس واحتقار قدراتهم وتطلعاتهم، خاصة وإن هذا الموقف تزامن مع سياسات كرست النهب والسلب والعشوائية وغيبت كل معنى من معاني المسئولية الوطنية أو التفكير الاستراتيجي المستقبلي، ناهيك عن احترام آدمية المواطن وصيانة حقه في الحياة والأمان والخدمة والعمل والسكن والتعليم وهي الحقوق التي كرسها الدستور اليمني وألغتها الممارسة العملية لنظام علي عبد الله وشركائه.
وإذا ما استمر هذا الموقف لدى الحكام الجدد أو حكام المستقبل فلن يؤدي ذلك إلى معالجة جادة وناجعة للمشكلة الجنوبية وتشعباتها بقدر ما سيكرس ويعمق الشعور بالاغتراب لدى كل مواطن جنوبي، وهو شعور بالمناسبة ينتشر أيضا في معظم محافظات الشمال.
وإذا كنا قد تحدثنا عن مجموعة من الخيارات المتاحة لمعالجة القضية الجنوبية، فإن التعامل مع هذه الخيارات يستدعي ضرورة الإقرار بمجموعة من الأمور وأهمها:
1.إن الوحدة لا تعني دمج الأرض مع بعضها والإبقاء على عوامل التجزئة قائمة، بل إن أي وحدة لا تقيم اندماجا وطنيا حقيقيا لا تعني شيئا بالنسبة للسواد الأعظم من الناس الذين يفترض إنهم أصحاب الشأن في كل ما يتعلق بمستقبل ومصير البلد، والاندماج الوطني هو اندماج المصالح والمشاعر والآفاق المستقبلية وشعور الناس جميعا بالمصير المشترك والمصالح المشتركة والمخاطر المشتركة، وعمق الإحساس المشترك بآفاق المستقبل، وهو ما لم تحققه وحدة 22 مايو ولا وحدة 7/7، لا بل إن الشعب اليمني الذي ظل على مدى عقود يشعر بالانتماء المشترك والمصير المشترك قبل العام 1990، قد شعر بعد الحرب إنه قد انتقل من شعب بدولتين قبل العام 1990م إلى شعب بمشروع دولة واحدة بعد العام 1990، وإلى عدة شعوب في ما يشبه الدولة بعد العام 1994م.
2.إن أي معالجة للقضية الجنوبية لا بد أن تزيل الآثار المدمرة التي تركتها الحرب على مصالح المواطنين في الجنوب، واستعادتهم لكينونتهم وشعورهم بالانتماء واستعادة روح الشراكة الوطنية الحقة، كما قد تتعرض المعالجة للمساس بالمصالح غير المشروعة التي تكونت بفعل الحرب بما في ذلك تلك المصالح غير المشروعة التي حصلت عليها قوى ممن حسبت على الثورة الشبابية، التي لا يمكن أن تكون ثائرة في طرف ورافضة للثورة في طرف آخر.
3.لقد حملت الأيام معها مجموعة من المتغيرات والمصالح التي على الجنوبيين الإقرار بها وصيانتها خاصة تلك المصالح التي تكونت بوسائل وطرق مشروعة، وهو ما يمثل رسائل طمأنة للاستثمارات اليمنية وغير اليمنية التي تكونت بعد العام 1990م أو حتى تلك المشروعة التي نشأت بعد العام 1994م.
4.كما إن القضية الجنوبية ليست حربا من الجنوب على الشمال أو كل ما أو من ينتمي إلى الشمال، وهو ما ظل يكرسه نظام الأسرة ومطابخها لتحريض الشمال على الجنوب، وبالتالي فإن ليس بين المواطنين في الجنوب والشمال أي مشكلة، والمشكلة هي بين الناهبين والمنهوبين والسالبين والمسلوبين بين الجلادين والضحايا، وهو ما يستدعي حشد كل طاقات الخيرين أينما كانوا في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل في كل اليمن.
5.إن الإصرار على بقاء الوضع على ما هو عليه، بحجة إن لدينا رئيس جنوبي ورئيس وزراء جنوبي أو أن علي عبد الله صالح قد تنحى، إن هذا لن يزيد الأمور إلا اشتعالا، وبالنسبة للجنوبيين إن التغيير الذي جرى لا يعني شيئا ما لم يعد لهم مصالحهم التي فقدوها، ذلك إنهم لم يثوروا من أجل أن يكون لديهم رئيس جنوبي أو رئيس وزراء أو حتى كل الوزراء من الجنوبي، بل من أجل استعادة الحقوق4 كاملة وإزالة المظالم السياسية والمادية والحقوزقية والمعنوية التي ألحقت بهم، وهو ما لم يلمسوه من الوضع الجديد ولو حتى على صورة رسائل التطمين.
إن الحديث عن القضية الجنوبية يطول ويطول لكننا حاولنا هنا طرق مجموعة من الفلاشات التي تصلح لفتح بوابة مناقشات مستفيضة مع كل من يهمه تقديم الأفكار والمقترحات المبتكرة لمعالجة القضية الجنوبية التي لا بد أن تأتي كجزء من معالجة شاملة وجذرية لقضايا اليمن كل اليمن، على طريق الغد الأكثر بهاء وإشراقا وأقل بؤسا واحترابا وتسولا.
برقيات:
*المواطن سعيد درويش حسين ابن مديرية سرار وعضو مجلسها المحلي، فقد ابنه على يد حرس الحدود السعودية، يقول الأب إن ابنه قتل بالرصاص بينما تقول السلطات السعودية أن الشاب مات موتاً طبيعياً، . .نتوجه إلى الأستاذ محمد سالم با سندوه رئيس الوزراء والأخ مجاهد القهالي وزير المغتربين بمتابعة القضية وإجلاء الحقيقة وإنصاف الأب الظلوم وأسرته في ابنهم المفقود.
* قال الشاعر:
يا أكثرَ الناسِ وَعْداً حَــشْوُهُ خُلُفٌ .... وأكــــثرَ الـــناسِ قَــــوْلاً كُــلُّهُ كَذِبُ
ظــــللتَ تَنــْتَهِبُ الدُّنيا وزُخْرفَها....وظَلَّ عِرْضَكَ عِرْضُ السُّوءِ يُنْتَهَبُ!