بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات
لو كانت مشكلة شخصية لسامحته لو كان مجرد فساد ونهب وعمولات لسامحته على الاقل سأذكر له الوحدة ولكن حتى في هذه كيف سنسامحه على ما فعله بها .
انها دماء بدأت من اول يوم صعد فيه الى السلطة فاغتيال ابراهيم الشهيد واخيه ورفاقهما لم تكن قضية شخصية ولكنه اغتيال لوطن ولأحلام ومستقبل وأمال شعب .
وعندما قام بإعدام شهداء حركة اكتوبر78 وهو يلبس ثياب الدولة ويتهمهم بالخيانة والانقلاب على نظام الحكم في محاكمه الصورية كان يتناسى ان هذا بالضبط ما فعله قبل عام وهو يقتل رئيسه الذي قربه ورقاه وكذلك يتعامى عن حقيقة انقلابهم الابيض مقابل المجزرة الدموية التي ارتكبوها بحق القيادة الشرعية والمدعومة جماهيريا وقتها.
واصل طريقه وهو يرسل قواته لارتكاب المجازر في المناطق الوسطى خلال حرب الجبهة وهو يدعي الدفاع عن الاسلام بينما يرسخ هيمنة المناطقية والقبلية ومراكز القوى بديلا عن حكم الشعب الذي طالما تشدق باسمه ويعتقل ويعذب كل من ينادي بالوحدة بتهمة العمالة للجنوب الماركسي .
دعم الخلافات بين الرفاق في شطر الوطن الاخر وكان شريك حتى في هندسة المجازر التي وقعت هناك دخل الوحدة بسوء نية وطوية وهو يعمل على قتل روحها من الداخل واستطاع ان يحولها من حلم مقدس ينشده كل اليمنيون الى لعنة في قلب الجنوبيين الاكثر وحدوية وهم يشهدون الانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق في حرب 94 والانكى ليست الحرب التي تدثرت بثوب قضية عادلة بل ما بعدها.
الديمقراطية حولها الى مجرد وسيلة للهيمنة والمزايدة باسم الشعب لخدمة التسلط حتى كره الناس الديمقراطية , والحكم المحلى من اداة لتوزيع السلطة الى اداة للامركزية الفساد لم يسلم منه حلفائه قبل خصومه فكانت الاغتيالات والسيارات المتلاعب بها والطائرات التي تسقط وفقا لرغباته من وسائله الاثيرة بالحكم .
لن نتحدث عن كذبه وخداعة وتقلباته في السياسة حيث ان البعض يعتبرها من قبيل الشطارة والمهارة في الحكم ولا عن طبيعة علاقاته مع الخارج وهل فرط بالتراب الوطني الذي اقسم على حمايته والدفاع عنه فالبعض يبرر له ذلك بالأوضاع الدولية والتوازنات الاقليمية وضرورات المحافظة على كرسي الحكم .
امتلك علي عبدالله صالح في لحظة تاريخية من العام 97 الى العام 2003 وضع مستقر وقوي لو كان لديه ادنى حس بالدولة لاستطاع ان ينجز الكثير خلاله ولكنه لم يعرف سوى لعبة السلطة والاختباء وراء واجهة الدولة للحفاظ عليها وبدل من ذلك بداء يعمل على مشروعه الاهم في السلطة وهو التوريث الذي ادخله في ساحة جديدة من التحالفات والخصومات وصناعة الجماعات الموالية والمعادية ويتراوح علاقته بها بين الصراع السياسي والنزاع العسكري على قاعدة من الفساد الممنهج والانفلات الموجه خدمة لهذا المشروع وهو يجهز جيشه وقواته للتعامل مع اي محاولة للانقلاب او عرقلة مشروع التوريث.
فاتت ثورة فبراير المجيدة بسلمتيها وشبابها ونقائها وشعبيتها لتربك حساباته استعمل العنف بلا جدوى حاول جر الجميع الى مربع العنف والمعارك بجرائمه في صنعا وفي تعز والدماء الطاهرة التي ازهقت لتتحول الثورة الى معركة يستطيع بسهولة كسبها كونه قد اعد نفسه لمثل تلك المعركة دائما ولما خسر تلك الجولة لملم نفسه سريعا وعاد من رحلته في معرفة وجه الموت بعد حادث النهدين ليوقع على المبادرة التي اعطته المخرج الافضل بين كل الحكام وقتها .
لكنه ابى الا ان يتعامل بخبث وحقد وانتقام وايضا ذكاء ومكر ومهارة حسب البعض ويكون الافضل في التعاطي مع المتغيرات السياسية وقتها ولكنه اتجه الى قلب الطاولة على الجميع واستعجل احراق خصومه والانتقام منهم ولو صبر ربما كان هو المستفيد الاكبر من كل عيوب المرحلة الانتقالية بما يملكه من امكانيات ولحصد هو ثمار اخطاء الاخرين ولكنه بتحالفه مع جماعة الحوثي واسقاط تللك المرحلة والتكلفة الدموية التي خلفتها الحرب الداخلية والضرب الانتقامي لعدن وتعز والتدخل الخارجي بعدها والتكلفة البشرية والمادية التي نجمت عنه.
وهو كان يدرك حتمية المواجهة بينه وبين الحلفاء الاعداء وكان يتمنى دائما العودة الى علاقة جيدة مع حلفائه السابقين السعوديين على قاعدة ان اليمن لا تحكم الا بضوء اخضر سعودي فكانت نهايته مشابهة لبدايته فمن خاض في بحر الدماء لا بد ان يغرق فيه , وكل من راهن عليهم خذلوه في لحظه خاطفة ولكنها كانت حاسمة وكافية لتكتب نهايته .
ليس هناك شجاعة ولا نبالة في مهاجمة ميت او التشفي فيه وان كنا قد وقفنا ضده حيا وليس من الشجاعة تقطيع الثور الذي سقط فكثرت سكاكينه ولكن هذا ليس شخص بل هو فكرة ومرحلة وواجهة مشروع وتراث من الصراع بكل ابعاده التاريخية والجغرافية والسكانية وحتى الدينية يحق لأي كان تقييمها وانتقادها واتخاذ الموقف فيها سلبا او ايجابا ولا علاقة هنا للإنسانية بالموضوع او العواطف الساذجة والتي تبين كم هذا الشعب مسكين وكم كان يستحق حاكم يخلص معه بحق ويقف معه بصدق وكم سيكون مخلص معه ولو لم تكن له فائدة منه عكس المستفيدين الذين يكونون اول من يقدم على البيع .
وحتى من يتكلم عن الشخصنة والانسانية وانه لا يجوز على الميت الا الرحمة فتسائل يطرح نفسه وحتى اذا كان الميت شخصا عاديا أيجب على ضحاياه ان يترحموا عليه وقد قتل ابائهم وابنائهم واخفى ذويهم ولم يتح لهم حتى معرفة مكان قبورهم او مصيرهم حتى يتمكنوا من اخذ العزاء فيهم .
وللحقيقة ليس هناك سوء محض او حالة شيطانية مجردة بالمطلق في اي شخص او تجربة فيذكر حسناته على قاعدة اذكروا محاسن موتاكم فانه لم يستطع البقاء على قمة هرم السلطة الحرجة في اليمن الا بعدة استراتيجيات وصفات منها انه ربما كان من اقل الحكام التجاء للدم الا في حالات الضرورة القصوى فهو سخي في بذل المال ولا يتردد في شراء معارضيه بدل من قتلهم بل وحتى تقريبهم منه وتجيلهم الى حلفاء وانصار واعوان.
وسمح بمتنفسات كانت عامل مهم في تخفيف الضغط ومنع الانفجار حتى ولو كانت ديمقراطية مشوهة او حرية كلمة واعلام ومعارضة جوفاء شرط ان لا يكون لها تأثير حقيقي .
علي عبدالله صالح امن دائما بحكمة ان يجب المحافظة على معارضيه لانهم مفيدين له اكثر من القضاء عليهم والا استغرب من يقول انه لم يكن يرغب بقتل حسين الحوثي فهذا ليس اسلوبه , وقد عرف ان الاستبداد والطغيان المطلق عاقبته وخيمة ليس على الشعب فقط ولكن على الحاكم فكان منهجه الاستبداد الذكي والناعم بدل من ذلك .
كان يمكنه ان يقتلك لكنه لن يقطع راتبك فقطع الراس عنده اهون من قطع المعاش .
وهذا ليس كشف حساب لمرحلة فهناك الكثير مما سيقال وسيكتب عنه معه او ضده ولكنه يظل استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة وستظل مرحلة صالح ونتائجها علامة فارقة ومؤثرة في مصير هذا البلد وهذا الشعب .
اما في مقتله فلا يسعني الا ان اتذكر هتاف سوف تحاكم يا عفاش
هذا الشعار رفعته ثورة فبراير السلمية العظيمة ثورة الشعب اليمني وشبابه المغدورة , ثورة تحمل قيم الدولة والعدالة لا تدعو للانتقام بقدر ما تطلب العدل .
واليوم على عبد الله صالح يخرج من المشهد بنفس الطريقة التي دخل بها ومحاكمته اليوم ستكون بين يدي ربه والتاريخ والشعب سيقول كلمته .