جزيرة الخوف
بقلم/ علوي الباشا بن زبع
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 17 يوماً
الأربعاء 28 فبراير-شباط 2007 09:38 ص

لزميلتي أدليت يوما باعتراف                    
حدثتها عني وعن اهلي
وعن ربيع طفولتي
ثم إنتقلت بها إلى فصل الخريف   
في مقتبل عمر الشباب  
فبدت ملامح غربتي 
وشرحت كيف الجهل في أوساطنا
والموت يحكم قبضته من حولنا
وكل شيئا عندنا أشبه بالجحيم

زميلتي من هول ما أسمعته
قالت إذاً أنت من ...
أنت من البلد السعيد !!
يا سيدي أهذا تسميه وطن ؟!
هذا جزيرة خوف
في عرض المحيط المحتضر
تغشاه أمواج المرض
والفقر من كل إتجاه
برغم أسوار المدينة
والحراسات الغبية
والخطوط الشائكة
هذا تسميه وطن !! لا أعتقد.. لا أعتقد..


ثم أردفت زميلتي قائلة
لو كنت مثلك سيدي
لكتبت الآف القصائد والقصص
عن وطن مغمور
لا يسمع عنه أحد
عن أمة مأسورة
بالفقر لا تملك يدا
وليكتبوا عن خفافيش الظلام
ليكتبوا ما يكتبوا
فإنهم لا يعلموا
إن الحياة بلا أمان في الوطن
موت بطيء ورجولة بلا ثمن..

زميلتي تسائلت ماذا عساهم يفعلوا
لا يملكوا أن يسلبوا كرامتك
وليس في مقدورهم أن يذبحوا شهامتك
فليحبسوا حريتك
فأنت في سجن كبير
وليقطعوا مرتبك
فإنه قطعا حقير
حتى ولو ذهبوا إلى أبعد مما تعتقد
حتى ولو سحبوا الجواز
ودبسوه في شنطة الوزير
من دون ابداء سبب
فقبيلتك لا تنتمي لقبيلة الرئيس
هم يحسدوك على الغلاف
هذا هو السبب
فليذهب الجواز والوزير
وشنطة الوزير والخارجية كلها
ليذهبوا إلى الجحيم
قاطعتها .. لا تذكري الرئيس
أهم شيء لا يذهب الرئيس
لو ذهب الرئيس سيخرب البلاد على رؤوسنا
وعندها ستجتمع قبيلتي مع قبيلة الرئيس
وتجتمع قبائل اليمن ومن له ديون
ليقسمون التركة
سيقسمون كل شيئ محاصصه
حتى الهواء سيقسموه في الهواء
وكل شيء سيقسموه على الرجال
ولا عزاء للنســـاء
وعندها سيندم الجميع
ونخســر الوطـــــن !!

*صدر للشاعر أربعة دواوين شعرية هم ( سكون الليل – صدى صوت – جسر المحبة – سحايب شوق)