كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي 3 صدامات عربية… مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
لم يكن يوم الجمعة 11/11/2011م عادياً فقد كان يوم عرس حسب ما وصفته إسراء ابنة الشهيدة بإذن الله تعالى " تفاحة صالح العنتري 50 عاما " التي فارقت الحياة جراء قصف قوات علي صالح على ساحة الحرية وقت بدء شعائر صلاة الجمعة ، كان اليوم من بزوغ فجره كلها رعب وقصف لا هوادة فيه على تعز وأحيائها التي دب الذعر والخوف في نفوس الأطفال والنساء خوفاً من قذائف الحرس العائلي .
يوم الجمعة رحلت " تفاحة صالح العنتري" إلى ربها بشظايا قذيفة كانت قد خطفت قبلها روح أختيها في الكفاح والنضال – زينب حمود قائد 18 عاما – ياسمين سعيد الأصبحي 22 عاما - الطفل/ محمد رزاز عبد العزيز 13 عاما – الطفل/ عبد السلام أحمد عبده صالح 9 سنوات – سعيد عبده سعيد مهدي 25 عاما – عبد الله هزاع السعداني 35 عاما – مهيوب محمد طاهر الرعداني 45 عاما - حسن محمد على الشيباني 30 عاما - هاني الشيباني - 22 عاما - سمير عثمان 12 عاما – يحي محمد الوقش 32 عاما - أمال عبد الباسط 4 سنوات - ريهان حسن محمد علي 20 سنة - مروان محمد علي 24 سنة - يحيى محمد الدغيش –عبد العزيز الشطاري 23 عاما، استشهد بعضهم وهم يؤدون شعائر صلاة الجمعة في ساحة الحرية بتعز والتي أراد الطغاة أن يخيفوا الناس من الخروج إليها لأداء الصلاة فظلوا يقصفونها دون هوادة، ومنهم من اغتاله القصف في غرفة نومه والآخر أمام بيته.
تعز كل يوم تودع شهداء وتضيف جرحى إلى رصيدها، تعز اليوم منازلها تتلقى الضربات من بقايا نظام متهاوى ، ومن مختلف الثكنات العسكرية ، تعز اليوم تحولت إلى مقاطعات يفصل بينها نقاط عسكرية يتمركز فيها الحرس العائلي فيعبثون بحياة الناس وأمتعتهم دون حياء ولا يحترمون كباراً أو مرضى أو نساء.
شهيد وراء شهيد يسقط في تعز فيهم أطفال ونساء لم يحترم النظام حقهم في التعبير عن رأيهم فيقتلهم ويقصفهم لا نهم قالوا له "ارحل" .
اليوم النظام وحرسه العائلي يقتل النساء والأطفال في تعز كما قتلهم من قبل في نهم وأرحب وصنعاء ، دون مراعاة لأدني حقوقهم أو حقوق الإنسان ، في جمعة "لا حصانة للقتلة " ضاعفت قوات صالح من جرعات الضرب والقصف لتعز وان توقفت لساعة أو ساعتين فتعود وتستأنف القصف الذي لم يميز بين منزل وآخر وبين ثائر وغير ثائر وبين إمراة وطفل .
إن من يقصفون تعز هم أشبه بمصاصي الدماء في أفلام هوليود كلما سمعوا عن سقوط ضحايا قالوا نريد المزيد فلم يرعبهم سقوط الشهداء ولم يردعهم صراخ النساء وبكاء الأطفال ولم يعتبروا من كل موقف رأوه .
هم أقل ما يمكن أن يطلق عليهم أنهم قتلة ومجرمي حرب لابد من محاكمتهم لقتلهم الأنفس البريئة التي حرمها الله تعالى .
"تفاحة" من مناضلات تربويات من أجل التغيير رحلت مع أخواتها وإخوانها إلى ربهم وهم معطرون بدمائهم المنبعث منها ريح المسك لأنهم قتلوا غدراً واخذوا بدون جريرة إلا أنهم قالوا لا لعلي صالح ، رحلوا إلى ربهم وان شاء الله هم شهداء في جنة الرحمن ينعمون فيها وقاتلهم هو وأعوانه في جهنم يعذبون بنارها وحرها خالدون فيها لا يخفف عنهم لهيبها ونارها .
تفاحة" غادرت ساحة الحرية وغادرت تعز بجسدها ، ولكن روحها ستبقى مرفرفة على الساحة لأنها كانت ذات بصمة فيها وكانت لها دور سيفقدنها كل الثائرات في الساحة حينما لا يجدن أختهن الحرة الثائرة "تفاحة" تحمل إليهن الطعام الذي كان يصل الساحة من مصادر مختلفة ، سيفقدها إخوانها الثوار الاحرار .
ورحلت الشيخة "زينب" حافظة القرآن الكريم خريجة جمعية معاذ العلمية لتحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية ، تدرس كتاب الله في مركز الشفيع بمؤسسة التواصل بتعز، وإحدى عضوات مناضلات ثورة اليمن حيث كانت تشبّه بالملاك الطائر في خفتها وسرعتها في تلبية الواجب عند كل طارئ ، ورحلت معها "ياسمين" التي كانت تطمح إلى إكمال دراستها الجامعية قسم علم نفس مستوى ثاني ، وفي الساحة كانت ترحب بأي مهمة تسند اليها من أخواتها الثائرات بسمتها لا تفارق محياها -حسب وصف أخواتها- لها وانها كانت تبادر إلى الخير والمشاركة مع ائتلاف فريق العاطلين عن العمل فلم تتوانى عن القيام بأي مهمة تخدم أهداف الثورة .
تعز اليوم ستبقى هي العملاق الذي يهز عرش الطاغية ويزعزع الطمأنينة من قلبه ويقلل النوم من عينيه بما تقدمه كل يوم من قوافل الشهداء رغم القصف والضرب ورغم سقوط الشهداء من الرجال والنساء والأطفال ، فهي بذلك تسير نحو تأسيس يمن جديد بإذن الله ، يمن يصنعه شبابها بصدورهم العارية ، ونساؤها وفتياتها ، وزهراتها الحرائر الثائرات ، ورجالها الثوار الأحرار ، وأطفالها العمالقة في حبهم لغد أفضل ويمن جميل خال من الفاسدين والظالمين .
alhadi68@gmail.com