في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن
كثيراً ما نسمع بأن الثورة قد طالت، وكثيراً ما نجد من يتساءل: طيب إلى متى؟ ما هو المصريين قطبوها ثمانية عشر يوم، ليش إلاّ إحنا؟. وتعتبر مثل هذه التساؤلات، مشروعة ومنطقية وضرورية في ظل اندفاع الناس إلى التغيير الكلي وطموحهم للانتقال السريع إلى مرحلة ما بعد سقوط النظام، وشعورهم بالأسى والحزن للأرواح التي تزهق يومياً على يد أجهزة الحاكم القمعية.
وما يجعل هذه التساؤلات تحمل أهمية قصوى وتعطي للثورة بُعدها الاجتماعي والسياسي والثقافي العميق هو مجمل الحوارات والأحاديث التي تجري بين الناس على اختلاف أعمارهم واختلاف توجهاتهم السياسية، داخل الساحات وخارجها، في الأسواق، في الشوارع والمنازل. حيث يجد الباحث أن مضامين وأهداف تلك التساؤلات تأتي في إطار قناعات عامة أن الثورة مشروع وطني وحقوقي وإنساني أصبح أمراً واقعاً ويحقق نجاحاته المتوالية ولا يمكن التراجع عنه، ولو بمجرد التفكير، وما ينتظره الناس ويتساءلون عنه هو ساعة الحسم فقط.
وبالرغم من دخول الثورة الشعبية اليمنية شهرها الرابع فإن من أبرز الملاحظات المهمة المرتبطة بطبيعة التفاعلات الشعبية هو أن التساؤلات التي تُثار هنا وهناك من قِبل هذا أو ذاك لا تحمل أي شعور بالملل واليأس أو حتى الخوف من المجهول، فهناك إصرار وإرادة واستعداد لمواجهة كل الاحتمالات. الأمر الذي يجعل الثورة اليمنية تحمل في ذاتها صفات مميزة وفريدة، وتحتاج إلى دراسة من قبل أساتذة علم الاجتماع وخبراء علم النفس ورواد الثقافة والإعلام.
لأن ما يجري اليوم على مستوى الساحة اليمنية هو حجر الزاوية في بنيان الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع اليمنيون إلى إنجازها من أجل مستقبل أفضل يعيد لهم حياة العزة والكرامة ويرفع عنهم أغلال الظلم والقهر ويحقق لهم الأمن والاستقرار والسلام..
وإذا كانت الثورة الشعبية قد رسمت صور وملاحم يمانية رائعة الجمال وعميقة الأثر، فإن هذه الثورة قد كشفت خلال الشهور الماضية أن معاناة اليمنيين كانت أكبر مما يتصوره الآخرون، وأنهم قد ظلوا ثلاثة عقود محكومين بنظام كرّس التخلف والفقر والأنانية وحوّل الوطن إلى إقطاعية خاصة به وبمن والاه.
وبفضل هذه الثورة المباركة، أخذ النظام الحاكم يقدم حقيقة نفسه للعالم أجمع بدون رتوش أو مساحيق. فخلال الشهور الأربعة الماضية عجز هذا النظام أن يثبت لنفسه ولمن حوله ولمن يراقبه في الداخل والخارج أنه قادر على التفكير الصحيح. وتحول أمام زخم الثورة وهديرها إلى ظاهرة صوتية مبحوحة..
-عجز هذا النظام أن يخطو ولو خطوة واحدة في ميدان الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، برغم سيل المبادرات التي ظل يقدمها ويفتعل المناسبات والحشود للإعلان عنها.
-عجز هذا النظام عن توفير الحد الأدني للخدمات المعيشية للشعب بل وعمل على تحويل الأجهزة والمؤسسات المعنية بذلك إلى وسيلة من وسائل الحرب ضد أبناء الوطن كما هو الحال بالنسبة لأزمة الكهرباء وأزمة الغاز، وأزمات المشتقات النفطية الأخرى.
-عجز هذا النظام أن يقوم بأبسط واجباته في تحقيق الأمن والاستقرار، بل وعمل على إنتاج عصابات لقطع الطرقات وزرع الفتن ونشر الفوضى وإخافة المجتمع، ولم يكن توزيع الأسلحة الخفيفة والثقيلة في معظم المناطق اليمنية وبأشكال مختلفة إلا مظهراً من مظاهر هذا التوجه الذي يعكس حالة من الحقد والنزوع الإجرامي.
-ظل هذا النظام خلال شهور الثورة يمارس هواياته المعتادة في الفساد بوقاحة متناهية، ويعمل جاهداً على استنزاف إمكانيات الدولة ومقدراتها المالية لشراء الولاءات، دون وازع من ضمير ودون إحساس بأية مسئولية تجاه ما يعانيه الاقتصاد الوطني وما يمكن أن يصل إليه من انهيارات.
-قام النظام بتحويل أجهزة الإعلام الرسمية إلى أدوات للكذب والتضليل المتعمد والفج، واستخدامها كوسائل دعائية لإحداث الرعب والخوف في أوساط المواطنين، وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية.
-ظل النظام يتعامل مع شباب الثورة ومختلف القوى السياسية والاجتماعية المؤيدة لها، بخطاب متناقض ومرتبك وغوغائي، فهو من ناحية يعتبر أن ما يجري زوبعات إعلامية من قبل مجموعة قليلة العدد ليس لها أي وزن أو تأثير، ومن ناحية ثانية يصفهم بالمخربين وقطاع الطرق والخارجين على القانون، ويحملهم مسئولية ما يحدث من أزمات ومشاكل تعانيها البلاد وكأنهم على رأس السلطة وبيدهم الأمر والنهي، ثم يدعوهم للحوار وتحكيم العقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب حسب تعبيره، في الوقت الذي لا يقوم هو نفسه بتحكيم العقل أو المنطق، وظل خلال مختلف المراحل يستخدم الحوار للخداع والمراوغة، وفي كل مرة كان هو من يطعن الحوار في الظهر ويتنكر لنتائجه واستحقاقاته..
-منذ إنطلاق الثورة الشعبية وحتى هذه اللحظة تَحوّل قادة النظام – ابتداءً من الرئيس وانتهاءً بالمتحدثين الرسميين والثانويين – إلى دعاة للفوضى والحرب الأهلية ومحرضين على قتل المعتصمين السلميين، ويتعاملون مع دماء اليمنيين باستهتار واستخفاف ولا مبالاة بصورة لم تعرف لها المجتمعات الإنسانية مثيلاً.