يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟
مأرب برس - خاص
بفعل مجموعة من الإجراءات المتتابعة فانه من المؤكد أن الأمور تتجه إلى:
التهدئة بخصوص التوتر الحاصل في المحافظات الجنوبية الذي كان قد دشنه ابتداء المتقاعدون بمطالبهم التي أخذت صور الاعتصامات وسلسلة من الفعاليات الأخرى بعد استنفادهم على حد ما جاء لهم كل الطرق الأخرى المنادية بحقوقهم ومستحقاتهم .
ثم إن هذه الاعتصامات تعززت بفعاليات أخرى شهدتها أغلب المحافظات الشمالية والجنوبية كلها تتجه إلى التعبير عن مظالم بالجملة وتشتكي اختلالات هيكلية طمرت بآثارها السلبية الحياة العامة .
هذه الأمور والى هنا فقد لا تبدو جديدا على المشهد الداخلي فالسلطة من جهتها تعتبر ذلك حالة إن لم تكن يومية فهي متكررة من معارضة تتولى الإثارة في حالتها المأزومة بعد ما فقدت حضورها في الشارع وحمل المؤتمر على كتفيه ثقة وهموم الشعب ، فهي ليست أكثر من التعبير عن حالة الإفلاس والتأزم الداخلي ، هذا هو الخطاب الرد المتكرر للسلطة مع كل فعل أو صوت للمعارضة ، كا العادة يكفي السلطة في مثل هذه الحالات أن يطل سلطان البركاني في لقاء أو تصريح من مصدر حزبي أو رسمي .
إلا أن الوضع هذه المرة قد تغير وأخذ منحى آخر من المؤكد أن السلطة لم تكن البتة تضعه في الحسبان أو تتصور مقدماته بهذا الشكل فضلا عن نتائجه على المدى البعيد وحتى القريب ، فقد ارتفع السقف لمطالب المتقاعدين ومع دخول آخرين الخط وركوبهم الموجة بأجندة مغايرة تماما تعززهم فرص الداحل والخارج فضلا عن الخطاب والفعاليات المتطورة للمعارضة فان الوضع عبر بنفسه عن نفسه بالحرج والاقتراب من نقطة الأزمة ، في الوقت الذي لا زالت فيه هناك في صعدة نقطة أخرى حرجة أصبحت شبه مزمنة وسقفها هو الآخر مرتفع في أتون الأقلمة الآن وعلى طريق التدويل ، هي الآن ساكنة لكنها متيقظة ولعلها في استراحة لاستعادة الأنفاس ، ومراجعات للأدوات والخطاب .
الخطاب العام في المحافظات الجنوبية بدأ يفرز نفسه ويتبلور بمفردات بعينها إلى الشارع ومن ورائه ماكينة إعلامية تديرها نخبة إعلامية وسياسية متخصصة في الخارج تجيد تماما فن الإثارة والتسخين وما يمكن تسميته بالاستهداف النفسي في الوقت الذي أصبحت صحيفة الأيام لوحدها كتيبة متقدمة وقد تمددت بفروع دولية لها وأضحت أول صحيفة يمنية ذات حضور دولي ولعلها قبل غيرها بامتياز هي الأم والمرجعية الأصل لهذا النوع من الخطاب .
الحزب الحاكم كعادته في مثل هذه الأمور يعلن عمليا خروجه عن الجاهزية وتحلله تماما عن أي التزامات أو استحقاقات وطنية ،
ثمة من يجد له المبررات والأعذار فهو من راكم وأثقل ..يقولون عنه إن فتشت عنه فلن تجده إلا على وليمة أو غنيمة أو فيد وأنه من المستحيل أن تجده في موطن يطالبه بشيء من الاستحقاقات هكذا هو وكل ميسر لما خلقه الله له .
المشترك وحده هو من قبض الشارع إليه وسعى حثيثا إلى جمع الخطاب في منظومة واحدة ، رغم أن أصحاب خطاب آخر يريدون أن يفروا به ويشدوا الشارع إليهم ، ومن المؤكد عند الكثيرين أن صمام أمان المرحلة هو في وجود المشترك في الشارع بقوة وانه لازال محل السلوى والأمل ولولا انه موجود على حد تعبير كثير من الناس لاقتنع الناس واتجهوا إلى أجندات ومحركات أخرى.
هناك الآن إشارات ايجابية ومجموعة من الإجراءات هي محل ترحيب لكنها ستسهم إلى حد ما في تسكين الوضع على انه سيعاود بشدة وضراوة إن لم تتبع هذه المسكنات استراتيجية ذات رؤية عميقة هيكلية وبنيوية تسلم فيها الملفات للمحافظات وللعديد من القضايا إلى المؤسسية وليس إلى الأشخاص .
انه بالامكان ولا زال هناك فرصة بل وفرص من تحويل هذا الوضع من الحال الذي هو عليه إلى اعتباره ظاهرة صحية تساعد في إعادة التقييم والرؤية وابتناء الكثير من الأسس والقواعد على سبيل البناء والاستمرار وليس المعالجات .
ولعل المسكنات والمعالجات القريبة لغرض المعالجات فحسب هي السبب وراء خلق مزيد من مراكز القوى وأخرى في الطريق التي تنتظر مثل هذه الأحداث والمواقف بل وتعمل في الكثير إلى خلقها لتتاجر بها أو لتري الآخرين مكانها .
كرة الثلج
ما يجب اليوم أن يتضح أكثر من ذي قبل هو أن كرة الثلج قد تدحرجت فهي كل يوم في تكور أكبر وانه من المستحيل على من تحرك اليوم في ظل هذه المزاحمة والعجلة من الصراع والحياة أن يعود إلى وضعه بالأمس ، إذ أن الأمور عندما تتحرك تحسب انك من تحركها فإذا بك تجد نفسك بعيدا عن السيطرة وان ثمة محركات أخرى غيرك تعبث وتوجه .
التكتيك بالمناورة ما عاد اليوم يجدي فالجميع قد خبر واكتسب القدرة والمهارة ، فلابد من خلق صيغة أخرى عملية تسير مع العجلة اليوم .
هب أن المسكنات أتت بالتهدئة بشان الوضع في المحافظات الجنوبية وساعدتها في ذلك الانتخابات القريبة التي ستتشاغل فيها الأحزاب والأفراد والجهات ببعضها إلى حين وجيز فان قملة الحاج (على حد تعبير باجمال ) وهي هنا الأزمة ستعاود في المحافظات الشمالية إذ أن محافظات أخرى تنتظر دورها بفعل ارث واستعدادات قائمة أو بفعل تناقضات أو احتياجات أو مطالب وصلت إلى الذروة .
إن الاحتقان إن هدأ فإنما استتر وبقي كامنا إلى اللحظة التي يعلن عن نفسه .
وبشان التطمينات الأمريكية والإقليمية حول أهمية الوحدة اليمنية واستقرارها وأثر ذلك على الاستقرار في المنطقة فلا يجب أن يقرأ ذلك خارج سياق المجاملات الدبلوماسية التي يستلزمها البروتوكول ،وأنها لا تعدو أكثر من أنها مستدعاة بقصد تهدئة قلق الداخل .
على أن الأكبر والاهم هو في التقاء الداخل مع الداخل وحوارات جادة وبمضامين يقصد بها المصلحة العامة لا التتويه .
alhager@gawab.com