نقل العاصمة من صنعاء إلى عدن1-3
بقلم/ نجيب غلاب
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 9 أيام
الأحد 05 أكتوبر-تشرين الأول 2008 06:29 م

من دولة المدينة في اليونان انبثقت حضارة الإغريق ومن قلب مدينة روما بناء الروم أعظم إمبراطورية في التاريخ الإنساني، وكانت المدن الايطالية التي نشئت في العصور الوسطى هي المقدمة التي أشعلت النور في الظلام الدامس الذي كان يهيمن على القارة الأوربية، ومن المدينة بدأت الثورة الفعلية المنتصرة للإنسان والتي فككت البنية الاجتماعية والفكرية والدينية والاقتصادية القديمة وأسست لعصر مختلف من نور العقل، ومع نمو المدن في أوربا اجتاحت الثقافة الجديدة التي أنتجتها المدن وعي الناس، وكانت المدينة هي المؤسس لقوة الملوك ولعبت الدور الفاعل والأساسي في بناء الدولة القومية الحديثة، والانقلاب التاريخي في أوروبا لم يكن ليحدث بدون المدينة وثقافتها المختلفة المنتمية للإنسان. والمتتبع لتاريخ العالم سيجد أن المدينة هي المؤسس الفعلي للتقدم.
ويمكن القول أن الإسلام لم يظهر في التجمعات البدوية المتنقلة بل كانت مكة حاضرة الجزيرة العربية بثقافتها المنفتحة على العرب وبمركزيتها التجارية والثقافية هي المكان الذي نزل فيها الوحي، وكانت يثرب هي المدينة التي أسست فيها الدولة الإسلامية الأولى وفق معايير وقيم إنسانية، وعندما توسعت الدولة لاحقا لم تعد المدينة ولا مكة رغم القدسية الدينية قادرتين على استيعاب الحراك الحضاري في بنية الدولة، لقد انتقلت العاصمة إلى بلاد الشام الغنية بالموارد وبالتجارب الحضارية الممتدة عبر التاريخ والقادرة على مدّ الدولة الناشئة بالحياة أيضا بحكم موقعها الجغرافي، لقد أدرك معاوية الداهية والخبير السياسي ـ رغم تحيزه الأموي وحرف طبيعة منظومة الحكم الراشدة ـ أن جزيرة العرب وثقافة القبيلة والوعي الإعرابي كفيل بخنق الدولة الوليدة فأخرجها من المدينة وجزيرة العرب إلى حاضرة الشام، وبالقبائل العربية رسخ قوة الدولة بعد أن عزل البداوة ووعيها عن الدولة وعمل على إشباع رغبات القبيلة بالحروب وتوزيع الغنائم، وجندها بالعقيدة لحماية الدولة وتوسيع سلطانها.
أعداء المدينة في الحضارة الإسلامية عبر عنها الخوارج وهؤلاء يمثلوا قوى قبلية وبدوية اعتنقت العقيدة الإسلامية وقراؤها بوعيهم القبلي فاختنقت العقيدة وتحولوا إلى قوة مقاتلة تكفر كل من يخالفها، وبروح البداوة وشدّتها واجه الخوارج دولة بني أمية بصرامة عقائدية متطرفة، وبروح قتالية مستبسلة من أجل الحق الذي اعتقدوه، وفي ظل هزائمهم المتلاحقة ونبذ الأمة لهم أصبح الخوارج منظمات سرية حولت الدين إلى سياسة وقاتلت من خلالها ومارست الاغتيال للنخب الدينية والسياسية، ولكنها انتهت وأصبحت ذكرى عابرة، إلا أن التاريخ يكرر نفسه وها هو وعي القبيلة المناهض للمدنية والحضارة يخلق خوارج العصر في كل اتجاه.
ولم تبلغ حضارة الإسلام أوج عطائها إلا في مدينة بغداد التي كانت أعظم مدن الأرض وتاريخ المدينة وساكنيها وما أنتجته من فكر وثقافة جعلها معجزة إنسانية تؤكد عظمة الحضارة الإسلامية، وعندما اجتاحت البداوة الدولة العباسية بدأ أفول الحضارة الإسلامية. ويمكن القول أن أزمات العرب في العصر الحديث وفشل مشاريع النهوض العربي أحد أسبابه الرئيسية أن المدينة مازالت غائبة فالمدن العربية في أغلبها مدن مشوهة فقد ابتلعتها روح الريف وثقافته وقيم القبيلة المنتجة لوعي قبلي مناهض للمدينة وطبيعتها المعاصرة.
المجتمع المدني نتاج المدينة وجوهر الدولة وأصل نهوضها
والتجارب البشرية في عصرنا تؤكد أن المجتمع المدني لا يمكن أنتاجه إلا بالمدينة وهو وحده لا غيره القوة القاهرة للتخلف، والقادر على أحداث قطيعة مع الثقافة التقليدية، وتجاوز التكوينات الدنيا القائمة على العصبية والفئوية والمناطقية والعرقية والمذهبية، مع ملاحظة أن المجتمع المدني لا ينفيها بل يعمل على تأسيس هذه التكوينات الطبيعية كأوعية للتعارف والتعاون، ويحافظ على هويتها الأولية، بعقل مفتوح، ويتجاوزها لصالح هوية أكبر هي قيم لعيش المشترك التي تظهر أعلى تجلياتها في المدينة المنتجة للدولة المدنية التي يعبر عنها بالدستور والقيم الحضارية المنتجة للسلوك الحضاري الرقي والتي يتجسد فيها ولاء الأفراد والانتماء الجمعي.
وخيار المجتمع المدني خيار تقدمي يتطور وينمو باستمرار في المدينة وثقافتها السلمية الإبداعية الباحثة دائما عن التجدد، والمجتمع المدني بدوره يرسخ ويقوي من المدينة ويناهض ويواجه نقائضها لأنه يؤسس لآليات فكرية وقانونية تقنن الصراع وفق قيم عليا تتمثل في الحرية والفردية والحوار وقبول الآخر والحفاظ عليه والدفاع عن حقوقه ومصالحه وقبول التنوع.
مع ملاحظة أن المجتمع المدني لا ينمو ولا يعيش إلا في ثقافة سلمية مؤسسة على حقوق الفرد وواجباته، وأعضائه لا يرفعون البندقية، ولا مرافقين لديهم لأنهم لا يخافون من أحد، ولا ثأر لديهم، لان أصل تكوينهم الفكري مؤسس على الانفتاح والتعمير والبناء واحترام الإنسان وحقوقه، ونضالهم وأن دافع عن مصالح البعض إلا أنهم على استعداد للنضال من أجل أخيهم الإنسان أيا كان موقعة في الحياة حتى من خارج مجتمعهم ودولتهم، والقانون هو الحامي لأعضائه لا منطق القبيلة ووعيها المتعصب للقبيلة وأبنائها.
وضرورة المجتمع المدني ليس لضمان للعيش المشترك فحسب، بل هو روح الدولة ومنتجها الطبيعي، فالدولة لا يمكنها ان تكون محايدة وعادلة ومعبرة عن المجتمع ومستجيبة لحاجاته أن لم ينتجها المجتمع، والدولة لا يمكنها أن تعمل وتقوى وتواجه نقائضها في الداخل وأعدائها الخارجيين إلا بالمجتمع المدني، وهذا في تصوري يجعل المجتمع المدني مرتكزا جوهريا في حماية الأمن القومي بمفهومه الشامل وقوى الضمانات لحفظ كيان الدولة، أما القبيلة فأن طبيعة تركيبتها صراعية تجزئيية مغلقة متعصبة عنصرية عنفية، وهذه الصفات البنيوية التي ينتجها وعي القبيلة يجعلها متناقضة مع المجتمع المدني القائم على التسامح وقبول الآخر وعلى الإخاء والمساواة.
وبناء المجتمع المدني وفق القيم والآليات التي تنتجها ثقافة المدينة يقاوم الاستبداد، لأنه يسهم في توزيع السلطة وفق معايير واضحة متفق عليها، بعكس القبيلة التي يسعى وعيها الناتج عن ثقافتها نحو تركيز السلطة بيد أشخاص بعينهم وفق آليات لا تخضع للكفاءة وتكافؤ الفرص والمساواة، بل وفق قيم الحسب والولاء للنخب القبلية.
إلى ذلك فالمجتمع المدني ينشر الأمن والاستقرار والإبداع، أما القبيلة عندما تعمل سياسياً فإنها تصنع التوتر والصراع والكراهية والتناقضات المؤسسة للعنف، كما أن القبيلة من جهة أخرى نتيجة محاصرتها للفرد والتعامل معه كذات ملغية لصالح المجموع القبلي ووعيه العصبوي يخنق الإبداع ويولد الرفض للآخر وقهره واستغلاله وأهانته، وهذا يضعف المجتمع وتطوره ويجعله فرق شتى كل فرقه تغالب الأخرى، وإذا تحالفت فإنها تنتج الظلم وتهمش الناس لصالح النخب المسيطرة والمتحكم بالفرق القبلية أو الطائفية أو العرقية ..الخ بعكس المجتمع المدني الذي ينمي قدرات الفرد ويحرره من قيوده حتى يصبح قادرا على منفعة نفسه ومجتمعة وخدمة الإنسان.
ولان القبيلة تقوم على الجبر فإنه ترسخ الظلم وتتناقض مع مصالح أعضاء القبيلة لصالح نخبها، بعكس المجتمع المدني فطبيعته التعاقدية يمكنه من التأسيس للحرية ويعلي من قيمة الفرد ويجعل من القائد ملتزم بمصالح من يمثلهم وأعضاء المجتمع يمتلكون حق محاسبة القائد، كما أن الطبيعة التعاقدية يجعل النخبة مجال مفتوح للجميع بصرف النظر عن الانتماء الأولي، فالكفاءة ومنفعة المجتمع هي المحدد لمكانة الفرد.
لذا فإني أؤكد هنا أن سحب تقاليد القبيلة إلى المجتمع المدني كما حدث ويحدث في اليمن يمثل خطر كبير مهدد للسلم الاجتماعي وهذا السلوك حتى وان رفع شعارات جميلة وطالب بمحاربة الفساد يمثل ممارسة فاسدة ومخادعة لأنه يخرب القبيلة بإعادة تفعيلها بصورة صراعية في العملية السياسية لصالح النخب والأخطر من ذلك أنه يحتل الدولة بوعي قبلي مناقض لطبيعتها ويشوه المجتمع المدني الذي ينمو ببطء ويعمل على تدمير تكويناته الناهضة القائمة على التعاقد وبالتالي تهديد كلي للدولة وقيمها المعاصرة، وهذا أعلى مراحل تهديد الأمن والاستقرار الاجتماعي.
فالقبيلة بنخبها ووعيها العصبوي عندما تحتل الدولة فإنها تُلغيها وتقودها إلى حتفها، لأنها لا تؤمن إلا بنفسها وتلغي الأخر وتتعامل مع الدولة كآلة يستغلها من يحكمها ويوظف قوتها لمواجهة من يتحدى هيمنته، فالوعي القبلي يرى في الدولة محل للغنيمة وقوة سلطانية مرتكزة على العنف، لذا فأن وعي القبيلة عندما يهيمن على الدولة يؤسس للصراع والدمار والتنازع على أسس غير مدنية، وهذا يفكك المجتمع ويلغي الدولة ويدمرها ويجعل المجتمع فرقا شتى تتصارع على حق الحياة ليس إلا.
المدينة ووعي القبيلة في اليمن
المدينة مناهضة للقبيلة ووعيها رغم أنها تتشابه معها في حماية أعضائها ولكن وفق معايير إنسانية منفتحة، فالمدينة منظومة متكاملة من القيم والمبادئ يرتبط مصيرها بالمجموع كالقبيلة إلا أن القبيلة منغلقة والعضوية فيها وراثية وهي مخلوق تقليدي جامد يقوم على تقاليد وعادات يعاد إنتاجها منذ آلاف السنين، وتؤسس القبيلة لنفسها على أساطير وأوهام عرقية عنصرية تعلي من الذات والأجداد وتحتقر الأخر وتقلل من شأنه ولا تمانع من محاربته لابتلاعه وتحويله إلا تابع مهان.
وفي المقابل فأن المدينة مخلوق جديد تحدد نمط الحياة فيه ثقافة إنسانية منفتحة إبداعية متغيرة، التجارة والعلم والتنوع، وقبول الآخر واحترامه والدفاع عنه، والتجدد والإبداع، وخلق الثروة من خلال العمل لا الحرب والقتال، والقانون والنظام الملائم للواقع وحاجاته المتغيرة، كل ذلك وغيرها من القيم هي من يؤسس للمدينة، ولأن المدينة مخلوق أنساني مؤسس على التوافق والرضا والأخلاق الراقية والمهذبة فإن السلوك الحضاري للفرد والمجموع والمؤسس على قيم الفردية والعدالة والمساواة وروح الجماعة وغيرها من القيم المدنية هو الغالب على المدينة وهذا يمكنها من مقاومة كل ما يناقض روحها.
وهنا لابد من الإشارة إلى موضوع مهم يرعب الكثير خصوصا المصابين بوسواس الحفاظ على الهوية وحماية الذات، وهو أن المدينة هي من أنتاج الإنسان لذا فأن ثقافتها المنتجة والمتجددة مستجيبة لحاجة صانعيها لذا فأنها عادة ما تكون منسجمة مع الثقافة العامة المهيمنة وهي ثقافة ينتجها الواقع الموضوعي وهو واقع متحرك لذا فأنها بطبيعتها ونتيجة لواقعها الديناميكي متجددة بشكل دائم، فالإبداع والتقدم هما نتاج طبيعي للمدينة وبدونهما تفقد المدينة وجودها، وهذا لا يعني أن المجتمع يفقد روحه الحضارية وعقائده الدينية بل أن المدينة تلون بفاعليتها وتجددها الدائم روح المجتمع وأن ظلت ثابتة فهاهي أوروبا محتفظة بالمسيحية بل أن المدنية جددتها وحررتها من قيودها، وهاهو الشعب الياباني يهضم العصر بروحه الحضارية، المدينة تجعل من العقائد الدينية قوة دافعة خادمة للإنسان وتجعلها متحررة من كهنوت البشر وشهداء الزور وممثلي الله في الأرض.
والإشكالية الكبرى التي تعيق التطور وتخلق الكثير من المشاكل والأزمات أن المدينة إذا سيطرت عليها ثقافة القرية، ولم تتمكن من أنتاج ثقافة متوائمة مع طبيعتها، فإن المدينة تصبح بناء مريفا عاجزا عن القيام بدوره الريادي في صناعة التقدم، فسيطرة ثقافة القرية يجعل التفاعل في بنيتها ينتج قيم القرية التقليدية ووعيها، وعندئذ تصبح المدينة مصدرا لإنتاج التخلف وبدل أن تطور المدينة الريف وتُأثر فيه يتم إعادة تصدير الريف من المدينة ولكن بصورة بشعة ومشوهة.
فالمدينة في ظل واقعنا اليمني باعتبارها هي المدخل الأكثر فاعلية لإنتاج الوعي الجديد لا يمكن أن تنتصر وتصنع التقدم إذا لم تحتكم إلى منطق العصر وثقافته وآلياته، أما استيراد الإشكال المعاصرة وتفعيلها بمعزل عن ثقافتها في بيئة تقليدية فإن تلك الأشكال تتحول إلى أدوات لتعميق روح الريف في المدينة.
وبفحص المدينة اليمنية سنجد أنها مازالت بعيدة عن العصر، لأن تطورها يسير وفق ثقافة الريف ووعيه ومنطقه، وهذا يفسر عجزها عن أنتاج ثقافة المدينة، ورغم المحاولات المبذولة لتفعيل المدن بآليات معاصرة، إلا أن المدينة تسير وفق الوعي التقليدي المهيمن، وهذا يفسر بدوره قوة تأثير القوى التقليدية على حركة المجتمع والدولة وضعف القوى الحديثة المشتتة قوتها في صراعات عبثية خادمة للقوى التقليدية ولثقافة الريف.
فالآليات السياسية الحديثة مثلاً كمدخل جديد على بيئتنا التقليدية لا يمكنها العمل بشكل صحيح إلا وفق الوعي الذي أنتجها وهو وعي المدينة، وغرسها في بيئة ثقافية تقليدية ومع امتلاك القوى التقليدية آليات السيطرة والهيمنة فأن تلك المؤسسات تفقد فاعليتها، حتى في حالة الرغبة التامة في التغيير من قبل بعض القيادات فأن المؤسسة لا تقوم بوظائفها بشكل كامل، أما في حالة الخوف من التجديد وكبت الإبداع في المجتمع ـ كما هو الحال تجربتنا الجمهورية ـ فأن الثقافة التقليدية تصبح هي المتحكم في عمل المؤسسة وهذا ما يجعلها تبدو مشوهة وناقصة.
وعلى الرغم أن المؤسسة السياسية الجديدة أثناء تفاعلها مع الواقع تنتج ثقافتها، إلا أن التغيير يكون بطيئا ويأخذ وقتاً طويلا، وفي حالة ضعف القوى الجديدة المنفعلة مع الثقافة التي أنتجت الآلة، وفي ظل وجود قوى متخلفة وجامدة وعصية على التغيير فأن الثقافة المحلية تتغلب على المؤسسة السياسية الجديدة، وتحولها إلى أداة لترسيخ شرعية من يمثل التقاليد، وتعمل المؤسسة الحديثة على إعادة إنتاج الوعي المجتمعي بصورته التقليدية. وما يعمق من الإشكالية ويخنق التغيير أن المدينة غائبة.
أن التعجيل بعملية التغيير في اليمن يتطلب مدينة لها تجربتها الرائدة مع المعاصرة ولو بالحد الأدنى وتمتلك مؤهلات التحول لصالح العصر، على أن يكون التريف فيها منخفض بحيث تتمكن المدينة من صياغة وعي جديد متطور متوافق مع العصر، وبدراسة وضع المدن اليمنية سنجد أن صنعاء أصبحت مدينة مريفة وتجربتها وطبيعة تكوينها الراهن يجعلها عاجزة عن قيادة قطار العربة اليمنية، وفي المقابل سنجد أن تجربة عدن وطبيعتها الجغرافية والاجتماعية ووضعها الراهن يؤهلها لتصبح هي الدينمو المحرك الذي سيقود القطار اليمني نحو آفاق التقدم.
ملحوظة:
 المقالة القادمة ستتناول تجربة صنعاء كمدينة والمخاطر التي تهددها وما هي المعوقات التي تعيق استمرارية صنعاء كعاصمة للدولة اليمنية؟ ولماذا أصبح نقلها العاصمة مسألة حتمية؟
 المقالة الثالثة والأخيرة ستناقش مؤهلات عدن كعاصمة للدولة اليمنية وأهمية ذلك في بناء الدولة المدنية وولوج العصر؟ وهل شعار عدن للعدنيين دعوة عنصرية كما هو رائج؟ وأهمية المكلا كعاصمة اقتصادية ودور النخبة الحضرمية في بناء الدولة المدنية، ولماذا النزعة الحضرمية ضرورية لليمن وهل هي نزعة عنصرية أم مدنية؟