لونا الشبل ونهاية اللعب مع الكبار
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: 4 أشهر و 5 أيام
الثلاثاء 09 يوليو-تموز 2024 08:35 م
 

 

يوم تم الإعلان عن تعرض لونا الشبل المستشارة الإعلامية الخاصة للرئيس السوري بشار الاسد ، لحادث سير على طريق يوم ٢ تموز/ يونيو وصفت حالتها ” بالخطيرة” بعدما نقلت إلى المستشفى الشامي في دمشق.

بعد هذا الإعلان بدأت التكهنات حول حقيقة هذا الحادث لعدة أسباب منها ما يرتبط بغياب تفاصيل التحقيقات والتسريبات حول اختفاء المرافقين لها والفاعل وهو امر يثير الشكوك كون الشبل هي من الدائرة الضيقة للرئيس، وهو ما يفرض تحقيقاً أمنياً لقطع الشك باليقين حول طبيعة هذا الحادث وإمكانية وصفه بالاغتيال.

إلا أن الإجراءات لم تظهر إلى العلن، واقتصر الأمر على بيانات حول تطور وضعها الصحي وصولا إلى إعلان وفاتها، وهو ما توقعه العديد من المراقبين والمتابعين، لاسيما وأن التسريبات التي سبقت هذا الإعلان تحدثت عن دور الحرس الثوري الإيراني، نتيجة تتبع معطيات وجهت من خلالها أصابع الاتهام إلى الشبل بالتعاون مع أطراف خارجية أدت إلى تصفية العديد من القيادات في الحرس الثوري بالتعاون مع عدد من الضباط السوريين.

البعض عزز روايته حول صحة الحادثة من خلال عدة مؤشرات ترتبط بإزاحة شقيقها العميد منهل الشبل وزوجها عمر الساعاتي الذي أقيل من منصبه قبل فترة، وصول لشخصها عندما ألغيت مهامها…..

لونا الشبل لعبت أدواراً عديدة على الصعيد الداخلي، من خلال التسويات والصفقات التي انجزت خلال المعارك مع فصائل الثورة وتواصلها مع المجموعات الأرهابية. أما على الصعيد الخارجي، فقد تمكّنت من نسج خيوط علاقة جيدة مع روسيا ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعزيز نفوذها من خلال الاستثمارات في سوريا وفي سوتشي الروسية، لكن البارز كان توليها ملف العلاقات مع دول الخليج العربي وهي التي كانت في عداد الوفد المرافق لبشار.

هذه المعطيات أرادت من خلال لونا الشبل وفق بعض المصادر اللعب على التنقاضات لتأمين استمراريتها والنظام بعدما داهم الخطر أبواب قصر المهاجرين أن لناحية العقوبات، والتمدد الإيراني على حساب نفوذهم ومؤخراً مذكرة التوقيف الفرنسية وعدم وجود اي تقدم ملموس على صعيد العلاقات مع دول الخليج.

وبالعودة إلى مسيرة لونا التي انهيت بحادث سير ضمها إلى باقي الشخصيات السورية التي لعبت أدواراً مختلفة في الداخل السوري وفي لبنان.

لونا الشبل إبنة إعلامية في التلفزيون السوري والدها عميد في الجيش السوري كانت يتولى قيادة رحبة قطينة في حمص وهي الأكبر لناحية عدد الدبابات في سوريا. خلال توليه هذه المهمة حصلت عملية سرقة ضخمة للمستودعات اتهم بها، لكن المعطيات وفق المصدر تشير إلى أن السرقة قام بها عدد من الضباط العلويين، لكنه بقي في دائرة الاتهام ما دفع بزوجته إلى الطلاق منه.

تخرجت لونا من الجامعة بإجازة في الصحافة وعملت بداية في تلفزيون سوريا وانتقلت فيما بعد إلى قناة ” الجزيرة” واستقالت فيما بعد لتعود إلى سوريا بضغط من والدتها عقب قيام الثورة في سوريا بحجة دعم النظام بمساعدة شقيقها هي واخوها، وباتت فيما بعد الشخص الأقرب إلى أسماء الاسد تسمية مستشارة اعلامية بالرئاسة تسلمت قضايا اقتصادية لصالح الأخيرة منها في دمشق ومنها في الساحل ومنها في دولة خليجية وأخرى في روسيا وجنوب أفريقيا.

استمرّت الشبل في أعمالها وطورتها بشكلٍ كبير وهي التي افتتحت مطعماً يقدم الأطباق الروسية في قلب دمشق وكان يعتبر الأغلى لا يدخله إلا أصحاب رؤوس الأموال.

بقيت الأمور تسير لصالح الشبل إلى أن تم تحييد أسماء الأسد عن الملف الاقتصادي والسياسي في سوريا، وذلك انطلاقاً من مبدأ العمل خطوة مقابل خطوة. هذا التحييد أجبر أسماء على أن تخرج من المشهد ومع علمها بحقيقة مآلات الامور مع زوجها وتطبيق آلية ومفاعيل الحل السياسي في سوريا وفق القرار 2254 بات لزاماً على أسماء لملمة ماتبقى لها في سوريا.

لم تدرك الشبل أنها مجرد موظفة في جدول طويل من العمال والموظفين المأجورين مثل يسار إبراهيم وشقيقته وغيرهم، فهي كانت تعتقد أنها شريك أو صاحب امتياز أو لها حق.

وفق مصدر متابع لمجريات الأحداث المماثلة لحادثة لونا أن الأخيرة قتلت بعيداً عن مسرحية السيارة التي لم تكن فيها لونا أصلاً والتي يؤكد أي خبير حوادث سير انها لم تتعرض لحادث وانما لضربات محددة في المقدمة اليمنى للسياره كما ظهر في الاعلام. فالسياره لم تتدحرج ولم تنقلب ولم ينكسر حتى زجاجها، والمفاجىء انه تم اعتقال سائق السياره المصفحة التي اصطدمت بسيارة لونا ولم يذكر عنه شيء يتعلق باسمه وهويته مكان إقامته ولم تتم الإشارة لمكان اعتقاله.

ينهي المصدر كلامه بالقول: “على العموم لونا قتلت كما قتل الكثيرين قبلها من موظفي نظام الأسد الذين لم يدركوا حتى وقت متأخر انهم كانوا مجرد أحجار على رقعة شطرنج”