الموقف العربي المطلوب لإجهاض جنون ترامب الساعي لتملك غزة وتهجير سكانها
بقلم/ أ د منصور عزيز الزنداني
نشر منذ: 3 ساعات و 32 دقيقة
الأربعاء 05 فبراير-شباط 2025 09:28 م
 

الجميع يدرك مدى الانحياز الأعمى للولايات المتحدة الأمريكية لقاعدتها العسكرية الصهيونية التي زرعها الغرب في فلسطين المحتلة وهذا أمر معروف مفروغ منه لكننا لم نكن نتوقع أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن أعلى سلطة مخولة دستوريا في تنفيذ سياستها الخارجية تجاه سائر الشعوب والأمم، تعلن وبكل وقاحة ووضوح حربا جديدة على غزة وعلى الأمة العربية والإسلامية بل وعلى الأمم المتحدة وعلى كافة دول العالم المحبة للسلام وعلى القانون الدولي بإعلان رئيسها ترامب قراره بتهجير أبناء قطاع غزة، ذلك بإختصار ما جاء بتصريحات مكررة وأمام العالم على لسان رئيس أمريكا ترامب وبجانبه مجرم الحرب المُطلوب دوليا النتن ياهو.! 

 

من يقف أمام تصريحات ترامب لا يجد فرقا بينه وبين هتلر في الحرب العالمية الثانية. فقد كانت شعوب العالم وحكوماتها في نهاية ثلاثينيات ومطلع اربعينيات القرن الماضي تشاهد وتقرأ وتسمع خطابات هتلر الجنونية والعنصرية، ولم يكن العالم حينها مصدقا أن تهديدات هتلر ستنفذ على الواقع الأوروبي والدولي ، ولم يتوقع أحد أن أطماعه التوسعية على حساب اطراف دول وشعوب أخرى ستجر العالم للحرب العالمية الثانية، فقد كان تعامله مع الآخرين بنظرة استعلائية وعنصرية آرية هو الوقود التي يستمد منها طاقته وعلوه ورؤيته أن العالم لن يشهد السلام والأمن والتطور الا بعد خضوعهم لقيادة ألمانيا العظيمة، ثم أتبع أقواله بأفعاله التي من خلالها أستطاع السيطرة على معظم دول أوروبا، ولم يتوقف عند الحدود الأوربية بل انه نقل حربه وقواته البحرية والجوية والبرية إلى خارج الحدود الأوروبية شرقا وجنوبا، وكانت النتيجة هي الحرب العالمية الثانية التي استمرت نحو ست سنين وانتهت بمجازر بشرية قدرت بنحو 60 مليون قتيل ونحو 100 مليون معاق وجريح .

واليوم يتكرر نفس المشهد من قبل الرئيس الأمريكي ترامب ( هتلر 2) الذي يعلن بصريح العبارات التي ليس فيها معنى آخر ،أنه سيسيطر ويتملك وبإستخدام القوات العسكرية ارضاً عربية فلسطينية هي غزة العروبة والإسلام.!  

بل ويعلن أنه سوف يُهجر شعبها إلى دول أخرى، ويؤكد أن من حق دولة الاحتلال أيضا ضم الضفة الغربية لأن (اسرائيل صغيرة) بحسب زعمه ولأنها كذلك فلها الحق في التوسع على حساب جيرانها.!  

ان ترامب يعتقد جهلا أنه قد ملك قوة العالم بين يديه وما عليه إلا أن يتمنى وما على دول العالم الا ان تُسارع بإعلان طاعتها له لإثبات ولائها لأمريكا شرطي العالم، وولائها لدولة الإحتلال ولحليفه المجرم نتن ياهو الذي كان أول المؤيدين لترامب في مؤامرته القبيحة، وتبعه بالتأييد قادة الكيان المحتل لغزة ولكل فلسطين.

 اننا نقف اليوم أمام مشهد من مشاهد العنصرية البغيضة الجديدة والوقاحة الأمريكية في أبشع صورها حيث يمثلها في السياسة الدولية الزعيم القديم الجديد للولايات المتحدة ترامب، وما يجب علينا ادراكه أن ترامب ليس الرئيس الوحيد الذي يمثل تطلعات الصه يونية العالمية، بل هناك زعماء وسياسيين في أمريكا وفي مختلف قارات العالم بما في ذلك في عالمنا العربي والإسلامي يشاطرونه الرأي غير أن أصواتهم لازالت خافته خوفا من شعوبهم الغاضبة مما جرى ويجري لغزة ولسكانها بخلاف كافة القواعد القانونية والدولية والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة .

 

لقد تابعنا ردود ومواقف الكثير من الدول العربية والإسلامية التي رفضت وادانت خطط ترامب تجاه غزة كما أن دول كثيرة من كل قارات العالم قد كان لها نفس الموقف ومنها أربع دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا جميعها رفضت خطط ترامب العدوانية العنصرية تجاه غزة وتجاه الحقوق الوطنية والإنسانية لأبنائها .

ورغم هذه المواقف العربية والإسلامية والدولية التي تابعها الجميع بمافيهم ترامب نفسه، الا ان ما هو مطلوب من الدول العربية على وجه الخصوص أن تكون مواقفها أكثر من تصريحات منفردة عن رفض تهجير الفلسطينيين من قبل الناطق الرسمي لكل دولة من الدول العربية.

إن الدول العربية مطالبة بعقد قمة طارئة استثنائية تشاورية مع بعضها البعض في موضوع غزة والخروج بموقف موحد برفض مخطط ترامب جملة وتفصيلا، ثم عليها أن تتحرك رسميا لحشد الرأي العام الإسلامي والدولي لتأييد موقفها هذا اولا.

اما ثانيا: فعلى القادة العرب اتخاذ موقف جماعي برفض دعوة ترامب لهم زيارته إلى البيت الأبيض حتى يسحب ترامب تصريحاته او يعتذر ولو بلغة دبلوماسية عن أقواله الخبيثة التي ستؤسس لافعال قادمة اذا صمت العرب .

أما ثالثا وإن كان ولابد من إجابة دعوة ترامب التي قد أعلنت وخاصة لمصر والأردن وربما آخرين، فالرأي السياسي يقول ان ستفراد ترامب بأي زعيم عربي يعني تعرضه لضغوط دبلوماسية أيا كانت طبيعتها ترغيبا أو ترهيبا لتأييد مخطط ترامب تجاه غزة . 

ولذلك نؤكد أن القوة التي سيتسلح بها أي قائد عربي من المدعوين لزيارة واشنطن سيكون موقفهم ضعيف أمام ترامب، الا اذا ذهب وقد تحصن بقرار قمة عربية سيكون حينها موقفه أنه لا يستطيع التنازل أو التعاون في مسألة تنفيذ مخطط ترامب والسبب أن عند العرب قرار أجمعت عليه كل الدول العربية التي تمثل أمةً عربيةً عددها نحو (٤٥٠) مليون وهو الرقم الثالث عالميا بعد الصين والهند.

  

*استاذ العلاقات الدولية جامعة صنعاء. 

عضو مجلس النواب اليمني.

نائب رئيس البرلمان العربي سابقا.