جامعة العلوم والتكنولوجيا بمأرب تقيم اليوم العلمي الأول لطب الأسنان بمأرب باحثة إسرائيلية متخصصة بالشأن اليمني تقول أن الحوثيين قد يُشعلون حربًا جديدة وتكشف عن صعوبة تواجه اسرائيل في اليمن الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة لجمع 2.47 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن حرصًا منها على مبدأ الشفافية.. وزارة الأوقاف اليمنية تعلن استرداد 15 مليون ريال سعودي تمهيداً لإعادتها إلى الحجاج السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين نتنياهو يراوغ بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة ويكذب على حماس.. ماذا قال؟ المبعوث الأممي يبيع الوهم ويتحدث حول إمكانية توحيد البنك المركزي في اليمن وصرف الرواتب واستئناف تصدير النفط اعتراف اسرائيلي بالهزيمة.. نتنياهو فشل عسكريًا وسياسيًا ترحيب عربي ودولي واسع بإعلان اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة علاج مذهل ..للقلق وأهم طرق في الوقاية منه
بالقدر الذي لم يتمكن فيه الرؤساء العرب من استيعاب الدروس المستخلصة من ثورة تونس فإن الشعوب بشكل عام والمعارضات بشكل خاص لم تفهم هذه الدروس أيضا..
فالشعوب التي أهدر بعض أفرادها جالونات البنزين وهم يشعلون أبدانهم بالنار لتندلع الثورة ضد الحكام لم يفهموا أن حكوماتهم لا يعنيها ما يفعلونه وربما أنهم يحدثون أنفسهم بإعطاء حصص مجانية من البنزين لكل مواطن قرر إشعال جسده . لم تفهم هذه الشعوب أن العمل الفردي المتهور هذا لا يمكن أن يصنع ثورة إذا لم يكن :
تحت الرماد وميض نارٍ ***ويوشك أن يكون له ضرامُ .
فيكون هذا الفعل الفردي هو الشرارة التي تشعل النار , و يكون هذا الفعل الفردي هو القطرة التي يفيض بعدها الكأس الذي امتلأ غضبا وثورة .
أما وشعوبهم مازال رمادها يستر الفحم المستكين ، ومازال نصف الكأس مترعا بحب الحاكمين فلن يحرك فعلهم هذا ثورة الجماهير ..
وكم تستغرب من هذا الذي يشعل النار في جسده كيف يرفض أن يشارك في مسيرة أو مظاهرة أو اعتصام خوفا من العواقب .. فيا ليت هؤلاء الذين يجول بخواطرهم أن يشعلوا أجسادهم وهم كُثر أن يشاركوا في الفعاليات السلمية ويُقدموا على أفعال جريئة ومؤثرة في الجماهير ترفع وتيرة الغضب وتؤجج مشاعر الثورة حتى تنضج دون أن يزهقوا أرواحهم أو أرواح غيرهم .
والخطأ الجسيم الذي تقع فيه الفصائل الفاعلة في حركات التململ الجماهيري في اليمن سواء في الحراك الجنوبي أو في الحركة الحوثية هو اعتقادها أن ما هي عليه قد يؤدي إلى ثورة عامة في اليمن شبيهة لما حدث في تونس.
وهذا لعمري خطأ أكثر فداحة من سابقه .
فأيما حركة لا تجمع بين الصغير والكبير ، ابن الريف وابن المدينة ، المثقف والعامي حول مطالب مشتركة ، لا يكتب لها النجاح ..
فالانتفاض على أسس مذهبية أو سياسية أو دينية أو مناطقية لا تكتسب شرعية ثورية لأنها لم تنطلق من مطالب الجماهير كلها دون خلاف .... ( الخبز مطلب ، الحرية مطلب ، الديمقراطية مطلب ) .
فإذا كانت هي المحرك للجماهير فستفضي إلى ثورة أما حقوق الشيعة، حقوق الأقباط ، حقوق المطاوعة حقوق المرأة ، حقوق الجنوب ، حقوق الشمال ، حقوق الحزب الفلاني، فهي قد تعطي للحاكم فرصة لكسب مزيد من الأنصار والمؤيدين وتمد في عمره سنين ، لأنها ليست ثورة ، فهي لا توجه للحاكم فحسب بل هي ضد كل من وقع في خندقه غصبا عنه ، فحراك على أساس شيعي أو سني سيظن الآخر انه ضده ، وحراك على أساس مناطقي سيظن الشمالي أو الجنوبي أو الشرقي أو الغربي أنه ضده ، وحراك على أساس ديني سيظن أتباع الديانة الأخرى أنها تستهدفهم .
أما الخبز أو الحرية فهي مذهب الجميع وحزب الجميع
هي شمال الشمالي وجنوب الجنوبي ..
هي مطلب كل الأفراد وكل الفئات
متعالية على كل الانتماءات الضيقة .
فلو رفع الحوثيون في اليمن مثلا منذ قيام حركتهم شعارات ضد الفساد والبطالة والغلاء والاستبداد ، بعيدا عن أي نفس مذهبي طائفي لربما كان رئيس اليمن الآن ( أو إمامها ) هو بدر الدين الحوثي . دون أن تهدر كل هذه الدماء ، وتجعل كل الأطراف الأخرى تلتف حول الحاكم على الأقل عاطفيا خوفا من سقوطه .
ولو فعل الحراكيون الجنوبيون هذا لربما كان باعوم يسكن القصر الجمهوري .
أما الدرس الخاطئ الذي فهمته المعارضة السياسية وخصوصا اليمنية فهو الضغط للحصول على مطالب سياسية محضة وقد يكون ذلك بتأثير من اللحظة الراهنة المرتبطة بقرب الانتخابات ، لكن الواقع يقول أيضا أن المعارضة اليمنية تجنح دائما الى المطالب السياسية أكثر وهذا يجعل بينها وبين جماهيرها فجوة لا تردم .
فالمشاركة في العملية السياسية والديمقراطية الزائفة الممسوخة تؤدي إلى إحداث تنفيس للغضب الشعبي ليس إلا
و تفريغ شحنات الغضب التي تعتلج في صدور الجماهير . وهي شرعنة لوجود وسلوك الحاكم عبر هذه المشاركة .
ولكنها لا تؤدي إلى التغيير والإصلاح الذي تتطلع اليه الشعوب .
يجب أن تفهم هذه المعارضة أنها لن تستطيع أن تكسب الشارع والسلطة معا .فلتختار أحدهما .
لأن الحاكم قد حسم أمره ، الكرسي ثم الكرسي ولا غيره ، الفساد خيار استراتيجي لا رجعة فيه والحزب هو الممثل الشرعي والوحيد لكل من يسكن على هذه الأرض ، ولن يقبل التخلي عن الكرسي أو عن توريثه ولن يقبل التخلي عن الفساد لأنه يجري في شرايينه ، ولن يقبل التعددية السياسية التي تمنح غير حزبه فرصة إدارة شؤون البلاد بطريقة أفضل ، لأن الحزب هو عصاه الذي يتوكأ عليه وله فيه مآرب أخرى ولن يلقيه أبدا .
أما الجماهير ، فهي تعاني من الفقر ، والبطالة ، والفساد ، والمحسوبية ، والرشوة، وتسلط ذوي النفوذ والغلبة ، وغياب الحريات ..
ومطالبها يجب أن لا تغلف بغلاف سياسي بل يجب أن تبقى متجردة واضحة دون لبس وتريد من يحمل همومها في الشارع وليس في المقرات ، ولا في غرف التفاوض حول العملية الانتخابية ومجرياتها ولا تريد أن تكون ورقة للتلويح بها .