آخر الاخبار

واشنطن: قضينا على قيادات كبيرة من الحوثيين وضربنا مراكز اتصالات ومصانع أسلحة ومنشآت إنتاج الطائرات المسيرة انقلاب في قواعد اللعبة.. الحوثيون تحت مقصلة إيران وأمريكا حيث الإنسان يصنع مشروعا مستداما لطه ..الرجل المناضل بيد واحده ويغير حياته بكل تفاصيلها مكة: أكثر من 3 ملايين مسلم اجتمعوا في بيت الله الحرام ليلة 23 رمضان زعيم الحوثيين يعلن استعدادهم لدعم لبنان في مواجهة إسرائيل من هو منصور السعادي العقل المدبر للهجمات البحرية لدى الحوثيين الذي أُصيب بقصف أمريكي؟ خبراء: تصعيد الحوثيين يخدم أهداف نتنياهو في المنطقة .. واستهداف الحوثيين لإسرائيل جاء بتوجيهات ايرانية عاجل: صورة متداولة للغارات الأمريكية التي تعرضت لها العاصمة صنعاء قبل قليل والموقع المستهدف عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟ أصل العرب للعلماء الموهبين: تُكرم أستاذ الفقه المُقارن بجامعة إقليم سبأ الدكتور حاشد باعلوي

لماذا أصبحت المقاومة مرادفاً للخراب والدمار؟
بقلم/ دكتور/فيصل القاسم
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر و 6 أيام
الإثنين 16 أغسطس-آب 2021 08:41 م
 

لا شك أن كلمة مقاومة في المخيال الإنساني كلمة جميلة لأنها تحمل كل معاني التحدي والكرامة والشرف، لكنها، كما نرى، في العالم العربي أصبحت مفردة قميئة رديئة إن لم نقل بذيئة لا تثير في نفوس سامعيها سوى القرف والاشمئزاز، لأن رافعي شعار «المقاومة» دنسوا هذا المفهوم بكل القاذورات. دلوني على بلد عربي رفع شعار المقاومة ولم يسقط إلى أسفل السافلين ولم يصبح مثالاً للفشل والانهيار. لا شك أن البعض قد يتهمك وأنت تحاول تشريح الوضع فيما يسمى ببلدان المقاومة والممانعة بأنك تخدم المشروع الصهيوني، مع العلم أنه ليس هناك من خدم الصهاينة وإسرائيل أكثر من «بتوع» المقاومة والممانعة أو بالأحرى «بتوع» المقاولة والممانعة، فقد أدى هؤلاء أدوارهم لصالح الأعداء الذين تظاهروا بالتصدي لهم على أكمل وجه. مفارقة رهيبة فعلاً. لقد صار «المقاومون» المزعومون بأفعالهم الشائنة أكبر نصير لكل من يضمر الشر لبلادنا وشعوبنا.

تعالوا أولاً نعاين وضع لبنان «المقاوم» بين قوسين وأين أصبح بعد شعارات وبطولات المقاومة المزعومة. لقد خرج المحتلون الإسرائيليون من جنوب لبنان قبل أكثر من عشرين عاماً، ثم تصدت لهم «المقاومة» المزعومة مرة أخرى في عام ألفين وستة. ومنذ تحرير الجنوب المزعوم ومن بعده الانتصارات الإلهية الكوميدية ولبنان ينزلق من كارثة إلى أخرى على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والدينية، ليصبح لبنان الآن مضرباً للمثل في العالم كدولة فاشلة منهارة في كل المجالات، مع أنه لم يمر بحروب أهلية واضطرابات اجتماعية منذ آخر حرب أهلية انتهت في نهاية تسعينيات القرن الماضي، مع ذلك فهو يعاني الآن أكثر من سوريا واليمن وليبيا والسودان وتونس التي مرت بمخاض الثورات الأليم. ماذا استفاد اللبنانيون من انتصارات وبطولات المقاومة المزعومة؟ هذا السؤال ليس لصالح العدو أبداً، بل هو سؤال بسيط وواقعي. هل يكفي أن تتفاخر بعنتريات التصدي للعدو الصهيوني، أم كان على المقاومة المزعومة أن ترفق ذلك بمشروع تنموي نهضوي حقيقي وليس الاكتفاء بخطابات نارية تملأ الشاشات بالبصاق فقط، ولم تجلب للبلد والشعب سوى المآسي والكوارث.

ماذا يريد «العدو الصهيوني» الذي تتشدق المقاومة في لبنان وسوريا بمواجهته والتصدي له أكثر مما حققه له المقاومجيون من خراب ودمار وانهيار في بلدانهم؟ هل كان الصهيوني ليفعل بسوريا ولبنان لو احتله أكثر مما فعله «بتوع» المقاولة والممانعة؟ استبعد كثيراً، فقد كان التدمير والتخريب في سوريا ولبنان ممنهجاً ووحشياً أكثر بكثير مما يريده العدو لجيرانه. لقد تفوق المقاومجيون على عدوهم المزعوم بمراحل في عملية الهدم والتدميروالتخريب. لهذا أمرت تل أبيب واشنطن بضرورة بقاء الرئيس السوري في السلطة، لأنها لا تستطيع أن تفعل بسوريا لو أرادت عشرة بالمائة مما فعله النظام «المقاول».

 

   أليس من الملفت أن كل البلدان التي احتلتها إيران تحولت إلى خراب؟ بغداد وحسب وصف الأمم المتحدة صارت «أوسخ عاصمة في العالم»؟ وبيروت الجميلة صارت أكبر «مزبلة في الشرق الأوسط». ودمشق صارت مرادفاً للقهر والفقر والجوع والظلام

مستحيل. ومن الواضح أن النظام حسب الرؤية الإسرائيلية لم ينه مهمته بعد، لهذا بدأوا بإعادة تدوير النفايات كي يستأنف عملية تخريب ما لم يخربه ويدمره ويهجره بعد. هل تستطيع إسرائيل أن تفعل ما فعله من أجلها «المقاوم» المزعوم؟ طبعاً سيقول البعض إن مأساة لبنان لا تقع على عاتق «المقاومة» بل على عاتق الطبقة السياسية الفاسدة. والرد هنا: ومن يدير لبنان عسكرياً وأمنياً وسياسياً وحتى اقتصادياً؟ أليست المقاومة المزعومة التي تتحكم بكل مفاتيح الحرب والسلم؟ لماذا لم تضع حداً للفاسدين والمخربين الذين أوصلوا لبنان إلى تحت التحت؟ أم إنها كانت راضية بالمسار والمصير الذي كان يسير باتجاهه لبنان؟

ليس هناك أدنى شك أن هناك جهات خارجية كإسرائيل وأمريكا وبعض حلفائهما العرب تآمروا على لبنان، لكن ماذا فعلت المقاومة المزعومة للتصدي للمتآمرين سوى المشاركة في المؤامرة على لبنان واللبنانيين؟ لبنان الآن بلا دواء ولا كهرباء ولا ماء كاف، وصارت ليرته برخص التراب، وصار الجوع يلاحق ملايين اللبنانيين الذي كانوا يصفون بلدهم في الماضي بسويسرا الشرق. وأصبح حلم كل لبناني الهروب من الجحيم في أقرب فرصة. ماذا تريد إسرائيل أكثر من ذلك؟ من الذي دمر «سويسرا الشرق» وجعلها الآن نموذجاً للمآسي والفشل السياسي والاقتصادي الذي يسوقه البنك الدولي في كل مرة يريد أن يستشهد بنموذج فاشل؟

أليس من الملفت أن كل البلدان التي احتلتها إيران تحولت إلى خراب؟ بغداد وحسب وصف الأمم المتحدة صارت «أوسخ عاصمة في العالم»؟ وبيروت الجميلة صارت أكبر «مزبلة في الشرق الأوسط». ودمشق صارت مرادفاً للقهر والفقر والجوع والظلام. وصنعاء تئن تحت وطأة كل أنواع الموبقات، ثم يخرج عليك محتلوها ليرفعوا شعار المقاومة كما يفعل أقرانهم في بيروت ودمشق وبغداد. قال مقاومة قال، وهم لا يقاومون سوى كرامة الإنسان ولقمة عيشه وحريته وأبسط احتياجاته الإنسانية ويمنعونها عنه. هل يمكن أن تقاوموا إسرائيل بشعوب مسحوقة مذبوحة جائعة تحلم ليل نهار بالهروب من جحيم بلدانها، أم إنكم تقدمون هذه البلدان وشعوبها فريسة سهلة لعدوكم المزعوم على طبق من ذهب؟ هل فعلاً تقاومون العدو، أم تذبحون شعوبكم لصالح العدو؟ يا للهول! بربكم: هل تحتاج إسرائيل إلى أصدقاء في بلدان المقاومة المزعومة بوجود هؤلاء الأعداء المزعومين؟

كاتب واعلامي سوري

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صهيب المياحي
الحوثي: حرب الوهم
صهيب المياحي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
دكتور/ فيصل القاسم
هل تنجح الديمقراطية في بلادنا العربية؟
دكتور/ فيصل القاسم
كتابات
مشاهدة المزيد