نبيل الخامري: أطراف تسعى لإفشال تنفيذ المبادرة الخليجية وعرقلة التسوية السياسية
بقلم/ مأرب برس - خاص
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 19 يوماً
الأحد 20 مايو 2012 09:55 م
 


أكد أمين عام اللجنة الوطنية لدعم تنفيذ المبادرة الخليجية الشيخ– نبيل محمد علي الخامري أن هناك أطرافا تسعى لإفشال تنفيذ المبادرة الخليجية وعرقلة التسوية السياسية من خلال تأزيم الوضع وجر البلاد إلى مربع العنف والاقتتال الأهلي". إلا انه عاد وقال: لكنني أؤكد بأن المبادرة ستنجح بإرادة الشعب اليمني وبالتفافه حول شرعية الرئيس هادي وقراراته، وبالدعم الإقليمي والدولي، وتنفيذها سيمضي وفقا للآلية ولن تفلح أي محاولات عرقلتها مهما كانت". 

وأشار الخامري في حوار لـ"مأرب برس": الى أن توحيد الجيش وهيكلته وإزالة عوامل التوتر السياسي, وغيرها من العراقيل ستكون الأرضية المناسبة لإجراء الحوار الوطني الذي سيمثل فرصة تاريخية للانطلاق صوب اليمن الجديد من خلال إيجاد معالجات حقيقية لكل القضايا العالقة والملفات الشائكة". مضيفاً" المطلوب أن يتم الحوار في أجواء شفافة وأن لا يستثني أحدا، بما يضمن تحقيق الشراكة الوطنية الكاملة والحقيقية ويقوي دعائم الدولة اليمنية الجديدة".

نص الحوار

حاورته / رويدا السقاف

باعتقادك هل حققت ثورة اليمن أهدافها؟

- أستطيع القول أن الكثير من أهداف الثورة اليمنية قد تحقق، وأعتقد أن أهم ذلك يكمن في أن الثورة كسرت حاجز الخوف لدى الناس، وفعلا عرف الشعب طريقه إلى الحرية وأصبح من الصعب التحايل عليه أو الاستمرار في تهميش مطالبه وأي نظام أو حكومة حالية أو قادمة عليها أن تدرك أنها وجدت لخدمة الشعب الذي أصبحت كلمته مسموعة, وأنه هو من يأتي بالحكام والحكومات ووحده يستطيع إسقاطها في حال خانت الثقة والمسؤولية .

وبالتالي ليس جيداً أن نستعجل النتائج، فالثورة لا تنتهي برحيل الحاكم أو سقوط نظامه، بل إنها عملية مستمرة هدفها بناء المستقبل، والشعب اليمني اسقط الحكم الفردي, وهو الآن يتجه نحو التأسيس لحكم ديمقراطي يحقق الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية .

هناك من يقول إن المبادرة الخليجية كانت بمثابة انقلاب على الثورة ولا تحقق أهدافها - ما تعليقك؟

- علينا أولا أن ندرك أن التسوية السياسية المتمثلة في المبادرة الخليجية جاءت تحت ضغط الشارع ونتيجة للثورة الشبابية الشعبية ولم تكن انقلابا على أحد - وهذه التسوية حققت تطلعات اليمنيين في الانتقال السلمي للسلطة, واعتقد أننا حاليا نمضي على الطريق الصحيح نحو التغيير وبوسائل سلمية، ويمكن القول أن المبادرة الخليجية جنبت بلدنا ويلات الحروب، فالحسم المسلح كان سيقودنا إلى كارثة .. وتنفيذها كان السبيل الأمثل لتجنيب بلدنا شبح الاقتتال وهو الأساس لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة الشعب اليمني .

لكن شباب الثورة غائبون عن التسوية السياسية ؟

- شباب الثورة سيظلون رقما صعبا لا يمكن تجاوزه ولا تستطيع الأطراف السياسية تهميشهم أو تجاهلهم - لأنهم في الأساس صناع التغيير وهم الأمل والمستقبل وسيكون لهم حضور كبير ودور رئيسي في رسم ملامح اليمن الجديد سواءً خلال المرحلة الانتقالية أو في المراحل التي تليها - لذلك أدعو شباب الثورة في مختلف الساحات للمشاركة الفاعلة في العملية السياسية سواء عبر مكوناتهم السياسية والشبابية الموجودة، أو من خلال التأسيس لأحزاب وتنظيمات سياسية جديدة تترجم تطلعاتهم في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة, كما اننا ننتظر منهم مشاركة فاعلة في مؤتمر الحوار الوطني من خلال تقديم رؤى سياسية واقتصادية واضحة ودقيقة تترجم توجهاتهم وأهدافهم لتنمية ونهضة اليمن، وعلى ضوئها سيتم رسم خريطة المستقبل .

كأمين عام للجنة الوطنية لدعم تنفيذ المبادرة الخليجية، ما دوافع إنشاء اللجنة وما أهدافها؟

- اللجنة أنشئت كمبادرة وطنية من منطلق الحرص المسئول على إنجاح تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي جنبت بلدنا شبح الاقتتال الأهلي، وحققت أول أهداف الثورة في الانتقال السلمي للسلطة - وهذه اللجنة هي هيئة مستقلة أسست وشكلت من قبل شخصيات يمنية يجمعها هدف واحد هو مساندة جهود إنقاذ اليمن من خلال ضمان تنفيذ المبادرة الخليجية - وهدف اللجنة ينحصر في خلق رأي عام مساند للمبادرة الخليجية من خلال تنظيم فعاليات ونشاطات متعددة، وتمارس عملها بكل حيادية وبعيدا عن أي تحيزات .

كيف تقيّمون ما تم تنفيذه من بنود المبادرة الخليجية حتى الآن؟

- أستطيع القول: إن تنفيذ المبادرة يسير بشكل جيد وفقا لما نصت علية آليتها التنفيذية، وقد أنجزت المرحلة الأولى بنجاح من خلال تشكيل حكومة الوفاق الوطني, واللجنة العسكرية, ثم انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية .

صحيح أن هناك أطرافا تسعى لعرقلة التسوية السياسية وإفشال تنفيذ المبادرة الخليجية من خلال تأزيم الوضع وجر البلاد إلى مربع العنف والاقتتال الأهلي - لكنني أؤكد بأن المبادرة ستنجح بإرادة الشعب اليمني وبالتفافه حول شرعية الرئيس وقراراته، وبالدعم الإقليمي والدولي، وتنفيذها سيمضي وفقا للآلية ولن تفلح أي محاولات عرقلتها مهما كانت .

من وجهة نظرك، ما أهم أولويات اليمن في المرحلة الانتقالية؟

- في اعتقادي أن الأولوية تكمن في تنفيذ الحوار الوطني، لكن ما ينبغي الآن هو تهيئة الأرضية المناسبة لهذا الحوار من خلال توحيد الجيش وهيكلته وإزالة عوامل التوتر السياسي, وغيرها من العراقيل, فالحوار الوطني يمثل فرصة تاريخية للانطلاق صوب اليمن الجديد من خلال إيجاد معالجات حقيقية لكل القضايا العالقة والملفات الشائكة، والمطلوب أن يتم هذا الحوار في أجواء شفافة وأن لا يستثني أحدا، بما يضمن تحقيق الشراكة الوطنية الكاملة والحقيقية ويقوي دعائم الدولة اليمنية الجديدة .

لذلك فإن ما نحتاجه في هذه المرحلة هو مغادرة الماضي, ونبذ العنف, والأحقاد, والمكايدات الصغيرة، وأن نحتكم جميعا إلى صوت العقل وننشر ثقافة التسامح ونتفرغ لبناء بلدنا بروح الفريق الواحد - وبصراحة أنا متفائل جدا أراهن على قدرة اليمنيين على مواجهة كافة التحديات والصعوبات التي تواجههم وتجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية بنجاح .

كيف تقرأ وتقيم الواقع الاقتصادي في اليمن اليوم؟

- الاقتصاد اليمني تأثر كثيرا بالتحولات السياسية التي شهدها البلد العام الماضي, والحقيقة أن الخسائر كبيرة على صعيد مؤسسات القطاع الاقتصادي، وعلى المواطنين الذين طالتهم آثار الأزمة - ومع ذلك يمكننا القول إن حدوث استقرار سياسي سينعكس إيجابياً على الوضع الاقتصادي، وطالما قد تحقق انفراج سياسي, وتم نقل السلطة في اليمن، وانتخب رئيس جديد, وشكلت حكومة وفاق وطني، يمكن القول إن الاقتصاد اليمني سوف يتجاوز مرحلة الخطر .

ما أبرز الأخطار التي تهدد الاقتصاد اليمني من وجهة نظرك؟

المخاطر كثيرة وأبرزها غياب الاستقرار السياسي, واستمرار الانفلات الأمني، لكن اليمن تشهد حاليا نوعا من الاستقرار السياسي، وبالتالي فإن الاستقرار الحقيقي سيتم من خلال الحوار الوطني الذي نتوقع أن نخرج بحلول عملية لكل القضايا العالقة والملفات الشائكة - واعتقد أنه صار لزاما على الحكومة، أن تجد حلولا عاجلة لمشكلة الانفلات الأمني، وألا تسمح للعابثين بإقلاق السكينة العامة والاستهتار بالقانون، وأن تعمل بجد على إعادة هيبة الدولة .

كرجل أعمال وسياسي، ما هي المخرجات التي تتوقع أن يتمخض عنها مؤتمر أصدقاء اليمن المزمع عقده في الرياض الشهر الجاري؟

-أنا متفائل بأن نخرج من خلال هذا المؤتمر بنتائج إيجابية، لأنه حقيقة يختلف عن كل المؤتمرات السابقة كونه يأتي في ظل نظام جديد وحكومة توافق وطني، وفي مرحلة عنوانها التغيير - بمعنى أنه لم تعد هناك مخاوف من ذهاب مساعدات المانحين إلى جيوب الفاسدين, وإلى حسابات شخصية، والحكومة اليمنية ستذهب إلى المؤتمر وهي جاهزة بقائمة احتياجات عاجلة وقائمة مشاريع إستراتيجية، ومن هنا نؤكد ضرورة تخصيص المساعدات وإدارتها من خلال صندوق خاص بإشراف الدول المانحة وإدارة مشتركة بين الحكومة والمانحين، واعتقد أن صورة اليمن لدى المانحين أصبحت مختلفة عن السابق، والانطباعات عن الحكومة الجديدة إيجابية حتى الآن .

كيف تجد الدور الخليجي الرامي إلى مساندة اليمن من خلال المبادرة الخليجية؟

- نحن اليمنيين نشعر بامتنان كبير للدور الذي تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية، وننظر بتقدير لدور الأشقاء في قطر ووقوفهم إلى جانب تطلعات الشعب اليمني في الحرية والتغيير، ودعمهم لجهود استقرار اليمن ووحدته، وبرأيي فإن المصالح المشتركة, والموقع الجغرافي لليمن, إضافة إلى روابط الجوار, والتاريخ المشترك، جميعها عوامل تحتم استمرار الدور الخليجي في دعم ومساندة اليمن، ليس من خلال الإشراف على تنفيذ بنود المبادرة الخليجية فحسب بل من خلال دور فاعل ورئيسي في بناء اليمن الجديد ودعم مسيرة التنمية والنمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الخليجية وفي هذه المرحلة الحرجة، نؤكد على أهمية استمرار دعم المجتمع الخليجي لمساعدة اليمن على تجاوز التحديات، خصوصا التحديات الاقتصادية .

من وجهة نظرك، كيف يمكن تعزيز العلاقات اليمنية القطرية؟

أرى أن بالإمكان تطوير هذه العلاقات عن طريق الاستثمار، وهناك استثمارات قطرية متنوعة في اليمن أبرزها مشروع "تلال الريان" الذي يعد صرحا استثماري يجسد متانة العلاقات بين البلدين - ومثل هذه المشاريع تخدم مسيرة التنمية في اليمن وتعمل على تعزيز العلاقات القائمة على المصالح المشتركة .

ونحن نتطلع إلى إن يكون مشروع "شركة الديار" نواة لمشاريع استثمارية استراتيجية قادمة، ونرى أن المناخ أصبح ملائما للانتقال بالعلاقات بين اليمن وقطر إلى مرحلة جديدة تتجاوز الإطار السياسي إلى شراكة دائمة تركز على الاستثمار والتنمية، فاليمن سوق تجاري مهم، وأرض واعدة بالفرص الاستثمارية، وبالتالي فإننا نتطلع إلى زيادة الاستثمارات القطرية، واستيعاب العمالة اليمنية في السوق القطرية بما يحقق المصالح المشتركة، كون العمالة اليمنية أقرب إلى نسيج المجتمع القطري وإلى ثقافته وعاداته .

ونتمنى أن يكون للاستثمارات القطرية دور مهم في دعم مسيرة التنمية في ظل النظام اليمني الجديد الذي بدأت ملامحه مشجعه .

كيف تنظر إلى مستقبل الاستثمارات الخليجية في اليمن؟

- الحقيقة أرى مستقبل الاستثمارات الخليجية في اليمن واعد، خصوصا في جانب الاستثمار العقاري, والسياحي, وفي المجال الصناعي حيث تتوفر فرص استثمارية متنوعة - لذلك نتمنى من المستثمرين الخليجيين أن يدركوا أن المناخ الاستثماري سيكون مع العهد الجديد جاذبا للمستثمرين وليس طاردا لهم كما كان في السابق - وبصراحة مطلوب من حكومة الوفاق الوطني، أن تبعث برسائل عملية لطمأنة المستثمرين، والعمل على تهيئة المناخ الملائم لهذه الاستثمارات وتوفير كل المزايا والتسهيلات .

كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء ؟

- أبارك للأشقاء في قطر النجاحات الكبيرة والمتعددة التي يحصدونها ولا يزالون على كافة المستويات وفي شتى المجالات, وأتمنى لهم ولدولتهم المزيد والمزيد من التقدم والازدهار .. وأجدها هنا فرصة لأدعو كل رجال الأعمال والمستثمرين القطريين لزيارة اليمن والاطلاع عن كثب على بيئته الاستثمارية التي صارت مهيأة لإقامة مشاريع استثمارية كبيرة وناجحة, وأؤكد لهم هنا بأن اليمنيين بشكل عام على استعداد تام لتقديم كل الدعم والتسهيلات الممكنة التي تضمن لهم العمل بعيدا عن أي منغصات أو عراقيل