أوباما /النتن ياهو/ مبارك ... موتوا بغيظكم
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 02 فبراير-شباط 2011 04:59 م

لا تراهنوا على تعب الشعب المصري وكلله فقد صبر على الموت ثلاثين سنة أفلا يصبر على الحياة ثلاثة إضعاف ذلك هو يستطيع ذلك، والشعوب تدرك أن زمن الصبر على الكرامة اقل بكثير من زمن الصبر على الإهانة؛ فقد صبر التوانسة على المهانة والذلة قرابة الستين عاما - منها 23 على يد بن علي - فلم يمثل لهم الصبر على زمن الكرامة والحية سوى ثلاثة أسابيع ومن هنا أنصحكم إلا تراهنوا على كلل ونصب الشعب المصري الحر؛ حيث لا يمر يوم إلا ويزداد حماسا وعزيمة ولكنكم أغبياء مثل أنظمتكم التي زرعتموها في بلداننا لا تعقلون، فيا أوباما ويا نتن ياهو الجميع يعرف بأنه لا يهمكما سلامة الرئيس المصري؛ فأن يرحل أو يسحل في نظركما سواء بسواء وهو الشيء نفسه الذي حصل للتونسي قبله؛ حيث ضلت طائرته محلقة بالجو وكاد وقودها أن ينفذ، ولا يبعد أنكم إلى الآن لم تعطوا تأشيرة المغادرة للرئيس المصري أو هددتموه بعدم القبول له في دياركم كسابقه. أو أنكم ما زلت تحلمون بأن الشعب المصري سوف يقضي عليه الوهن والتعب والنصب.

الشعب المصري يكره نظامه الآن بقد ما يكرهكم وبقد ما تزرعونه من الكراهية حيث تكيلون بمكيالين وليست ثورة جورجيا عن ناظره ببعيد الجميع يعرف بأنك يا أوباما ونظامك وإسرائيل قد كنتم راضيين تمام الرضا عن النظام المصري وهذا الرضا الزائد عن الحد قد آذن بزواله والمصريون الآن يضعون في رؤوسهم النظام المصري فقط فلا تقحمونها أن يضع إسرائيل في الصورة من الآن فيأبى إلى أن تزول هي إلى زوال إذا المبشرات قادمة وقيامتها لا شك قائمة، انتم تقنعون العالم بغبائكم وكذلك خلفتم أنظمة هي بذات الغباء. 

ليس ثمة الشك الآن أنكم لا تهتمون بالرئيس المصري أو بمصيره وبذات القدر لا تهتمون بشعب مصر العظيم وإن كل همكم ينصرف إلى شيء واحد لا سواه؛ هو ضمان أمن إسرائيل وبقائها، والحفاظ على استمرارية اتفاقية السلام بينها وبين مصر هذا هو في أولوياتكم، خاصة إذا ما أصر الشعب المصري العظيم – وهو ماضٍ في ذلك – على إقامة حكومة وطنية تنبثق من الشعب ومن إرادته لا حكومة توليفية كما تريدها أنت والنتن ياهو والنظام البائد.

يا أوباما إن الله عز وجل قد قال لنا : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فأنتم واليهود أثبتم أنكم غير راضين على الشعب المصري العظيم من ناحية ، ومن ناحية ثانية أثبتم - بما لا يدع مجال للشك - بأنكم راضين تمام الرضا عن النظام المحتضر بما يؤكد بأن النظام المصر قد اتبع ملتكم وسنتكم وطريقتكم سيئة السمعة والصيت على حساب الشعب المصري واهتماماته وتطلعاته وهذا الشعب المصري العظيم لن يُرضِي إلا الله وحده وما يحبه الله، والله لا يحب الفساد ولا يحب أن يضل أخواننا في غزة محاصرين والشعب المصري اليوم إرادته من إرادة الله ولن يرضى أن تعيش فلسطين مخنوقة محاصرة وإسرائيل أمنة مطمئنة وقد رضيتم انتم بذلك ومعكم النظام المصري حيث شارككم نفس الهم. ولم يكترث لشعبه حتى طفح الكيل والشعب المصري اليوم كل اهتماماته في قوته وانتم بغبائكم – وهذه نعمة من الله – تريدون أن تلفتون أنظاره إلى فلسطين غبائكم يصر على أن تخربوا بيوتكم بأيديكم وبأيدي الشعب العظيم شعب مصر.

نعم يا أوباما إن الشعب المصري العظيم والمجاهد قد ارتضى طريق الله وهو من سوف يقرر مصيره ومصير حكومته الجديدة وهو أيضا من سيقرر مصير النظام ورأسه في الوقت الراهن رضيت أم سخطت سُررت أم مُتَّ غيظا، وإن غدا لناظره قريب، فإن كانت الجمعة السابقة جمعة الغضب فإن الجمعة القريبة هي جمعة الخلاص فأنتم قد لا تريدون للرئيس المصري أن يوسم بالمخلوع وأظنكم تريدون له أن يكون المسحول فلم يعد يهمكم أمره إذ قد انتهت صلاحيته لديكم.

بدأ الناس يتيقنون بأن الرئيس المصري لم يتلق تأشيرة المغادرة من لديكم لأنكم إلى الآن لم تجدوا البديل المناسب الذي سوف يواصل المشوار، يا أوباما إذا كنتم تمتلكون إرادة الأنظمة وقلوبها وعقولها وقد قانت اقرب إليكم من شراك نعلكم، فإن إرادة الشعوب مستعصية وهي أبعد عليكم بعد المسافة بين السماء والأرض وبين الثرى والثريا، وما عليكم إلا أن تتخلصوا من غبائكم، الذي أورثتموه لبعض أنظمتكم العميلة وعليكم بعد ذلك أن تنصحوا إسرائيل هذه المرة إلا تستمر في غيها وغبائها فإن زمنها الحالم والواعد قد ولى وعليها أن تدرك أن أم الدنيا قادمة وقد عادت إلى ناصع عهدها وما تخططون له ليس سوى سراب في صحراء عقولكم وانتم ما زلتم تحسبونه ماء بسبب حماقتكم وحماقة أنظمتكم.

عجيب أن يفاوض أو يريد أن يفاوض من هو في حكم الميت، إن النظام المصري لم يدرك حتى الساعة انه قد سقط في الهاوية وقريبا سوف تسقط معه خرافة إسرائيل وتتهاوى أعمدتها وجدرانها فهي دولة - كما قرر القرآن الكريم – تقوم على جدر إما حسية أو معنوية وهي أي إسرائيل لم تكن لتقوم لها دولة لولا حماية دول الطوق لها؛ فهذه الأخيرة قد جعلت نفسها في صورة الجُدر الصماء التي لا هم لها سوى حراسة إسرائيل والحفاظ على أمنها.

إن الدول الغبية لا تنتج إلا أنظمة هي بذات الغباء فالنظام المصري - وقد سقط في الوحل - ما زال يتحدث عن حضر التجوال والتفاوض والدعوة للحوار ولم يدرك بعد بأن هذه العروض قد فات أوانها وقد ولى زمنها وقد انفلت الأمر من يده، ولم يعد أمامه إلا أن يرحل أو يسحل ولم يدرك بع بأن الشعب المصري قد فاق واستفاق وقد أعاد مصر لأن تكون أم الدنيا بالفعل لا أم إسرائيل أو حفيدة أمريكا وحدهما، الشعب المصري قد عرف طريقه إلى الله وهو على وشك أن يقول حي على الجهاد إذا ما نفذ صبره من تعنتكم كيلكم بمكيالين

يا أوباما لتعلم ويعلم النظام الأمريكي وإسرائيل والنظام المصر والأنظمة العربية عموما بأن زمن الاستخفاف بالشعوب قد ولى إلى غير رجعة كما ولى – هاربا – ابن علي لأنه – كما صرح - فهم ولم يفهم الرئيس المصري بعد وهناك كثير من زعماء البلدان لم نسمع لهم صيتا أو دعوة إلى التغيير وكأنهم لا يريدون الدعوة إلى التغيير إلا بعد أن تدعوا الشعوب إلى الإطاحة، هل نستطيع القول: إن الجميع - أي الأنظمة - يتوارثون الغباء(!) 

عليكم أن تعوا أيها الجرذان بأن الشعب المصري العظيم والحر - ومعه الشعوب العربية جميعها – قد بلغوا سن الرشد وتجاوزوا سن الاستخفاف منذ زمن فكفاكم استخفافا بالشعوب فإن استخفافكم لن ينقلب إلا عليكم فما عليكم إلا أن تخروا للشعوب مذعنينا ولها ساجدينا وإلا عما قريب سوف ستبصرون منها اليقينا.