لغة السلاح ..وإدارة الحور
بقلم/ زكريا السادة
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 6 أيام
الأربعاء 06 يناير-كانون الثاني 2010 06:42 م

ان ما يتبادر الى ذهن كل يمني عن مايدور في هذا الوطن الغارق في وحل الصراع ، عبر حقب تأريخية مرت أحداثه على شفرات السيوف سابقاً ، وأزيز الطائرات مؤخراً ، أحداث مرت وغيرت مجريات التأريخ لتبقى تفاصيل تلك الذكريات مرتع لجملة من الأسباب والمسببات ،بالرغم من تقادم الزمن عليها إلا انها بقت تحتفظ بتفاصيل ومضامين مشينة تعري كل زمن مضى لم يبقى منه إلا سطور الهجاء بشكليه النثر والشعر على لسان الكبير والصغير ،أو تفاصيل حميدة يتذكرها الناس في حقب تأريخية ولت ولم تعد إلا أنها بقت أشبه بالأحافير ذات العصور المختلفة المتناثرة على أماكن وأزمنة مختلفة.

ولعل ماتمر به اليمن حالياً من أزمات وتداعيات فرضت على جميع الأطراف الساسية في البلد وعلى رأسها السلطة الحاكم التي أفضت مؤخراً بعقد حوار يشمل كافة الأطراف السياسية المشاركة في صنع الازمات والمسكنات ، والتي أعيت الطبيب عن الدواء .

فلماذا ياترى الحوار ؟ وهل وقت كهذا يجدي فيه الحوار .!! كون اليمن أضحت على صفيح ساخن امتداداً من صعدة شمالاً الى بعض المحافظات الجنوبية.. وهل طاولة الحوار تتسع لجميع الاطراف المتناقضة في الأفكار وعموم الأهداف !! ام أن لغة الحوار أصبحت غير مفهومة لدى الحوثيون في جبال صعدة ، وقادة الحراك والقاعدة في الجنوب والشمال في ظل هجمات الطيران المتكررة على الحوثيون في صعدة ، وأخرها أبين وشبوة وأرحب والحديدة ، ربما هي اللغة الوحيدة أمام قائمة يحتفظ بها الحاكم من عراقيل تقف في طريقه للوصول الى فرز كل فئة بطرق عده وكسر حاجز المواجهة مرة واحدةعبر طاولة الحوار ولو لبعض الوقت ، وإشغال الكثير من الاطراف الساسية من بينها المعارضة عن كل ما يدور في صعدة وما أثارته بعض الاطراف السياسية بشأن الضربات العسكرية للطيران السعودي لبعض مناطق صعدة وأعتبرته إنتهاك لسيادة اليمن ، وضرب مناطق في شبوة وأبين بحجة أن القاعدة تتمركز هناك ، وصفه البعض بأنه تمهيداً لضرب قادة في الحراك على رأسها طارق الفضلي والذي ظهر مؤخراً كأحد البارزين في تأليب الشارع الجنوبي ضد الحاكم بأن القصف على تلك المناطق من أبين وشبوة نفذه طيران أمريكي أستهدف مناطق سكانية من بينهم نساء وأطفال ، ولا أعتقد أن الحوار يجدي في ظل مشاكل أقتضت مواجهتا بالسلاح ، وثمة أمور أخرى لا نتوقع حدوثها "الحوار الجاد" في ظل تدخل خارجي واستمرار قصف طائرات سعودية قرى ومناطق من صعدة كبدت المواطنون أنفسهم خسائر بشرية ومادية لم يتوقعوا قسوتها منذ بدء مواجهات الجيش اليمني مع الحوثيون ، بعد أن واجهت السعودية ضرباتها على محافظة صعدة بغية إستئصال المد الايراني في المنطقة كون الموقع الجغرافي للحوثيون يشكل خطراً على المملكة ونفوذها في اليمن ، وظهور الجيش الملكي بموقف المدافع وصاحب قوة لايستهان به مقارنة بالجيش الجمهوري الذي يخوض حرب طال مداها مع الحوثيين ، وهذا ما يلاحظة المواطن اليمني خلال مشاهدة تلفزيون المملكة السعودية وإظهار القوة العسكرية والترنم بها في القوة والتطور وبالذات الطيران العسكري ووصفهم بصقور الجو ، كل هذا جعل الجيش السعودي يصر على حسم المعركة والانتصار مهما كلف الأمر بوقت أقصر يثبت للجيش الجمهوري ان الأنتصار دائماً يكون للأقوى ، ولا ننسى أن التحالف بين الجيشين السعودي واليمني أعطى الحاكم في اليمن فرصة التخفيف وترتيب الأنفاس المتسارعة بعد صراع طويل أستمر منذ عدة سنوات ، كل هذه الاوضاع جعلت بعض الاطراف السياسية داخل البلاد موقف "المستفر" ، ليقف الحاكم على مسجات تنبئ بأغتنام الفرصة للنيل منه للحصول على مكاسب سياسية أجبرت الرئيس على التفكير بهم ملياً ، وليشعرهم بأحتدام الصراع من قبل أطراف سياسية أخرى ، أتخذته المسبب الرئيسي لكل مايدور في اليمن متخذةً هذه الأوضاع فرصة لتأليب الرأي العام وإقناعه كوسيلة ضغط لتحقيق الهدف المرجو ، فالدعوة الى الحوار قد تجدي نفعاً للتخفيف ولو بشكل مؤقت ليصنع الجميع أسئلة لاتزال عالقة في أذهان الكثير وأهمها هل نحن كعرب عامة ويمنيون خاصة نؤمن بلغة الحوار !! وآخرى منها هل جميع الأطراف السياسة دأخل البلاد ستحتوي طاولة هذا الحوار!! وهل جميع الأطراف يؤمنون بجدية وضرورة الحوار ..للخروج من الأزمات!! وماذا ستحوي طاولة الحوار في ظل سلسلة معقدة من الأزمات.. !! وليبقى السؤال الأهم هو متى يعي الجميع بأن الوضع أخطر من إدارته على طاوله الحوار المدججة بلغة السلاح التي قد تنبئ بميلشيات "لاقدر الله" مسلحة تتوسع يوماُ بعد آخر في جميع أنحا اليمن .