هلال حضرموت
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 24 يوماً
الأربعاء 10 يناير-كانون الثاني 2007 08:52 ص

مأرب برس - خاص

 الغريب أن الغالبية من الفرقاء والتكوينات الأخرى ليس على مستوى حضرموت بل اليمن كلها إذا ما جيء على ذكر الأداء العام للمحافظات بأشخاص السادة المحافظين لا تكاد تجد احد يسلم من اللائمة والسخط والقول عليه بغضب إلا ما كان تجاه عبد القادر هلال أو الدكتور الشعيبي ،فهذين رغم ما عليهما من جوانب قصور أو تجاوزات تتعلق با لسير العام الإداري والتنفيذي سواء ما يحسب عليهما شخصيا في الأداء والمعالجة أو تفرزه ضغطا عليهما البيئة الرسمية والاجتماعية ،إلا أن ذلك يتجاوز عنه ولا يلتفت إليه من القريب الصادق أو من الآخر المراقب والمتابع في إطار المقارنة مع الأداء الشخصي السلطوي لأضرابهما..

 محلنا هنا مع هلال حضرموت في إطار النقدي الايجابي الذي لا يبخس ويبهت ولا يغالي فيفرط ويعمي ،الذي إن أتى على ما يحسب ايجابيات فبقصد أن تتعاظم وان تجر إليها أخوات تسير في تناغم مع البيئة وعداد الزمن ،وان مر على السلبيات فليس من قبيل القدح لذاته والتشهير ومنطق هاكم انظروا ،إنما على قاعدة أن أي جهد إنساني مهما أبدع يعتوره دوما بطبيعته القصور ،وان المشكلات هي ثمرة طبيعية لكل حركة وفعل ،لكنها يقينا تحتاج إلى معالجة وتقليص في ظل عمليتي التوجيه والمتابعة ثم التقييم والتقويم .

 اعتقد أن تعاطي وفقا لمنهجية(لا يشكر الله من لا يشكر الناس)(وما له أولا وما عليه ثانيا ) وبغض الطرف أحيانا عن السلبي النسبي لصالح الايجابي الكريم بما يبقي على التلميح للحليم إن ألفيته هنا أو هناك عملية بعون من الله قد تأتي بالخير في حسابات الصادق المتوخي مصالح البلاد والعباد .

 جاء عبد القادر هلال محافظا لمحافظة حضرموت خلفا للأستاذ صالح عباد الخولاني الذي خالط الناس وخالطوه وأستوعبهم ،فأحبهم وأحبوه وأكرمهم وأكرموه ،فبقي في وعي وقلوب الحضارم أن ليس هناك ارشد ولا خير في من يسوس محافظتهم من عباد ،لما اتصف به الرجل من عميق الحكمة وسواء الرشد والبصيرة وتراكم الخبرات ، فلا زال حتى اليوم يقابل بصالح الدعوات وابلغ الثناء إن جاء ذكر اسمه على لسان واحد من أبناء المحافظة ..

 فلما أن خلفه عبد القادر هلال عبس الناس للوهلة الأولى وتناجوا فيما بينهم على وحي من مشاهد كانت متوترة في اب هلال سابقا سحبها أبناء المحافظة إلى وعيهم مع أو قبل مجيئه إليهم وبغض النظر عن التقييم في أن تلك المشاهد نتاجا لطبيعة بيئة تعتمل أو كان فاعلها الأساس المتغير الرسمي والشخصي لهلال أو الاثنين معا ،فإنما عامة الناس لا يعنيها إلا ما ظهر على السطح ،المشاهدة للفيلم بصورته النهائية لا أكثر بغض النظر عن المقدمات السابقة من شخوص وحوار وفني وإخراج.

ولعل القوى السياسية وتكوينات المجتمع المدني المختلفة هي التي كانت الأكثر يقظة هنا والتفات في بيئة تتسم بسمت هادئ ووقور لا تعرف إلا أن تبتسم ،فان امتعضت أو في الأكثر غضبت غادرت منها الابتسامة ليس إلا .

وجاء هلال وقد استوعب ذهنيا بيئته الجديدة بمتغيرها ألزماني والمكاني ،وبعد أن عركته الحياة وعركها فخبرته وخبرها فلم يجد وهو في مرحلة من السن والخبرة إلا أن يقدر للحياة أقدارها ،وان يبلغ النسبي القريب على أمل أن يقترب وليس أن يستوي على الحدي.

ولتوافر العديد من المقومات الشخصية للقيادة يقرأها الخاصة في الرجل بدء من العقلي وسواء الفطرة والنفسي للرجل وصولا إلى الجسمي الذي يشبعه رياضة ورعاية ،فضلا عن طاقة وحيوية فيما يتعلق بالرسمي والاجتماعي ومسك جميع الأوراق، وذكاء فطري وبداهة ،لم تمر إلا شهور لم تنتصف العام حتى كان هلال قد انس إليهم وانسوه ،ثم صار يبني على ما بناه سلفه ،بل زاد أن أبدع وجدد مستفيدا في ذلك وموظفا للمعطيات والمتغيرات الجديدة ،وبما جبل عليه من حيوي شخصي وقاد قالوا عنه أهم ما يميزه ويحتكره عن أقرانه.

يذكر لهلال ويحسب له عن جميع أقرانه الذين تجمدوا فأسقطت في أيديهم البيئة والزمان في :

1- نزاهة الانتخابات

كانت حضرموت الوحيدة المتميزة فيما يتعلق بعملية الانتخابات في كل المراحل ،حيث قدمت أفضل نموذج مقارن لتجربة انتخابية في المحليات والرئاسية ،شهدت مصداقية ونزاهة لم يصطدم في مركز انتخابي اثنان ،ليست خصوصية المحافظة بمفردها هي السبب إنما أيضا وجود قدر من الوعي والعصرنة والرغبة في النمذجة لدى قيادة المحافظة ،ولو كانت لأحمق لأتى بالأعنز تصطرع ..

يستحق الشكر والتقدير هنا رغم انه جهد وأجهد الآخرين للمؤتمر في توظيف كل متاح قانوني أو غير قانوني ما كان لغيره أن يبلغ ما بلغ ،إلا انه جاء بثوب قشيب ودمث غاية في الدهاء والالتفاف نكرمه فيه انه غير مقزز وسافر .

 2- المحافظة الالكترونية 

 وحدها محافظة حضرموت التي تمثل أنموذجا راقيا لحكومة الكترونية ،حيث سبق هلال غيره وتميز ببناء موقع اكتروني يعبر عن المحافظة وأخبارها ،من خلاله تتصل ببريد المحافظ أو أي مكتب حكومي ،برأيك أو بمراجعة أو بشكوى أو حتى شتما إن كنت ممن يروقك ،وفعلا هناك تفاعل تجده في الأروقة الرسمية بأثر اكتروني ،وفي رأيي حتى لولم تكن هناك مصداقية أو فاعلية تكفيني هكذا خطوة ستجر إليها بطبيعة الحال خطوات رغم أن الأثر الايجابي ملموس وواعد بخير ..وهذه خطوة أخرى يستحق عليها هلال أن نقدره ونكرمه .

3-إستراتيجية المكلا

 قام بإعدادها فريق متكامل من جهات أكاديمية وجهات رسمية مختصة وبإشراف مباشر من المحافظ شخصيا ,أخذت فترة كبيرة من الجهد والوقت تم إنزالها كمشروع في موقع المحافظة بهدف إشباعها ملاحظات ،وطبعا حينما تسمع كلمة استراتيجيا يتبادر إلى الذهن الشمولية والرؤية والمنهجية ،وهي بالفعل ما كانت عليه وأنت تقراها كمشروع ،تحس وكأنك في ماليزيا مهاتير ،ثم لا تلبث أن تفيق وان تعظ على شفتك وتقول آه لو كانت هناك إرادة تتكامل من كل الجهات .حتى ولو لم تلامس هذه الإستراتيجية الواقع العملي ،يكفي القول أنها خطوة ايجابية وحسن نية توافرت قد تكون لبنة لما بعدها

 4- جذب الاستثمار وتفعيل دوره

 بصورة تحس وأنت تقارن أن هناك جهودا شخصية فعالة ومضنية في هذا المضمار ،رغم التحفظات في هذا السياق التي ليس محلها الآن والتي تتوزع على عدة جهات.

 5-البناء الفاعل والممتد لبنية تحتية حاضرة و محل اكبار

6-النجاح البارز لتجربة المجالس

 في ظل الدعم والرعاية وفي ظل ما هي عليه من إمكانات ومساحات اختصاص ..وهذه إضاءة تحسب مقارنة بما للآخرين .

 

إلى جانب ما سبق هناك جوانب مشرقة تحسب لهلال ويحمل عليها ،أهمها تكوينه الشخصي القابل للنماء والتجدد ولان يحمل عليه مشروع مدني حضاري يقوم على احترام الحريات والآخر المنفي فضلا عن البناء المادي الحديث ..إذا توافرت الأسباب الأخرى .

 وإذا كنا قد أسهبنا هنا فيما قد يحسبه البعض علينا تملقا وتطبيل ونحن نبقى على الشخصي ..فتلك منهجية ألزمنا أنفسنا عليها للوصول إلى العام المعافى ،ليس يضير أن اهلل واكبر وأشدو واطرب إن رأيت هناك نقطة من ضوء أو شمعة تضاء في مشهد أفزعتنا منه العتمة والحلك وبعد وقفة مع النفس انتهت إلى القول بالنسبي ومباركته وبهدف تعظيمه إن وجد ،لا الانكفاء على التوصيف للسلبي فقط ثم الإبداع في لعن الظلام .

 بل و مستعدون أن نزيد فوق ما يقال انه تملق إلى أن نقبل الرؤوس إن رأينا لبعضهم حتى نصف خطوة في الاتجاه الصحيح .

 وإذا كان هلال قد أضاء- في تقديرنا – في جوانب تهيأت النفوس معها له من الله عليها الأجر ثم له منا الشكر والدعاء ،فان هناك جوانب أخرى لا زالت بها ما يشبه العتمة والغبش ،وهي وان كانت في التعاطي تتراجع في أجندة الأهم والعاجل إلى قائمة العادي والغير مهم ،فإنها في واقع الحال من الأهمية بمكان وبما يسبق العاجل ،إنما غلبة السياسي والدبلوماسي على الرؤية في التعاطي–----وان كان محمودا ولكن بقدره---على الرسمي والإداري هو السبب في هذا الترتيب الذي يأخذ عليه الجميع والذي دفع ولازال باختلالات خطيرة في الراهن والمستقبلي فيما يتعلق بالسكينة العامة وعافية الجهاز الإداري..

هناك قيادات إدارية لم تزل عبئا وعقبة ،مؤهلها الانتماء السياسي فحسب ،به تقفز وتقتحم العقبة ،على حساب أخرى مقتدرة ومؤهلة علميا وأخلاقيا وخبرة ألقى بها عن الواجب والفعل مزاحمة فاسد بكرة حزبي ليس إلا ،وتطلع سياسي لا يهمه الا اللمة ولو على حساب الأمة.

-قضايا الأراضي والتوثيق المتعدد والمافيا المتعاظمة والتي تمر من فوق الجهات والقانون وتبلع بالكيلوهات ،ثم لا يجد القانون واللوائح إلا صاحب دشمة على حرف أو قاعدة جبل أضناه الجوع وقهره الخوف .

ما زالت قصة التوثيق والمظالم أم القصص ولم تزل قضية على فرحان الطيار محل حيرة ودهشة ،تبقى الجهات الرسمية أمها وأبيها ،هذه القضية بمفردها تحتاج إلى تناولة مستقلة ..

-يحدثك بعض أعيان وتجار حضرموت بحرقة واسى أن هناك تقاليد غريبة على المحافظة تتمثل في تلك التي تخدش القيم والحياء وتروج للفجور والتي تقام في كل احتفالية للمحافظة (الغناء والرقص المختلط) يقول فاضل في السبعين من العمر-- وأنا أجهد نفسي في الشرح والبحث عن المبررات الوحدوية والثورية والعولمية -- يا وليدي خايفين السفينة لا تغرق شفت توسنامي ويش حصل لهم .

يا وليدي الرسول صلى الله عليه وسلم يقول مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا في سفينة ...الخ فأغلقت فمي ولم انبس .

وتبقى الآمال في هلال تزدحم والأعذار له فوق السبعين ان وجد هناك ما يقال واللوم على جهة الاختصاص أولا لكنه لا يعفى من المسؤولية هنا وهناك عند من لا يفرط في مثقال ذرة

وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.

Alhager@gawab.com