من يستهدف سلاح الجو اليمني ؟
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 14 مايو 2013 07:15 م
في ظاهرة خطيرة وتوجه عدائي همجي مع سبق الإصرار والترصد وفي ظل غياب الدولة وحكومة المحاصصة والإنفلات الأمني وسيطرة حكومة ظل القبيلة وأمراء الحرب بمختلف تصنيفاتهم وإنتماءاتهم الإقليمية والخارجية شهد اليمن خلال إسبوعاً واحداً عرض مسلسل إستهداف قوات الطيران والدفاع الجوي اليمني ففي فترة وجيــزة وخلال ثمانية أيام حسوماً تم إسقاط أربع طائرات حربية من أنواع مختلفة منها " السوخواي " في أجواء العاصمة  اليمنية صنعاء.

الحوادث ليست عرضية , والخلل ليس فني , والسقوط ليس تدريبي .!! الشاهد هنا تصريحات وزارة الدفاع اليمنية والجهات المسؤولة ولو إفترضنا جدلاً ومنطق لفظي بفعل تلك المسببات لكان الحادث عرضي وأُحادي الفعل فما قصة إغتيال الثلاثة الطيارين أثناء خروجهم من قاعدة العند بتلك الصورة الإجرامية البشعة ؟

إذاً نتاج طبيعي أن يكون الفعل ممنهج بل من المؤكــد أن هناك قوى محلية تعمل بالوكالة لحساب قوى خارجية إقليمية ودولية بهــدف إفراغ هذه القوة في سلاح الجو من الكوادر البشرية اولاً والآليات ثانياً . أما ثالثــاً فالمؤامرة خطيرة وهى عودة القوى القبلية للواجهة السياسية والسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد بعد تصفية القوات الفاعلة في الردع وحسم الأمور وبالتالي فرض قوة العسيب وثقافة المواجهة بالبندقية وهذه السياسة تلقى دعم إقليمي للقبيلة الموالية للعودة باليمن إلى العصر العثماني وعودة قوة " الشاوش والعُكفة والإنكشارية " يلي هذا المخطط توأمه الإمريكي الموكل بهيكلة الجيش ظاهرياً وتصفيته من القوة الفاعلة والقادرة على الدفاع عن سيادة أراضيه بوسائل الردع الحديثة باطنياً تحت ذريعة ما يسمى بالهيكلة وبالتــالي يكون اليمن عرضة للإبتزاز والتهديد وإخضـاع قراره السياسي للرغبات الإقليمية والحمــاية كأخواته النفطية.

إذاً الهدف واضح إستهداف قوة الطيران والدفاع الجوي وتصفية الطيارين عن طريق إسقاط الطائرات وإغتيالهم بوسائل الموت المختلفة في ظل صمت الدولة المغيبة والتي لا تحرك ساكناً في الموضوع مكتفية بالتصريحات هنا وهناك بأن حادث السقوط بفعل فاعل وليس خلل والإغتيال سرعان ما يتقيد ضد مجهول وفي كل الحالات يُرمى به على شماعة " الإرهاب أو القوى الإنفصالية والحصانة الممنوحة للنظام السابق " بكل سُخف وعدم إحترام للعقول في لُغة ركيكة المصداقية مجزئة الحقيقــة ولم يبقَ للحكومة اليمنية إلى أن تعلن عن وجود مثلث " بـــــرمودا " في العاصمة اليمنية صنعاء

الغريب في الأمر أن الطائرات الأمريكية بدون طيار تمارس مهامها القتالية في أجواء العاصمة والمدن اليمنية الأخرى بكل يسر وسهولة وحماية بحرية وأرضية وتنفذ مهامها الإرهابية علنـاً ضد أبناء اليمن وتُمنح صك غفران من الحكومة التوافقية دون أن تتعرض لمحاولة سقوط فوق مثلث برمودا قوى العاصمة !! وهنا يحق لنا أن نستنتج الحقيقة وإن كانت تبدو غامضة للساسة وواضحة للمواطن العادي والغير.

هناك صراع داخلي غبـي يقوده المتوافقون لإستهداف قوات الطيران والدفاع الجوي هدفه توازن القوى على الأرض " حرب الجنبية والجرمل " وهدف إقليمي يعمل بكل قوة لإفراغ الجيش اليمني من قوات الجو وجعله جيش تقليدي لا يرقى إلى مستوى المواجه في حالات الدفاع عن السيادة بالإضافة إلى الهدف الدولي ممثل بالصهيوأمريكي لتدمير الجيش اليمني وبالأخص قواته الجوية لمفهومين الأول ضمان حماية حلفائه في المنطقة النفطية والثاني

إنتهازي يتمثل في إبتزاز الحكومة المتصارعة على السلطة وإركاع قرارها السيادي بيد القوى الخارجية وطلب الحماية أسوة بغيرها من حكومات المنطقة " ومن شذ شذ في النار " هذه هي الحقيقة المُرة لإستهداف الطيران والدفاع الجوي اليمني وتصفية كوادرها إنتحار يومي للطائرات وإغتيال موازي للطيارين وما زال المجهول هو الغريم والمبني للمعلوم في بطن الفاعل أياً كان قبيلي , سياسي , أو أمير , وربما راعي الحمير !! " علماً بأن الفاعل مجــزوم بحذف الصندوق الأسود مبني على سكون تعطيل " المقعد عند السقوط ؟ ولعل هذه الظاهرة الخطيرة في إستهداف الطيران الحربي وقوات الدفاع الجوي اليمني تذكرنا بسياسة الإنتقام التي مارسها الإيرانيون الصفويون والإمريكان ضد الجيش العربي العراقي وخصوصاً قواته الجوية والطيارين الذي تمت تصفيتهم حتى في خارج قطر العراق عن طريق الموساد ووكلائهم من عرب الجنسيات " فما أشبه اليوم بالبارحة " ولعل هذا يتفق مع السبب الثاني والثالث لإستهداف الطيران الحربي اليمني وبالذات الطيارين مع الفارق العربي الإيراني وللإيراني في حوادثنا بــاع طويل !!؟

إنه مسلسل الموت الجوي يُعرض يومياً في ميادين وساحات العاصمة اليمنية صنعاء وحاراتها المكتظة بالسكان وقواعدها الجوية شعبٌ يشاهد ومتنفذون يُشاركون في التمثيل وقوى إقليمية ودولية تمارس دور البطولة وحكومة تصرح بأن المسلسل يخل بالقيم ويتنافى مع مفهوم الشراكة في السلطة ويتعدى قانون العرض المسموح به فوق الأجواء اليمنية . ومازال العرض مستمر والمسلسل قابل للتمديد دون اللجوء إلى الكشف عن المنفذ والممول والمستفيد وعلى المجهول والمعلوم السلام وعلى الشعب اليمني تدور الدوائر

صح النوم يا وطن .. فالسرطان خبيث فوهن الجسم يعني إنتشار مساحة الورم