تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
أقول هذه حقيقة لا يتمنى زوال الرئيس علي عبد الله صالح عن منصبه في هذه الفتنة إلا أحد ثلاثة: عميل على البلاد مدفوع، أو صاحب فكر منحرف، أو صاحب مطمع دنيوي.
وهو -وفقه الله- كسائرِ المسئولين الذين حالهم كما يقولُ الإمامُ الذهبي -رحمه الله- في ترجمة خالد بن عبدِ الله القسري من سير أعلم النبلاء قال: (وكان خالد على هناته يرجع إلى الإسلام) اهـ، وفي تفسير قول الله تعالى:﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[التوبة:102]
قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: وهذه الآية وإن كانت نزلت في أُناس مُعَيّنِين إلا أنّها عامّة في كلِ المُذنبين الخطائين المُخَلّطين.
هذا، وأسباب محبة مُعظم الشّعب له أمور:
1) أنّه رئيس مُسلم.
2) أن الخير العِلمي والدّيني حاصل في البلاد، وهو يُشجع على ذلك حيث لا يُبغض الصّالحين ولا يُؤذيهم.
3) المعلوم عند اليمنيين أنه صبور فيُؤذَى ويَصبِر، بما قد يُتَعَجّبْ من صبره على ذلك الأذى المَنْشُور في الجَوّالات وغيرها.
4) أنه كثير العفو، حتى عن بعض المُجرمين؛ وهذا الذي جرّأ كثيرًا من النّاس عليه، وجُل رؤوس الثائرين عليه الآن من الذين مَكّنَهم هو بعد تقدير الله عز وجل، فَجَازَوْه كما في المثل: جزاء سنمار.
5) أن الناس قد عرفوه وأَلَفوه، ولا يَدرون ماذا يَقْدمون عليه بعده، وقد نُقِلَ عن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر –رحمه الله- أنّهم قالوا له: من سَتَخْتَار هذه المرّة؟ فقال: أختار الرئيس جِنّي تعرفه ولا إنسي ما تعرفه.
6) أنه قائد شجاع, والرّئَاسة تحتاج إلى الرّجل الشُجاع بحكمه كما ذكر شيخ الإسلام في كتابه (السياسة الشرعية).
7) أن اليمنَ مشاكِلُه كثيرة، وذلك الحديث إذا وقعت الفتن فعليكم باليمن حديث ضعيف لا يثبت، ومع ذلك دفع الله به في هذه الآونة عن البلاد فتنا داخلية، وخارجية.
8) أنه مُتواضع؛ فيدخل عليه الناس ويتحدث معهم، وربما اتّصل ويعزيهم في مصائِبهم، ونحو ذلك من الشُئون الشّرعية والعُرفية المُِهمّة.
9) أن دول الغرب وأذنابها تُحاول إزالَتَه؛ وهي لا تَهدِف إلا إلى إزالة من تراه لا يُلَبّي كل مطالبها الفاسدة، وتريد أن يكون المسئول عُملة لها توزعه على بلده كما تُريد؛ لاضْطِّهَادِ دينهم ودنياهم.
10) أن الشعب يِشعر منه من خلال خِطاباتِه وغيرها بالغِيرة على البلاد، وعدم تركها للعملاء العابثين، بل يُحاول تجنيبها قدر مستطاعه من هذه الفتنة وغيرها.
11) ومن أهم ذلك كله: أنه مظلوم؛ فقد بَغَوا عليه واعتَدَوا على المُمْتَلَكَات العامّة التي هو مسئُول عنها، حتى بلغ بهم الأمر إلى اغتِيَاله؛ فجرحوه وقتلوا عدَدًا من حُرّاسِه، وجرحوا عددا من رِجال حُكومته، وغيرهم بين يديه، وهو وهم في بيت من بيوت الله، وفي أداء فريضة من فرائض الله عز وجل، فلا للشّعائر احترموا، ولا للدّماء البريئة حَقَنوا.
12) أنه يدعوا مُعارِضِيه للحِوار، والتّحَاكُم إلى الحق، والبُرهان الواضِح، وهم لاجّونَ في بغيهم، وتحقيق مآرب من دَفَعَ بهم؛ إلى أنه يُنفى من البلاد، والنّفي من البلاد لم يشرعه الله عزوجل إلا لمن يحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فساداً قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة:33]
فإذا تأملت الآية رأيتها تصدق على مخالفيه في هذه الفتنة؛ بقطعهم الطرق، وترويع الآمنين، وإتلاف الممتلكات، ومنع الناس معايشهم؛ بفرض ما يُسمونه بالعصيان المدني، وغير ذلك من تشبههم بالكافرين، وإعراضهم عن أدلّة كثيرة في النّهي عن هذه الأفعال من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ فيسفكون الدماء، ويفسدون في الأرض، بأنواع من الفساد، ويَقلِبون حكم النفي الذي يَستحقّونه شرعا في كتاب الله عز وجل على الرئيس الذي هو ضد هذه المفاسد المُهلكة، ومع ذلك يبثّون في تَصويراتهم ورعبهم : أنه بعد نفيه قد يتفضلون عليه بعدم محاكمته، إلى بعض محاكم الكفار الظالمة الجائرة، وإلا جمعوا عليه مما قد ارتكبوا أضعافه من الإدانات المزعومة للتوصل إلى أن يحاكم ويشنق، هو ورجال أسرته وكبار من معه في الدولة؛ وهذا ظلم لا يرضاه الله عزوجل، ولا يقره شرع، ولا شرف ولا مروءة، ويصدق عليه في هذا الحال قول الشاعر أبي عمر عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان العرجي، الذي قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/268): وكان بطلا شجاعا مجاهدا أتهم بدم فأخذ وسجن بمكة إلى أن مات في خلافة هشام:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا :: ليوم كريهة وسَداد ثغر
وخـلّوني لمُعترِكِ المنايا :: وقد شرعت أسنتها لنحري
كأني لم أكن فيهم وسيطاً :: ولم تك نسبتي في آل عمرو
رجل يحكم الشعب عدد سنين ثم يصير أُلعوبة بأيدي الشّامتين ينفون ويقتلون، ويجعلونه وأمثاله نكالا لأي مسئول لا يريد أن ينفذ للغرب رغباتهم.
هذا ما أردت إيضاحه هنا بحق؛ رداً على ما جعجع به المسمى بالإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فيما ألقوه على الرئيس ورجال حكومته في منشور لهم من التحميل والدجل والتضليل، والدعاوى الباطلة في ذلك البيان الذي لا يستند إلى واقع صحيح بما قالوه فيه ولا دليل.
وليس الغرض والله من هذا أو غيره إلا بيان الحق ابتغاء مرضاة الملك الجليل، سبحانه وتعالى لا ابتغاء مرضاة مسئول مخلوق فقير إلى ربه وذليل، والله فوق كل عامل وعمله وعليه قصد السبيل.