تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه صراعات بين هوامير المسيرة بمحافظة إب: قرارات مالية تهدد أرزاق عمال النظافة وسط انقسامات حوثية استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي انجاز رياضي جديد لليمن توكل كرمان أمام قمة العشرين: ما يحدث في غزة حرب إبادة وتطهير عرقي عاجل: اغتيال قيادي كبير في حزب الله و رويترز تؤكد الخبر تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة'' رئيس حزب الإصلاح اليدومي: ''الأيام القادمة تشير إلى انفراجة ونصر'' اجبار عناصر حوثية على الفرار في جبهة الكدحة غرب تعز بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومة الوطنية
تمر المنطقة العربية عموماً والعراق خصوصاً بمرحلة تاريخية فاصلة، قد يكون العامل الأبرز فيها كثرة الاضطرابات والقلاقل، وتفجر المشكلات الاجتماعية والسياسية، وما يصاحب ذلك من صراع واقتتال داخلي وتدخل خارجي بصورة مباشرة أو من وراء حجاب، خصوصاً بعد تشابك مصالح الدول في العالم وتداخلها. والعراق لم يكن بعيداً عن هذه التغييرات التي تجتاح المنطقة، بل قد يكون من أول بلدان المنطقة التي دخلت فيها، ولكن بطريقة مختلفة فبدلاً من أزمة وصراع داخلي ينتهي بتدخل خارجي بدا الأمر معكوساً، احتلال خارجي عام 2003 وصراع استمر لسنوات لينتهي إلى أزمات داخلية، مع تدخل في إدارة هذا الصراع من جهات إقليمية ودولية متعددة، مما قد يمهد إلى مرحلة قد تكون أكثر شراسة ودموية وقد تنتهي بانتهاء دولة اسمها العراق.
ولأن العراق هو الحلقة الضعيفة في المعادلات الإقليمية والدولية، ولهذا تلجأ الدول القوية و الكبيرة لنقل صراعاتها مع الدول الاخرى الى البلدان الضعيفة مثل العراق لأن البلدان الضعيفة تكون فاقدة للسيادة ويستشري الفساد فيها وتتسم بانهيار القانون والنظام العام وتكون غير قادرة على حماية مواطنيها من الهجمات الداخلية أو الهجمات الخارجية. ولهذا اختارت ايران الحلقة الضعيفة العراق ففي ليلة الأمس قصفت ايران اربيل عاصمة كوردستان العراق بستة عشر صاروخا باليستيين.
معللة بذلك انتقاما من اسرائيل بسبب تصفية اسرائيل قياديين اثنين من الحرس الثوري الايراني في سوريا. ولكن ليسى هذا فقط هدف ايران من قصف اربيل فلديها رسائل تريد تمريرها الى الخصوم ومن اهم هذه الرسائل وأولها هيا لأمريكا بسسب دعمها لمشروع مقتدى الصدر ايران لم ولن تسمح بأي حكومة قادمة أن تكون خارج توجهاتها. إيران لديها إمكانياتها و قدراتها على تعكير صفو العملية السياسية وتهديد استقرار العراق.
ومن شأن التحركات الإيرانية الأخيرة وتدخلها عبر مندوبيها أن تعقد أزمة تشكيل الحكومة العراقية، التي تمر أصلا بتعقيد شديد بعد إصرار الاطار التنسيقي على حكومة توافقية، في وجه التيار الصدري الذي يريد حكومة ذات أغلبية وطنية، اما الرسالة الثانية التي ارسلتها ايران هيا لأسرائيل والدول العربية عن مدى قدرات إيران وقوة صواريخها ودقة اهدافه ومداه البعيد. وتشير إلى أن طهران لن تستهدف إسرائيل فقط في حال تعرضها لضربات جوية إسرائيلية، بل أنها ستستهدف أيضا الدول التي سمحت بمرور الطائرات الإسرائيلية منها في المنطقة، حيث ستتذرع بهذا الأمر من أجل ضرب دول عربية.
ويبدو أن طهران تريد توجيه رسائل أيضا إلى الدول الغربية بأنها قادرة على إحداث حالة عدم استقرار في المنطقة من خلال منظومة صواريخها الباليستية.
اما الرسالة الثالثة هيا للحزب الديمقراطي الكردستاني وتحديدا لمسعود البارزاني أن عليه أن يتعامل مع القوى الشيعية مجتمعة وليس مع طرف على حساب آخر لأن ذلك سيؤدي الى ولادة حكومة عرجاء، ترافقها فوضى وعراقيل، وسوف لن تستطيع إكمال دورتها، وليس هناك خياراً أمام السيد مسعود البارزاني، سوى التحلي بالواقعية السياسية، والاذعان للحقائق الضاغظة، وترتيب أوراقه على أساسها. وبين الصواريخ الايرانية والعقوبات الامريكية الخاسر الاكبر هوا الشعب العراقي الذي لا حول لديه ولا قوة سوى الدعاء بأنفراج الأزمة وأن الشعب العراقي جزء من محيطه العربي والدولي يريد ان يكون صديقا للجميع ويرفض ان يتحول الى منطلق للعدوان على اي طرف اقليمي او دولي او الى ساحة لتصفية الحسابات بين قوى اقليمية او دولية.