أين النخوة وأين الضمير من العدوان الحوثي على رحبة؟؟
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 3 سنوات و شهرين و 11 يوماً
الإثنين 06 سبتمبر-أيلول 2021 10:07 م


ماتت قلوب الناس ماتت من النخوة
اصرخ بكل احساس ان العرب أخوة

أغنية عربية كثيراً ما كنا نسمعها من العديد من القنوات التلفزيونية العربية عندما يصعّد العدو الصهيوني عدوانه على الشعب الفلسطيني.

بدورنا، سمعنا الأغنية أم لم نسمعها، عندما يصعد العدو الصهيوني عدوانه على المدن والقرى الفلسطينية نحزن ونتألم كثيراً مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان غاشم ويؤلمنا أكثر عندما نرى بأننا نقف مكتوفي الأيدي ولا نستطيع أن نقدم لهم شيء غير التبرعات، ونتمنى لو أننا في الجوار أو نستطيع الذهاب إليهم ونصرتهم.

اليوم يتعرض الشعب اليمني لعدوان غاشم من قبل مليشيا الحوثي الايرانية الارهابية، أبشع وأوسع من العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، عدوان يقتل الأطفال والنساء والشيوخ.. يفجر البيوت والمساجد ويهجر الناس من أرضهم.. يختطف ويحرق ويعذب ويميت المختطف والأسير في سجونه تحت وطأة التعذيب، يزرع الألغام وينهب الحقوق والممتلكات ويصادر العامة بشكل عام دون أن يستثني أحد، ولا يرى الناس خلقوا إلا ليكونوا عبيداً له.. وما بعد هذا العدوان عدوان.

ما كان يؤلمنا في فلسطين من قتل للأطفال والنساء والشيوخ وهدم وتفجير للبيوت وتهجير أهلها منها، أصبح هنا في اليمن بشكل أبشع وأوسع، والطغيان الذي كنا نتمنى أن تفتح لنا الطرق ونذهب إلى فلسطين لردعه ومنعه ها هو اليوم في اليمن وبشكل أشد وأطغى، ولا يوجد ما يمنعنا من ردعه ونصرة أنفسنا في ردعه والوقوف إلى جانب كل أسرة يمنية تتعرض لذلك الطغيان الفارسي المجوسي الذي تنفذه وترعاه إيران وأداتها القذرة الحوثي وتحتل أرضنا وتهجرنا منها وتفجر بيوتنا وما بعد هذا الظلم ظلم ولا بعد هذا الطغيان طغيان.

إين النخوة والضمير مما يحدث من عدوان غاشم حوثي ايراني على ابناء مديرية رحبة من قصف بالصواريخ والمدفعية لبيوتهم ومن هدم وتفجير لها وتهجيرهم منها وتشريدهم في العراء..؟؟.

قبل رحبة العديد من المدن والقرى والقبائل اليمنية بل محافظات بالجملة تعرضت لعدوان حوثي ايراني غاشم انتهى بتهجير أهل الأرض من أرضهم كما حدث في الزاهر وحجور والرضمة وأرحب وعمران ودماج والجوف والعديد من المحافظات والمناطق.

عندما نرى أهل الأرض ينزحون ويهجرون من بيوتهم في ظل تخاذل وتقاعس يمني مؤسف تتساءل ما الذي يمنع اليمنيين من القيام بواجبهم تجاه ربهم وأنفسهم والانتصار لهم ولأهلهم ولبعضهم ولشعبهم..؟؟، هل ماتت قلوب الناس هل ماتت من النخوة..؟؟.

اذا كانت كلمات تلك الاغنية العربية تهجو العرب وتقاعسهم عن فلسطين وربما الشعوب لا أمر لها في ذلك، فما الذي يمنع اليمنيين عن نصرة بعضهم..؟؟.

هل أصبحت كلمات تلك الأغنية تنطبق على اليمنيين وتهجو تخاذلهم فيما بينهم، ويجب أن تخاطبهم وتقول:

ماتت قلوب الناس ماتت من النخوة
اصرخ بكل احساس أهل اليمن أخوة

الطفل اليمني أحق وأولى بالنصرة والدفاع من الطفل الفلسطيني والأقربون أولى بالمعروف والذي لم يدافع ويناصر أبناء جلدته وأهله وشعبه فلن يدافع أو ينتصر لشعب آخر، والذي لم يتحرك لدفع الظلم عن بلده فلن يدفعه عن بلد آخر والذي لم يشارك في القتال دفاعاً عن أطفال وشيوخ ونساء أبناء شعبه وأهله ولا تمنعه حدود ولا ممرات ويمتلك السلاح، فلن يدافع عن أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، والذي لم يقارع الحوثي ويردعه عن تفجير بيوت أهله وشعبه وتهجيرهم منها فلن يمنع الصهاينة من هدم بيوت الفلسطينيين وتهجيرهم منها، ولو فتحت له الحدود والمعابر للمشاركة في القتال ضد الصهاينة فلن يشارك، فهو لم يدافع عن نفسه وشعبه ولم يدفع الظلم والاحتلال عن بلده.

16 سنة ومليشيا الحوثي الارهابية تحارب اليمنيين وتزرع أرضهم بالألغام وتفجر بيوتهم ومساجدهم وتهجرهم من أرضهم وتقتلهم وتشردهم وتختطفهم وتعذبهم وتميتهم في سجونها وتمثل بجثث قادتهم خدمة لإيران الفارسية المجوسية ونزولاً عند رغبتها ونكاية بالعرب وحرب ضد الله ورسوله والاسلام والمسلمين، وهذا البغي الفظيع كفيل بتوحيد كل اليمنيين بل والعرب ضد هذا العدو الحاقد واجتثاثه من الأرض وتطهيرها منه ودفع الظلم والبغي عن أبناء اليمن وهذا واجب ديني ووطني مقدس.

الجميع يمتلك السلاح ولا ينقصنا غير ترتيب الصفوف ومواجهة هذا العدوان والبغي وردعه والقيام بواجبنا تجاه الله وديننا وقيمنا وهويتنا وأرضنا وشعبنا والتوبة إلى الله من التخاذل، فهذه الأرض أرضنا والحوثي وإيران هم البغاة المعتدون والله ناصر ومؤيد المظلومين وقد وعدنا في كتابه العزيز حيث قال: "أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير" وقال تعالى: "ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور" صدق الله العظيم.

والمعركة لا تحتاج إلى الكثير من العتاد بقدر ما تحتاج إلى الإخلاص والتوكل على الله والمناصرة والمقارعة للظلم والبغي بما نملك وما النصر إلا من عند الله، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

وكم من معركة تحرير لم يشارك فيها كل السلاح، وكم من جبهة صمدت ولا تزال صامدة بفضل وتأييد الله ثم بإخلاص وثبات وتعاضد من فيها من الأبطال المجاهدين من رجال الجيش والمقاومة وقهرت الحوثي ونكلت به ولم يحقق أي اختراق فيها أو تقدم تجاهها وقد ظل لأشهر ولسنوات وهو يزج بكل ما لديه من قوة وإيران من بعده فأهلكته وأهلكته والله مع الصادقين.

يجب أن لا نربط مصير الحرب أو المعركة بغيرنا فهذا المصير هو مصيرنا وهذه الحرب هي حربنا وهذه البلاد هي بلادنا ومصيرها هو مصيرنا.

ويجب علينا أن نعتمد كل الاعتماد على الله ثم أنفسنا وما لدينا من قوة وعتاد، فالاعتماد على الله ثم على ما لدينا من قوة وعتاد حتى وإن قل لهو أقوى وأعتى وأصدق وأنطق عند الحاجة وفي الوقت المناسب واللازم، وإن لم ننتصر لأنفسنا فلن ينتصر لنا أحد.