ألي المطالبين بحق تقرير المصير....حتى لا تخدعكم حركة تاج!!
بقلم/ عبد الملك المثيل
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و 3 أيام
الأربعاء 13 فبراير-شباط 2008 07:16 م

مأرب برس – خاص

استجابة لطلب العديد من الأصدقاء ,سأفتتح موضوعي هذا برسالة أخص بها عددا من "السفهاء"الذين تنحروا لكتابة تقارير أمنية ,امتلأت بأنباء تتحدث عن تأييدنا لمشروع"الانفصال"ومشاركتنا مع بعض الأخوة في احتضان ودعم المسوقين"لحق تقرير المصير"في أمريكا,كما أخص بهذه الرسالة أيضا بعض "الأغبياء"الذين صدّقوا تقارير"سكرة السبت"المكتوبة بأسلوب "الفاسقين"الذين أصابتهم حالة من الذعر في مواجهة موقف واحد,أدّى بهم إلى الهروب نحو"مخدعهم المعروف"لاحتساء أكواب الشجاعة التي دفعتهم لكتابة كلمات الزور والبهتان بخصوصنا ,ورسم بطولاتهم المزيفة في التصدي لمروجي "الانفصال"من أبناء الجنوب ,وإيقافنا عند نقطة معينة على قاعدة"الوحدة خط أحمر",وطردنا من اجتماع معين لا نعلم أين ومتى تم بسبب مواقفنا "الانفصالية"حسب نشوتهم الكاذبة,ولعلمنا بحقيقة "أصحاب التقارير"نرى أنه من الضروري نقل الصورة واضحة جلية إلى الخلفيات التي تدعمهم وتؤويهم في النظام التعيس,لنؤكد لهم أن أولئك "الفساق"أجبن من النعاج حال رؤيتها للذئاب,ولحظة تفكيرهم ولا أقول قيامهم بمواجهتنا في أي موقف ما,فأننا سنرد بأعلى صوت وأمام كل الناس كما هي عادتنا في كل المواقف ,وحتى تحين تلك اللحظة التي نعتقد أنها لن تحدث فان ما يستوجب الرد والتوضيح لبعض "الأغبياء"موقفنا من الوحدة اليمنية التي يعتقد حفنة من "الجهلاء"وكذلك بعض"الأطفال الصغار"أنهم حماتها ولولا"بركاتهم"وصرامة خطوات التصدي التي يقومون بها (في أحلام يقظتهم طبعا)لكانت قد أنتهت منذ فترة ليست بالبعيدة.

ألى جانب القيم الدينية التي تربينا عليها,ونعتقد أننا بفضل الله وحده نتحلى بها,فأننا نؤمن بيقين راسخ بوحدة الصف والاعتصام بحبل الله ,كما أنّ أعلى معايير الوطنية عند أي أنسان يمني تتمثل حسب أعتقادنا في الحفاظ على الوحدة الوطنية حفاظا حقيقيا يختلف تماما عن أسلوب الحزب الحاكم ,ونذهب في أدبياتنا ومواقفنا ألى أقصى مدى لنقول برأس مرفوع ومنطق ثابت أنّ الوحدة اليمنية أعز وأغلى منجز تحقق لوطننا خلال العقود الماضية ,وتعتبر وحدة 22مايو 1990م الرصيد الوحيد لقادة الشطرين أثناء فترات حكمهم,وما عدى ذلك فأننا لا نتردد في القول أن شعبنا العظيم لم يجد منهم سوى الدمار والضياع ,وبناءا عليه نتمنى أن يفهم من لا يفهم من أصحاب "العقول الصغيرة"هذا الكلام,وأن كان الحديث عن علاقتنا الأخوية بأبناء الوطن الأعزاء من أبناء محافظات الجنوب صار تهمة لدى البعض من المفلسين"أشباه الرجال" ,فأنه بالنسبة لنا شرف عظيم نعتز ونفتخر به فنحن أخوة أبناء وطن واحد لا فرق عندنا بين جنوبي وشمالي على الأطلاق,

وللعلم فموقفنا من حدث سنشير أليه في سياق الموضوع كان واضحا وصريحا,حيث كنا الوحيدين الذين وجهوا دعوة تكررت عدة مرات للعديد من الأخوة الجنوبيين من أجل حوار نعمل من خلاله على حل مشاكلنا في أطار البيت اليمني الواحد ,بأسلوب نترفع من خلاله عن الاستعانة بالقوى الدولية التي تهتم فقط بمصالحها ولا يمكن لها أن تنصر طرفا ضد آخر بعيدا عن ذلك المفهوم,كما أننا لم ننسى التأكيد على أن شعبنا اليمني العظيم من يملك الحق منفردا في أتخاذ ما يراه مناسبا لتحقيق مصالحه والحفاظ على سيادة وطنه التي نزعت اليوم بفعل ممارسات النظام ,وكذلك من يقدمون أنفسهم كورقة ضغط يتم استغلالها من القوى الدولية لسحق ما تبقى من أثر السيادة .

سأتناول باختصار رحلة"القضية الجنوبية"في أمريكا,بأبعادها المختلفة وأنشطتها المتعددة,خاصة نشاط حركة"تاج"التجمع الديمقراطي الجنوبي,متطرقا لبعض النتائج التي حصلت عليها من بعض المصادر الموثوق بها ,مهديا هذا الموضوع الى الذين يرفعون شعار"حق تقرير المصير"في الداخل بهدف وضع الحقيقة بين أيديهم حتى لا ينساقوا وراء أطروحات حركة تاج,ولا أخفي هنا أن سبب ذلك الإهداء يعود الى نقاش طويل مع بعض الأخوة الذين أشاروا أن البعض في الداخل يرفع شعار "تاج"تصديقا لأطروحاتها التي تتمثل أهمها نجاح الحركة في أقناع المجتمع الدولي خاصة أمريكا في تبني شعار"حق تقرير المصير".

"تاج"كلمة مختصرة لأسم "التجمع الديمقراطي الجنوبي"الذي تم أنشاؤه في العام 2004م حسب أدق المعلومات من قبل مجموعة من أبناء الجنوب المقيمين في الخارج وتحديدا في بريطانيا التي شهدت نشاطا واضحا أنتقل بعد ذلك الى العديد من الدول الأوربية ,خاصة تلك التي تتواجد فيها المقرات الدولية,ومنذ تاريخ ميلاد"تاج"التي تعرّف غالبا "بحركة تاج"يقوم الناشطون فيها بتسويق القضية الجنوبية بمنظور "احتلال دولة لدولة أخرى"أي احتلال دولة "الجمهورية العربية اليمنية"لدولة وأرض "الجنوب العربي"في 7/7/1994م,ويلاحظ هنا إنكار الحركة للهوية اليمنية كاملة وبسبب ذلك "الاحتلال"فمن حق أبنا الجنوب العربي الحصول على "حق تقرير المصير"استنادا الى قرارات وقوانين "الشرعية الدولية",وخلال السنوات الأربع من عمر الحركة أتضح أنها لم تحقق في أوروبا النتيجة المطلوبة على المستوى الدولي لانتزاع اعتراف أو دعم واضح "بحق تقرير المصير",وهذا لا يخفي حقيقة سيطرة النشاط الجنوبي وارتفاع صوته في أوربا "خاصة بريطانيا"التي شهدت العديد من المظاهرات والإعتصامات المؤيدة للقضية الجنوبية ,ومن أجل الحفاظ على المصداقية نعترف هنا أن المعلومات بخصوص النشاط في أوروبا ناقصة ,وقد يسبب الحديث عنها تخبطا يضر الموضوع ولا يخدمه في شيء,لذلك سننتقل مباشرة الى الحديث عن النشاط في الولايات المتحدة الأمريكية.

أدرك القائمون على شعار"حق تقرير المصير"أن أساس القرار الدولي يكمن في الأراضي الأمريكية ,لذلك حددوا وجهتهم نحو البيت الأبيض في واشنطن ومبنى الأمم المتحدة في نيويورك,فسعوا الى إيصال صوتهم وطرح القضية التي يحملونها فقاموا بطرق الأبواب المؤدية الى الوصول,غير أنهم وجدوا الأبواب مغلقة أكثر من مرة,حيث رفضت السفارات الأمريكية في بعض الدول الأوربية منح تأشيرات للعديد من الأشخاص الذين حددوا زيارتهم صوب وزارة الخارجية الأمريكية ,التي استقبلت أيضا العديد من الرسائل المحتوية على رغبة وطلب للقاء مسؤولين معنيين بالشرق الأوسط "اليمن بالاسم",ووقتها لم يتم التفاعل أو الرد على تلك الرسائل كما أنه لم يتم تجاهلها أيضا,وبرغم ذلك واصل نفس الأشخاص طرق الأبواب التي فتحت للعديد من الأسماء المقيمة في أوروبا وسمح لها بلقاء مسؤولين أمريكيين عام2005م في واشنطن ليصبح ذلك العام بمثابة "تاريخ ميلاد"لنشاط"حركة تاج"في أمريكا,وللعلم فلم يكن هنالك في ذلك الوقت شخص واحد من المقيمين في أمريكا قد أنضم للحركة أو ساهم في نشاطها.

خلال الزيارة التي قام بها الرئيس علي عبدالله صالح الى واشنطن عام 2005م كان في استقباله العشرات من المتظاهرين أمام البيت الأبيض ,وتكررت الصورة في الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى واشنطن,ومن المهم هنا الإشارة إلى أن المتظاهرين لم يكونوا جميعا من "حركة تاج",والأهم من ذلك طبعا الإشارة الى أنه سبق الزيارتين لفخامته? لقاء"وفد جنوبي"مع مسؤولين أمريكيين طرحت خلاله العديد من الملفات الهامة((الفساد-حقوق الإنسان-الإرهاب-ميناء عدن-عدم التزام النظام بتعهداته الدولية)).

منذ عام 2005م حتى كتابة هذا الموضوع أستمر النشاط الذي شهد التفافا واسعا من الأخوة الجنوبيين المقيمين في أمريكا,حيث التحق بعضهم بحركة تاج بعد نجاحها في تسجيل نفسها رسميا في أمريكا ووجود ممثل خاص بها في واشنطن,وخلال الثلاث السنوات الماضية تأثر النشاط هنا بأحداث الداخل التي فرضت نفسها بقوة خاصة الثمانية الأشهر الأخيرة أي منذ 7/7/2007م ,فشهد شهر أغسطس 2007م لقاء وفد جنوبي بمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية,كما وجهت رسالة إلى الأمم المتحدة في نفس الشهر وقع عليها 144 أسم من العسكريين الجنوبيين المقيمين في أمريكا الشمالية تطرقت إلى معاناة الجنوب وطالبت الأمم المتحدة بالقيام بواجبها ,وبحسب مصدر موثوق فقد جاء رد الأمم المتحدة ايجابيا بعد عدة أسابيع حيث حمل أشارة واضحة بقلق المنظومة الدولية من الأحداث في اليمن وأنها تراقب الأوضاع باهتمام شديد ,ولعل ذلك ما شجع البعض بتوجيه رسالة أخرى طالبت "بحق تقرير المصير"للجنوب العربي"من "الاحتلال اليمني"قيل أنها سلمت في الاعتصام الذي أقيم أمام مبنى الأمم المتحدة يوم 15أكتوبر2007م وشارك فيه 76شخص بحسب متطلبات تصريح الاعتصام الذي منع حضور حتى شخص واحد زيادة عن العدد المحدد,وخلال الاعتصام رفع علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وشعارات تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته.

لم يغفل رواد النشاط الجنوبي عن أهمية الاستعانة بالمؤسسات العربية الأمريكية التي تمتلك علاقات واسعة مع مسؤولين أمريكيين خاصة في مجلسي النواب والكونجرس,فتم التواصل مع العديد من المؤسسات وكذلك استغلال مؤتمر"المعهد العربي الأمريكي"الذي أقيم في ولاية ميتشقن من26الى29أكتوبر2007م وحضرته العشرات من المؤسسات العربية إضافة الى أعضاء من مجلسي النواب والشيوخ وكذلك مندوبين ممثلين للمرشحين لمنصب الرئاسة ولقي تغطية إعلامية واسعة,فتوافد أليه أكثر من أربعين شخصا"لم يكونوا جميعا من حركة تاج"وطوال ثلاثة أيام التقوا بالعديد من المؤسسات والشخصيات وكان لأحد أعضاء تاج كلمة مختصرة هي بالمناسبة الوحيدة للجالية في الفعالية.

أثناء انعقاد المؤتمر المشار اليه تم اللقاء مع مسؤول أمريكي ودار نقاش طويل على ضوئه تم الحشد لإقامة أعتصام مفتوح أمام البيت الأبيض يوم30نوفمبر 2007م رفعت خلاله أعلام الجنوب,والشعارات المطالبة بحق تقرير المصير, وصور الرئيس علي ناصر محمد وتم تسليم الإدارة الأمريكية ملف كامل بمعاناة أبناء الجنوب وما يتعرضون له من قتل ومصادرة لحقوقهم ,وحضر ذلك الأعتصام أكثر من 300شخص لم يكونوا جميعا من تاج وهو أكبر عدد يشارك في نشاط كهذا ,وفي نفس التوقيت والتاريخ لكن في مكان مختلف كان مبنى الأمم المتحدة يشهد اعتصاما مماثلا أختلف قليلا عن اعتصام واشنطن حيث رفعت أعلام الجنوب وصور للرئيس علي عبدالله صالح تصفه بالديكتاتور والقاتل ,شارك فيه عددا مماثلا لعدد المعتصمين في واشنطن.

بعد 30 نوفمبر 2007م عاد الجميع من واشنطن ومن نيويورك أيضا نحو الولايات التي يقيمون فيها ,واتضح أن رحلة العودة اختلفت تماما عن رحلة الذهاب,فالخلافات ظهرت بشكل واضح بين الجميع والسبب في ذلك يعود لحركة تاج التي سعت وأصرت على فرض أفكارها رغم معارضة الأغلبية لها,كما أنها نكثت بالوعد وغدرت بعدد كبير من الحضور عندما رفع أعضاؤها علم الجنوب وشعار حق تقرير المصير,رغم أن الاتفاق قضى برفع صور الشهداء والجرحى الذين سقطوا في المظاهرات والإعتصامات الأخيرة,ومطالبة الأدارة الأمريكية بالضغط على النظام في اليمن للكف عن مماراساته القمعية بحق المواطنين,ومن المهم إضافة نقطة في غاية الأهمية وهي انسحاب عدد كبير من الذين توافدوا الى واشنطن للمشاركة في الاعتصام لحظة رؤيتهم للشعارات التي رفعتها حركة تاج التي كانت سببا رئيسيا في شق الصف وإثارة الخلافات التي دفعت البعض بتبني وإقامة اعتصام الأمم المتحدة رغم أن الاتفاق كان ينص على أقامة اعتصام في واشنطن فقط .

المؤكد هنا أن حركة تاج سببت خسارة فادحة للقضية الجنوبية العادلة في أمريكا,وحرمت أبناء الجنوب من إيصال صوتهم ومطالبهم التي التفوا حولها بسبب إصرارها على شعار"حق تقرير المصير"الذي لم يجد عين واحدة تلتفت لقراءته,أو أذن واحدة ترغب في سماع كلماته,ولعل الاستشهاد برفض قناتي الجزيرة والعربية بث الحدث الذي تم يومها رغم قيامهما بتصويره خير مثال على ذلك ,وسبب ذلك أيضا أطروحات حركة تاج حيث كان المتكلمين الذين تم اختيارهم مسبقا قد تحدثوا عن الاحتلال اليمني الشمالي للجنوب العربي وحتمية حق تقرير المصير ,ولو كان هنالك عقل ومنطق لدى المتحدثين لأوصلوا يومها قضية الجنوب الى ملايين من الناس وأوجدوا لها صدى واسعا لكنهم آثروا أن يغيبوها بإصرار عجيب,ليواصلوا من حيث لا يشعروا خدمة النظام القائم والعمل على بقائه مجانا وبدون أي مقابل.

من خلال ما سبق أعلاه يتضح أن حركة تاج أضرت بشكل كبير للقضية الجنوبية ,ولم تنجح كما تدعي في لم الصفوف وتكثيف النشاط ,كما أنها لم تنتزع ولو مجرد تصريح واحد من ألإدارة الأمريكية والأمم المتحدة يتحدث صراحة عن"حق تقرير المصير"وهذا الكلام حقيقي ولا غبار عليه ونخص به كل من يتبنى أو يسير في طريق تاج من أبناء اليمن في الداخل ,ونتحدى حركة تاج أن تظهر غير ذلك بالدليل الواضح,ونحن عندما نقول هذا الكلام فأننا نقوله من باب الحرص على توجيه العمل نحو الطريق الذي يؤدي إلى تحقيق النجاح,وحرصنا على بقاء الصف الجنوبي اليمني موحدا قويا فنحن ننظر الى الحراك القائم في المحافظات الجنوبية نظرة الأمل ونرى في المتقاعدين العسكريين شمعة أضاءت باحتراقها طريق الحق والحقوق لكل أبناء الشعب اليمني,وعليه فأننا نناشد الأخوة الأعزاء أبناء المحافظات الجنوبية توخي الحذر من أطروحات حركة تاج ,وسنورد لهم النتائج التي حققها الحراك في أمريكا بوضوح ومصداقية ,حتى تتضح لهم الصورة التي خلت من أي ظهور لتأييد دولي لمطلب "حق تقرير المصير"بل على العكس من ذلك أتضح دعم المجتمع الإقليمي والدولي للوحدة اليمنية لأسباب وظروف ومصالح أكبر بكثير من ما سوى ذلك ,وهنا أبرز النقاط التي وصلنا أليها من مصادر موثوقة ,وهي نتائج منطقية لا مبالغة فيها كما ستتدعي بعض "الحشرات الزاحفة" وتتمثل في ما يلي/

1-حملت رسالة الأمم المتحدة تأكيدا واضحا لوحدة الوطن اليمني من خلال أشارتها الى مراقبة الوضع وقلقها لما يحدث في اليمن ولم تظهر كلمة واحدة تشير من قريب أو بعيد بدعم أو تبني حق تقرير المصير.

2-عبرت الإدارة الأمريكية عن إعجابها الشديد بحركة المتقاعدين العسكريين في اليمن واعتبرتها ظاهرة تاريخية فريدة من نوعها في الشرق الأوسط ,واعتبرت قدرتها التنظيمية وعملها السلمي المطالب بالحقوق والإصلاحات نموذجا يستحق المتابعة والتأييد.

3-أشارت النتائج إلى يأس الإدارة الأمريكية من النظام اليمني وعجزه عن الوفاء بالتزاماته الدولية,وفشله في بناء دولة النظام والقانون ,وتحدثت بصراحة عن عدم وجود دولة حقيقية أساسها المؤسسات بل وجود مجموعة من الأفراد يحكمون البلد ويتحكمون بالقرار في كل شيء.

4-أمام إصرار حركة تاج على طرح حق تقرير المصير أمام مسؤول أمريكي كان رده واضحا بقوله أن الساسة في واشنطن لا يفهمون سوى دعم وبقاء الوحدة اليمنية وقال أيضا أذا أردتم غير ذلك فأوصلوا صوتكم للمجتمع الدولي أولا لعله يلتفت لكم وهذا يعني صعوبة الموضوع والملاحظ أن الطلب بإيصال الصوت خصه للمقيمين في الخارج فهم المعنيين بذلك .

5-توجيه نصيحة من الإدارة الأمريكية بإقامة تحالفات مع أبناء المحافظات الشمالية والعمل على المشاركة والمساهمة في بناء دولة النظام والمؤسسات والقانون.

6-النقطة الوحيدة التي نعتقد أنه لم يتم استغلالها لدعم القضية الجنوبية اعتراف الإدارة الأمريكية بالظلم الواقع على الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية ,ولو تم التقاط تلك الإشارة الايجابية بعيدا عن شعار حق تقرير المصير لتحقق الكثير حسب ما نعتقد.

تلك أبرز النتائج التي تحققت ولعل من المهم الإشارة الى أن حركة تاج تستثمر فعاليات الداخل وتقوم بتأطيرها بحسب هواها وأطروحاتها ومن يتابع ما يكتب في موقعها سيعرف هذا الكلام,حيث تتدعي أنها سبب الحراك وتبشر على الدوام ببزوغ شمس"الاستقلال الثاني"والعجيب أنها تتهم قوى وطنية بركوب واستغلال حراك الجنوب فيما هي تمارس بسلوك عجيب ذلك بصورة أسوأ,فإذا كانت القوى الوطنية في الداخل لها برامج وقواعد جماهيرية فأن حركة تاج حتى هذه اللحظة مجرد"ظاهرة صوتية"لا تملك أي مشروع أو رؤية واضحة ,وما تجيده هو نشر الكراهية والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد,بل وتمارس العنصرية المطلقة لتصبح بذلك رديف مصغر للنظام القائم في وطننا اليوم,ومن عجائب الأمور أن يجد الإنسان تشابها واضحا في الكذب والخداع والتضليل بين موقع تاج وموقع 26سبتمبر,وما كان لحركة تاج أن تصل الى مرحلة"ظاهرة صوتية"لولا عاملين رئيسيين ساهما بشكل كبير في وجودها وهما/

أولا-غباء النظام في بلادنا والذي يقدم أوراقا كثيرة يتحرك من خلالها كل من يسير في طريق تاج دوليا,ودليل ذلك تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية مع"حركة تاج"حيث ظلت الإدارة الأمريكية ترفض لفترة معينة فتح أراضيها لمعارضة بتلك الصورة لكن الإخفاقات المتكررة للنظام اليمني دفع أمريكا لاستقبال الحركة ولو من باب إخافة النظام الذي ترتعد مفاصله من تعاطي دولي كهذا ويبدوا ان استخدام تاج كورقة ضغط أصبح أمرا واردا في مثل هذه الظروف.

ثانيا-سهولة العمل في أوربا وأمريكا حيث تتوفر أسباب عديدة تقدم للناشطين تسهيلات تصل الى لقاء مسؤول كبير بصورة أسرع من مقابلة مدير ناحية في مديرية معينة أو قاضي محكمة أبتدائية في نظام الرئيس الصالح.

قبل الختام لا بد من القول أن على كل من يعارض أو يدعي النضال باسم الشعب والجماهير أن يستخدم الطرق النبيلة والصحيحة التي تعبر عن مدى ونوعية الغايات التي يحملها ويسعى لتحقيقها ,كما أن عمله يجب أن ينطلق من الواقع بكل أشكاله مرتكزا على قاعدة أن الحياة حق للجميع ,وأن الشعب وحده صاحب القرار الأول والأخير في تحديد ما يحقق طموحه ويحافظ على سيادة وطنه بعيدا عن أي تدخلات دولية تتجاوز الثوابت الوطنية وأعتقد أن حركة تاج بحاجة ماسة لمراجعة هذه الكلمات.

ختاما...أدعى البعض من أعضاء الحزب الحاكم نجاحهم في التصدي لمروجي الانفصال حسب تعبيرهم و الذين تواجدوا في ميتشقن في مؤتمر المعهد العربي 26-29أكتوبر2007م وبعث كل منهم بتقارير أمنية تصور عظمة المنجز الذي تحقق,ونالنا قسط وافر من كلمات التقارير التي يعلم المولى عز وجل أنها لم تثر ذرة من خوف في نفوسنا لثقتنا في مواقفنا ,ومن أجل توضيح سخرية الحدث نشير إلى أن الأخوة الجنوبيين تحركوا على مدى ثلاثة أيام بكل حرية ولم يجرأ أحد على الحديث معهم وليس التصدي لهم ,والتقوا بكل من سعوا للقائه لإقامة علاقات في مجتمع مفتوح تلعب فيه تلك العلاقات دورا هاما في تحقيق الكثير من الأشياء,وما قام به أولئك توزع في عدة أدوار فأحدهم ساعة رؤيته للعدد الكثيف من أبناء الجنوب ارتعدت مفاصله وفر هاربا ناسيا ورائه بعض مستلزماته,والبعض من "أبطال الحزب الحاكم" انشغلوا بالحديث مع "الفاتنات"وتوزيع ارقام التلفون فيما كان آخرون ينظرون الى الضيوف وكأنهم جاؤوا من كوكب آخر , وتعتبر صورة الحدث هذا مشابهة تماما لكل الأحداث الأخرى ففيما النشاط الجنوبي فارض نفسه بقوة رفرف من هولها علم الجنوب في نيويورك وواشنطن شهد موقع لا يشرفني ذكر أسمه صراعا بين أعضاء المؤتمر في من ينشر صوره ويكذب أكثر حفاظا على منجزات الثورة والجمهورية والوحدة المتمثلة في المنجزات العظيمة كالديمقراطية والوحدة والأمن والاستقرار..................

aalmatheel@yahoo.com