هوس السلطة أم تسلط المهووس؟؟
بقلم/ منيره مفتاح
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 6 أيام
الأحد 10 إبريل-نيسان 2011 04:50 م

لقد انتظرنا طويلا لنفعل ما ينبغي ان يكون \\\"ثورة سلمية\\\" مجردة من العنصرية والحزبية والطائفية والنعرات القبلية التي سحقت مداركنا وهدمت بيوتنا و أصابت عقولنا بالشلل التام. لقد ضللتنا كل البيانات العسكرية وكنا ضحية ثرثرات أصحاب الفكر السياسي والعبثيين. هكذا ظل شعبنا يتكسح الخطى ويتذيل العالم تقدماً ولكنة يتصدر دول العالم فساداً. لا أدري كيف أغفلنا أو تغافلنا عن \\\"صالح\\\" الأداة واليد التي امتدت على ممتلكاتنا وتاريخنا وثرواتنا والتي كان لها الأثر السلبي الكبير على الشعب و الدولة. اليوم تحاول يدة عبثا أن تمتد الى ارادة الشعب وتتسلق على جثث الشهداء.

لا ادري كيف زُرع هذا \\\"صالح\\\" فينا. كنبتة شيطانية ترعرعت في رحم الفساد وشربت من دماء الشعب حتى الثمالة. ولم يقصر الرجل فقد علمنا كيف نزرع حقولنا بالوهم فلم نأكل مما نزرع. وملأ بلادنا بمنشآت ومصانع من نسج الخيال فلم نكتسي مما نغزل. وحثنا على التعليم في مدارس الأحلام فلم نقرأ مما تخطة أيدينا. فعندما وثب على كرسي السلطة قبل عدة عقود سعى جاهدا إلى خصخصة الشعب اليمني وكان مستعدا تماما للبدأ ببرنامج اللاإصلاح الهادف إلى تغيير الفلسفه التي يتم التعامل بها مع المواطنين إلى فلسفة اللاثقة حيث يصبح المواطن والحكومة على قدم من اللامساواه واللاثقه المتبادلة بينهما. سلب المليارات من خيرات هذا الوطن والتي لم توجه للبنية الأساسيه بالطبع وإنما للخزائن الخاصة.. ثم استكمل تمليك باقي الاصول الملوكة للشعب للاسرة الحاكمة والحاشية منها بعض الممتلكات والتي تم المزايده عليها إلى جهات سياديه وتابعه لبعض الدول العربيه الشقيقة والصديقة والمجاورة.

لقد بذل الغالي والنفيس بالفعل فأفقدنا القدرة على التوازن بين كل الدول وأفقدنا القدرة على الإحساس بالقيمة عندما بدأنا نرى الانفتاح الكبير الذي يشهده العالم ونرى أحلامنا تتضاءل أمامنا. حتى أمانينا أصبحت أكبر منا ومن طاقاتنا للوصول إليها. فبرعاية \\\"الصالح\\\" تمرغنا في وحل الفساد.. ولحقنا بركب الدول المتخلفه.. نخر الجهل والمرض والفقر هويتنا حتى تآكلت.. وقيدت القناعات السلبية عقولنا قبل اجسامنا. لم نعد نعي غير \\\"المستحيل\\\" منهجا و\\\"لانستطيع\\\" وسيله و\\\"غير الممكن\\\" غايه.. وتحت ظل \\\"الصالح\\\" أصبح اليأس سمة .. صارت الجريمه فضيلة.. تحول العنف إلى لغة .. الحقد والكراهيه إلى مذهب.. والرشوة إلى هدية..والمحسوبية والوساطة إلى ثقافة... والمبادرة بالعداء قوة..

وعندما أفاق الشعب لم يجد ما يقيه تقلبات الزمان. لم يجد إلا جوعا يعبث بة وعُريا ينهش وجهة وجهلا وعوزا يكاد يفتك بة. ولا يزال هذا الرجل يتوعد ويتفنن في أساليب العداء للشعب فتمتد يدة لتطال شبابنا اليوم في صنعاء الصمود.. وعدن الشامخة.. وتعز الحالمة.. وأبين الأبية.. والحديده الحرة...ووو..فيترك في كل دار جرحا ونارا بفقد فلذة كبدِ أو معيل.. ويترك في كل شارع من شوارع الوطن الحبيب أثرا يدل على عجزة وقلة حيلتة .. فارحل إن كنت سئمت السلطة وخذ أوهام المشترك والقاعدة والانفصاليين والحوثيين معك فلم نعد نحتاج الى شماعات نعلق عليها مخاوفنا فواللة لقد سئمناك وسئمتك السلطة.

لكن الرجل العبثي تسنم خيل الخيلاء.. يظن نفسة مازال متوجاً يتخبط فكره الطاؤسي على غير هدى لايزال يطل علينا بين الحينة والأخرى عبر وسائل الاعلام و يمطرنا بألفاظة العدائية و يثرثر بخطاباتة ويسود أيامنا بسخام مترادفاتة الغثة حتى أكسبنا عداء الجيران والأخوان. مستمدا بؤسة من عقاقير الفساد منتشيا بخدر السلطة. حتى أصبحنا لاندرك هل هذا هو ما يسمونة هوس السلطة أم تسلط المهووس؟؟

والغريب في الأمر أن الرجل يصدق ما يقول كمن لايسمع إلا دعائة وندائة أصم أبكم لا يعقل مع أنة يعي تماما بأننا ندرك المفارقات وتضحكنا التناقضات. ومع ذلك فهو في كل مرة يهرف فيها بما لايعرف مستمرا في تلويث أسماعنا بمعانِ بالمطلق وعبارات لم يعد يسمعها غيرة مع أن الأقنعة قد سقطت عن الوجوة وتشرخت الأقدام على وقع الحقيقة وانكشفت النوايا عارية مفضوحة وانهارت الثوابت وسقطت في درك التنازلات السحيق. . لم يدرك بأن السباق ماراثوني طويل فأنطلق بالسرعة القصوى وهاهي أنفاسة تنقطع وتثقل خطاة وغدا سُيرمى خارج المسار و يكون في خبر كان.

لقد أفاق الشعب من سباتة وعاد إلى رشدة. تحرر من كل القناعات السلبية والمعتقدات الخاطئة وأدرك أن هذا هو الطريق الصحيح نحو التغيير والإبداع. فما بين أصعب الحلول وأبسطها تتمثل الشفافية والإستعداد للتغيير كأساس لتحقيق مطالب الحياة والتعايش معها...لقد أصبح الشعب اليمني أكثر قدرةً ووعياً في التعامل مع تجاربة.. إنّه حب الوطن ..إنّه \\\"اليمـن\\\"..حب المثالين المخلصين الأوفياء.. لنا منهجيتنا الراسخة فية وسنسعى الى التعايش والثبات على مبادئنا والتفاني من أجلها حتى تصبح تجاربنا قدوة لأجيالنا القادمة وحتى لاتنهار أمامنا أحلامنا التي بنيناها بدماء شهدائنا وتنهار معها كل القيم. أصبحنا اليوم نتنشق من عبق الحرية والكرامة بعد أن ساد الظلام حياتنا وعم الضجيج عقولنا على مدى 33 عاما . اليوم نتحدث ونعبر عن إحتياجاتنا بطرق سلمية..سلمية.. نلوح بأيدينا وأعيننا مفتوحة على مصراعيها ونقول لك لم نعد نحتمل وجودك بيننا.. إرحـل

فألف.. ألف تحية فخر وإعزاز لكم.. شهداءنا.. شباب الثورة ..نقاطٌ وُضعت على الحروف ووثباتٌ راسخةٌ على سطور التاريخ. صوت وصل إلى الأفق البعيد. وأسماء تنقش ذكراها في سماء الوطن وعلى قلوب كل المخلصيين....إن شباب التغيير في ساحات الحرية والنضال ينسجون اليوم ثورة ويغيرون من واقعنا بطريقة إيجابية. سلمية ..سلمية..سلمية .. فللّه دَرُّك يا صنعاء الصمود.. و لهو دَرُّك يا عدن الشامخة.. و يا تعز الحالمة.. و يا أبين الأبية .. له دَرُّك ياااا يمـن .. لن نذكر إلا أنها ثورة شعب ووطن بكل المقاييس واضحة وضوح الشمس لا يكتنفها غموض ولا تعقيد ولا يختلجها تكلف أو تناقض. فهمها الناس واقتنعوا بها على اختلاف عقولهم وأفهامهم وأعمارهم ومذاهبهم دونما أدنى حاجة الى الخوض في متاهات الفلسفه والسفسطة. فمن كان يدعي الإنتماء لحاكم أو قضية فان الحاكم سيرحـل وإن القضية حتما ستفقد فحواها ..أما من كان ينتمي إلى وطن فإن الوطن باقِ وسيظل حيا إذا ما حرصنا على ذلك...