فيديو مروع .. عنصر متحوث يحرق نفسه امام تجمع للحوثيين وسط ميدان السبعين بصنعاء الصحفي بن لزرق يشعل غضب الانفصاليين بتغريدة منصفة كشفت عظمة «مأرب» ويؤكد: اتحدى اكبر مسؤول في الدولة ان يكذب حرف واحد مما كتبته عقب اقتحامه للمنبر رفقة مسلحين.. خطيب حوثي يتعرض لإهانة موجعة من قبل المصلين تفاصيل صادمة.. قاتل صامت يختبئ في مشروب يومي يشربه الجميع الباحث على سالم بن يحيى يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة المنصورة بمصر بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وفاة برلماني يمني بصنعاءإثر ذبحة صدرية مفاجئة. نادي رياضي شهير في اوروبا يغادر منصة إكس.. احتجاجاً على خطاب الكراهية.. لماذا حققت بورصة أبوظبي أداء فائقاً ؟ لماذا تخفي إيران عن شعبها والعالم أن أحد منشأتها النووية السرية تم تدميرها خلال هجوم أكتوبر ؟ افتتاح مدرسة أساسية للبنات بمحافظة مأرب بتمويل جمعية خيرية فرنسية
(عاش الجنوبيون نحو 130 عاماً في ظل حكم بريطاني حافظ خلالها وبشكل عام على كرامتهم، ويعيشون منذ نحو 20 عاماً في ظل وحدة يمنية أخذت خلالها صنعاء في السنوات الأخيرة تذيقهم صنوفاً من الإذلال).
في 19 يناير 1839، أحتلت بريطانيا عدن بعد أن هزمت بقانون القوة المدافعين عن عدن من أبناء لحج (وكانت عدن من قرى السلطنة العبدلية أي سلطنة لحج) ومن بين ألف مقاتل من قبائل لحج (العبدلي، العزيبي، السلامي، الصبيحي، وغيرهم) قتل وجرح في ذلك اليوم 160 رجلاً لتروي دماؤهم الطاهرة أرض بلادهم حفاظاً عليها من الوقوع تحت السيطرة الأجنبية، وسجل التاريخ أن السلطتين بصنعاء والقاهرة اللتين أتصل بهما السلطان محسن فضل العبدلي لتدعماه عندما لمس التوجه البريطاني لاحتلال عدن بالقوة، لم تقدما له حتى طلقة رصاص واحدة ليحافظ على سيادته على هذا الجزء العزيز من الوطن العربي، لقد تركوه وحيداً مع ألف مقاتل لحجي لا يملكون سلاحاً متطوراً ولا مالاً ليصيروا في مواجهة الأساطيل البحرية الحربية البريطانية ومدافعها (واستخدمت في احتلال عدن سفن كان بعضها يحمل أكثر من 20 مدفعاً كالسفينة "فولاج" وتحمل24مدفعاً) ومع ذلك لم يتخل السلطات ورجاله عن عدن سلمياً وهم يرون السفن الحربية البريطانية تقف على بعد مئات الأمتار قبالة عدن وقلعة صيرة ودخلوا في معركة حربية كانوا يعلمون والعالم كله بأنها غير متكافئة بالمرة.. معركة حربية محسومة النتيجة سلفاً.. لكنهم دخلوها لأنه من الأشرف لهم أن تنتزع عدن بالقوة من أن يتركوها سلمياً للبريطانيين كلقمة سائغة وهم يتفرجون.
ومضى 130 عاماً تقريباً من الاحتلال البريطاني لعدن والجنوب ليخرج بعدها البريطانيون وبأقسى هزيمة لهم في تاريخ احتلالهم لأراضي الشعوب الأخرى.
أمام الإرادة الصلبة وعزيمة طليعة شعب الجنوب من مناضلين مثقفين وعسكريين ورجال قبائل انضووا في إطار تنظيمي سياسي يقوم بحرب تحرب ثورية، لم يستطع البريطانيون بأساطيلهم الحربية البحرية والجوية، وحاملات طائراتهم وجحافل قواتهم البرية، وخبراتهم القتالية على مدى قرون من الزمن، أن يحتفظوا بالجنوب تحت سيادتهم أو أن ينزووا في عدن التي كانوا قد حولوها من مجرد قرية إلى أعظم مدينة في بلاد العرب خدمة لبقائهم الذي خططوا له أن يكون أبدياً، ولولا تلك العقلية الحضارية التخطيطية البريطانية لربما ظلت عدن إلى اليوم قرية كالحسوة أو الخيسة، وبلا شك فإن عدن كانت عند خروج البريطانيين أفضل حالاً مما هي عليه الآن, فالآن آلت أوضاعها إلى الأسوأ بكثير وفي كل المجالات ويكفي حالة الطاقة الكهربائية, وعدم نقاء مياه الشرب وتلوثها بالصرف الصحي, ناهيك عن انقطاع امدادات المياه معظم أوقات كل يوم، ومن العيب أن يسمي البعض عدن بالعاصمة الاقتصادية والتجارية أو بالمنطقة الحرة أو حتى يسميها «مدينة» إنها لم تعد غير «قرية كبيرة» فحتى طرقاتها المسفلتة في حالة يرثى لها فهي تسفلت بأسوأ طريقة ممكنة وكأن من يقوم بذلك ليست له أية صلة بهندسة الطرق وسفلتتها فلا يوجد بعدن شارع واحد مرصوف جيداً، وأما عن سوء حالة أجهزة الأمن فحدث ولا حرج فالتجربة الشمالية في قيام أقسام الشرطة بنهب المواطنين وابتزازهم قد عممت على كل محافظات الجنوب فصار الناس يفضلون ترك حقوقهم عن اللجؤو للشرطة.. ولا يوجد في هذه القرية الكبيرة خدمات صحية ولا تعليمية حقيقية, وتنتشر اللامبالاة والرشوة في معظم المرافق الحكومية، انه وضع مقرف للغاية (أكتب الآن والمياه مقطوة عن نصف عدن: المعلا والتواهي وكريتر منذ 4 أيام والسبب تافه وهو انكسار ماسورة تحمل المياه إلى خزان جبل حديد!) ماسورة انكسرت فهل لابد أن تقطع المياه لأيام عن سكان عدن؟ من حيث الخبرات الفنية فهي متوفرة لدى إدارة المياة والصرف الصحي بعدن لكن ليس لدى المركز أي صنعاء اهتمام بأحوال الناس بالجنوب، فصنعاء لا ترى في الجنوب غير أراض شاسعة وثروات طبيعية وغير طبيعية فقط، أما البشر الذين يعيشون على هذه الأرض وأصحاب الحق في تلك الثروات أو على الأقل يجب ان يكون لهم نصيب الأسد فيها فليذهبوا إلى الجحيم اذا لا يعجبهم العيش في «عزبة الخولاني».
لم يكن البريطانيون بحاجة لذكاء ليدركوا بأن احتلالهم لأراضي الغير بالقوة المسلحة لا يمكن استمراره بإحناء أعناق الناس واهانتهم واشعارهم بالذل فهذه أساليب تستفز أهل البلاد الأصليين، والاستخدام المفرط للقوة العسكرية تجاههم سيرهبهم ويجعلهم يخضعون ولكنهم سيزدادون في دواخلهم نفوراً من السلطة الغاشمة وحقداً عليها، فإذا ما ساق لهم القدر «القائد الزعيم الفذ» سيسيرون خلفه ويضحون بأرواحهم في سبيل تحرير بلادهم من الأجنبي الذي أذلهم.
ثورة 14 أكتوبر لم تنطلق لأن البريطانيين أذلوا الجنوبيين وحكامهم المحليين فهذا لم يحدث على الرغم من أن البريطانيين فرضوا سيطرتهم على كل انحاء الجنوب (وليس على عدن فقط مثلما يزعم بعض الجهلة) وكان بامكانهم أن يخلعوا سلطاناً لينصبوا آخر مكانه، وكان بمقدور سلاح طيرانهم أن يقصف الموالين لحاكم محلي يتمرد على السلطة البريطانية، وكان بإمكان قواتهم البرية أن تخرج من عدن لتدخل العاصمة اللحجية لاعتقال القادة السياسيين المعارضين للسياسات البريطانية المتصلة ببلادهم.. ولكن الثورة انطلقت لأنه ليس من الشرف والكرامة لأي شعب أن يظل واقعاً تحت الاحتلال الأجنبي حتى وإن كان متحضراً ولأن معظم سلاطين وأمراء الجنوب كانوا يحكمون مناطقهم حكماً ظالماً ومتخلفاً.
لم يتعال الاحتلال البريطاني على الجنوبيين مثلما يتعالى ويتغطرس عليهم الآن في ظل الوحدة القادة العسكريون والمدنيون الشماليون.
الكابتن ستافورد هينز قائد الحملة البريطانية لاحتلال عدن وأول حاكم بريطاني عليها، انتصر في معركة الاحتلال وبشكل كاسح وفي غضون ساعات صارت عدن في قبضة يده، ومع ذلك لم يأخذه الغرور والنفخة الكذابة إلى أن يتغطرس ويحاول اذلال الجنوبيين وحكامهم من السلاطين والأمراء والشيوخ, وفي السنوات الثلاث التي تلت إحتلال عدن قام حكام لحج والفضلي والعولقي والعقربي والحوشبي بأكثر من محاولة للهجوم على عدن لتحريرها من الاحتلال البريطاني ولكنهم فشلوا أمام التفوق العسكري البريطاني ومع ذلك لم يحاول الكابتن هينز اذلالهم.. لم يحاول ذلك وهو منتصر.. لم يحاول ذلك وهو اجنبي.. فقد تصرف «تلقائياً» كرجل متحضر و«سياسياً» كقائد حكيم يريد أن يحقق لبريطانيا وجوداً دائماً وهادئاً بالمنطقة فلم يحاول اذلال الجنوبيين ولم يحاول حتى أن يشعرهم بأنهم مهزومون وهذا على عكس ما نعايشه منذ انتهاء الحرب الأهلية اليمنية 1994م حيث ننام ونصحو على خطاب وإعلام رسمي يحدثاننا عن انتصار الوحدة وهزيمة الانفصاليين الخونة!
وحتى رئيس الحكومة بدلاً من أن ينشغل بأمور الإدارة والاقتصاد صار هو الآخر شبه متفرغ لشتم الحراك الجنوبي وقياداته بالداخل والخارج ومهاجمة اللقاء المشترك وتخوين المعارضة! فكأن «الجوقة» المكلفة بتلك الأمور كان ينقصها أن ينخرط فيها رئيس الحكومة! وعموماً فإن انشغاله بالدعاية السياسية لن يؤثر في أداء حكومة المؤتمر الشعبي العام فهي أصلاً عاجزة عن القيام بأية تنمية اجتماعية ولم تنجز شيئاً يخدم الشعب بل على العكس تضيف أعباء على المواطنين مع كل طلعة شمس، حكومة تنهب الشعب بلا خجل ودون أن يحاسبها أحد! ولم تحقق الحكومات المتعاقبة منذ الوحدة اليمنية خطوة واحدة على طريق ترسيخ مبدأ العدالة أو وضع لبنة واحدة فقط لإرساء دعائم دولة قانون ونظام.. فلماذا إذن تستنكر الدولة وإعلامها أن يتجه «بعض» الجنوبيين نحو الانفصال؟، بينما الواقع يقول بأن الانفصال لم يعد هدفاً «لبعض» الجنوبيين ولكن "لأغلبيتهم الساحقة" ومهما حاول المزايدون والمنافقون إنكار هذا فهم في قرارة أنفسهم يدركون الحقيقة.
فلماذا ينصرف الجنوبيون عن الوحدة؟ ذلك لأنه إضافة للسلبيات المذكورة, يوجد نهب وقح لثروات الجنوب الطبيعية وغير الطبيعية، والإفقار، البطالة، التسريح، التسيب، وعندما بدأ الناس يبدون تذمرهم اتجهت السلطة للتعامل معهم باذلالهم بينما كرامة الناس هي أغلى من الوحدة ومما هو أكبر من الوحدة.. وإلى اللقاء بإذن الله في الخميس القادم لنكمل هذا المقال ثم ننتقل لمقالات أخرى سبق أن أشرت إليها في سلسلة حلقات "لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد" التي نشرتها صحيفة "الشارع" وعددا من المواقع الألكترونية.
استنكار: ما أتبع مع الأخ عيدروس النقيب من تهديد برسالة هاتفية هو اسلوب رخيص من أساليب عديدة تحاول تكميم أفواه المعارضة، وبرغم أن أرقام الهواتف التي تجيئ منها الشتائم والتهديدات بالقتل تنشر دائماً إلا أننا لا نجد جهة أمنية أو النيابة العامة قد تحركت وهو شيء طبيعي فأحداً لا يجرؤ على أن يبعث شتائم وتهديدات بالقتل من هاتف مكشوف الرقم إلا وهو محمي أمنياً وفي هذه الحالة لا جدوى من الشكاء للأمن أو اللجوء للقضاء.. وهذه هي الدولة اليمنية «الحديثة» دولة النظام والقانون!
نهب حكومي جديد: نهب الحكومة للشعب يتواصل برفع الأسعار، ولم تستح الحكومة أن تدعي بأنها لا ترفع أسعار السلع الأساسية (مع أنها رفعت سعر البنزين والغاز المخصص للاستخدام المنزلي!) والبارحة فوجئنا بنهبها الجديد فقد رفعت سعر كهرباً الشبكة العامة (الواصلة للبيوت) بمقدار ريالين لكل كيلو وات! وبذا تكون الشريحة الأولى (صفر - 200 كيلووات) قد ارتفع سعرها بنسبة 50%، فسعر الكيلووات فيها ارتفع من 4 إلى 6 ريالات! وهكذا وبجرة قلم تجني الدولة يومياً مليارات الريالات من رفع السعر وستذهب هذه المليارات كما هو معروف لكل الناس لتمويل الانفاق العبثي للسلطتين التنفيذية والتشريعية ولا يستفيد الشعب شيئاً بل عليه أن يمول الفساد! وكان يفترض بأحزاب المعارضة أن توجه الشعب وتقوده للخروج للشارع ليعبر عن رفضه للاجراءات الحكومية الأخيرة برفع الأسعار وحتماً كانت الحكومة ستتراجع وتخضع للإرادة الشعبية، أم أن الشعب وأحزاب المعارضة يجدون أيضاً بأن البنزين والغاز المنزلي والكهرباء ليست سلعاً أساسية ؟! الشعب مسكين ويعيش في فقر وخوف وتخلف ويريد فقط من يوجهه وهذه هي مهمة أحزاب المعارضة أم أن المعارضة تنتظر هي الأخرى من يوجهها؟! بلد عجيب.
* تنويه: ينشر هذا المقال بهذا الموقع اليوم الخميس 8 يوليو2010بنفس يوم نشره بصحيفة "الثوري".