يا أغلى وطن .. من يحكمك من ؟!!
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و يومين
السبت 17 إبريل-نيسان 2010 01:20 م

القانون ذلك البرنامج المكتوب الذي يجب أن يحترم وان يقف أمامه الناس جميعا بكل خضوع ومساواة وهو في ديننا كتاب الله وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم ) ثم ما اجمع عليه وبينه رجال الاختصاص من أهل الدراية علما وعرفا .

وحينما يقف الناس أمامه متساوين منفذين لبنوده تقديرا أو رهبة ويحكم بينهم بالعدل والسوية سيستقيم أمر المجتمع وبتوفر الرخاء والأمان .. ولكن حينما يتعامل معه المسئول ابتداء وكأنه ألعوبة أو وسيلة للكسب والإخضاع وانه ليس له مكان من العمل الفعلي والتطبيق الميداني فأي رهبة وتقدير له وحينما لا ينفذ بنوده أهله كرجال الأمن وموظفي الحكومة ورجال القضاء .. فكيف سيصبح حال المجتمع .. غابة .. فساد .. ظلم .. عصابات .. والأكثر إيلاما سقوط هيبة النظام ورجاله من أعين الناس وذلك بداية الانهيار طال الزمان أم قصر .

شبوة .. قاسية على أبنائها لينة لغربائها .. شرسة على محبيها وديعة لمغتصبيها .. تتناوشها سيوف القهر ورماح الشر وتنهش فيها بأنيابها ذئاب الفتن وثعالب الوطن .. الحكومة في عتق تكشر أنيابها وفي غبرها من المديريات تجر أذيالها ونحرك أذنابها .. المهم العاصمة ففيها الخير كله وهو شعار يسود الوطن صنعاء,المكلا ,تعز وعدن

ـ فيها ثلاث جهات تحكم .. سلطة تنفيذية ومجالس محلية تجيد فن التحصيل بلا تحويل .. أثار انجازاتهم قليلة إن لم تكن معدومة و مع التقادم أصبح الصالح فيهم ذا نفسية مهزومة .. مسئولهم لا يهش ولا ينش وعند طرح الثمار سريعا ينتعش .. أين الوعود الانتخابية وأين مشاريع الحكومة الوردية وأين المياه النقية والكهرباء النووية ؟!!

والثاني شيوخ قبائل وأسر ركبوا موجة المشيخة فاختلط فيهم تصنع الهيبة وواقع الدروشة وربما لم يحز بيده أمر ولده فكيف ستصبح له الكلمة النافذة على عشيرته فانتشرت الرعية بلا مرجعية تطالب بحقوقها عبر وسائل غير قانونية اضطرهم لها واقع مؤلم أو ظلم متحكم هذا يقطع طريقا وذاك يخطف عابرا وغيره يوقف مشروعا وهلم جراَ

وثالثة الأثافي جهات أمنية توزعت خارطة العاصمة عليهم .. لك هذا المدخل ولي هذا الشارع .. وهذا الحي لهم وذاك للقائد فارع !! وربما تخاصموا يوما فيما بينهم على حصص التوزيع أو صيدٍ ثمين حازه احدُهم وضن به عليهم وصاروا للناس فرجة , إذا أقبل الإنسان عليهم خاف منهم حيث كان عليه أن يأمنهم .. أليسوا حماتنا ومصدر أمننا !

الأول يتصدر الحكم رسميا والثالث هو الحاكم فعليا ..والثاني بينهما يتهادى عمليا .فمن سيطبق القانون ياعمنا عليا؟

العسكر في النقاط يستقبلوننا صباحا وقد ملئوا أفواههم قاتا .. هل يسمح لهم القانون بذلك ؟! وبعد الظهر يفترشون درج العمارات وبجوارهم طقمهم العسكري أو سيارات الأمن الصغيرة ووضعوا أسلحتهم تحت ركبهم وبداء الموال إلى المغرب .. فمن يحكمك من .. يا أغلى وطن ؟!! وإذا أقبلت على النقطة استقبلك جندي نادرا ما تراه مبتسما وكأنما قد جاءه تعميم بعدم تبيين الرضا للناس فذلك يقلل من هيبتك ! ويمد يده تلقائيا إلى باب سيارتك يفتحها عنوة ويدخل رأسه متلصصا ومفتشا وربما دفعك بالقوة لينظر خلف المرتبة ثم يغلق الباب بقوة : حن !! هل ذلك قانوني ؟! نحن في وطن ما أكثر الأسئلة واقل الإجابات إلا إجابة هز الرأس ووعود السراب لكل ظامئ .وتأتي عملية التحصيل للمبالغ أو دفع أجرة العسكري المرافق لإخراجك من هذه النقطة لتلك أو لإحضارك عند الطلب .. سألت يوما احدهم بأي حق تطلب هذا فقال :ماشي غصب إن شيء بطيبة نفس وإلا فلا ! أي طيبة وأي نقس .. ومن علمك هذا ألدرس؟ هل هو قلة التوعية للجنود أم قلة الوعي لدى المواطن الذي يصطدم يوميا بهذه المعاملات اللا قانونية من رجال نصبوا من أنفسهم حماة له .. هلا أعطوهم حصصا للتوعية أن هذه المهنة شرف وهذه البدلة عز وفخر فلا تنكسها وتسيء إليها وان مهمتكم إكرام الناس وحمايتهم لا إذلالهم وابتزازهم .. ولله در من علمكم ونظمكم .. وللأمانة هناك نماذج نادرة ممتازة تبشر بخير وتؤكد إن العلة كامنة في القيادة العليا ..فمتى سنرى انضباطهم وعدلهم علينا يتجلى؟

ـ الوظائف حدث ولا حرج البدائل بالمئات ولكن الثمن مئات الألوفات .. ادفع وانتظر ..أين تذهب المبالغ ولمن ؟ هل هي قانونية أو حتى إنسانية .. فأين المحاسبة ؟ .. تطلب إثباتا !! هذا شي بديهي والبديهيات لا تتطلب دليلا وهي في محافظتي بل في وطني أمر مسلم به . . أين القانون .. موجود فمن يقود هذه العملية رؤوسه وأصوله !!

ـ الأراضي أم المصائب العن من الخمر والميسر في إثارة الفتن والمشاكل .. يساعد في تأجيجها قلة إيمان .. وقضاء هو للإقصاء أفضل للأمة من البقاء .. قضية تستحق شهرا أو شهرين تمتد إلى عامين والعام لعقدين والمواطن يدفع أتعابا وإتاوات فاقت قيمة الأرض المتنازع عليها .. وفي جانب آخر تأتي الدولة والمتنفذين من الأمن وتبسط يدها باسم المصلحة العامة وامن الوطن في ملكية خاصة وتسور الموقع بدون تعويض ثم بعد سنين يخطط ويباع .. فأين النظام والقانون ؟ أسف لقد نسيت فأنتم النظام وممثلي الحكام وكل ما في الوطن حق لكم برضاء جميل وإلا بالصميل ولو خرج المظلوم بسلاحه دفاعا عن ملكه لكان خارجا عن النظام .. فمن خرقه وخالفه وعبث به ابتداء ؟ أجبيوا بإنصاف ليتضح مدى قهر المواطن في بلد ينوي راعيه غدا إنصاف رعيته .. وان غدا لناظره قريب .

فإذا كان كل ذلك خروقات لمواد القانون والدستور ومن يقوم بها جهات قام عليها واجب حفظه وتنفيذه ومحاسبة المخلين والخارجين عنه .. فأي قانون سيحترم ويطبق وأي امن سيتوفر .. فاقد الشيء لا يعطيه ..

ـ هذه رؤوس أقلام لان التفصيل سيطيل الحروف وسيمل القارئ الملهوف وإلا فان الكثير لم يذكر وبعض المستور لم يظهر .. ومن عاشر المجانين تحرر !!! وهل هذا في محافظتي فقط أم هو في غيرها أكثر وأكبر !

ولا يستطيع احد أن ينكر ما قد ورد وسنجد من سيحول الموضوع إلى تناقضات ليخرجه عن مساره وليجعل منه تنقيصا في جهة معينة , ماذا فعلتم ؟! .. وماذا قدمتم؟ وهي كلها مغالطات واضحة لان إزالة الضرر في غياب هيبة النظام تعاوني بيد المجتمع ككيان متكامل بكل جهاته وهيئاته وليست محل مناكفات حزبية أو قبلية ومناطقية

ويبقى التساؤل الكبير : هل يوجد من هو فوق القانون ؟ حتى ولو كان أنت فخامة الرئيس !!

هل سأكحل عيني يوما بمسئول كبير يحاسب ويعاقب بدلا من ترشيحه لوظيفة اكبر أو لعضوية مجلس موقر .. ربما هي أحلام وأمال أو هي كرسم الورد على صفحة الهواء .. وربما سيبدأ التطبيق أولا على من كتب هذا الهراء .. سأقبله منشرحا حينما أجد في زنزانتي مسئولا حكوميا متنفذا .. قاضيا خائنا .. رجل امن مرتشيا .. شيخا ظالما متسلطا .. وسأسجد لله شكرا .. أخيرا توفر القانون في بلدي وساد الأمن وعم الرخاء .. فالحمد لك يا مجيب الدعاء .

ـ يد حانية تهزني بانتظام .. قم .. استيقظ ... أبا الحسنين .. فقد تأخرت على الدوام !! .

نشوان محمد العثمانيهل سنقول يوما: يمن بلا قات؟
نشوان محمد العثماني
مشاهدة المزيد