نجاح الإنتخابات الرئاسية مخرج للوطن من كل الأزمات
بقلم/ أحمد عمر باحمادي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 11 يوماً
السبت 04 فبراير-شباط 2012 12:42 ص

ناد المنادي أنه في يوم الحادي والعشرين من فبراير وجب الزحف .. ليس الزحف المقصود ما نعرفه، و لطالما سمعنا به منذ اندلاع مظاهر الثورة الشبابية السلمية المباركة في شهر فبراير من العام المنصرم، وهو الزحف على قصر الرئاسة، ولكنه لم يحدث لأسباب أرادها الله، ولم يحصل بالشكل الفعلي المراد له لحكمة لم نبرح نعاين آثارها اليوم، ونشاهدها حاضراً ثماراً يانعة تتوالى وتتلاحق، وما هو في قادم أفضل وأجلّ .. فقد بات القصر الرئاسي خاوياً من ساكنيه الأُوَل، وانفضّ عنه أهلوه من العتاة والظلمة، ولعلهم لا ينقلبون إليه أبداً، وهنا يسعدني ويشرفني أن أسطر أمنية لا أتمناها وحدي بل يتمناها الشعب اليمني الأبي كافة بأن لا يعود رأس الفساد إلى البلاد مرة أخرى لأنه بصراحة متناهية صار عبئاً ثقيلاً على الوطن، وحملا متعباً عانى اليمنيون منه طيلة ثلاثة عقود ونيّف .

الذي نرمي إليه من مفردة الزحف في أول حديثنا هو الزحف ـ كما قال أحد الكتاب إلى صناديق الاقتراع لممارسة الحق الانتخابي، ونراه زحفاً لا يقل أهمية عن الزحف السابق المعروف إذا ما أخذنا بعين الاعتبار معطيات الواقع الراهن، وما يفرضه الحدث الحاضر من ضرورة استغلال هذه الفرصة السانحة لطي صفحة الماضي بلا رجعة، إذ لا تكمن أسرار نجاح الزحف الأخير وفلاحه على عاتق الثوار وحسب، ولا ينتظر منهم القيام به على سبيل الحصر، وإن كانوا أول من يجدر بهم أخذ زمام المبادرة إليه، ولكنه صار اليوم أمراً واجباً ومحتماً ومطلباً ملحاً لكل يمني حر أراد التوقيع على شهادة وفاة النظام السابق، أو أن يضع بصمة النهاية القاسية على نعشه الفاني، ولن يتم الأمر إلا بالتوجه الصادق إلى صناديق الانتخابات وممارسة واجبه الحتمي دون الالتفات إلى كل الأصوات النشاز ومنابر الفتنة والفرقة والشتات التي لم نر من ورائها إلا التأخر والتخلف، ولم نجنِ منها إلا الويلات والخراب . بالمسايرة للمثل القائل: " وكل إناء بما فيه ينضحُ " تتعدد الرؤى و تكثر المواقف حول الانتخابات الرئاسية التوافقية المبكرة المزمع إجراؤها في 21 من شهر فبراير الحالي، وتختلف الآراء والأقوال عن مدى جديتها وفائدتها للوطن في تغيير الواقع، وحلحلة الفتن والأزمات التي أحاطت به، ودون إضاعة الوقت في استجلائها كلها والرد عليها أو التماس الأعذار لها ولو بحسن نية على أقل تقدير، فسوف نتوصل لحقيقة جليّة ونتيجة خاتمة نهائية لا ينكرها إلا جاحد مجانب للصواب، أو متفيّد يهمه أن يبقى الحال على ما هو عليه، وهذه النتيجة مفادها أن الانتخابات الرئاسية التوافقية المبكرة القادمة هي المخرج الآمن من الأزمات الراهنة، والملاذ الوحيد الذي تواطأت عليه كل القوى الخيرة والحية في الوطن و خارجه، ووافقت وأجمعت عليه الدول الإقليمية والعربية والعالمية الممثَّلة بالأمم المتحدة التي سعت سعياً حثيثاً لإخراج البلاد من أتون الصراعات التي تسبب بها النظام البائد .

إن اليمن وبعد أيام قلائل سيدخل ـ بمشيئة الله ـ مرحلة تاريخية محورية وخطيرة ، ومنعطفاً هاماً لا يقل أهمية عن كثير من المنعطفات التاريخية التي مرت به وتركت آثارها التي لن تُمحى على مدى التاريخ كـ 26 من سبتمبر، و14 من أكتوبر، و22 من مايو، و11 من فبراير، وهذا المنعطف الذي سيُضاف إليها هو 21 من فبراير 2012م حدث سيتجسد فيه بناء يمن جديد، وشروق شمس الحرية في ربوعه الواسعة .

وفي خضم الأحداث الجارية اليوم لا يجب أن ننسى أو أن يغيب عن أذهاننا ولو للحظة أن كل ما تحقق من مكتسبات وما جنيناه من إيجابيات لم يكن ليتحقق ـ بعد توفيق الله تعالى ـ لولا الصمود الأسطوري، والثبات الذي فاق الحدود لشباب الثورة السلمية في ساحات الحرية وميادين الشرف والكرامة الذي لهم كل الفضل ـ بعد الله ـ لما بذلوه من تضحيات جسيمة، ودماء طاهرة زكية آن لأصحابها أن يفرحوا بما ضحوا من أجله .. ومن أجل أن يحيا اليمن .. كل اليمن .