آخر الاخبار

منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية بـ 21 قذيفة مدفعية.. أردوغان يستقبل أمير قطر في أنقرة تفاصيل من لقاء العليمي برئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش قمة المناخ

فريضة الوقت إزاء الوضع الفلسطيني الجديد
بقلم/ د. محمد معافى المهدلي
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 25 يونيو-حزيران 2007 06:28 م

مأرب برس - خاص

ظلّ الشعب الفلسطيني عموماً وحركة المقاومة الإسلامية حماس وأخواتها من فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية خصوصاً ، تقدّم وعلى مدى عمرها النضالي الطويل قوافل تتلوها القوافل من شهداء العزة والكرامة .

لقد سطّر الشعب الفلسطيني وحركته حماس التي اختارها عبر صناديق الاقتراع الحر والمباشر تاريخاً مجيداً ومشرقاً ، من ملاحم البطولة التاريخية النادرة للكرامة والعزة الإسلامية والعربية ، في زمن الانهزام والانكسار العربي .

وإن ذلك المجد المصبوغ بلون الدم الأحمر القاني الكريم ، يجب على الأمة ألا تنساه في غمرة الأحداث التي جرت وتجري على ثرى الأرض المباركة فلسطين ، وألا تشطّب على هذا الجهاد الطويل والمبارك ، نتيجة بعض الأخطاء والتجاوزات التي وقعت من هذا الطرف أو ذاك ، نعتقد جازمين وكما رأينا بالوثائق أن وراء هذه الأخطاء الفادحة العدو الصهيوني وطابوره الخامس ، الذي أبى الله إلا وأن يكشفه ويفضحه على رؤوس الأشهاد ، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .

بيد أننا نقرأ سطور المؤامرة الكبرى من بعض الأنظمة العربية والدولية من قبل ومن بعد الأحداث ، لعل آخرها انعقاد مؤتمر رؤساء التآمر والإرهاب الدولي في شرم شيخهم ، في أرض الكنانة مصر العزيزة ، الأمر الذي يحتّم على الأمة بكافة فصائلها ومنظماتها واتجاهاتها وعلمائها ومفكريها وقادتها ونخبها الفكرية والسياسية والاقتصادية والحزبية أن تقف من الحدث موقفاً قوياً وحازماً وواضحاً وجلياً وصريحاً لا لبس فيه ، ولا غموض ، وهذا الموقف لا يكلف الأمة وأنظمتها الحرة سوى قدراً من الشفافية والوضوح والمصداقية مع القضية الفلسطينية ، ومع هذا النضال والجهاد الطويل ، ولعل من أبرز ما يجب عمله في خضم هذه الأحداث الجسام ، ما يلي:

أولاً: الدور السياسي الذي لا يجوز أن يتأخر عن هذا الوقت ، إنّ ثمة أنظمة عربية كان لها دورها الكبير والمشكور ، ومنذ وقت مبكر في عملية المصالحة الوطنية ولم الشمل الفلسطيني ، والسعي لذلك ، ولها دعمها المادي والمعنوي المشكور ، وحتى هذه الأثناء العصيبة حرصت بعضها على الحياد ، وإلى هذه اللحظة فيما يظهر ، كما أنّ هذه الأنظمة ، تحظى بقبول كل الأطراف الفلسطينية ، بل والدولية ، ندعو ونؤكد هنا على وجوب الاستمرار في هذا الموقف المساند للشعب الفلسطيني ، لا سيما في هذه المحنة ، ويجب أن تسعى هذه الأنظمة العربية جاهدة لدرأ الشقاق وحل الخلاف بين الإخوة في فلسطين ، لا سيما بعد التغيرات الكبيرة التي جرت على الأرض الفلسطينية ، بعد أن وضعت الحرب أوزارها ، وتمّ القضاء على أجهزة العمالة والخيانة والفساد والبغي الذي كان يتزعمه دحلان وأبو شباك ، ومن معه ، وبحمد الله تم القضاء على هذه العصابة مادياً عن طريق حماس ، ومعنوياً عن طريق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الذي قام مشكوراً بحل جهاز الأمن الوقائي ، الذي كان بمثابة سرطان في الجسد الفلسطيني ، تمّ بفضل الله استئصاله والقضاء عليه ، وإلى غير رجعة بإذن الله ، ورغم أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جداً وكلفت الشعب الفلسطيني أكثر من 600 شهيد ، إلا أنها تحسب لأبي مازن ، بصرف النظر عن المقاصد والغايات .

 إن على حكومات العربية السعودية ودولة قطر والسودان واليمن ، وإيران ، أن تواصل سيرها المبارك ومحاولاتها لإزالة الخلاف بين الإخوة في فلسطين ، وألا يستجيبوا للضغوط الصهيوأميركية والأوربية في هذا السياق ، كما أن زيارة العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين ، والرئيس اليمني ، إلى فرنسا وبعض الدول الأوروبية ، يجب أن تحمل في ثناياها مواقف شعوبهم الداعم والمساند للقضية الفلسطينية وحكومة الوحدة .

إن مبدأ المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لا يزال ممكناً ، وغير مستحيل ، لا سيما وأن له أرضيته التي كانت محل قبول ورضى من كل الأطراف الفلسطينية ، ونعني بهذه الأرضية المشتركة "اتفاق مكة المكرمة" والذي إلى الآن كثير من الأطراف الفلسطينية تُجمع على هذا الاتفاق ، والواجب هو تعزيز هذا الاتفاق ، والقضاء على ما فيه من فجوات وثغرات ، ظهرت جلية الآن .

ثانياً: على الشعوب الإسلامية منظمات وهيئات وأحزاب أن تفيق من غفوتها ، وأن تعلم أن فلسطين هي قضيتها الكبرى ، وأن هذه القضية مهددة بالخطر ، وبتآمر دولي كبير تكاد تزول منه الجبال ، ومالم تقف الشعوب المسلمة بحكوماتها وأحزابها مع القضية فإن الطوفان سيأخذ الجميع ، بلا استثناء .

 إن الواجب الشرعي في هذه المحنة يفرض على الأمة الدعم اللامحدود للحكومة الشرعية ، حكومة الوحدة ، التي تتزعمها الآن حماس ، وفق اتفاق مكة ، ويجب أن يخرج الموقف الإسلامي من حالة الضمير الغائب إلى حالة الخطاب والكلام والمناداة ، وذلك بالضغط على الأنظمة العربية للوقوف مع حكومة الوحدة الفلسطينية ، والسعي للمصالحة بين الأشقاء الفلسطينيين على أساس اتفاق مكة ، ويجب أن يتخذ هذا الضغط الشعبي كل ما هو ممكن من البرقيات والاتصالات ، وغيرها من الوسائل السلمية ، المنددة بالتآمر على القضية الفلسطينية وشعبها البطل ، وحكومته المنتخبة .

ويجب أيضاً أن تُجمع التبرعات والأموال لمساندة هذه الحكومة في ظل اشتداد الحصار المفروض ، حيث لا يؤمل فك هذا الحصار لا من الاتحاد الأوربي ولا من غيره ، بل المتوقع هو اشتداد هذا الحصار ، ولا يستهان بالأموال العربية ففيها الغناء والخير الكبير والبركة والكفاية بإذن الله .

ثالثاً: على دول الطوق وبالذات مصر والأردن أن توقف دعمها لتفتيت الجسد الفلسطيني ، وألا تسير في هذا المخطط الرهيب الذي أفقدها ماء وجهها أمام شعوبها والشعوب الإسلامية الأخرى ، وإلا فما معنى قمة شرم الشيخ في هذا الظرف ، وما هي المصالح المشتركة يا ترى بين هذه الدول العربية والرئيس عباس من جهة ، وأولمرت وحكومته من جهة أخرى؟؟!! .

لقد كان المفترض أن تعقد هذه الدول مؤتمر قمة عربية عاجلة في مكة المكرمة ، للتشاور والخروج بصيغة عربية واحدة موحدة لوحدة الشعب الفلسطيني ، بدلا من قمة أولمرت التي بلا شك ولا نقاش سيكون الموقف الإسرائيلي هو سيدها ، والآمر والناهي فيها ، كما هو المعتاد والمعلوم في كل قمم شرم الشيخ ، حيث تشرم الإرادة العربية والإسلامية وبلا هوادة.

إننا نناشد دول الطوق في هذه المحنة العصيبة أن تحترم إرادة شعوبها وكرامتها وحريتها وسيادتها واستقلالها ، وألا تكون أداة طيّعة بيد إسرائيل لضرب الشعب الفلسطيني والقضاء على مكتسباته وإنجازاته وكفاحه وجهاده ، وإذا لم تستطع أن تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني ، فلا يجوز لها أن تلحق به الأذى والضرر ، لأنه هو الحامي والمنافح الأول الذي يقف أمام الأطماع الصهيونية في التوسع والسيطرة .

والمفترض أن تقوم هذه الدول على الأقل بأعمال الإغاثة والإيواء للشعب الفلسطيني الذي يقف على حدودها بالمئات والآلاف ، كما أنّ عليها - بالدرجة الأولى - واجباً إنسانياً ووطنياً كبيراً في إيصال الأغذية والملبوسات والضروريات الحيوية للشعب الفلسطيني ، ويعد التقصير في هذا الجانب من الأخلاق السافلة التي لا يقبلها عربي لهذه الدول المسماة بدول الطوق .

رابعاً: ينبغي على الإخوة في فلسطين أن يعرفوا جيداً أن الحل أولاً وأخيراً بأيديهم ، لا بيد غيرهم ، وأن عليهم ألا يعوّلوا كثيراً على الحلول الخارجية ، مالم يسهموا هم فيها ، وأن عليهم المسارعة إلى تدارس أوضاعهم بعين العقل والحكمة ، وألا يستجيبوا لمخططات تقسيمهم ، وإبادتهم الواحد تلو الآخر .

كما أن على الرئيس محمود عباس أن يعي جيداً أنّ إسرائيل إنما تستخدمه لتحقيق مصالحها ومآربها ، وحين تفقد هذه المصالح فإنها سوف تتخلص منها بطريقة أو بأخرى ، كما فعلت مع أبي عمار ، وعليه أن يعلم أن سنده الحقيقي هو شعبه وقواه الحية والحرة فيه ، وعليه أن يغالب نفسه ويغالب أعداء الشعب الفلسطيني ، وذلك بأن يستجيب لنداءات التحاور والتصالح ، مالم فسيجد نفسه هو الخاسر الأكبر ، والخائن الأعظم في تاريخ القضية الفلسطينية ، إذا ما استمر في الارتماء في أحضان أولمرت ورايس .

خامساً: على حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن تلتحم بشعبها وقواه المختلفة ، وأن تمد يدها لجميع أبناء الشعب الفلسطيني الكريم ، من شتى الفصائل والتيارات ، وأن تسعى لتأسيس جبهة شعبية وطنية عريضة قوية وصلبة ، يصعب على الأعداء اختراقها ، فهذا يعد أحد أبرز المهمات في تاريخ القضية الفلسطينية حاضراً ومستقبلا .

كما أن عليها أن تشيع في المجتمع الفلسطيني كله بشتى فصائله وفئاته ، معاني الحب والإخاء والوحدة الإسلامية ، بلا تمييز ولا تفريق ، وأن تعزز في المجتمع الفلسطيني معاني العدالة والمساواة الإسلامية - والتي حُرم منها الشعب الفلسطيني طويلاً - كمطلب أساسي لقيام الدول والكيانات ، ذلك أن البغي والظلم ، أياً كان ، سبب للفرقة والاختلاف ، كما قال تعالى : {وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }الجاثية17 .

كما أن على حكومة الشعب الفلسطيني أن توطد علاقتها بربها ومليكها سبحانه وتعالى ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، وهو يُطْعِم ولا يُطْعَم ، وهو وحده الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء ، ويعز من يشاء ويذل من يشاء ، بيده الخير إنه على كل شيء قدير .

والشكر موصول لتلك الوسائل الإعلامية الحرة التي نقلت الأحداث بحياد وشفافية وتحرٍ للحق والمصداقية على قلتها ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، والله تعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .