حصّنوا شبوة ضد فيروس الحراك
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 14 يوماً
الثلاثاء 03 أغسطس-آب 2010 08:45 م

شبوة الباسلة، شبوة التاريخ، شبوة الزراعة والتجارة والسياسة، شبوة شهامة الإنسان اليمني وأصالته.

لماذا نحرص على عدم تلوّثها؟ لأنها مفتاح مهم من مفاتيح الوحدة اليمنية، وقادرة أن تكون صاحبة دور مهم في تمزيق اليمن لا قدّر الله، وليس الانفصال، باعتبار الانفصال بالمفهوم السائد إعلامياً مستحيل، مع إمكانية تفتيت وتمزيق اليمن إذا استمرت مشاكله كما أشار كثير من المراقبين.

لمكانة هذه المحافظة المهمة، يسعى قادة الحراك جاهدين إلى استقطاب تأييد أهلها، وضمهم لما يسمى بالحراك المطالب على لسان قادته بتشطير اليمن، بينما يأبى الشبوانيون إلا أن يثبتوا أصالتهم وحكمتهم واعتزازهم بيمنيتهم، بالرغم من وجود محفزات ومغريات تغريهم للانضمام للحراك، وعلى رأس هذه المغريات، ان أبناء شبوة قادرون وبكل بساطة أن يكونوا قادة الحراك للمكانة العالية التي تتمتع بها محافظتهم والإمكانيات الشخصية التي تتوفر فيهم. ولكن العقلاء والحكماء فيها اليوم، يفضلون أن يكونوا جنوداً حماة لمشروع عملاق تاريخي يستحسنه كل العرب الأحرار والمسلمون الأخيار، على أن يكونوا قادة لمشروع صغير آني يستحقره كل عربي أصيل كيف لا يكون مشروعاً حقيراً وهو يهدف إلى تمزيق اليمن العريق ترجمةً لمطالب وغايات أعداء الأمة العربية والإسلامية.

زد على ذلك، فعقلاء شبوة، يعلمون جيداً أن محافظتهم نالت وهي ضمن 21 محافظة وفي عشرين عاما من التنمية والمشاركة في صنع القرار السياسي اليمني؛ ما لم تنله وهي ضمن 6 محافظات خلال ربع قرن، ليس فضلاً من أحد، ولكنها محافظة تستحق الكثير..

قبل أيام، تحدثنا مع بعض الأصدقاء من أبناء شبوة، وهم من وجهائها. أحسسنا من كلامهم بمدى تألمهم وتخوفهم مما يحدث في الوطن عامة وفي محافظة شبوة على وجه الخصوص، حيث يوجد اليوم صراع فكري بين دعاة التمزّق، وبين المؤمنين بأهمية الحفاظ على الوحدة اليمنية التي حاربوا لأجلها في صيف 94 باعتبارها مكسباً تاريخياً للأمة اليمنية والمنطقة العربية ككل.

حدثونا عن الأنشطة التي يقومون بها لمنع انتشار عدوى فيروس ما يسمى بالحراك (المطالب بالتمزيق لا شيء آخر) بين أبناء شبوة، ولكنهم كثيراً ما يصطدمون بأخطاء وتقاعس قيادة المحافظة في القيام بواجباتها تجاه الناس، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى خلق بيئة خصبة ومناسبة جداً لمروجي الفتنة ودعاة العنصرية في البلاد.

على سبيل المثال، سبق أن وعد محافظ المحافظة أهالي إحدى المديريات بربط الكهرباء من مشروع بلحاف للغاز يغذي منطقتهم بالطاقة الكهربائية، ولأجل ذلك طبع وجهه وضرب على صدره، مثله مثل أي مسئول يحاول استجلاب رضا العامة. ولكنه إلى اليوم لم ينفّذ ما وعد به، مما خلق شيئاً من الامتعاض والانزعاج بين أبناء المديرية، وبما أن الحراك لا يفتأ في إيهام الناس “إعلامياً” بأنه طوق النجاة، كان من الطبيعي لبعض الأشخاص الوحدويين في تلك المديرية أن ينضموا إلى العناصر التخريبية، لأن المحافظ لم يفي بوعده، أو على الأقل لم ينزل إلى الناس ويبرر لهم عدم تنفيذ ما وعد به.

هذا يدعونا إلى القول، بأن بعض القيادات الوحدوية-أحياناً- في المحافظات الجنوبية، تقوم بتقديم خدمات كبيرة للحراك التمزيقي، وعلى صحون من ذهب. ليس لأنها تؤيد المشروع الحراكي الرامي إلى تمزيق اليمن، ولكن لأنها تُقصّر في معالجة قضايا الناس، في ظل وجود “فيروس الحراك” شديد الذكاء والذي يتصيد الأخطاء والسلبيات والميكروبات ثم يقتات عليها، وينتشر عندما يستثمر إخفاقات وتجاوزات من يدافعون عن الوحدة أو رجالات الحكومة.

خلاصة القول: إذا كنا نريد أن نحافظ على وحدة اليمن، يجب علينا أن نقلل نسبة أخطاء الوحدويين ليس في محافظة شبوة فقط، وإنما في كافة محافظات الجمهورية.

  Hamdan_alaly@hotmail.com