هاشم الأحمر ... قاموس الحرب والمواجهة ..خفايا صامته
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 6 سنوات و 5 أشهر و 5 أيام
السبت 09 يونيو-حزيران 2018 10:36 م

كثيرون هم الذين لا يعلمون أن أول قائد عسكري في اليمن حضي بشرف قيادة أول لواء في الجيش الوطني هو اللواء هاشم الأحمر, حيث صدر قرار جمهوري بتعيينه قائدا للواء (141) في عام 2015م.

وكثيرون يعلمون أن هاشم الأحمر القادم على مؤسسة الجيش جاء من عمق القبيلة اليمنية , ومن أحد أشهر بيوت اليمن وأكثرها نفوذها ومكانة ,حيث ينتمي إلى قبيلة حاشد وهو احد ابناء الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الاحمر رئيس مجلس النواب السابق وشيخ مشائخ القبيلة, وهو من مواليد عام 1978م .

قبل أيام كنت في سفر إلى محافظة الجوف بمعية زملاء في الجيش الوطني ,عشية هطول الامطار والسيول الجارفة التي تعرضت لها المحافظة , فقذفت بنا الاقدار إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة, وفي تلك الليلة المطيرة, شاء القدر ان نلتقي باللواء هاشم الأحمر .

 بعد العشاء توجهنا إلى أحد المجالس في قيادة المنطقة , وحينها دار بيننا وبين اللواء هاشم "حديث طويل , تحدث فيها الشاب القائد " البالغ من العمر "40" عاما , بكل نضج في القضايا العسكرية , فالرجل ليس دخيلا على ميدانه بل أحد فرسانه وعُرابه " فهو خريج لأحد أشهر الكليات العسكرية في المنطقة يومها " خريج الاكاديمية السكرية الباكستانية وحاصل على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية, وله باع في اللغة الإنجليزية حيث تلقى تعليمه الأول في اللغة الإنجليزية في بريطانيا بعد استكماله لثانوية العامة .

يعتبر قائد المنطقة العسكرية السادسة واحدا من أصغر قيادات الجيش الوطني, وأرفعهم رتبه .

أثبت ميدان الحرب والمواجهة التي خاض معاركها ومواقعها "ابتداء من محافظة شبوة ومأرب والجوف" إلى أن الرجل يمتلك قدرة عسكرية واسعة, وخبرة رصينة في التخطيط والإدارة, ويتقن الحفظ لكل موقع عسكري " كان مسرحا لعملياته العسكرية " أو سيكون في قادم الأيام مسرحا لها.

برز نجم اللواء هاشم الأحمر في سماء الجيش الوطني عقب توليه قيادة اللواء (141) الذي يعد أكبر وأهم ألوية الجيش الوطني يومها ومازال , خاصة وهو يقوم بأكبر مهمة عسكرية , وعلى أكبر مساحة جغرافية, حيث تمتد قواته العسكرية بداية من منفذ الوديعة على الحدود السعودية والواقع في محافظة حضرموت ومرورا بمحافظتي مأرب والجوف ويستعد حاليا للزحف إلى تخوم محافظة عمران, كل هذا جعل منه ومن لوائه ورجاله نموذجا حيا وفريدا داخل المؤسسة العسكرية .

يمكن القول أن الإمكانيات الكبيرة التي أسس بها "أول لواء داخل مؤسسة الجيش الوطني(141) قد لعبت دورا فاعلا في نجاحه عسكريا, إضافة إلى جهوده وخبرته في تحقيق تلك المكاسب, لذا نجده مازال متمسكا بقيادته, بل يعتبره أحد عناصر القوة له وللمنطقة العسكرية السادسة بشكل عام.

كثيرون أيضا يجهلون أن اللواء هاشم الأحمر هو القائد الذي نجح في فتح البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء عبر تحرير فرضة نهم, التي كان يراهن عفاش يومها على أن سقوط الفرضة يعد من "سابع المستحيلات" لكن مفردة "مستحيل لم تكن موجودة في قاموس نجل الأحمر ولا أبطال اللواء (141) ولا غيرها من الالوية التي شاركت في تلك المعركة الحاسمة التي كسرت يومها كل القواعد العسكرية , لتؤكد للجميع ان النصر الذي صنعوه في تلك الفترة الوجيزة , يعد ملحمة خالدة سيدونها التاريخ كواحدة من أهم ملاحم اليمن المعاصر .

ذلك النصر لم يولد إلا لإيمان أولئك الرجال أن كلمة مستحيل لا توجد في قاموسهم, أو كما قالها نابليون بونابرت يوما "كلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس الضعفاء".

اليوم نحن بأمس الحاجة إلى ذات الروح التي يحملها هذا القائد الشاب للمنطقة العسكرية السادسة وكل منسبيها, بل أجزم أن طابور الشباب اليوم من القيادات الصاعدة في السلك العسكري , تمثل الدماء الحية التي تحمل مشروع الوطن, وتتبنى مشروع التحرير القادم لكل شبر في هذا الوطن بكل همة وإصرار.

المؤشرات اليوم تتحدث أن ثمة اصرار وتحدي لهذا الشاب القادم من أكثر بيوت اليمن ثراء وجاها, ان يكون له السبق مجددا في كسر الغرور الحوثي في الجبهة الشمالية للعاصمة صنعاء كما تم كسرها في البوابة الشرقية فثمة عزيمة تناطح السحاب, تلمحها بين الفينة والأخرى من خلال حديثه وإصراره "أن لا جلوس ولا تراخي حتى نستعيد كل شبر في اليمن .

كثيرون هم أيضا من ينسجون تهما من الخيال حول العديد من الرجال الاوفياء في صفوف الجيش الوطني , وفي مقدمتهم اللواء هاشم الأحمر , فهو ليس بحاجة لا لمال ولا لمنصب, ويمكن أن يعيش بقية حياته مترفا منعما في باريس او دبي أو أي عاصمة غربية أخرى , لكن كل تلك الأماني الصغار لا تعيش في مفردات قاموس هذا الشاب "الجلد" الذي يقدس الحياة العسكرية.

يتحدث معك عن أوفياء رحلوا وصادقون مازلوا في مواقع الشرف والتضحية, وعن طابور طويل من القيادات العسكرية تخرجت من رحم اللواء (141) وانتقلت إلى مناصب قيادية متعددة في صفوف الجيش الوطني .

رجل يحترم قيادته العليا في مؤسسة الجيش ممثلة بالقائد الأعلى المشير هادي ونائبه الفريق علي محسن .

رجل عسكري تضيع في ممارسته العملية معاني المناطقية , أو معاني الاستعلاء والترف, بل يعيش بالتواضع بين رجاله الاشاوس , بدئها مشاركا لهم في خيام الصحراء بحضرموت بمنطقة العبر, ومروا بالمواقع والمتارس في جبال الفرضة وأودية الجوف حاليا.

قرابة الثلاثة الأعوام الماضية , تهرب الرجل من وسائل الاعلام , ورفض التقاط السلفيات أو التعرض للأضواء , لم يستدعي أي قنوات فضائية ولا صحفيين لتمجيد انتصاراته طيلة السنوات الماضية , بل يؤكد أنه لا يملك صفحة على مواقع التواصل "الفيسبوك أو تويتر" ولم ينجح الاعلام في اقتناصه إلا عبر مقابلة تلفزيونية يتيمة قال أنها فرضت عليه إلزاما وبتوجيهات عليا.

ثقوا أن ثمة رجال أقوياء صادقون في صفوف هذا الوطن , وفي رحم جيشنا الوطني يناضلون بصمت, يستطيعون رسم معالم النصر والحسم قريبا, فطوبى لهم , ولهم منا كل التحية والتقدير , ولا نامت أعين الجبناء .