مواطن الجمهورية اليمنية ومواطن جمهورية حاشد
بقلم/ عبد الله بن الحسن
نشر منذ: 15 سنة و 9 أشهر و 4 أيام
الثلاثاء 10 فبراير-شباط 2009 06:09 م
 

تلقى مشتركو سبأ موبايل خبرا الأسبوع الماضي يفيد بأن المدعو أبو راوية لقي مصرعه أثر أطلاق النار على سيارته من طائرة مروحية في محافظة الجوف وقد استبشر الناس خيرا لذلك الخبر لسببين:-

السبب الأول أن مثل هذا الشخص وعصابته المجرمة قد أثاروا حالة من الرعب والخوف لكل من أجبرته ظروفه على السفر من و إلى صنعاء برا عن طريق مأرب وخبر مقتله سوف يقضي على تلك الحالة من الخوف التي كانت تنتاب أولئك المسافرين من مفرق الجوف وحتى مشارف مدينة مأرب.

والسبب الثاني هو درجة التفاؤل التي عشناها بعشمنا في صحوة الضمير لدى قيادة ومنتسبي وزارة الداخلية لتحليل مرتباتهم والقيام بمهامهم في الحفاظ على أمن وحياة المواطن وممتلكاته بدلا من ابتزازه في النقاط التي لا تعد ولا تحصى على الطرقات العامة وفي الأقسام المنتشرة في طول البلاد وعرضها .

فقد أعاد لدينا هذا الخبر الثقة بأن الدنيا لا تزال بخير وأن دماء الأبرياء وممتلكاتهم لن تذهب هدرا وأن النظام السياسي بدأ يعي وظائفه الموكلة إليه والتي من أهمها الحفاظ على امن وحياة المواطن والتي لم يستطيع تحقيقها حتى يومنا هذا .

كما تجدد لدينا الأمل في أن الأجهزة الأمنية سوف تسعى إلى رد الجميل للمواطن الذي يدفع من جهده وعرقه ضرائب ورسوم تصرف عليهم وعلى تجهيزاتهم بلا حساب.

إلا أنني لم البث كثيرا حتى عادت لي حالة اليأس والإحباط بأكثر مما كانت عليه قبل الخبر وتأكد لي بما لا يدع مجالا للشك أن الله لا يصلح عمل المفسدين وذلك أيضا لسببين :-

السبب الأول وصول خبر آخر عن دفع مكافأة مجزية لمن يدلي بأي معلومات عن ذلك المجرم مما يعني فشل تلك الأجهزة في القضاء عليه وأنه حي يرزق.

السبب الثاني أن ذلك المجرم له تاريخ اسود من السلب والنهب و قتل النفس التي حرم الله بدون وجه حق وضحاياه كثر يصعب حصرهم و خلال الفترة الماضية لم تحرك الأجهزة الأمنية ساكن وكأنها تستمتع بأخباره وما ينقذه من جرائم ضد الأبرياء .

ولكنه قبل حوالي شهرين تجرأ وأرتكب جريمة شنعاء لا يمكن أن تغتفر أو تمر دون عقاب فقد تطاول وقتل أثنين من المواطنين صحيح أنهم كغيرهم يحملون الجنسية اليمنية ولكن يحملون إلى جوارها الجنسية الحاشدية ومن المعروف أن من ينتسب إلى حاشد فالدولة مسئولة عنه مسئولية مباشرة فحاشد هي الدولة وحاشد هي النظام السياسي ومن يتطاول على أبنائها يتطاول على الدولة ومن يتطاول على الدولة يجب أن يعاقب ويوقف عند حده.

 لذلك فقد تم استنفار الأجهزة الأمنية وتم تحريكها بقضها وقضيضها بأمنها وجيشها وقواتها الجوية من أجل القضاء على ذلك المجرم وعصابته الخارجين على القانون الذين بلغت بهم الجرأة أن يتطاولوا على مواطني الجمهورية الحاشدية أما الآخرين فالأجهزة الأمنية غير معنية بهم والدليل على ذلك قتلة الدكتور القدسي لا يزالون يسرحون ويمرحون فالقانون قانون الأقوياء أما الضعفاء فلا مكان لهم في اليمن .

ولا غرابة في فشل تلك الأجهزة في القضاء على ذلك المجرم لأنها لم تتحرك إلا عندما مس الأقوياء الضر أما الضعفاء فليموتوا بغيضهم لذلك فالأجهزة الأمنية لم ولن يوفقهم الله في أعمالهم فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( إنما أهلك الأمم قبلكم أنهم إذا سرق فيهم القوي تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ) وكذلك كان بنو إسرائيل.

نسأل الله أن لا يهلكنا بما يفعل السفهاء منا وهو الهادي إلى سواء السبيل