|
((من جديد، قرر الجنوبيون المشاركون في مؤتمر الحوار في اليمن تعليق المشاركة في أعمال الجلسات الختامية إلى حين القبول بمطلبهم بإقامة دولة اتحادية من إقليمين فقط ، فيما جدد حزب المؤتمر الشعبي العام رفضه لأي توجه لإقرار مشروع قانون العزل السياسي واعتبره مخالفاً للمبادرة الخليجية واتفاق نقل السلطة- الاثنين الموافق 28اكتوبر 2013-)).
لمن اراد المنطق والعقل والحق والعدل والانصاف في التعامل مع الأحداث الراهنة في الساحة الوطنية اليمنية وتحديدا حول قضايا التباين والخلاف في أروقة وقاعات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وعلى طاولات التفاوض والنقاش :-
فليعلموا أولئك المغرورين بنفوذهم وسطوتهم : أن مشاركة الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني الشامل لم تأتي نتيجة لضمانات اقليمية ودولية بقدر ما جاءت بناءً على ضمانات مسبقة قدمها الاخوة الاشقاء في المناطق والمحافظات الشمالية وهم من كنا نعتقد بانهم شخصيات وطنية صادقة (تحترم عهودها وتلتزم بمواثيقها) من شيوخ قبائل بارزة وقيادات في الدولة مدنية وعسكرية وفي طليعتهم ذلك التحالف القبلي الديني العسكري والحزبي المنتصر في الحرب الظالمة في العام 1994م والمتناحر في الربيع اليمني ! .
وليعلموا جميعا : بأن ما تم الاتفاق عليه ومعهم تحديدا سواء في تصريح صريح وعلني , أو في تضمين واضح للمعاني والمعالم عن (دولة اتحادية بإقليمين مع مرحلة انتقالية لعدد من السنين - تباينت في عددها من موقف لأخر - يتم بعدها استفتاء شعب الجنوب على استمرار الوحدة أو فك الارتباط ), هو كذلك الحد الأدنى المقبول في الشارع الجنوبي وحراكه المناضل السلمي بحيث يكون ذلك الشرط والاتفاق هو أحد الضمانات والضوابط لمصداقية النافذين في السلطة وحسن اداء الدولة القادمة لرفع المظالم السابقة وتسوية الاوضاع المخالفة وتطبيعها في الجنوب وعدم الاستمرار في النهج السابق القائم على الضم والالحاق للجنوب والاستقواء عليه والاستحواذ على السلطة والثروة وتعميم العدل والمساواة والشراكة المنصفة دون الاستخدام المجحف للأغلبية العددية والاستقواء بها من قبل قوى متنفذة لمصادرة الحقوق والحريات لأقليات مستضعفة وتحت أي بند أو تسمية وسواءً كانت في الجنوب أو الشمال .
الاصرار على الظلم والتعسف : إلا أننا نجدهم مازالوا مصرين على غيهم والاستمرار في ظلمهم وعسفهم للأشقاء في الوطن الواحد وعلى ذات المنطق الأهوج الذي كان يمارس في السابق , فيتم التحايل والالتفاف على ما سبق الاتفاق عليه ومن قبل تلك القوى (ذاتها) التي خاضت الحرب ضد الجنوب العام 1994م ثم اختلفت وتصارعت حد التناحر والاقتتال على السلطة والثروة والنفوذ في تفاصيل الربيع اليمني العام 2011م لتعود وتتفق مجددا وتتأمر على الجنوب وقضيته العادلة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل مطلع هذا العام ومازالت تفعل ذلك حتى الأن ! .
نعم هو الغرور والظلم والاستعلاء على الاخوة الاشقاء وايضا هو المنطق الأهوج والأعوج الذي لن يستمر أو يدوم طويلا مهما بلغت مصادر ومستوى قوتهم ونفوذهم فمضمون الدين يدعونا لتهذيب أرواحنا وأخلاقنا ولحسن المعاملة والسلوك وينهى عن البغي والمنكر ويرفض منطق الطغاة الظالم وحكمهم الفاسد, ودروس التاريخ وعبره الكثيرة وخط مساره الطبيعي والحضاري يعلمنا كيف ينتصر العدل ويعلى الحق في أخر العهد والمشوار (طالما تأصل الصمود وتعزز النضال) ولو بعد مضي زمن طويل أو ان تأخر إلى حين فلابد أن يتحقق الانتصار المبين .
{ إِنَّ اللَّه يَأْمُر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَر وَالْبَغْي يَعِظكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }.
عن اختلال الموازين : من سخرية القدر وعجائب الزمن ان نجد الموازين قد أختلت والمقادير قد تباينت واعتلت ! (فنجد ذلك التحايل والتسويف في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد الأن في فندق الموفنبيك) عندما يطلب الجلاد من الضحية تقديم الضمانات والتطمينات اللازمة من عدم استخدام مطلب الاقليمين العادل كمقدمة في اللجوء للانفصال لاحقا!؟.
والسؤال: ألم نعقد مؤتمر الحوار في الاصل لنطمئن الضحية لا الجلاد ونرفع من معنويات المظلوم ونعيد ثقته بنا ونبني علاقة متوازنة من العطاء المتبادل بيننا, أم لنقدم مزيدا من التنازلات والمكاسب للظالم والجلاد ؟! .
وأن أرادوا الضمانات في رفض التشطير وفك الارتباط فلنعكس ذلك في مواد الدستور الجديد وبنود مصفوفة الضمانات المطلوبة لتنفيذ مخرجات الحوار والتي يتم الاعداد لها الأن .
نعم , هي ليست سوى الرؤية المتعالية والاداة المنافقة بل هي المبالغة في التجبر والتكبر حد القهر والفجور في الخصومة ,بل هو التآمر والالتفاف على القضايا العادلة في كلا من عدن وصعده في مارب وشبوة في حضرموت والحديدة , وفي جنوب الوطن وشماله وفي شرقه وغربه !؟, .
عفوا أخوتي ان بالغت أو تجاوزت , فهم من تجاوزوا كل المعايير والحدود وانتقلوا من مرحلة التدليس إلى الدجل والكذب والتآمر والتضليل ونزعوا برقع الوفاء والحياء نهائيا وألقوا به في أقرب سلة للمهملات ! ليكشفوا عن سوأتهم ويُظهروا عيبوهم في صفاقة منقطعة النظير ! حتى وصل الأمر بهم إلى مرحلة الانحطاط والسقوط الاخلاقي المعيب والمشين !.
وسؤالي هنا يتكرر : من هو الضحية الدائمة ومن كان ومازال هو الجلاد ؟.
ومن الذي يفترض ان يطلب الضمانات ويطالب بالتزام المواثيق والعهود! هل هو الضحية أم الجلاد ؟ .
ومن هو الذي يفترض ان نحاوره ونتقارب معه لنطمئنه, هل هو المظلوم أم الظالم ؟ .
ومن له الحق في وضع الاسئلة العديدة واثارة الشكوك الكثيرة والكثير من المحاذير ؟ هل هو الضحية المستضعف أم الجاني المتجبر والمتكبر ؟!.
نعم , هي الحقيقة الوحيدة التي تبدوا لي واضحة وتلوح في الأفق , أن الانفصال قادم لا محالة طالما هذا هو سلوكهم وديدنهم الدائم الذي لا يتغير ابدا, نعم فك الارتباط سوف يتحقق ولكن ليس بسعي من الحراك الجنوبي أو بفضل منهم, بل أن من يصنع الانفصال هي تلك التصرفات الحمقاء والرعناء للمنتصر في الحرب الظالمة العام 1994م وسلوكه المتعسف والاهوج الذي مازال مستمرا حتى الأن وعقليته المتسلطة التي لا تعرف التنازل أبدا أو تقدير المواقف حق قدرها والتي مازالت على غيها وبغيها بسبب من فجورها وجهلها مستمرة حتى هذه اللحظة المشهودة !.
الانفصال يصنعه ذلك الظالم والمعتدي في الماضي والحاضر والذي مازال حريص ان يستمر في سلوكه المتعسف في قادم الايام ولأجيال عديدة ولعهود متعاقبة وان غلفه بمسميات اخرى غريبة وجديدة مثل الحفاظ على الوحدة وتماسك اللحمة الوطنية وصونها من التشظي والتشرذم ! والتي يعني بها الحفاظ على مصالحه غير المشروعة واخفاء مطامعه الانانية في الجنوب وثرواته المتعددة والغنية , نعم هذه الشعارات الجميلة والبراقة التي ما كان لهم ان يرفعوها وينادوا بها بهذه الغوغائية والانتهازية لوكان الجنوب فقيرا وضعيفا ويشكل عبئا اضافيا عليهم ! .
الانفصال يصنعه بغباء نادر لم يسبق له مثيل تلك العقلية المتخلفة والجاحدة التي لا تعرف سواء سلوك النهب ونهج الفيد والتي لا تتعامل إلا بثقافة القوة مع الأخر والاستعلاء عليه ,وتمارس سياسة الضم والالحاق للاستمرار في الاستحواذ والاستيلاء لنفسها على كل شيء وهي بذلك لا تميز بين الحق والظلم والعدل والتعسف ولا تفرق في ذلك النهج المدان بين الوطن والاقطاعية وبين المواطنين والرعية !.
والأهم من كل ما سبق ذكره انها لم تؤمن مطلقا في الماضي والحاضر بالحقوق والحريات السياسية والمدنية ,سواءً للفرد القائد والمبدع أو للجماعة المستضعفة أو تلك المناصرة , للمواطن في الريف او الحضر أو حتى للشعب بأكمله, وهي كذلك تزعم ومازالت تفعل لتحكم من سيطرتها في الحاضر ولتمهد لنفوذها وتفرض رؤيتها في المستقبل !.
عن موقفنا المتضامن مع الحق والرافض للظلم : وباسم الوحدويين الجنوبيين سواء من هم مازالوا صامدين في ساحات النضال الجنوبية أو في شوارع الجنوب الثائرة يعلن واعن مواقفهم الحرة المتوحدة وجدانيا بالقضية اليمنية والرافضة لوأد الوحدة المغدور بها, أو عن ذلك المواطن الشامخ الذي ما أنفك مقيم في الشمال ويستوطن العاصمة صنعاء أو أحدى المحافظات القصية ويرفض فك ارتباطه بها وان ناله ظلم الطغاة وطال زمنهم الفاسد: عنهم جميعا وباسمهم نصرح فنقول:
نحن مع دولة اتحادية في اليمن العادل والموحد الذي لا يفرق بين ابنائه ولا يقدم ويفضل واحد عن أخر بل الجميع فيه متعادلين ومتساويين والحقوق والحريات فيه مضمونة ومصانة, يمن لا تنهب ثرواته من قبل الفاسدين ولا يوجد فيه متنفذين .
يمن من اقليمين فقط ولا غير ومهما (شرقتم أو غربتم) وتطاولتم في لغوكم وغيكم ومهما نقضتم من عهدكم والمواثيق لتتنكروا لقضيتنا العادلة ,ومهما بالغتم في بغيكم وتأمركم لتنالوا من وحدتنا الصامدة بالدس والوقيعة ولتفرقوا من صفوفنا المتراصة والقوية أو لوحتم بنهج العنف والقوة واستخدمتم اسلوب لبطش والتنكيل في قائمة طويلة لا تنتهي من الاعتقالات والاغتيالات ومهما استخدمتم من الاساليب المجرمة والمبتذلة في ما يسمى بالحوادث الارهابية المدبرة والمقيدة ضد مجهول!.
ونحن كذلك ضد ثقافة الحقد ونشر الكراهية ومع نهج التصالح والتسامح بل نطالبكم بان تمتثلوا لها انتم أولا وعن حق وصدق وقبل ان تطالبوا الأخريين بالالتزام بها فتكفوا عن سلوك التشفي والسعي للانتقام بأن تتركوا التمسك بالمطالب المشبوهة والانانية وتكفوا عن رفع الشعارات الغوغائية والفوضوية في هذا الجانب ومنها تشددكم في مؤتمر التوافق والحوار في المطالبة بقضايا هي مخالفة لمواد المبادرة الخليجية وبنود اليتها المزمنة والتنفيذية ومتناقضة مع نهج التوافق والتسامح واتفاق التسوية ونقل السلطة, فتترفعوا (يا خبرة )عن التلويح بمشروع قانون العزل السياسي وقضايا أخرى متعسفة ومخادعة , ولكم تعتبروا من تجارب الأخرين المماثلة حيث انعكست مجرد محاولة التشريع لهذا القانون أو العمل به وبالا وشئما على الاشقاء في العراق ومصر وليبيا , و .. الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته .
والله من وراء القصد وهو ولي الهداية والتوفيق .
في الثلاثاء 29 أكتوبر-تشرين الأول 2013 05:04:02 م