اليمن والتحالف العربي لاستعادة الشرعية
بقلم/ د . محمد صالح المسفر
نشر منذ: 7 سنوات و 8 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 07 مارس - آذار 2017 03:02 م
عامان اقتربا من نهايتهما وما برحت القيادة الشرعية اليمنية تتنقل بين العاصمة الثانية لليمن مدينة عدن والرياض العاصمة السعودية قائدة عاصفة الحزم لاسترداد الشرعية اليمنية للدولة اليمنية المخطوفة .
(2)
قبل الحديث عن اليمن المختطف من قبل مليشيات الحوثي وكتائب الرئيس المخلوع على عبدالله صالح تعالوا نمعن النظر على ما يجري على الساحة الخليجية . حراك سياسي على أعلى المستويات ، وزير خارجية الكويت في طهران 25 /1 / 2017 وقيل إنه يحمل مشروع مصالحة خليجية إيرانية . الرئيس التركي أوردوغان في مملكة البحرين12 / 2 ، والرياض في 13 /2 ، وختم جولته الخليجية بزيارة دولة قطر 14 / 2 . الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت في مسقط 20 / 2 . الرئيس الإيراني روحاني قام بزيارة خاطفة لكل من مسقط والكويت في 25 / 2 . وأخيرا قام رئيس الوزراء البحريني بزيارة إلى قطر في 28 / 2 وولي عهد مملكة البحرين يزور الكويت في نفس الفترة الزمنية . الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان استثنى من زيارته للمنطقة عواصم خليجية ثلاثا ، ابو ظبي ، ومسقط ، والكويت ، وعلم أسباب ذلك الاستثناء عند الله والعواصم الاربع ، إلا أن أصحاب الوقيعة ومروجي الفتنة بين الدول يعللون عدم زيارة اوردغان إلى تلك العواصم لوجود خلاف في المواقف السياسية وخاصة في شان الإخوان المسلمين وما يجري في مصر . يلاحظ أن الرئيس الإيراني استثني من زيارته لمجلس التعاون أربع عواصم خليجية ، وقيل إن هذه الدول الأربع ليست على وفاق مع السياسة الإيرانية في المنطقة ، والحادث الأكبر ووزير خارجية المملكة العربية السعودية السيد عادل الجبير ظهر في بغداد دون سابق إعلان وهي الأولى لمسؤول سعودي عالي المستوى يزور بغداد منذ عام 1990 م .وأخيرا ولي عهد البحرين في الدوحة في 6/3 .
عما تنبيء تلك التحركات المتلاحقة في المنطقة ؟ لا جدال بأن الحال في الخليج العربي ليس في أحسن حال ،وخاصة بعد تولي رونالد ترامب منصب الرئاسة الأمريكية ، إنه يتوعد إيران بالويل والثبور ، ويمس من القناة الخليجية ويتناول بعضها بالاسم ، في نفس الوقت الأوضاع الاقتصادية الخليجية منحنياتها تتجه نحو السالب . يضاف إلى ذلك أن وسائل الإعلام الغربية وغيرها تشير إلى أن دول مجلس التعاون ليست على وفاق تام في كثير من القضايا العربية والدولية ؛ الأمر الذي يسهل على القوى الخارجية اختراق دول مجلس التعاون وتطويع اتجاهاتها وسياساتها لصالح القوى الخارجية ، فهل يدرك قادة مجلس التعاون والنخب السياسية المحيطة بهم أن في اختلافاتهم وخلافاتهم البينية ضعفا لهم وقوة لمن يتربص بهم ؟
(3)
عاد الإعلام في بعض الدول الخليجية وغيرها إلى عادته غير الحميدة في إثارة الشائعات وتأليب الرأي العام ضد بعض دول التحالف العربي في اليمن ، والعامة يصدقون تلك الشائعات الأمر الذي يقود إلى عدم الثقة في أهداف البعض في اليمن الذي يعاني أزمات مالية وصحية وغذائية وأمنية ، إلى جانب العنف الذي يمارسه جيش المخلوع ومليشيات الحوثي على الشعب اليمني الواقع تحت سلطتهم الظالمة . لن أصدق ما تكتبه بعض الصحف أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور قوبل في إحدى دول التحالف بما لا يليق به كرئيس دولة عربية ذات سيادة شريك رئيسي لقوى التحالف العربي في اليمن ، لن أصدق لأن القيادات السياسية العليا في المنطقة على خلق عظيم ولن يقللوا من هيبة أو مكانة ضيفهم تحت أي ظرف كان حتى ولو اختلفوا معه في وجهات النظر . لن اصدق أن أيا من دول التحالف لها أطماع في اليمن سواء في السيطرة على موارده الطبيعية أو منافذه البحرية أو الهيمنة على قراره السياسي انطلاقا من مفهوم السيادة .ولم يعد خفيا على أي متابع للشأن اليمني أن بعض دول التحالف لها موقف من بعض الأحزاب السياسية اليمنية ولا ترغب أن يكون لها دور في مستقبل اليمن السياسي قد نتفهم ذلك الموقف .
لكن ينبه الكاتب إلى أن هدف التحالف العربي في اليمن كما أعلن عشية عاصفة الحزم لا يتجاوز استعادة السلطة الشرعية لأصحابها الذين بغت عليهم قوى سياسية طائفية ثأرية يمنية مسلحة ( الحوثي ، والمخلوع صالح كما يسمونه ) واختطفت اليمن بقوة السلاح وبعون وتأييد وتدريب وتمويل إيراني كما تؤكد وكالات أنباء دول التحالف . إن أي سوء تعامل من أي قوة أو جهة كانت مع السيادة اليمنية وقادتها وهي في حالة ضعف اليوم قد يؤدي إلى عواقب ليست في صالح الأمن والاستقرار في اليمن .
(4)
إن المطلوب من الأحزاب اليمنية التي ترفض هيمنة الحوثي وصالح بكل أجنحتها وميولها ،والأحزاب الجنوبية التي تعمل جاهدة من اجل الانفصال أن تركز جهودها في الوقت الراهن للتخلص من البغاة في صنعاء واستعادة الشرعية ، وأن تترفع عن الأهواء الشخصية والحزبية والتبعية من أجل اليمن ووحدته واستقلاله والمحافظة على سيادته . البغاة في صنعاء بينهم ما صنع الحداد من خلافات لكنهم متحدون للاستيلاء على اليمن كله وإلحاق الهزيمة بدول التحالف .
كما أن المطلوب اليوم من قوى التحالف الإسراع في استعادة الشريط الساحلي من المخا جنوبا حتى ميد شمالا ، والإسراع في إلحاق الهزيمة بالبغاة في تعز واستعادتها من قبضتهم ، والإسراع في تحرير بقية جيوب البغاة في مأرب والجوف وشبوة وتطهير الجنوب من القاعدة ومؤيديها حتى لا يكون هناك ذريعة لتدخل لقوى معادية لليمن سواء في الداخل أو الخارج . إن قوى التحالف التي حباها الله بالخير الوفير عليهم أن يسارعوا في إعادة التيار الكهربائي إلى المدن والقرى المحررة وتوفير المواد الغذائية والمؤسسات الصحية والمدارس وتحقيق الأمن ليشعر المواطن بأهمية التحالف العربي . إن الانقلابيين في صنعاء استولوا على إيرادات ضرائب النفط المقدرة بمبلغ 14 مليار ريال سعودي في العام الماضي 2016 كلها تستخدم للمجهود الحربي ، كان على قوى التحالف أن تستولي على تلك المبالغ لصالح الحكومة الشرعية .
آخر القول : الإنسان اليمني في حاجة ملحة لكل عناصر الحياة، ويرفض الإهانة والمنّة حتى لو مات جوعا ، أعينوه يا عرب بما منّ الله عليكم من خير ليخرج من محنته فاليمن أصلكم ومادتكم .لا ترغموه أن يولي وجهه شطر قبلة أخرى على استعداد لعونه دون منة أو تعالٍ .