في العرف السياسي فإن كل جماعة انحرفت عن المسار الوطني وارتضت غير النهج الديمقراطي سبيلًا لنشر ثقافتها
وأفكارها المدججة سعيًا منها لسلطة أو جاه أو نفوذ هي بذلك تدرج نفسها تلقائًيًا في قائمة الخارجين عن النظام والقانون.
وحشية تنظيم القاعدة وارتفاع درجة همجية هذا التنظيم في مناطق عدة من البلاد آخرها ما حدث في جريمة ذبح عددًا من الجنود بحضرموت وهيم بلباسهم المدني، يكشف عورة ما يدعون اليه ،وما يتبنون من معتقدات لم ينزل الله بها من سلطان.
هذه الجريمة المستفزة الرامية للنيل من المؤسسة العسكرية التي لم تسلم منذ انتفاضة2011 من الاستهداف المباشر وغير المباشر بغية إنهاكها وخلخلت تماسكها تذكرنا -أي الجريمة- بجرائم أخرى مشابه ارتكبتها جماعات مسلحة وضعت نفسها هي الأخرى خارج إطار النظام القانون، لتهجر طلابًا من دماج صعدة وتضم محافظة بكاملها إلى مملكتها بداعي الانتقام من أمريكا وقتل إسرائيل.
تتعدد صور العنف وتختلف أشكاله غير أن حصيلة هذا السلوك المنحرف والشاذ واحدة ،فمن يقتل الجنود باعتبارهم كفرة وزناديق ،وبمبرر إقامة دولة الإسلام ورفع راية الحق ،يقتل آخرين ايضًا انتقامًا من الغرب وانتصارًا للإسلام ،والإسلام من كليهما براء.
كان الأحرى بدواعش ودواحش اليمن تسديد رميهم وتوجيه سلاحهم صوب "تل ابيب" والتخطيط لإسقاط البيت الأبيض والمرافق الحكومية في واشنطن ،بدلًا من التفاخر بنهب مقار الدولة واقتحام منازل الآمنيين وإقامة الحدود وقتل النفس المحرمة دون حق.
بل كان من الأوجب دعم صمود المقاومة الباسلة في غزة والمساهمة في بناء حاضر ومستقبل اليمن والجنوح للسلم في دولة تكاد أو كادت أن تنهار اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وحتى اخلاقيًا .
ذبح الجنود بحضرموت جريمة ،الاستيلاء على المعسكرات ونهب معداتها جريمة ،صمت الدولة "الرخوة" وركاكة سلطاتها جريمة وأيُما جريمة.