علمانية أسقطت أربكان وديمقراطية أنتجت أردوغان..فذلكم الأخوان!
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 01 يوليو-تموز 2013 07:33 م

ما يحدث في مصر الآن هو إسقاط حكم الشرعية بالقوة .. اللبراليون خدم بني صهيون ينقلبون على مرسي الإخوان كما انقلب الجيش التركي العلماني على أربكان .. لكن الذي ينقلب على الديمقراطية بالقوة لا يمكنه -بل مستحيل - أن يحل مكان مرسي بالقوة .. إنه لا بد أن يسلك طريق الديمقراطية وصناديقها؛ لأنه أصبح غير مجدي في ثورات الربيع العربي أن يمروا عبر الصناديق سراديبها وفي الوقت نفسه لن تسمح لهم بالمرور نزاهتها وشفافيته إذ سيجدون أنفسهم في مأزق وضيق مع شفافية الصناديق .. وفي هذه الحالة قد لا يعود مرسي ليقعد ليجلس على ذلك الكرسي .. فقد يأتي آخر لكن من الإخوان فصناديق ديمقراطية الثورات لن تفرز غيرهم ..

ألم تسقط القوة بعد جهد جهيد أربكان لكن عادت الديمقراطية من جديد لتفرز أردغان .. لقد وقع اللبراليون ومن يدعمهم من بني صهيون في مأزق كبير بالفعل مع ما يتغنون من الحرية والديمقراطية؛ فهذه الديمقراطية نفسها قد خيبت آمال لبراليي تركيا أربع مرات متوالية.. فكلما استخدم اللبراليون أو العلمانيون في إسقاط إخوان تركيا قوتهم أو عضلاتهم .. يأتي دور الديمقراطية ليخيب آمالهم ويرجع بالإخوان إلى ذات المكان .. لكن لا يستفيد من تجارب السابقين العميان

إن عداء اللبراليين في بلدان الثورات ومن يقوم بتمويلهم ضد المد الإسلامي لن يجد أن خصومته تكمن مع الإسلاميين .. إنما مع الديمقراطية الشفافة ؛ وقد فهمت ذلك الأنظمة المتهالكة قبل ثورات الربيع؛ فحالوا دون الديمقراطية وشفافيتها؛ بل جمعوا بين الديمقراطية والظلامية .. فهل سيلجأ اللبراليون إلى ذلك العمل الدنيء ؛ لأنه يستحيل وصولهم إلى منصة الحكم عبر ديمقراطية نزيهة وشفافة.. ولو استطاعوا ذلك لكان استطاعه لبراليي تركيا قبلهم .. إذ أنا على يقين أن مرسي لو تنح ودُعي إلى انتخابات نزيهة لن يفوز إلا الإسلاميون إخوان وسلفيون .. إن الحرية تعرف طريقها السوية .. وعلى هذا جبلت أو فطرت الإنسانية .. وهكذا كان شأن الأمة التركية .. إن عدوكم وخصمكم أيها اللبراليين ليس الإخوان المسلمين لكن شفافية ونزاهة صناديق الاقتراع فإن أسقطهم الإنقلاب فسيعيدهم الانتخاب .. فهذا فصل الخطاب .. لكن تعنتكم وعنادكم سوف ينزل بقلبنا مصر سوء العقاب .. لهذا كان الحوار الذي دعا إليه مرسي عين الصواب وهو أي الحوار الذي دعا إليه مري لسفينة مصر في بر الأمان سوف يرسي .. فلا تدمروا مصر لأجل الصراع على كرسي !!