هادي.. إسمٌ مرفوعٌ بالوطنية
بقلم/ عبدالخالق عطشان
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر
الثلاثاء 18 يونيو-حزيران 2013 04:16 م

في مقال سابق حاولت أن أحدد موقع الشباب بعد الثورة وقد اجتهدت بما أوتيت من تواضع علم فرأيت أن الشباب هو مبتدأ الثورة وخبرها غير أنه مجرور بالاستقطاب وكأن الأيام قد أسفرت عن صدق هذا التوقع او بعضه..وفوق كل ذي علمٍ عليم

وفي محل أعراب سياسي آخر نجد أن الرئيس السابق كان مبتدأً وخبراً مقدما ومؤخرا لنفسه ولعشيرته الأقربين مرفوعٌ بعلامات أبرزها ثروات الشعب والمكر والاستحواذ والأمن القومي والسياسي والمركزي والاستخبارات والحرس الجمهوري وأخيرا بأنصار الشرعية والبلاطجة الذين كانوا يتمترسون لقتل شباب الثورة عند كل جولة وفي كل زقاق وحارة ، وعلاوة على ذلك كان طيلة حكمه (مضاف إليه) والشعب والوطن والوحدة والجمهورية (مضاف).. وحينما بدأت الثورة الشبابية بحصد أول ثمارها أصبح الرئيس السابق وعلى بعض الأقوال (إسما مخلوعاً) غير أنه مجرور لا محل له في الكرسي لكنه ضل مرفوعا بالحصانة.

وعندما نُمعن بالبصيرة لا بالبصر وبالقلب السليم لِنعلم ما لذي يرفع القادة والرؤساء ومن أوكل الله إليهم رعاية الأمة سنجد أن [الوطنية] وحدها هي من ترفعهم ، وما الوطنية إلا : إسمٌ شامل وجامع لمجموعة من المبادئ والأفكار والمعتقدات والتي تُكوِن الشخصية وتعمل على سموها وتبرز أي الوطنية في السلوكيات والأفعال التي توافق الأقوال ومن أهم ذلك خدمة الشعب لا استخدامه ..ومن يحمل الوطنية فعلا لا قولا فلا بد عليه أن يضل موقعه من الإعراب السياسي مضافا للوطن والشعب وتابعا لخدمته لا متبوعا لاستخدامه

وإن من العلامات التي ترفع الرئيس هادي في هذه المرحلة هي إتمام عملية التغيير والتي قد بدأ بها والسير في دروبها فبعد إزاحة الفاسدين وهم رموز الفساد فلا بد من إزاحة المفسدين ومحاسبتهم وهم الأخطر والأغلب والذين يتوزعون في مفاصل المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والتي تُعنى بخدمة الوطن والمواطن وقد أثبتت الأيام الأخيرة والوقائع القريبة مدى إفسادهم ، وإحاطته(هادي) بالبطانة التي تُعينه لا تُعيقه.. تعينه في إنجاح فترة رئاسته بأكبر قدر من الإنجازات والإستحقاقات الوطنية في شتى مجالات التنمية ، ومن العلامات أيضا التوجيه الفوري والعاجل والمباشر بإطلاق بقية سراح المعتقلين من شباب الثورة الشبابية أو غيرهم والذين اعتقلوا دون محاكمات عادلة والذين تفطرت قلوب أهاليهم دما شوقا للقائهم وهزلت أبدانهم وجيوبهم سعيا في البحث عنهم في السجون والمعتقلات حتى إذا ماعلموا بوجودهم أحياءً بعد ان ذاقوا أصناف العذاب في المعتقلات بدأو رحلة المعاناة في المطالبة بإطلاقهم هذا لمن حالفه الحظ من المعتقلين وما زال على قيد الحياة ولم يلحق بركب الشهداء على أيدي مُعتقليه..

ومن الإنصاف أن يدرك الجميع أن الرئيس هادي في موقع لا يحسد عليه (ويشيبُ ناصيةَ الصبيِ ويُهرمُ) وليس أدل على ذلك إلا ما يقوم به شركاء التعاون على الإثم والعدوان من قبل بقايا النظام السابق وقوى الحراك المسلح والحوثيون من جهود حثيثة لتقويض سير العملية السلمية وعلى رأسها الحوار الوطني ودخول البلاد في دوامة من العنف السياسي والطائفي وهذا يحتم على كل من يحمل مبدأ الوطنية وخرج يطلب التغيير ان يوحد كلمته ويرص صفه ويصفي سريرته ويخلص نيته ويقف مع الرئيس هادي لمواجهة تلك التحديات دون اشتراطات ولا ضغوطات ولا احراجات فاليمن في هذه الظرفية أحوج ما تكون إلى وطنية المحكوم و وطنية الحاكم وبالوطنية هذه سيصبح [هادي] إسمُ علمْ مرفوعٌ وعلامة رفعه الوطنية الظاهرة في أفعاله وأقواله والتي ستكتب بموضوعية ومصداقية في صحائف التاريخ وحواشيه .[هَدى (الهادي) هادي إلى طرق الهداية والرُشد]،،

abu_almjd711@yahoo.com