طيارو اليمن في مرمى المجهول
بقلم/ رشاد الشرعبي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 15 مايو 2013 03:57 م

بحسب رصد تضمنه تقرير بثته الفضائية اليمنية, فخلال الفترة 2000 - 2013م تحطمت 23 طائرة عسكرية من مختلف أنواع الطائرات قيمتها تبلغ ملايين الدولارات وجميعها كان السبب فيها خللاً فنياً.

الجديد لهذا العام ونهاية العام الذي سبقه أنها صارت تتحطم وتنفجر وتسقط فوق سماء العاصمة صنعاء وليس حتى في الأحياء القريبة من المطار، حيث قاعدة الديلمي الجوية, ولكن جنوب العاصمة ووسطها, وصار سكان صنعاء في قلق دائم وكلما حاولوا تناسي حادثة وقعت مثلها.

لن أتحدث عما تخلفه تلك الكوارث من خسائر مالية لخزينة الدولة وفي البشر الذين نفقدهم من طواقم الطائرات أو الضحايا من المواطنين، كما حدث في كارثة شارع الزراعة قبل أكثر من 3 أشهر وما خلفته تلك الحوادث من قلق خاصة على سكان العاصمة وصلت حد تداول نكته أن الأمهات بدلاً عن توصيتهن لأبنائهن: انتبه من السيارات, صرن يقلن: انتبه من الطائرات.   

سأتحدث عن موضوع آخر عزز القناعة به لديّ أمس بيان صادر عن ناطق باسم القوات الجوية والذي سرد عدداً من الحوادث التي وقعت خلال 8 أيام استهدفت القوات الجوية ومنتسبيها ومعسكراتها وطائراتها، مما يؤكد وجود مؤامرة تصفية لا أصدق أن وراءها فقط تنظيم القاعدة حتى وإن كان لهم ضلع بهذه المؤامرة مع وجود من يستفيد من التنظيم لتحقيق مصالح خاصة.

هناك عمليات تصفية واستهداف للكوادر والكفاءات اليمنية، خاصة منتسبي الجيش والأمن في القوات الجوية والطيران وفي أجهزة الأمن والمخابرات تحديداً, وهذا مما يمنعني أن أصدق أن وراءه تنظيم القاعدة لوحده, وأعتقد أن وراءه أطرافاً أكثر قدرة من تنظيم القاعدة قد تكون مختلفة لكنها تتفق في المصالح من وراء مثل هذه الجرائم المستمرة.

بمجرد أن سمعت أمس خبر سقوط طائرة سوخوي في بيت بوس جنوب صنعاء بعد يومين على اغتيال 3 طيارين في محافظة لحج بشكل مقلق, تذكرت ما شهدته العراق عقب احتلالها عام 2003م, حيث تم تصفية كوادرها العلمية والعلماء العسكريين والمدنيين من قبل مجهولين بدا اليوم أنهم صاروا معلومين.

حينها اتفقت مصالح إيران ومصالح أمريكا وربما مصالح دول عربية على تصفية تلك الكوادر والعلماء العراقيين رغم الاختلافات السياسية بين إيران وأمريكا ودول عربية أخرى, واليوم لا أستبعد وجود هذا التوافق في المصالح مابين أطراف مختلفة في اليمن لتصفية هؤلاء الكوادر في الطيران والمخابرات.

بل ومما يؤكد ذلك أن أكثر الطيارين المستهدفين الشهداء ليس فقط من اشتركوا في توجيه ضربات لأوكار القاعدة في أبين والبيضاء ولكن أيضاً من رفضوا قصف أرحب ومن كان لهم مواقف مع الثورة عموماً أو الثورة الخاصة بالقوات الجوية التي أطاحت بشقيق الرئيس السابق.

ولا أستبعد أن يكون الطيارون المستهدفون أيضاً على خلفية حرب صعدة ورضا بعض الأطراف عنهم من عدمه, والحال لا يختلف فيما يتعلق بضباط المخابرات والأمن فهم من لون محدد أو لهم علاقة بملفات وقضايا محددة أو محسوبون على أطراف وأشخاص محددين.

لا يكفي أن تستمر وزارة الدفاع بتشكيل لجان تحقيق لا تخرج بنتائج ولا تكشف الخلل، وعما إذا كان مرتبطاً بصفقات شراء الطائرات أم بالصيانة وقطع الغيار أم باختراق للقوات الجوية من قبل أطراف أخرى.

rashadali888@gmail.com