معركة الشيعة المعاصرة مع السنة!
بقلم/ كمال عبدالقادر بامخرمه
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر
الثلاثاء 18 يونيو-حزيران 2013 08:34 م

إن الحرب التي دخلها (حزب الله) جهاراً نهاراً مؤخرا، ومن قبلُ (إيران)، ضد الشعب السوري، ليست مجرد حرب على شعب ما في بقعة محدودة، بل هي بداية حرب ضد الإسلام الحق الذي يمثله السنة الذين يقفون ضد مخططات اليهود والنصارى في العالم الإسلامي، والذين –للأسف- خذلهم حكامهم في كل المنطقة, وغيبوا معظمهم عن المخاطر التي تحاك ضدهم؛ فوجد الرافضة الجو خالياً فأخذوا يخططون ويوجدون حقائق على الأرض من السيطرة على عدد من مناطق السنة، بدءاً من لبنان التي يشكل(حزب الله) فيها جيشاً لديه عتاد كبير من السلاح والمقاتلين, حتى صار (حسن نصر الله) هو الحاكم الفعلي للبنان، رغم وجود حكومة رسمية شكلية لم تستطع أن تنزع سلاح هذا الحزب المتمرد. وكان (حزب الله) يلقى الدعم المتواصل من إيران والنظام السوري.

ثم تلا لبنان العراق التي كانت دولة سنية في أيام حكم صدام، الذي وقف حجر عثرة تجاه مخططات إيران الطائفية. وكان النظام السوري النصيري -الذي يَحكم الغالبية السنية- يتعاون ويتعاضد بشكل كبير مع رافضة إيران، ما شكل حلفاً قوياً لضرب كلِّما هو سني في المنطقة.

كما احتلت إيران جزر الإمارات ليكون كلُّ ما هو ثمين لديها من عمران وبناء عرضة للتدمير بأقل الأسلحة.

وفي السعودية يوجد شيعة جاهزون تحت الطلب لإحداث الفوضى والفتن الداخلية؛وقد بدأوها في منتجع السعوديين (البحرين)!!

وقد طالت أيدي إيران اليمن لتدعم أحدَ أطراف النزاع بالمال والسلاح, لتحيط بذلك أرض الحرمين من الجنوب والشرق والشمال، إلى حين أن يأتي الوقت المناسب لتضرب ضربتها, وتسقط دولتها, وتحتل قلب العالم الإسلامي السني, وتذيقه ما أذاقته للسنة في إيران والأحواز من العذاب والنكال والتشييع, وما أذاقته وتذيقه لسُّنة العراق عبر حكومة المالكي الشيعية العميلة لها؛ وحينئذ يقع الفأس في الرأس ولات حين مندم.

من ثم ستتعاون إيران مع كيان اليهود اللقيط لضرب مصر -القوة السنية الكبرى!وعندها ماذا سيبقى للسنة غير العويل!!

لهذا لما قامت الثورة السورية، وهو أمر لم يكن في حسبان ملالي طهران، سعت إيران لضربها حينما فشل النظام السوري النصيري في إخمادها؛ وأعطت الأوامر بعد ذلك لحزب الله أن يدخل بقواته وعتاده بصورة واضحة سعياً في إنهائها. وما ذلك إلا لأن نجاح هذه الثورة ستكون معوقاً كبيراً لمخططاتهم, وخطراً يهدد تحقيق آمالهم التي أعدوا لها عدتها، لتدمير أهل السنة في المنطقة, وحكامُهم عنها غافلون أو متغافلون.

وإننا نرجو أن تكون هذه الحماقة السافرة من الرافضة بالتدخل المكشوف في معركة شعب سوريا ضد هذا النظام الطائفي الحاقد بدايةً لوضوح وانكشاف أحد أعتى أعداء الإسلام والمسلمين لأهل السنة، الذين ظل كثير منهم مغروراً بمشاريع الرافضة وشعاراتهم في حماية الإسلام والدفاع عنه وعن مقدساته, وأنهم الصف الممانع والمقاوم ضد إسرائيل!

ويشكل مؤتمر علماء الأمة، الذي انعقد في القاهرة وصدر عنه ذلك البيان التاريخي،إن شاء الله بداية اليقظة تجاه عدوٍّ ينخر في جسد الأمة, وهم يحسبونه منهم ويحمل آمالهم ويسعى لعزتهم وكرامتهم وتطهير مقدساتهم من أنجاس اليهود الغاصبين. ونأمل أن يبدأ به انبلاج فجر جديد للأمة الإسلامية، لأن أعظم النصر أن تعرف عدوك من صديقك, وأن تميز أين أنت؟ ومن معك؟ ومن ضدك؟ هذا هو أول مراحل النصر, لكن يجب أن تتلوه مراحل أخرى في طريق النصر, وهو أن نتخذ ما يمكن من الإجراءات والتدابير التي توقف أو تعرقل مخططات هذا العدو, وأولها أن يسعى أهل السنة للتوحد, أو على الأقل تنسيق المواقف والتعاون فيما يؤدي إلى نصرة أهدافهم المشتركة,وهي حماية أديان الناس وأرضهم من أن يغتالها أعداء الله. ومنها أن يعوقوا تحالف المشروع الصفوي الصهيوني الأمريكي لتدمير الصحوة السنية، التي تمر بمراحل مخاض عسيرة ومتنوعة, وينتابها كثير من التآمر من داخلها وخارجها, والمتمثل في الأفكار والمناهج المستوردة, وفرض عولمة المناهج الديمقراطية التي تروج لها امريكا والغرب.

وبما أن المواجهة شاملة ومتنوعة فلا مانع من أن يتم وأد بعضها تلو البعض. وبما أن المشروع الرافضي قد دخل في مواجهة مباشرة مع السنة, وأخذ في ذبح وتقتيل وتشريد شعبٍ سنيٍّ بأكمله, سيكون ثمن السكوت عليه وخيماً على المجتمع السني بأكمله؛ حيث سيتعاون الرافضة بمنهجهم الضال مع الأمريكان بمناهجهم الكفرية لإضلال أهل السنة واستمرار هيمنة الكفر على بلاد المسلمين ووقوع السنة بين كماشتي عدو داخلي وعدو خارجي. وإن من الحنكة تصفيةَ العدو الداخلي أو إضعافه على الأقل؛خاصة حين تكون له صولة وجولة, ويلبس على الناس بأنه مدافع عن المسلمين ورافع راية الإسلام. ولقد جاءت الفرصة للمسلمين للقيام بهذا الأمر في أرض الشام. وأعتقد أن صرخة مؤتمر علماء الأمة في القاهرة بداية الطريق إذا أخذت مسارها نحو التحقيق الواقعي.